المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ما يجب على أهل الحق والإتباع!!!



أهــل الحـديث
13-03-2014, 04:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي (وفقه الله)، نفعنا الله وإياكم بها.


هذا ما يجب على أهل الحق والإتباع!!!

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد و على آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن زماننا هذا أيها الأحبة الكرام قد كثرت فيه الفتن وازدادت المحن، واشتد فيه البلاء وتكالب على أهل الإسلام الأعداء، وارتفعت رايات أهل البدع في الكثير من البلدان!وظهرت المعاصي وفشت في غالب الأوطان!، والله المستعان.
أصبحت أوقات الكثير من المسلمين تُصرف في تحصيل الشهوات! وهمومهم منصبة على تحقيق الملذات!!.
قلَّ فيه أيها الأفاضل من يدعو الناس إلى التمسك بالدين واتباع هدي خير المرسلين، ويحثهم على فعل الطاعات والتزود من الخيرات، ويحذرهم من البدع والمحدثات،ويبين لهم خطر المعاصي وارتكاب المنكرات!.
يقول الإمام النووي –رحمه الله-:" واعلم أن هذا الباب أعني باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا، وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)[النور:63]، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب، فإن نفعه عظيم لاسيما وقد ذهب معظمه، ويخلص نيته ولا يهابنَّ من ينكر عليه لارتفاع مرتبته...". الشرح على صحيح مسلم (2/ 24)
إن مما أمر به الله جل وعلا أيها الأحباب من رُزق علما أن يؤدي زكاته،ومن ذلك أن يُرشد الناس للحق والصواب، ويحذرهم من كل باطل وما يخالف دين العزيز الوهاب،قال تعالى :(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)[البقرة:159].
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله-:"هذه الآية وإن كانت نازلة في أهل الكتاب وما كتموا من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته، فإن حكمها عام لكل من اتصف بكتمان ما أنزل الله (من البينات ): الدالات على الحق المظهرات له، (والهدى):وهو العلم الذي تحصل به الهداية إلى الصراط المستقيم، ويتبين به طريق أهل النعيم من طريق أهل الجحيم، فإن الله أخذ الميثاق على أهل العلم بأن يبينوا للناس ما من الله به عليهم من علم الكتاب ولا يكتموه،فمن نبذ ذلك وجمع بين المفسدتين:كتم ما أنزل الله،والغش لعباد الله،فأولئك(يلعنهم الله)أي:يبعدهم ويطردهم عن قربه ورحمته(ويلعنهم اللاعنون) وهم جميع الخليقة،فتقع عليهم اللعنة من جميع الخليقة لسعيهم في غش الخلق وفساد أديانهم وإبعادهم من رحمة الله، فجوزوا من جنس عملهم، كما أن معلم الناس الخير يصلي الله عليه وملائكته حتى الحوت في جوف الماء لسعيه في مصلحة الخلق وإصلاح أديانهم وقربهم من رحمة الله، فجوزي من جنس عمله،فالكاتم لما أنزله الله مضاد لأمر الله مشاق لله، يُبين الله الآيات للناس ويوضحها وهذا يطمسها ويعميها، فهذا عليه هذا الوعيد الشديد ".تفسير السعدي (ص 77)
فمما ينبغي على العلماء الربانيين والدعاة الصادقين أن ينصحوا للمسلمين ،فلا يخشوا في ذلك من المخالفين! ولا من كثرة أعداء الدين، ولا تحالف أهل الباطل المنحرفين، فعن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خَطِيبًا فَكَانَ فِيمَا قال :" ألا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا هَيْبَةُ الناس أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إذا عَلِمَهُ ".رواه ابن ماجة (4007)، وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
فما قويت البدع وانتشرت خاصة في بعض الأمصار! أيها الكرام إلا وكان من أهم أسباب ذلك! ترك التحذير منها، وبيان خطرها وضررها على المسلمين.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:"وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة". مجموع الفتاوى( 3/ 104)
وما برز وظهر أهل الباطل المنحرفين في كثير من بلدان المسلمين،وتصدر أهل الجهل المتعالمين! للتكلم في أمور الدين! إلا بسبب سكوت بعض أهل الحق المصلحين!.
يقول الإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله - :"فلا يجوز لأهل العلم السكوت وترك الكلام للفاجر والمبتدع والجاهل؛فإن هذا غلط عظيم ، ومن أسباب انتشار الشر والبدع ، واختفاء الخير وقلته،وخفاء السنة.
فالواجب على أهل العلم أن يتكلموا بالحق ، ويدعوا إليه ، وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه ، ويجب أن يكون ذلك عن علم وبصيرة " .مجموع الفتاوى (224/9)
فلما سكت أهل الحق عن الباطل! ظن الكثير من عوام المسلمين!أنَّ أهل الباطل هم على الحق! فإذا كتم العالم وصاحب الحق أيها الأحبة الكرام الصواب ولم يبينوه للناس! فمتى يتعلم الجاهل؟! وكيف يجتنب الباطل ويحذر من أهله؟!.
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله- :"العلماء إذا لبسوا الحق بالباطل فلم يميزوا بينهما، بل أبقوا الأمر مبهما وكتموا الحق الذي يجب عليهم إظهاره، ترتب على ذلك من خفاء الحق وظهور الباطل ما ترتب، ولم يهتد العوام الذين يريدون الحق لمعرفته حتى يؤثروه، والمقصود من أهل العلم أن يظهروا للناس الحق ويعلنوا به ويميزوا الحق من الباطل، ويظهروا الخبيث من الطيب، والحلال والحرام، والعقائد الصحيحة من العقائد الفاسدة ليهتدي المهتدون ويرجع الضالون وتقوم الحجة على المعاندين". تفسير السعدي ( ص143)
فيا من وفقك أرحم الراحمين لمعرفة الحق والتمسك بهدي خير المرسلين على فهم سلفنا الصالحين، عليك أن تُكثر من شكر الله جل وعلا على هذه النعمة العظيمة،وتسأله الثبات عليها حتى الممات،واحذر من أن تضعف أمام ما قد يُصيبك من ابتلاء! وإياك أن تتأثر بظهور الباطل وكثرة أهله!! فتترك ما يجب عليك من دعوة الناس للحق وإرشادهم إلى ما ينفعهم في الدارين، واعلم أن الواجب والأولى بأهل الهدى المتبعين أن يضحوا بالغالي والنفيس من أجل نشر هذا الدين بين الناس أجمعين وبيان الحق للمسلمين، لأنهم هم أولياء رب العالمين
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:"أما أهل السنة والحديث فما يُعلم أحدٌ من علمائهم ولا صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده،بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك،وإن امتحنوا بأنواع المحن، وفتنوا بأنواع الفتن،وهذه حال الأنبياء وأتباعهم من المتقدمين كأهل الأخدود ونحوهم،وكسلف هذه الأمة والصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة".مجموع الفتاوى (4/50)
وتيقن- ثبتك الله-أن الباطل إن كانت له جولة! فإن للحق دولة وعزة وتمكين من أرحم الرحمين،يقول تعالى:(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)[ الأنبياء : 18]
يقول الشيخ السعدي –رحمه الله-:"يخبر تعالى أنه تكفل بإحقاق الحق وإبطال الباطل، وإن كان باطل قِيل وجُودل به، فإن الله ينزل من الحق والعلم والبيان ما يدمغه فيضمحل ، ويتبين لكل أحد بطلانه (فإذا هو زاهق)، أي:مضمحل، فانٍّ، وهذا عام في جميع المسائل الدينية،لا يورد مُبطل، شبهة عقلية ولا نقلية في إحقاق باطل،أو رد حق إلا وفي أدلة الله من القواطع العقلية والنقلية ما يذهب ذلك القول الباطل ويقمعه،فإذا هو مُتبين بطلانه لكل أحد".تفسير السعدي(ص520)
فامض في طريقك -نفع الله بك- ولا تحزن ولا تيأس من قلة الأعوان!، واصبر على ما قد يُصيبك في الطريق الذي سلكته، فإنه طريق ليس مفروشا بالورود!واحرص على إفادة إخوانك المسلمين وإرشادهم إلى ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، وتحلى بالحكمة والرفق في نصحهم، يقول الإمام ابن باز –رحمه الله- :"هذا العصر عصر الرفق والصبر والحكمة، وليس عصر الشدة.
الناس أكثرهم في جهل، في غفلة إيثار للدنيا ، فلا بد من الصبر ، ولا بد من الرفق حتى تصل الدعوة ، وحتى يبلغ الناس وحتى يعلموا ،ونسأل الله للجميع الهداية" . مجموع فتاوى ابن باز ( 9/88)
فالله نسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يثبتنا وإياكم على الطريق المستقيم والمنهج القويم، وأن يجعلنا ممن يصدع بالحق ويرشد الناس إليه ولا يخاف في ذلك لومة اللائمين! فإنه سبحانه ولي ذلك وأرحم الراحمين.


وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أبو عبد الله حمزة النايلي