المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين حمدات والفند



أهــل الحـديث
14-03-2014, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ومن عجائب الطعن أن رجلاً من الأكراد يقال له : حمدات كان قديم الصحبة قد سافر مع والدي (راوي القصة الأمير أسامة بن منقذ) إلى أصبهان إلى دركاه السلطان ملك شاه ، فكبر وضعف بصره ، ونشأ له أولاد ، فقال له عمي عز الدين :
يا حمدات ، قد كبرت وضعفت ، ولك علينا حق وخدمة ، فلو لزمت مسجدك - وكان له مسجد على باب داره - وأثبتنا أولادك في الديوان ، ويكون لك أنت كل شهر ديناران ، وحمل دقيق وأنت في مسجدك .
قال : افعل يا أمير ، فأجرى له ذلك مديدة .
ثم جاء إلى عمي وقال : يا أمير ، والله ما تطاوعني نفسي على القعود في البيت ، وقتلي على فرسي أشهى إلي من موتي على فراشي !!!!!
قال : الأمر لك وأمر برد ديوانه عليه كما كان .

فما مضى إلا الأيام القلائل حتى غار علينا السرداني - صاحب طرابلس - ففزع الناس إليهم ، وحمدات في جملة الروع ، فوقف على رقعة من الأرض مستقبل القبلة ، فحمل عليه فارس من الإفرنج من غربيه ، فصاح إليه بعض أصحابنا :
يا حمدات ، فالتفت فرأى الفارس قاصده ، فرد رأس فرسه شمالاً ، ومسك رمحه بيده ، وسدده إلى صدر الإفرنجي فطعنه فنفذ الرمح منه .
فرجع الإفرنجي متعلقاً برقبة حصانه في آخر رمقه .
فلما انقضى القتال قال حمدات لعمي :
يا أمير ، لو أن حمدات في المسجد من كان طعن هذه الطعنة ؟

فأذكرني قول الفِنْد الزماني :
أيا طعنة ما شيخ ... كبير يَفَنٍ بالي
تَفْتّيت بها إذ كـ ... ـره الشكة أمثالي
وكان الفند قد كبر وحضر القتال ، فطعن فارسين مقترنين فرماهما جميعاً . (1)


أما الفند ذكر قصة الأمير بن منقذ في كتابة "لباب الآداب" :

نقلت من خط النَّجِيرمي قال :
كان الفِنْدُ من الفرسان الشجعان القدماء ، وهو شهل بن شيبان بن ربيعة بن زِمَّان ، وإنما سمي الفند : لأنه شبه بالقطعة من الجبل ، وكان عظيماً، وأمدت بنو حنيفة يوم قِضَة بكر بن وائل بالفند ، وقالوا :
قد أمددناكم بألف رجل ، وكان شيخاً كبيراً يومئذ ، فطعن مالك بن عوف بن الحارث بن زهير بن جشم وخلفه رديف له يقال له الثريار بن مازن بن جشم بن عوف ابن وائل بن الأوس ، فانتظمهما برمحه , وقال :
أيا طعنةَ ما شيخٍ ... كبير يَفَنٍ بال (1)
كجيب الدِّفْنِسِ الْوَرْهَا ... ءِ رِيعت بعد إجفال (2)
تَفَتَّيتُ بها إذ كَـ ... ـرِهَ الشِّكَّةَ أمثالي (3)
وشهد الفِندُ الزَّمَّانيُّ حرب بكر وتغلب وقد قارب المائة سنة ، فأبلى بلاء حسناً ، وكان يوم التحالق الذي يقول فيه طرفة بن العبد :
سائلوا عنا الذي يعرفنا ... بِقُوَانَا يوم تَحْلاقِ اللِّمَمْ
يوم تبدي البيض عن أسْوُقِهَا ... وتَلُفُّ الخيل أعراج النَّعَمْ (5)
___________________________________

(1) المنتقى من بطون الكتب المجموعة الثانية ص:35 للشيخ محمد ابراهيم الحمد .
(2) اليَفَن : الشيخ الهرِم .
(3) الدِّنفس : الحمقاء ، الورهاء : المتساقطة العقل .
(4) تَفَتَّيتُ : أي تخلَّقت بأخلاق الفتيان ، الشِّكَّةَ : هي ما يُلبس من السلاح .
(5) المنتقى من بطون الكتب المجموعة الثالثة ص:42 .

http://alhmdani897.blogspot.com/2014...g-post_23.html (http://alhmdani897.blogspot.com/2014/01/blog-post_23.html)