المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة إستشهاد عثمان وعلي والحسين رضوان الله عليهم أجمعين



أهــل الحـديث
05-03-2014, 09:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بخصوص حقيقة إستشهاد الحسين رضي الله عنه فهناك وقائع وثوابت لا يمكن التغافل عنها لمن يريد الصدق والحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة ، فمن الحقائق المعروفة والمقروءة ، انّ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قد أخبر عثمان والحسين رضي الله عنهما وأرضاهما بما سوف يقع لهما ، إذاً فكلاهما كان يعرف بالذي سوف يحدث وبالرغم من ذلك أصر الخليفة عثمان على موقفه ولم يتنازل لقاتليه ، وكذلك الحسين فقد أصر إلى الذهاب بإتجاه الكوفة مع تحذير الصحابة جميعاً له ، والقاريء لهذا الكلام يتصور بأنَّ هذا الأمر كان إنتحاراً ، فعندما يعلم عثمان والحسين رضى الله عنهما بأنهم مقبلين على الموت ولم يتجنباه فهذا إنتحار بعينه ، ولكن عندما يكون هُناك تضحية وفداء من اجل امر عظيم يسترخص الإنسان عندها روحه وماله وأهله يختلف الأمر تماماً ، فبالنسبة لعثمان رضي الله عنه رضى التضحية بنفسه من أجل عدم خلق فتنة ونزاع بين العرب وبين أهل مصر ، ولو حدث ذلك لكان خسر المسلمين حينها أهم إنجازاتهم وهي فتحهم لأرض مصر ونشر الإسلام بين شعب مصر ، لذلك كان موقف الخليفة عثمان والصحابة من حوله موقف المراقب لأنهم يعلمون ما سوف يحدث وقبلوا بالتضحية وتجنب الفتنة مقابل ان لا يخسروا شعب مصر وأرض مصر ، وعندما تولى الخلافة من بعده سيدنا علي رضي الله عنه إستمر على العهد ولم يقبل بمعاقبة أهل مصر الذين تسببوا بمقتل عثمان ورضى التضحية بمكانته بين المسلمين بل ورضي أن يُقاتل بعض الصحابة على أن لا يستجيب لهم بالثأر لعثمان ، وكذلك سيدنا الحسين رضي الله عنه فبالرغم من علمه بالذي سوف يحدث له أصر على الذهاب إلى أهل العراق رغم معرفته ومعرفة الصحابة جميعاً بالذي سوف يحدث له ، ولم يتوانا إخوانه وأهله من نساء وأطفال في مشاركته هذهِ التضحية العظيمة والسبب هو الحيلولة دون ضياع العراق وشعب العراق عن طريق إبتعادهم عن الإسلام
فالدماء التي سالت من عثمان ومن الحسين وأهله إنما كانت دماء فداء للحيلولة دون ضياع هاذان البلدان العظيمان بشعبهم وأرضهم من أيدي المسلمين ، ولا يخفى على أحد بان فتح هاذان البلدان هو أكبر إنجاز للمسلمين في ذلك الوقت على الإطلاق ، ولو حدث وان فقداهما لأي سبب ما ما كان لدين الإسلام هذه المكانة بين الشعوب أبداً ، فحضارة العراق وحضارة مصر كانتا مقصد كل شعب وكل امة في ذلك الوقت ، ولولا تضحية الصحابة رضوان الله عليهم بدمائهم وأهلهم ومالهم لما قامت للإسلام قائمة أبداً ، فكلنا يعلم بان نضرة الشعوب للعرب ولجزيرة العرب آنذاك لم تكن بالصورة التي نراها اليوم ، ولكنها تغيرت كلياً بعد تضحياتهم تلك بسبب ذلك الشعور بالذنب كنتيجة للفتنة التي كانوا قد أشعلوها وهم يترقبون الصحابة وينتظرون ردود أفعالهم فجائت عكس المتوقع تماماً ، فلقد توقع أعداء الإسلام آنذلك بأن تسيل الدماء أنهاراً ثأراً لرموز الدين الجديد وأهم ركائزه من الصحابة ومن آل بيت الرسول الكريم ، فهذا هو التصرف الطبيعي إتجاه هكذا حدث ، فالخليفة عثمان رضي الله عنه لم يكن بالجبان أو الخائن والعياذ بالله ، وكان على رأس السلطة وكان المسلمين في عهده متماسكين ومتحدين إلى أبعد الحدود ، فكيف نُفسر إذاً تجرأ عثمان رضي الله عنه على تجميع صحف القرآن وفرزها والتخلص من المشكوك منها وجمعها في كتاب واحد لا ثاني له ، وهو الأمر الذي لا يجرء التفكير فيه أقوى الرجال وأشجعهم وأكثرهم جرءة في ذلك الوقت ، وبالرغم من ذلك لم يطلب من أي كان التحرك أو التدخل في شأن يعرف الجميع ما سوف ينتج عنه ، ولكنه قبل بالتضحية هو وجميع صحابة رسول الله لعلمهم وحكمتهم في ضرورة الصبر والتضحية من أجل الحفاظ على أعظم مكاسب الدين العظيم وهو فتح مصر ونشر الإسلام فيها ، وبنفس الإسلوب تقبل علي رضي الله عنه التضحية بنفسهِ على أن يستمع لمن يطلبون الثأر من أهل مصر ومن الذين وقفوا معهم ضد خليفة المسلمين ، أما صبط الرسول الكريم الحسين كرم الله وجهه فكانت تضحيتهُ هو وأهل بيته خير دليل على عظمة هذا الدين وعلى عظمة آل بيت الرسول الكريم ، فلقد إستعد ذلك الأسد منذ أن أخبره الرسول العظم بمصيره المحتوم فلم يهرب منه ولم يتوانا عن مواجهته ، بل لم يتوانوا أخوته وأهلهِ جميعاً على مشاركته التضحية ، وإني لأعجب لأهل هذا البيت الطاهر الشريف الذي سطر في سجل التاريخ أعظم تضحية على الإطلاق لأطهر بيت وأشرف عائلة بأن تجود بنفسها طلباً لمرضات الله ورسوله ، فتخلوا عن الدنيا وفيهم الكبير والصغير المرأة والطفل القوي والضعيف ، كلهم وقفوا وقفة رجل واحد ولم يستهينوا أو يستسلموا أو ينؤو عن طلب الشهادة واللحاق بالرسول الكريم في جناة الخلد التي أعدت للمتقين من عباد الله الصالحين ، وهذهِ هي النتيجة ، فالعراق وأهله ومصر وأهلها جزء لا يتجزء من أمَّة العرب ومن أمة الإسلام ، بل أن مصر وأهلها هم من وقفوا أمام المغول في الذود عن ديار المسلمين ، والعراق وأهلهِ هم من أستعادوا بيت المقدس من الغاصبين الصليبيين ، فألف السلام عليكم وألف رحمة ونور على الشهداء من الصحابة ومن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم