تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دور الاحتياج المعنوي في موضوع الاشتغال



أهــل الحـديث
09-03-2014, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



دور الاحتياج المعنوي في موضوع الاشتغال

يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،وفي موضوع الاشتغال دليل على ذلك:
الاشتغال كما هو معروف:أن يتقدم اسم ويتأخر عنه عامل أو طالب مشتغل عن الاسم المتقدم بالعمل في أو بطلب ضميره أو ملابس ضميره بحيث لو فُرِّغ من ذلك المعمول أو المطلوب وسلِّط على الاسم المتقدم لنصبه بفعل علاقة الطلب أو الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب.
هذا والأصل في الاسم المتقدم أن يجوز فيه وجهان:
الأول:راجح ، لسلامته من التقدير،وهو أن يرفع بالابتداءوما بعده في محل رفع على الخبرية ، وجملة الكلام حينئذ اسمية ،كقولنا:زيد ضربته ،والمبتدأ يحتاج إلى الخبر.
الثاني :مرجوح ،لاحتياجه إلى التقدير،وهو أن ينصب ويكون نصبه بفعل محذوف وجوبا موافق للمذكور، لأن الاسم منصوب وما بعده منشغل عنه فهو إذن مطلوب لفعل قبله ، وجملة الكلام حينئذ فعلية ،كقولنا :زيدا ضربته ،والتقدير:ضربت زيدا ضربته.
ثم قد يعرض للاسم المشغول عنه ما يوجب نصبه وما يرجِّحه وما يسوِّي بين الرفع والنصب ،وهذه المسائل التي يذكرها النحاة يجوز فيها النصب والرفع ،وتفصيل ذلك ما يلي :
1- يقول النحاة ،يجب نصب الاسم إن وقع بعد ما يختص بالفعل أو ما يدل على الفعل ، كأدوات التحضيض ، وذلك بحسب منزلة المعنى ، نحو:هلا زيدا أكرمته والتقدير:هلا أكرمت زيدا أكرمته ،ولكن الله تعالى يقول:إذا الشمس كورت "ويقول"فإذا جاءت الصاخة "،فإذا مثلا غير مختصة بالفعل ،ونستطيع أن نقول"إذا زيد جاءك "و"إذا جاءك زيد " ونستطيع أن نقول"إذا زيد جاء فأكرمه "وإذا زيدا ضربته فتحمل النتيجة " ومثلها :هلا،نقول:هلا زيد ضربته "و"هلا زيدا أكرمته"
2-ويجوز النصب والرفع مع ترجيح النصب في ست مسائل ،وكلها تعود إلى منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
الأولى:أن يكون الفعل طلبيا ،وهو الأمر والدعاء نحو :زيدا اضربه ، وزيدا غفر الله له ،لأن وقوع الجملة الطلبية خبرا قليل ، ولكن يمكن أن نقول:زيد غفر الله له .
الثانية:أن يكون الفعل مقرونا باللام أو بلا الطلبيتين ،نحو:عمرا ليضربه بكر ،وخالدا لا تهنه ،لأنه نفي بمعنى الطلب ،ووقوع الجملة الطلبية خبرا قليل فلا يحصل الاحتياج المعنوي بين المبتدأ والخبر،وهذه مثل السابقة.
الثالثة :أن يقع الاسم بعد عاطف مسبوق بجملة فعلية صرفة نحو: "والأنعام خلقها لكم " بعد "خلق الإنسان من نطفة" ويجوز في غير القرآن أن نقول:والأنعامُ خلقها لكم .
الرابعة :أن يُتوهم في الرفع أن الفعل صفة ، نحو:إنا كلَّ شيء خلقناه بقدر" وهذا لأمن اللبس ،لأن رفع كل يوهم بكون الفعل صفة لها ، بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بين الصفة والموصوف،وهذا يدل كذلك على أن المتكلم هو المتحكم في العلامة الإعرابية وبحسب المعنى المقصود والاحتياج المعنوي.
الخامسة:أن يكون الاسم جوابا لاستفهام منصوب ،كزيدا ضربته ،جوابا لمن قال:أيُّهم ضربت ؟أو :من ضربت؟
السادسة:أن يكون الاسم بعد شيء الغالب فيه أن يليه فعل كهمزة الاستفهام ،نحو:أبشرا منا واحدا نتبعه " ومنها النفي بما ،نحو:ما زيدا رأيته ،وأعتقد أن هذه المواقع يستوي فيها النصب والرفع .
أقول:وفي الكثير من هذه المواقع التي يذكرها النحاة يستوي النصب والرفع بحسب حاجة المتكلم ،فنقول مثلا:أزيد جاء ،و:أجاء زيد ؟والهمزة ليست مختصة بالفعل ،ولهذا يستوي نصب ورفع ما بعدها وذلك بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم ،ولهذا يستوي:أزيدا ضربته أو أزيد ضربته ،والأمر عائد إلى المتكلم .
3-ويستوي الرفع والنصب إذا تقدم على المشغول عنه جملة اسمية الخبر فيها فعل ، بشرط أن تكون الثانية معطوفة على الأولى بالفاء أو متضمنة لضمير المبتدأ الأول نحو:زيد قام وعمرو أكرمته لأجله ،أو فعمرا أكرمته ، فإن لم يكن في الثانية ضمير للأول ولم تعطف بالفاءامتنع النصب.
الرابط في الاشتغال:لا بد في صحة الاشتغال من علقة أو رابط بين العامل الطالب والاسم السابق ، بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بين اجزاء التركيب ،وكما تحصل العلقة بضميره المتصل بالعامل ،كزيدا ضربته ،كذلك تحصل بضميره المفصول في مثل:زيدا مررت به ،أو:زيدا ضربت أخاه أو زيدا ضربت رجلا يحبه ،أو :زيدا ضربت عمرا وأخاه.
ومما تقدم نلاحظ أن موضوع الاشتغال يعود إلى الاحتياج المعنوي عند المتكلم ،وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ،والرافع والناصب والجار والجازم بحضور معاني الألفاظ هو المتكلم،والأمر لا يحتاج إلى الفلسفة والمنطق والتفصيل .