المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الردُّ الإلهي على الشيطان



أهــل الحـديث
06-03-2014, 09:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الردُّ الإلهي على الشيطان
قال تعالى"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم "(البقرة 268)
في هذه الآية أمران:
أولهما : وضع الله في مقابل الشيطان ، فقد تعلق الاهتمام في الجزء الأول من الآية بالواعد الآمر ، وهو الشيطان ، ثم بما يعد ويأمر به ، ولهذا تم تقديم لفظ الجلالة في الجزء الثاني من الآية لأن الاهتمام تعلق به ليكون مقابلا وردا على الشيطان ، ثم جاء بمقابلين لما يقدمه الشيطان .
ثانيهما :الفصل أولى من الفصلين ، فقد بدأ الجزء الأول من الآية بوعد الشيطان بالفقر إذا أنفقوا في الخير تلاه الأمر بالفحشاء والإنفاق عليها ، قابله رد من الله مبدوء بالمغفرة وتأخير الفضل ، لأن الفصل أولى من الفصلين ، ولتكون المغفرة بجانب الفحشاء ، متصلة بها وسريعة ومباشرة ، وليتصل الفضل بقوله تعالى"والله واسع عليم " فهو الذي يخلف عليهم أفضل مما أنفقوا فيوسع عليهم في أرزاقهم ،وينعم عليهم في الآخرة بما هو أفضل وأجل وأكثر وأجمل ،ولو جاءت الآية بتقديم الفضل على المغفرة لفُصل الفضل عن الفقر ،وفُصلت المغفرة عن الفحشاء والمنكر ، ولتباعدت المعاني المتقاربة ، ولما اتصل الفضل بقوله تعالى "والله واسع عليم " ،وهذه هي عادة القرآن الكريم في ترتيب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.