المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور شباب العرب والمسلمين في التغيير



أهــل الحـديث
05-03-2014, 09:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قد حان دور شباب العرب والمسلمين في التغيير فهذا زمانهم وهذا وقتهم .
مرت سنين وأيام ولم يلحظ لكم يا شباب العرب والمسلمين أي صوت ولم يُسمع منكم أي كلمة ، وليس لكم عذر ، فعنفوان الشباب وروح التغيير هُما السمات المعروفة عن الشباب بشكل عام ، لذلك إن لم يوجد شيء يحتاج إلى تغيير، لن يلاحظ أحد أهمية الشباب من حوله ، وبعدها لن يعطي المجتمع للشباب أي أهمية أو قيمة ، ليتحولوا جموع الشباب بعدها إلى عالة على محيطهم بسبب إحتياجاتهم الأساسية والتي يصرون على الحصول عليها من غيرهم كالغذاء والمسكن والتزاوج دون أن يعطوا شيء بالمقابل .
فالشاب عندما لا يجد دوراً له في التغيير أو في التأثير على مجريات الحياة من حوله ، يضطر إلى التقوقع والإنحسار في محيطه لينتظر قطار العمر كي يمر سريعاً حتى يصل إلى تلك المرحلة العمرية التي تمنحهُ المكانة والرفعة التي يحلم بها وذلك حسب إعتقاده وتصوره .
إذاً فاليأس من دور الشباب في الحياة واليأس من حصولهِ على قيمة حقيقية لعنفوانه وطموحه لعمل الخير ، واليأس من كسب مودَّة وإحترام المجتمع من حوله ، هو ما يُحبط الشباب المسلم ويحد من دورهم وفاعليتهم في مجتمعهم .
والمتتبع لمجريات الأحداث في وقتنا الحالي يلاحظ الكثير الكثير من بوادر التغيير قد حلَّت ولكنها بحاجه إلى دماء الشباب اليانعة كي تمنحها القوة والعنفوان الأساسيان لأي عملية تغيير مطلوبة ، فلا بد من وقت لآخر لفت نظر الشباب إلى تلك البوادر لعل بعظهم يجد في نفسه القدرة على مجاراتها والتعامل معها ، فيفرضها على مجتمعه ويفعِّل دوره الأساسي والحيوي في محيطه .
فعلى سبيل المثال لا الحصر، هُناك العديد من المتغيرات الحاصلة في هذا الزمان والمتميزة عن غيرها من الأزمنة السابقة والتي تنتظر دورها لتحدث ثوره عارمة في المفاهيم البشرية على صعيد العالم أجمع ، نسردها كما يلي

1- هُناك وسائل الإعلام الحديثة ، المرئية والمسموعة والمقروئة كذلك والتي تًساهم بشكل فعَّال وحيوي في نقل المعلومة والتواصل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم دون إستثناء وهي متوفرة للجميع من بني البشر وذلك بغض النظر عن اللغة والمحيط .
2- وهناك التطلع واللهفة لدى الشعوب جميعاً إلى كل ما هو جديد سواء كانت أفكار أم علوم أم نشاطات فكرية وإجتماعيه ، مما يمنح فرصة لأي شخص أن يطرح أفكاره وما يدور في ذهنهِ بكل حرية ويسر ، بعيداً عن القيود التي يفرضها المجتمع من حين إلى آخر.
3- وكذلك هُناك توجه جديد لدى شعوب العالم أجمع للتوحد والإبتعاد عن العزلة ، فنلاحظ رغبة العالم ككل في إيجاد لغة مشتركة للجميع ، وكذلك لباس موحد ، وغذاء موحد ، وإسلوب عيش واحد ، وفلسفة وفكر واحد مشترك ، بل ودين واحد مشترك ، ليشملها كذلك تقاليد واحده وعادات واحده وغيرها كثير .
4- نلاحظ أيضاً وجود رغبة عامة في ترغيب الكُثرة على القِلة ، بمعنى أنَّ مقياس النجاح أصبح في العدد وليس في النوعية ، فنجد الفنان الناجح هو ذلك الفنان الذي يرغبه الكثيرون في أنحاء العالم وليس الفنان المرغوب في وصطه ومحيطه فقط ، فالرسام مثلاً يجب أن يرسم رموز يفهمها الجميع ، وكذلك الفنون جميعاً عليها أن تكتسب طابع عالمي وليس قطري لكي تنجح فعلاً .
5- هُناك علوم جديدة قد ظهرت على الساحة ، فعلى سبيل المثال هُناك علم جديد إسمه ( علم الكتاب ) وهو مأخوذ من القرآن الكريم ، وهو كذلك في طريقه لفرظ سيطرته ووجوده على العلوم جميعاً حيث تم نشر أول كتاب متخصص به ويحمل إسم ( حقائق في علم الكتاب – دراسة في علوم الكتب السماوية ) ، وبمجرد تطبيق هذا العلم والعمل بفكره وأحكامه فسوف يتم تغيير نظرة العالم ككل على مفاهيمه الخاصة بالعلم والعلماء .
6- وهناك نظريات جديدية كذلك في وقتنا الحالي ، نذكر منها نظرية جديده عن أصل الإنسان إسمها ( نظرية أصل الإنسان من القرآن ) وهي من الأهمية بمكان بحيث يتم من خلالها تغيير مفاهيم وقيم وأفكار كثيرة عن دور الإنسان في الحياة ، وأهميته في الوجود .
لا يزال هناك الكثير الكثير مما يتميز به عصرنا الحالي عن العصور السابق ، وكل ما ينقصنا هُنا هو دم الشباب وعنفوانه ورغبته في التحدي ، فهذهِ المؤشرات والبوادر إنما فرصة عظيمة وسانحه لكل شباب العرب والمسلمين لكي يظهروا مكنونات صدورهم من عظمة وكبرياء وقدرة على تحدي الصعاب في سبيل تحقيق ما يظنهُ البعض بأنَّهُ مستحيل ، ولا نتردد في تحديد مسؤولية هذا الأمر على شباب العرب والمسلمين بشكل خاص ، ولا يجب اخذ هذا الأمر كنوع من العنصرية والأنانية ، فالمسلمين سواء كانوا عرباً أم غيرهم نجدهم الوحيدين الذين لم ينالوا فرصتهم في إثبات وجودهم ، فما دونهم من الشباب كأتباع الديانات الأخرى والفلسفات والقوميات الغير عربية وإلإسلامية قد أخذوا فرصتهم على أكمل وجه ولقد فشلوا تماماً ، أذكر على سبيل المثال لا الحصر ، الشباب الأمريكي والأوروبي في محاولتهم لبث أفكار الهيبيز والروك أند رول وغيرها ، وكذلك شباب أوروبا الشرقية في محاولتهم لفرض الأفكار الشيوعية بين شباب العالم ، وهُناك الفلسفات الأفريقية والهندية والصينية التي تبنتها بعض الحركات الشبابية لتفرض وجودها على الآخر ولم تنجح ، وغيرها الكثير ، إذاً لم يتبقى سوى فرصة الشباب العربي المسلم والشباب المسلم بشكل عام أن يأخذوا فرصتهم في إثبات وجودهم وإظهار أهميتهم ودورهم الكبير في التأثير على شعوب العالم أجمع دون إستثناء.
إذاً هيا يا شباب العرب والمسلمين ، إنطلقوا في رحاب الله وأظهروا ما عندكم من طاقات وإمكانيات ، وأبهروا العالم أجمع بما لديكم من خير في قلوبكم ، وصلاح في نفوسكم ، وعزيمة في جئشكم ، وثبات في مبادئكم وقيمكم المستمدة من الدين الحنيف دين الإسلام العظيم ، وسمو في أخلاقكم العظيمة المستمدة من الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم تسليم ، فالله معكم كيفما سرتم وأينما حللتم ، وعين الله ترعاكم في حِلكم وتِرحالكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.