المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأهمية المعنوية بين القريب والبعيد



أهــل الحـديث
07-03-2014, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الأهمية المعنوية بين القريب والبعيد
الإنسان يتحدّث بحسب الأهمية المعنوية ،وتحت رعاية الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية وعلاماتها ،والأصل أن يتم البناء والربط والتعليق مع القريب إلا عند اللبس والمانع المعنوي فيكون مع البعيد ،والمعنى هو الحَكَم،وفي كلام الله تعالى دليل على ذلك:
قال تعالى: وإذ قلتم يا موسى لأن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" و"جهرة" حال مبني على الفعل "نرى"وليس على الفعل "نؤمن "،بسبب القرب والاحتياج المعنويين بينهما ، وقال تعالى"وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين*على قلبك لتكون من المنذرين *بلسان عربي مبين* وشبه الجملة "بلسان عربي مبين" متعلقة بـــ"المنذرين"وليس بـــ"نزل"، وقال تعالى"يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" و"من" معطوفة على القريب لفظ الجلالة ،وليس على الكاف بدليل قوله تعالى "هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " ، وقال تعالى"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون " "فالذين من قبلكم" معطوفة على الضمير في "خلقكم" وليس على لفظ الجلالة ،لأن الله تعالى لا يأمر بتقوى غيره ،وقال تعالى" "قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء "وقوله تعالى "أن نفعل "معطوف على "ما يعبد "وليس على "أن نترك"لأن صلاته لا تأمره بأن يفعلوا في أموالهم ما يشاؤون ، من ويجوزأن يكون البناء والربط والتعليق مع البعيد مع القرينة التي تمنع اللبس ،وهي علامة منزلة المعنى ،إلا أن الربط مع القريب أولى ،بسبب القرب والأهمية المعنوية ،كقوله تعالى:فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلَِكم إلى الكعبين *ففي قوله تعالى "وأرجلكم "قراءتان ،قراءة الجر بالعطف على الرؤوس وقراءة النصب بالعطف على الأيدي ، وفي رأيي أن قراءة الجر أولى ،بسبب القرب المعنوي ،واللبس مأمون،وإن كانت القراءتان صحيحتين ،لأن القرآن الكريم لا يترك القريب ،ويربط مع البعيد إلا عند اللبس أو المانع المعنوي ،كقوله تعالى "وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه " وشبه الجملة "لامرأته "متعلق بالفعل "قال" البعيد وليس بـالفعل "اشتراه"القريب ،لأن تعليقه بالفعل"اشتراه"يجعل الفعل "قال" بلا مقول ،ومما يدل على تعليقه بالبعيد هو جملة مقول القول وياء المخاطبة ،وقال تعالى"ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " ويوم القيامة مبني على الفعل "يأت" البعيد وليس على الفعل "غل" القريب لأن البناء عليه ملبس ،إذ لا غلول يوم القيامة، وقال تعالى"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيحَ ابن مريم " و"المسيح "معطوف على الأحبار والرهبان ،وليس على لفظ الجلالة ، لأن الله تعالى لا يأمر بتأليه المسيح عليه السلام ، وقال تعالى "وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام ، لأن الكفر لا يكون بالمسجد الحرام ،بل هناك صد عن المسجد الحرام ،وقال تعالى "فإن حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعن " ،و"من اتبعن" معطوفة على "التاء" في أسلمت ،البعيد ،لأن عطفها على لفظ الجلالة القريب يسبب اللبس.