المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البدع وأنواعها والامر بالابتعاد عنها



الاهلي الراقي
09-03-2014, 03:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أما بعد أحبتي متصفحي هذا القسم الإسلامي النير أحببت أن أشارك بهذه المقتطفات المنقولة من خلاصة معتقدات أهل السنة للشيخ عبد الله بن سليمان المشعلي. وبما أن البدع منهي عنها فقد اخترت لكم هذه المقتطفات الآتية:-
البدع وأنواعها والأمر بالابتعاد عنها.


قــــال تعــــالى " (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) (1)

وقال تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (2)

وقال صلى الله عليه وسلم:(( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة))
وعن عائشـة رضـي الله عنهـا قالت : قال رســول الله صلى الله عليه وسلم (( من احدث في آمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) متفق عليه.

والبدعة تشريع أو إتباع مالم يأذن به الله ورسوله ولا خلفاؤه الراشدون. والسنة ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم

وأصحابه في زمانهم. والبدع عدة أنواع مكفرة , وغير مكفرة , تكون في العبادات وفي المعاملات:-

أولاً : من النوع المكفر

من النوع المكفر إنكار الأمر المجمع عليه المتواتر كجحود فرض أو إيجاب مالم يجب أو تحريم حلال أو تحليل حرام. ونفي ما أثبته الله ورسوله

وإثبات مالم يثبته اله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومثال لذلك بدع الجهمية في إنكار الصفات والقول بخلق القرآن .

أو القول بخلق أحد صفات الله وكبدعة القدرية في إنكار أفعال الله وقدره.

ثانيا : من أنواع البدع غير المكفرة

فمن أنواع هذه البدع غير مكفرة كالبدع التي لا يلزم منها تكذيب الكتاب والسنة ومن الأمثلة على ذلك مثال بدع المر وانيين

بتأخير الصلوات عن أوقاتها وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد فالصحابة رضوان الله عليهم لم ينزعوا يداً من بيعتهم ولم يكفروهم.

ثالثاً : من الأنواع البدع في العبادات مثل :

التعبد بما لم يأذن به الله كعبادة جهلة الصوفية بالرقص والغناء. يشابهون من قال الله تعالى فيهم:

(وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) (3)

والتعبد بما له أصل في الشرع لكن يوضع في غير موضعه كالتعبد بكشف الرأس في الصوم . وصوم العيدين ويوم الشك.

رابعاً : البدع في المعاملات:

البدع في المعاملات كشرط شروط ليست في كتاب الله ولا سنة نبيه ومثاله قول الرجل أعتق يا فلان ولي الولاء وإنما الولاء

لمن أعتق وإن كان مائة شرط أي كرر الشرط مائة مرة تأكيداً فشروطه باطلة. ولا يشك من نور الله بصيرته بأن البدع كلها

مردودة ممقوتة قبيحة ضلال ليس فيها هدى أوزار لا أجر فيها. ولا يقبل الله منها شيء والشريعة الإسلامية مبنية على النقل

والأدلة عن الله ورسله. لا على الأوهام والظنون وتحسينات العقول. ولقد أمر الله نبيه بألا يحكم برأيه مع رزانته ورجاحة

عقله بل أمره الله بالحكم بما أراده الله وبما أوحى إليه فقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ) (4)

ولم يقل عزوجل لنبيه برأيك أو بما رأيت. وجميــع الـــذين أحــدثــوا فــي الدين واقعون في قوله عز وجل :

( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ )(5)



هذا والله أعلم.




ملاحظات
1- الأعراف الآية ( 3 )
2- الجاثية الآية (15)
3- الأنفال الآية (35)
4- النساء الآية (105)
5- النحـــل الآية (25)