المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة تصبير المحبوب برثاء شيخ الجنوب [العلامة زيد المدخلي رحمه الله]



أهــل الحـديث
18-03-2014, 07:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





تصبير المحبوب برثاء شيخ الجنوب
[العلامة زيد المدخلي رحمه الله]





إنّ الحـياة وعـــاء ملؤه الكدرُ *** و النّـفس لاهية و العمْرُ يُختصرُ

إنّ التقلّب طـبعٌ للـزمانِ بـَلَـى*** فيـه الـمناكيد و الأفراحُ و الغِيَرُ

و الوقت يمضي و تمضي فيه صبوتنا *** ثـمّ الـمشيب فلا حسٌ و لا أثرُ

و العلم يقبض إن مات الهـداة وذا *** قول الرسـول أتى في نصّـه خبرُ

هذي الشّموس خبت من بعد وهجتها *** و القوم في سِنةٍ و الجهل منتشرُ

متى يـفيق حريص جدّ في شـطط *** و المـوت يقبِضُ و الأَعلام تندثرُ


***************

يا من بكى لفراق الخدنِ من كلفٍ *** لـو كنت تعلم حالي كنتَ تعتذرُ

العين تدمع و الأعضاء في حـزنٍ *** و النفـس في أرقٍ و القلبُ منفطرُ

إذ فوّز القَرْمُ من جـازان يرحـمه *** ربٌّ كـريم و لــلآثامِ يغـتفرُ

إن ماتَ زيدٌ يموت الحلْم في كفن *** و الفقه سُجِيّ و التّدريس و الدُّررُ

فيه السّجايا خصالُ الأجودين بدت *** للنّاظـرين فلا تخفى لمن بصرُوا

الرفق فيه بلى طـبع الـكرام كـذا *** فيه التـواضع لا خَتْلٌ و لا بطرُ

المدخليّ إذا قلتَ الفـقـيه فــقد *** جئت الحقيقة لا زورٌ ولا غَررُ

لو قلتَ ذاك إمـام في العـقيـدة أو *** مثل السبنتى به الأوغادُ تنكسرُ

أو قلت شاعرَ قومٍ فـاق أفحـلهم *** صاغ القصائد تترى ملؤها العِبَرُ

أو قلتَ في أدبٍ كـالنّار في عـلمٍ *** فـالصدق تنشـره و الحقَّ تَعتبرُ

كانت مجالس شيخي كالنّجوم بـها *** يُهـدى المريد و من للنّور يَبْتَدرُ

***************

هذا المصاب أتى , قد حلّ صاعقةً *** يا أهل منهجنا ادعوا كذا اصطبروا

إنّ العـزاء لنا و الـرزءُ زلزلنـا *** فلا نـقول هنا سخـطًا به ضررُ

بل الـرضاءُ بـحكم الله نقـبلهُ *** فالصـابرون بعـفو الله قد ظفروُا

فالله يرحمُ شيخـًا كــان ينفعنا *** بالعلمِ ينـشـره والأجر ينـتظرُ

و اجعله في فئة بالـخير فائــزة *** ثبّته في جدثٍ و اغفر لـمن قُبِروا

أنزل سحائب عفوٍ منك مرسلــةٍ *** و اللّحد تملؤُه الأنوارُ و الـدُّررُ

أسكنه جــنّة فردوس بـمكرمةٍ *** صــدّيقُ جاوره فيها كذَا عمرُ





أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدٌ العِكْرِمِيُّ ليلة الجمعة 12 جمادى الأولى 1435 هجرية
منقول من منتدى التصفية و التربية.