المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غباء داروين ومُناصريه من المُلحدين



أهــل الحـديث
05-03-2014, 09:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تطل علينا من الحين والآخر بعض الشخصيات التي تتمسك ببعض الأفكار والتي إذا تفحصها المرء جيداً لوجدها من الغباء والسُخف بحيث لا تستحق عناء التفكير بها أو إعطائها أي أهمية تُذكر .
ولا يخفى علينا نحن البشر كمية الأفكار والمُعتقدات التي يزخر بها التاريخ البشري مروراً بالأساطير والفلسفات والحكايا ت وما إلى ذلك من ما يمكن إختصاره بكلمة خيال الإنسان الواسِع .
فعلى سبيل المِثال لا الحصر يُخبرنا التاريخ عن زمن الفراعِنة وكيف كانوا متمسكين بفكرة الفرعون الإله ، وكذلك آلهة بابل واليونان والهنود وغيرهم ، وعلى الرغم من كوننا نجهل حقيقة تلك الأفكار وإصولها وتفسيراتها ، ولكننا نستطيع أن نُجزِم بأنَّ تلك الحضارات القديمة لم تكن غبية في مُعتقداتها أو فلسفتها وكذلك مستوى تفكير رجال الدين فيها ، بسبب ما نلمسه من إنجازاتها العظيمة حينها .
ولا نُخطيء إذا قُلنا بأنَّ تلك الحضارات ومن عاصروها من رجال عِلمٍ وفكر كانوا أكثر ذكائاً ومقدِرة وحِكمة مع ما يُقابلهم من رجال عِلم وفِكر في وقتنا الحاضر ، ودليلنا هُنا هو قدرة تلك الحضارات على الإستمرار لفترات زمنية أطول بكثير من الحضارات في وقتنا الحالي ، ودليلنا الآخر هو محدودية الحروب التي حدثت في تلك الأزمنة وكذلك محدودية الخسائر البشرية والمادية مقارنةً مع عِظَم وفداحة الخسائر البشرية والمادية في زماننا الحاضر .
فطول عُمر الحضارات إنما يُقررهُ عُلماء الدين وفلاسفتهم بسبب مقدرتهم على إقناع الناس من حولهم وكبح جموح العُنف فيهم وبالتالي الحفاظ على مجتمع مُستقر وحضارة طويلة الأمد ، وكذلك بالنسبة للعلماء الذين يُسيطرون على صناعة المواد وتحديثها والذين هُم من يُقررون حجم الخسائر البشرية في النزاعات والحروب .
وعِندما نُقارن عُلماء وفلاسفة العصر الحالي مع إنجازاتهم الحضارية ، مع عُلماء وفلاسفة العُصور القديمة ، نجد بأن قُدرة الحضارات على الإستمرار تتضائل من ذلك الزمان إلى زماننا هذا ، وكذلك حجم الحروب وكمية الدمار التي تُحدثهُ تتعاضم وتتضاعف من الزمان القديم إلى زماننا هذا ، وهذا يقودنا إلى أنَّ قُدرة عُلماء الفِكر والدين وفلاسفتهم تضعف مع تقدُم الزمان ، وكذلك قُدرة عُلماء الصناعات وتحديث المواد تتضاعف في إتجاه مضاعفة الخسائِر في الأرواح والمُمتلكات .
ويكفينا معرفة الخسائِر في حروب الحضارات الحديثة البشرية منها والمادية والتي تُقدر بعشرات الملايين من البشر مع تدمير المدن الكامل ، ومعرفة حروب الحضارات القديمة ومحدودية الخسائِر فيها .
أما بخصوص داروين وفلسفته والتي تُعتبر من أحدث الفلسفات المٌعاصرة وأكثرها شيوعاً في وقتنا الحاضِر ، نجد بعد مقارنتها بما يسبقها من الفلسفات والأديان بأنَّها الأكثر غباء ، والأكثر إزهاقاً للأرواح والأكثر تدميراً للمُمتلكات ، ودليلنا هو ما نُعانيهِ في وقتنا الحاضر مع حضارتنا المُعاصرة من قُدرة الحروب والنزاعات على زهق الملايين من الأرواح وتدمير الآلاف من المُدن ، وكل هذا بسبب تشبُع علماء الدين وفلاسفة الفِكر وعلماء الصناعات والمواد بأفكار هذا الرُجل الغبي .
فبسبب إنجرار الناس وراء الأفكار الداروينية الغبية أصبحوا يتبعون الأغبياء من القادة والزُعماء ، وخير دليل هو قائِد الحرب العالمية الثانية والتي هي الأكثر دموية في تاريخ البشرية ، والذي يُدعا هِتلر ، فهتلر هذا لم يتعدى كونه مُراسل في الجيش ، ليصبح بفضِل أفكار دارويين وفلسفتهِ الزعيم الأوحد لشعبهِ حيث قادهُ إلى حرب ظروس مبنية على أفكار داروين وفلسفتهِ فأباد شعبهِ وتسبب في مقتل ما يُقارب السبعين مليوناً من بني البشر ومن أبناء أفضل الحضارات المزعومة في وقتنا الحاضر ، ولم نلحظ عندما نقرأ الأحداث تلك أي وجود لأي فلسفة أو دين إستطاع أن يواجه أفكار وفلسفات ذالك المعتوه هتلر والتي بناها على سخافات النظرية الداروينية .
وبالرغم من سخافة أفكار داروين إلا إنني أجد نفسي مضطراً للمرور السريع عليها وطرح بعض متناقظاتها وذلك إحتراماً لملايين الأرواح التي زُهِقت والتي لم تجد أحداً ينقذها من تلك الأفكار .
فمُلخص تلك النظرية بأنَّ هُناك تطور طبيعي للحياة من حولنا ، وهذا التطور مبني على أساس البقاء للأقوى والأصلح ، وبأختصار فهذهِ الفلسفة الداروينية الغبية تعود بنا نحن البشر إلى قانون الغاب والذي فيهِ البقاء للأقوى والأصلح ، وهذا ما أقنع هتلر بهِ شعبهُ ليدفع بهِ إلى تلك الحرب المجنونة ليثبت بأنَّهُ الأقوى والأصلح للبقاء من بقية الشعوب دون إستثناء .
أما موطن الغباء في هذهِ الفلسفة فإننا نجدهُ في إعتبار الإنسان جزء من هذا التطور ، وبالتالي إسقاط أي خصوصية أو تميُّز في كينونته .
والسؤال الذي يطرح نفسهُ بكل بساطة وعفوية ، إذا كان الإنسان غير مُتميِّز عن المخلوقات المُحيطة بهِ فلماذا نجدهُ هو المُستفيد الوحيد من الطبيعة المحيطة بهِ ، ولماذا هو المخلوق الوحيد الذي يسعى لتغيير مُحيطه لكي يُناسبه وليس للتأقلم مع مُحيطه فيغيِّر من صفاتهِ كما يحدث مع المخلوقات من حولهِ ؟
ألم يُلاحظ الإنسان بأن الكون كلهُ مخلوق من أجلهِ فقط دون غيره ؟
ألم يلحظ الإنسان بأن المخلوقات العملاقة التي خلقها الله من أزمانٍ بعيدة كالداينوصورات الضخمة لم يستفد منها سوى الإنسان وذلك بسبب تحللها إلى نفط ، والذي هو بمثابة الذهب الأسود لدى الإنسان الحالي ؟
ألم يلحظ الإنسان بأنَّ الأرض وما فيها من مخلوقات ومواد لم يستفيد منها إلا هو وحده ؟
ألم يلحظ الإنسان بأنَّهُ هو الزعيم الأوحد على الأرض ولم يحدث أن نافسهُ أي مخلوق آخر عليها ؟
وهناك الكثير الكثير من الأسئلة والتي إن دلَّت على شيء فإنها تدل على سخافة الفلسفة الداروينية تلك وبالتالي سخافة من يُنادي بها أو من يتبعها ويُصدقها ، ودليلنا على تلك السخافة هو عدم أسف الناس أو حزنهم على تلك الأرواح التي زُهقت في الحرب العالمية الثانية ، على الرغم من كونها فاجعة بشرية فريدة من نوعها ، والسبب هو إدراك الناس والبشرية ككل على مدى تفاهة وسخافة الأفكار الداروينية وبالتالي على مدى تفاهة وسخافة من يُنادي بها أو يموت من أجلها .
نعود ونقول كما قال ربنا في قرآنهِ الحكيم في سورة العصر : بسم الله الرحمن الرحيم ( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) صدق الله العظيم .