المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل نهاية بداية



عميد اتحادي
06-03-2014, 02:40 PM
يقولون إن البدايات هي الأجمل، نعم إذا أردنا أن نكون انتقائيين لاختيار مرحلة فرح قد تكون هي الأجمل، أما إذا أردنا أن نكون واقعيين فكل نهاية هي بداية جديدة، ومن أراد أن يجعل لنفسه مراحل فرح متنوعة وكان ذكيًا في ذلك اختار أن يعيش النهاية كما البداية فكلتاهما في نهاية المطاف بداية أمرٍ ما، أن نعيش النهاية باعتبارها نهاية فهذا هو اليأس.
نهاية تجربة زواج فاشل، نهاية فترة امتحانية صعبة نهاية فترة عمل مضنٍ، نهاية فترة علاج من مرض مؤلم والنهايات كثيرة يجب ألا تخلق حالة كآبة ويأسٍ وإنما يجب أن تكون انطلاقة أمل وبداية حياة جديدة وأن نعلم أنه مهما كانت النتائج سلبية نستطيع أن نتغلب عليها بالإرادة الحية، فمهما تعاظمت هموم النهايات تبقى الإرادة أن نفتح صفحات جديدة في حياتنا الأمر الذي يبعد اليأس عنا.
ماذا يعني أن نفتح صفحة جديدة في حياتنا ؟ أن نكون قادرين على تقييم الفترة الماضية وأن نكون صريحين مع أنفسنا بأن نعرف أخطاءنا فلا نكررها ونتجنب هفواتنا السابقة فلا نسمح لأنفسنا بالوقوع بنفس المشاكل مرة أخرى، إذًا تقييم المرحلة السابقة من أساسيات فتح صفحة جديدة وأن نعرف تمامًا نقاط ضعفنا فنحاول أن نقضي عليها بالتدريج ذلك أنه من الصعوبة بمكان أن نلغيها دفعة واحدة وإنما مع كل إدراكة لنقطة ضعفٍ ما هي مفتاح للتخلص منها، ومع إيماننا بتغيير أنفسنا سنكون قادرين على تجاوز نقاط الضعف هذه. وأن نفتح صفحة جديدة أي أن نسامح ونغفر لمن أساء لنا ولا نحمل ضغينة في قلبنا لأحد، فالبداية الجيدة تبدأ بقلب نظيف لا يحمل حقدًا لأحد ولا يعرف للكراهية معنى. أن نبدأ صفحة جديدة يعني أن نكون مستعدين لمواجهة الصعوبات وأن نعلم أن كل مرحلة تحمل في طياتها مخاطر وآلام ولكن الذكاء هو أن نخرج منها سالمين معافين نفسيًا ووجدانيًا.
في الختام علينا أن نعرف أن الحياة كلها بدايات وأجمل البدايات تلك التي تترك في أنفسنا انطباعات جميلة عنّا وتدفعنا بكل ما أوتينا من أمل أن نعيشها دون خوف من السقوط لأننا اقتنعنا حينها أنه لا نهاية في الحياة.