المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعراب فرع المعنى وليس فرع القاعدة



أهــل الحـديث
08-03-2014, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الإعراب فرع المعنى وليس فرع القاعدة
قال الشاعر:نمْ وإن لم أنَمْ كرايَ كراكا//شاهد من الدمع أن ذاك كذاكا
موضع الشاهد في هذا البيت هو قول الشاعر: "كراي كراكا، أي :نومي نومك.
تقول القاعدة النحوية :إذا تساوى المبتدأ والخبر في التعريف أو التنكير ، فالأول هو المبتدأ والثاني هو الخبر،إلا أن المعنى يمنع من تطبيق هذه القاعدة هنا ،ويجب أن نحكم على "كراي" بأنه الخبر ،وعلى "كراكا" بأنه المبتدأ،وعلى هذا يكون المعنى :نم وإن لم أنم فنومك نومي ،لأن المخاطب هو الذي نام وليس المتكلم،ومن هنا فالشاعر يحكم على نوم المخاطب بأنه نومه، وقد تم التقديم والتأخير بالضابط اللفظي ، من أجل التصريع.
يقول الجرجاني في كتاب " دلائل الإعجاز ، تحت عنوان " ضرورة ربط اللفظ بالمعنى ": وذلك أنه لو كانت المعاني تكون تبعاً للألفاظ في ترتيبها لكان محالاً أن تتغير المعاني والألفاظ بحالها لم تزل عن ترتيبها فلما رأينا المعاني قد جاز فيها التغير من غير أن تتغير الألفاظ وتزول عن أماكنها علمنا أن الألفاظ هي التابعة والمعاني هي المتبوعة‏،واعلم أنه ليس من كلام يعمد واضعه فيه إلى معرفتين فيجعلهما مبتدأ وخبراً ثم يقدم الذي هو الخبر إلا أشكل الأمر عليك فيه ، فلم تعلم أن المقدم خبر حتى ترجع إلى المعنى وتحسن التدبر‏،أنشد الشيخ أبو علي في التذكرة من الخفيف‏:‏ ** نم وإن لم أنم كراي كراكا **ثم قال‏:‏ ينبغي أن يكون كراي خبراً مقدماً ويكون الأصل كراك كراي أي نم وإن لم أنم فنومك نومي‏.‏ كما تقول‏:‏ قم وإن جلست فقيامك قيامي‏،هذا هو عرف الاستعمال في نحوه‏،ثم قال‏:‏ وإذا كان كذلك فقد قدم الخبر وهو معرفة وهو ينوي به التأخير من حيث كان خبراً‏،قال‏:‏ فهو كبيت الحماسة من الطويل‏:‏بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ***بنوهن أبناء الرجال الأباعد
فقدم خبر المبتدأ وهو معرفة‏، وإنما دل على أنه ينوي التأخير المعنى ولولا ذلك لكانت المعرفة إذا قدمت هي المبتدأ لتقدمها فافهم ذلك‏.
والإنسان يتحدث تحت رعاية الضابط المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس.