المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كأس العالم للمنتخبات 2014 :- نوبوا، القيصر الإكوادوري



عميد اتحادي
08-03-2014, 10:40 PM
أدىت صعوبة الأحوال الجوية إلى توقف الدوري الروسي لمدة ثلاثة أشهر. وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن هذه الفرصة ستكون سانحة للاستراحة واستجماع القوى لما هو آت، خصوصاً وأن هذا العام سيكون حافلاً.

وفي المرحلة النهائية من هذا التوقف، فلقد انتهزنا الفرصة للتحدث مع لاعب خط الوسط الإكوادوري كريستيان نوبوا حول التحديات المباشرة التي تنتظره مع فريقه والتحدي الأكبر: كأس العالم البرازيل 2014 fifa.

في 9 مارس/آذار، يعود فريق دينامو موسكو الذي يحتل المركز الرابع إلى المنافسة بمواجهته أقرب منافسيه، نادي سيسكا موسكو، وعينه على اعتلاء قمة الترتيب في الدوري الروسي الممتاز. حيث صرح نوبوا قائلاً: "نحن على بعد 5 نقاط فقط من المتصدر وأمامنا 11 جولة. نمتلك مجموعة قوية ولاعبين جيدين والأمر بأيدينا."

ورغم محاولته التركيز على التحدي الأقرب إلا أن العرس العالمي المقبل يثير عاصفة من الأحاسيس والترقب لما سيحدث في أقل من 100 يوم. وهو ما اعترف به قائلاً "لن أنكر أنه في هذه المرحلة يحاول اللاعب أن يتألق مع فريقه ليحظى بفرصة المشاركة مع المنتخب في كأس العالم الذي يعتبر حلم كل لاعب. فالجميع يريد أن يصل في أفضل الأحوال."

يعد نوبوا اللاعب السادس الأكثر مشاركة مع فريق رينالدو رويدا في تصفيات أمريكا الجنوبية البرازيل (13 مباراة)، ولكن هذا لم يغير شيئاً في داخله: "في كل مرة ألعب مع المنتخب أحس بأنها المرة الأولى. أحاول دائما أن أقدم أفضل ما عندي حتى أستمر في المشاركة مع المنتخب. فأنا فخور جداً بارتدائي قميص بلادي."

كان أول استدعاء له للمشاركة مع المنتخب عام 2006، ولكنه لم يكن ضمن المجموعة التي شاركت في مونديال ألمانيا. وتذكر النجم الإكوادوي ذلك قائلاً: "كنت أتدرب مع إيميليك، وبما أن المباريات كانت تُلعب في الصباح، كنا نشاهدها وبعد ذلك نذهب للتدريب." ثم أضاف مسترسلاً "كان تخطي الدور الأول أمراً رائعاً. وهذا هو هدفنا الرئيسي هذه المرة أيضاً. ولما لا تحسين النتائج المحققة في ألمانيا. سنسافر إلى البرازيل بهذه العقلية."

قام المدرب سيكستو فيزويتي بإقحامه في تشكيلة المنتخب في التصفيات المؤهلة لجنوب أفريقيا 2010، ولكن نوبوا لم يفرض نفسه في الفريق إلا بعد جلوس رويدا على دكة بدلاء المنتخب الإكوادوري. وهذا ما أشاد به قائلاً: "أحدث المدرب تغييراً جذرياً في الفريق. وهذا ما يستحق كل التنويه والتقدير لأنه من الصعب جداً القيام بأمر كهذا في هذه الفترة الزمنية القصيرة." قبل أن يردف مسترسلاً: "لقد تعلمنا أيضا الكثير معه من الناحيتين التكتيكية والفنية: السيطرة على الكرة وتوحيد الصفوف في الخلف. يعتبر الجانب التكتيكي من أهم نقاط قوة مدربنا."

مواجهة سويسرا وفرنسا وهندوراس

علق نوبوا، البالغ من العمر 28 عاماً، عن نتائج القرعة النهائية لكأس العالم والمنافسين في مجموعته قائلاً: "لم نقع في مجموعة فيها منتخبات عالمية. صحيح أنها مجموعة قوية، ولكنها في المتناول. وهذا لا يعني بأن جميع المنافسين ليسوا أقوياء، بدءاً من مباراة الافتتاح ضد سويسرا. يجب أن نلعب كل مباراة كما لو أنها نهائي ونفرض أسلوب لعبنا ونكشف عن نوايانا."

ويبدوا أنه لا يخالجه أي شك بشأن الشخص الذي ستهدى له كل دقيقة يلعبها منتخب الإكوادور في هذه المسابقة. حيث قال بمرارة "سيكون الأمر بمثابة تكريم لكريستيان (بينيتيز). كانت وفاته صعبة جداً على الجميع. حيث لم يكن من السهل تحمل هذه الخسارة لأنه كان هدافنا وزميلنا وشقيقنا... وهذا ما أثر علينا كثيراً. نأمل أن يرافقنا من حيث يتواجد في كل مباراة. نحن نعرف بأنه يعتني بنا جميعاً." وأضاف ابن مدينة جواياكيل قائلاً: "الإنسجام والصداقة والزمالة في المجموعة هو ما ساعدنا على المضي قدماً. إنها نقطة قوتنا."

من روسيا مع الحب

يمكن اعتبار المضي قدماً في وقت الشدة كفلسفة في حياته المهنية. حيث كان عليه التغلب على العديد من العقبات عندما قرر عام 2008 التوقيع في سن الـ 22 لفريق روبين كازان الذي فاز معه بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخ النادي ليشارك في دوري أبطال أوروبا.

"كانت مسألة التأقلم صعبة جداً. لم أكن أعرف شيئاً عن روسيا. ولكنني كنت أريد أن أنمو كلاعب. وعندما أتيحت لي هذه الفرصة استغليتها جيداً. أنا سعيد لوجودي هنا." أما بخصوص طريقته في التأقلم فقد علق لاعب دينامو منذ عام 2012 قائلاً: "يجب أن تنسى البرد وصعوبة اللغة والإختلاف الثقافي وتفكر فقط في كرة القدم والعمل بجد. إنه أمر صعب جداً، ولكنه من الأفضل أن تركز على الأمور الإيجابية."

تزوج عام 2010 بأولجا رومانوفا التي رُزق معها بطفلين يقول عنهما بافتخار "نصفهما إكوادوري والنصف الآخر روسي. إنهما روسيان لطيفان." وهكذا أصبح نوبوا متأقلماً بالكامل: "يبدو الروس من الوهلة الأولى أنهم جادون وباردون ولا يثقون بأحد، ولكنك عندما تكسب ثقتهم ينفتحون تماماً. فهُم لا يتمتعون بتلك الحميمية اللاتينية، بل يحتاجون إلى وقت أكثر للإنفتاح، والسر يكمن في أخذ الوقت الكافي."

فالصبر والاحترام هما المفتاح لتحقيق الانسجام بين ثقافتين مختلفتين سواء في البيت أو في النادي: "يمكنك تحقيق التوازن بالتحلي بالصبر والإرادة لفهم الآخر. هذا أهم شيء. لابد من الانفتاح لأننا في العمق لا نختلف كثيراً، رغم اختلاف العادات والتقاليد."

لقد قضى نوبوا ست سنوات في كرة القدم الروسية، لذلك يمكنه الحديث عنها بكل مصداقية: "إنها تشهد نمواً كبيراً. ويحترف فيها العديد من اللاعبين المتميزين. فقد تحسنت الملاعب وهم بصدد العمل الآن على البنية التحتية لاستضافة كأس العالم المقبلة."

بعد قضائه أكثر من خمس سنوات في روسيا، هل حان الوقت لتغيير الأجواء؟ يقول نوبوا "أنا مرتاح في النادي. نواجه اليوم تحدي اعتلاء الصدارة والمشاركة في دوري أبطال أوروبا... لماذا التفكير في أمور أخرى؟ أهم شيء الآن هو كأس العالم، يجب أن أحصل على الإيقاع الجيد لأسافر إلى البرازيل في أفضل الأحوال. بعد ذلك سنرى ما يمكنني القيام به وما هو الإختيار الأفضل بالنسبة لمسيرتي الرياضية."