أهــل الحـديث
05-03-2014, 09:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
إن طبيعة الحياة وكل شيء حولنا ومن ضمنها الحيوانات والنباتات تسير بشكل روتيني ، أي بديهي وغير قابل للتطوير ضمن مشيئة الله لهم بها ، وهذا المسار يتم عادةً إما عن طريق تبادل الطاقة فيما بينها لغرض التغذية أو عن طريق الفِطرة الموجودة في الكائنات الحيَّة التي تخدِم صِفة البقاء ، مما يعني أنَّ وجود الإنسان بينها لا يُشكَّل تِلك الضرورة المُلحَّة لإستمرار الحياة على الأرض، وذلك يعود لوجود معنى أو غاية وبالتالي وظيفة لكل شيءٍ مخلوقٍ فيها .
أمَّا تأثير الإنسان الحقيقي فيكون في محاولتهِ الدائِمة لتحدِّي قوانين الطبيعة عن طريق فَرض واقِع مُغاير لما يوفِّرهُ لهُ المحيط الذي يعيش فيهِ ، وهذا بناءاً على ما جاء وصفهُ في القرآن الكريم في سورة الأحزاب الآية 72 : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72))
فمِمَّا تعرِضَهُ هذهِ الآية الكَريمة هي عَرض الأمانة على من يستحقها لتخدِم الصيغة هُنا وهي صِفة العدل لدى رب العالمين الذي كان عادلاً عندما إختار الإنسان ليحمل الأمانة المُتمثلة بالنفخة من روح الله ، وذلك بعد أن عرضها على السماوات والأرض ، فلم يكُن أحد ليقبل بها وذلك لعظمة العِقاب الذي ينتظِرهُ في حالة الإخفاق بالحفاظ على تلك الأمانة وصيانتها من كل سوء .
فالمشكلة هُنا والتي يواجهها الإنسان حالياً هي كيف يمكن للإنسان أن يوجِد إسلوباً مُعيناً للعيش في دُنيا المادة والماديات ليتوافق مع طُموحِهِ في الرِفعَة والسمّو بروحهِ السماوية الطاهِرة ، والذي تفرضهُ عليهِ عظمة تلك الروح التي تسكنهُ .
فهو مُطالب من ناحية بأن يكون بمستوى الأمانة عند وجود روح الله فيهِ بأن يُلبيها ، وذلك عن طريق تهيئة مناخ التميُّز بينهُ وبين الخلائِق من حولهِ ، ومن ناحية أُخرى فعليهِ أن يكبح نزوات الجسد والغرائِز الحيوانية المتواجِدة فيهِ والمُتوارِثة عن طريق الفِطرة .
فهذهِ هي الأمانة بإختصار ، والتي رفضت السماوات والأرض وكذلك الجِبال أن يحمِلنها ، وما جاء لفظ السماوات والأرض والجِبال هُنا إلا للتضخيم وتعظيم أمر الأمانة ، ولم يقصد هُنا المسميات بحد ذاتِها ، وإنما لتميُّزالسماوات والأرض بالقوة والعظمة والجبروت ، وبالرغم من ذلك لم يتمكنوا من تحمُّل أعباء الروح وما تتطلبهُ من الوقوف أمام التحديات وكذلك مقاومة الغرائِز ومواجهة الحاسدين والحاقدين والصبر على كيدهِم ، ولا نستثني منهم الشياطين .
فحملها الإنسان ، ومنهُم من راعاها حقها وكان بمستوى التحديات ، ففاز بذلك بقٌربهِ من الله عزَّ وجل .
ومن الناس من حاول أن يعبث بالروح ويستغل ما تمنحهُ من قوَّة ورِفعه ليتكبَّر بها على الخلق وليُسيء معاملتها ، فهو بهذهِ الحالة ظلوم جهول .
مما سبق يتَّضِح لنا بأنَّ الروح هي محور حياتنا ووجودها فينا هو سِرُّ بقائِنا ، وكل ما نفعلهُ أو نحسَّهُ أو نأملهُ إنما نتيجة تفاعُل الروح فينا مع متطلبات الجسد .
وتبسيطاً منَّا للموضوع نذكُر هذا المِثال : عندما يرغَب أحدٌ من البشر بشُربِ الماء ، نجد أنَّ سبب رغبتهِ هذهِ إنَّما صَدَر عن شعورهِ بالعطش ، وإحساسهِ بالعطش هذا إنما ناتِج عن مُعانات بعض أجزاء جسدهِ من النقص في كمية المياه اللازِمة لها ، فيعمل الدماغ على إصدار الأوامِر للمُباشرة بتكليف أعضاء الجِسم للبحث عن تلك المادة عن طريق الحواس المتوفِرة لديهِ ، ليتم بذلك توفير المياه وبالتالي تلبية حاجة الجسد للماء .
إذاً فعملية تحرُّك الغرائِز البشرية وبالتالي تحرُّك أعضاء الإنسان في إتِّجاه مُعَّين لإنجاز هدفٍ مُحدَّد ، وهو في حالتنا هذهِ توفير الماء ، إنما كان لِغرض الرغبة في البقاء حياً والتي إستلزمت هُنا توفير الماء للجسد ، وهذهِ الرغبة تتكون في حالة توفر الأمل في القُدرة على الإستمرار ، وعملية الأمل هذهِ إنما نابعة من القناعة بمقدرة الإنسان على العيش ، أي بقناعتهِ بأنَّهُ قوي وقادر على إنجاز هذا الأمر.
وعِندما نبحث عن منشأ هذهِ الصِفة لدى الإنسان نجدُها صادرة من تلك الصِفات التي تمتلكها الروح ، وحين نبحثُ عن مصدر صفات الروح ( ولا يوجد مصدر تبنَّى خلقِنا وأوجَد فينا هذهِ الصفات سوى الخالِق سُبحانهُ وتعالى ) كونها من روح الله لِنجد بعدها بأنَّ لها وصفاً مُشابهاً عند ربِّ العالمين وهو إسم القوي العزيز، وذلك كنتيجة لنفخ تلك الروح من روحهِ عزَّ وجل .
وبِما أنَّ تجريد الإنسان من هذهِ الروح يعني بالنسبة لهُ الموت ، وذلك بغضِّ النظر عن وضعهِ الجسدي ، إن كان مُعافى أم لا ، تكون الروح هيَّ كُلِّ شيء في حياة الإنسان ، ووجود الصِفات الروحية فيها كالأمل والحُب والقوَّة والعِزَّة والإباء وغيرها كثير ، هي التي تجعل الإنسان يعيش ويعمل ويأكُل ويشرب ويتزاوج ويُفكِّر ، وهي بالتالي سبب وجودهِ .
أمَّا بِما يخُص المخلوقات الأُخرى فتختلف من حيث أنَّ شعور الإنسان بالعطش يدفعهُ لعمل المُستحيل لحصولهِ على الماء وذلك لكونهِ بالأساس مطلب روحي ، أمَّا بالنسبة للمخلوقات الأُخرى والتي تُشارِك الإنسان صِفَة العطش فإنَّها إذا لم يتوَّفر الماء في مُحيطها وضِمن إمكانياتها فإنَّها تموت دون أن تعمل أي جُهد إضافي غير عادي بالنسبة لها .
مِن هُنا تتضِح لنا حقيقة الأمانة التي يحملها الإنسان ، وهي الروح وكما جاء في مثالنا السابِق الخاص بالعطش .
فإذا كان توفير الماء قد جاء بطرق شرعية وبِما يُرضي الله ، كانت الروح راضية والأمانة محفوظة ومُصانة .
أمَّا إذا تمَّت عملية توفير الماء بإسلوب إجرامي وبإستغلال الناس والتعدي على حقوقهم ، كانت الروح مُعذَّبة والأمانة مهدورة .
وبِناءاً على هذا المِثال نستطيع أن نُقيس باقي أفعال الإنسان .
إن طبيعة الحياة وكل شيء حولنا ومن ضمنها الحيوانات والنباتات تسير بشكل روتيني ، أي بديهي وغير قابل للتطوير ضمن مشيئة الله لهم بها ، وهذا المسار يتم عادةً إما عن طريق تبادل الطاقة فيما بينها لغرض التغذية أو عن طريق الفِطرة الموجودة في الكائنات الحيَّة التي تخدِم صِفة البقاء ، مما يعني أنَّ وجود الإنسان بينها لا يُشكَّل تِلك الضرورة المُلحَّة لإستمرار الحياة على الأرض، وذلك يعود لوجود معنى أو غاية وبالتالي وظيفة لكل شيءٍ مخلوقٍ فيها .
أمَّا تأثير الإنسان الحقيقي فيكون في محاولتهِ الدائِمة لتحدِّي قوانين الطبيعة عن طريق فَرض واقِع مُغاير لما يوفِّرهُ لهُ المحيط الذي يعيش فيهِ ، وهذا بناءاً على ما جاء وصفهُ في القرآن الكريم في سورة الأحزاب الآية 72 : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72))
فمِمَّا تعرِضَهُ هذهِ الآية الكَريمة هي عَرض الأمانة على من يستحقها لتخدِم الصيغة هُنا وهي صِفة العدل لدى رب العالمين الذي كان عادلاً عندما إختار الإنسان ليحمل الأمانة المُتمثلة بالنفخة من روح الله ، وذلك بعد أن عرضها على السماوات والأرض ، فلم يكُن أحد ليقبل بها وذلك لعظمة العِقاب الذي ينتظِرهُ في حالة الإخفاق بالحفاظ على تلك الأمانة وصيانتها من كل سوء .
فالمشكلة هُنا والتي يواجهها الإنسان حالياً هي كيف يمكن للإنسان أن يوجِد إسلوباً مُعيناً للعيش في دُنيا المادة والماديات ليتوافق مع طُموحِهِ في الرِفعَة والسمّو بروحهِ السماوية الطاهِرة ، والذي تفرضهُ عليهِ عظمة تلك الروح التي تسكنهُ .
فهو مُطالب من ناحية بأن يكون بمستوى الأمانة عند وجود روح الله فيهِ بأن يُلبيها ، وذلك عن طريق تهيئة مناخ التميُّز بينهُ وبين الخلائِق من حولهِ ، ومن ناحية أُخرى فعليهِ أن يكبح نزوات الجسد والغرائِز الحيوانية المتواجِدة فيهِ والمُتوارِثة عن طريق الفِطرة .
فهذهِ هي الأمانة بإختصار ، والتي رفضت السماوات والأرض وكذلك الجِبال أن يحمِلنها ، وما جاء لفظ السماوات والأرض والجِبال هُنا إلا للتضخيم وتعظيم أمر الأمانة ، ولم يقصد هُنا المسميات بحد ذاتِها ، وإنما لتميُّزالسماوات والأرض بالقوة والعظمة والجبروت ، وبالرغم من ذلك لم يتمكنوا من تحمُّل أعباء الروح وما تتطلبهُ من الوقوف أمام التحديات وكذلك مقاومة الغرائِز ومواجهة الحاسدين والحاقدين والصبر على كيدهِم ، ولا نستثني منهم الشياطين .
فحملها الإنسان ، ومنهُم من راعاها حقها وكان بمستوى التحديات ، ففاز بذلك بقٌربهِ من الله عزَّ وجل .
ومن الناس من حاول أن يعبث بالروح ويستغل ما تمنحهُ من قوَّة ورِفعه ليتكبَّر بها على الخلق وليُسيء معاملتها ، فهو بهذهِ الحالة ظلوم جهول .
مما سبق يتَّضِح لنا بأنَّ الروح هي محور حياتنا ووجودها فينا هو سِرُّ بقائِنا ، وكل ما نفعلهُ أو نحسَّهُ أو نأملهُ إنما نتيجة تفاعُل الروح فينا مع متطلبات الجسد .
وتبسيطاً منَّا للموضوع نذكُر هذا المِثال : عندما يرغَب أحدٌ من البشر بشُربِ الماء ، نجد أنَّ سبب رغبتهِ هذهِ إنَّما صَدَر عن شعورهِ بالعطش ، وإحساسهِ بالعطش هذا إنما ناتِج عن مُعانات بعض أجزاء جسدهِ من النقص في كمية المياه اللازِمة لها ، فيعمل الدماغ على إصدار الأوامِر للمُباشرة بتكليف أعضاء الجِسم للبحث عن تلك المادة عن طريق الحواس المتوفِرة لديهِ ، ليتم بذلك توفير المياه وبالتالي تلبية حاجة الجسد للماء .
إذاً فعملية تحرُّك الغرائِز البشرية وبالتالي تحرُّك أعضاء الإنسان في إتِّجاه مُعَّين لإنجاز هدفٍ مُحدَّد ، وهو في حالتنا هذهِ توفير الماء ، إنما كان لِغرض الرغبة في البقاء حياً والتي إستلزمت هُنا توفير الماء للجسد ، وهذهِ الرغبة تتكون في حالة توفر الأمل في القُدرة على الإستمرار ، وعملية الأمل هذهِ إنما نابعة من القناعة بمقدرة الإنسان على العيش ، أي بقناعتهِ بأنَّهُ قوي وقادر على إنجاز هذا الأمر.
وعِندما نبحث عن منشأ هذهِ الصِفة لدى الإنسان نجدُها صادرة من تلك الصِفات التي تمتلكها الروح ، وحين نبحثُ عن مصدر صفات الروح ( ولا يوجد مصدر تبنَّى خلقِنا وأوجَد فينا هذهِ الصفات سوى الخالِق سُبحانهُ وتعالى ) كونها من روح الله لِنجد بعدها بأنَّ لها وصفاً مُشابهاً عند ربِّ العالمين وهو إسم القوي العزيز، وذلك كنتيجة لنفخ تلك الروح من روحهِ عزَّ وجل .
وبِما أنَّ تجريد الإنسان من هذهِ الروح يعني بالنسبة لهُ الموت ، وذلك بغضِّ النظر عن وضعهِ الجسدي ، إن كان مُعافى أم لا ، تكون الروح هيَّ كُلِّ شيء في حياة الإنسان ، ووجود الصِفات الروحية فيها كالأمل والحُب والقوَّة والعِزَّة والإباء وغيرها كثير ، هي التي تجعل الإنسان يعيش ويعمل ويأكُل ويشرب ويتزاوج ويُفكِّر ، وهي بالتالي سبب وجودهِ .
أمَّا بِما يخُص المخلوقات الأُخرى فتختلف من حيث أنَّ شعور الإنسان بالعطش يدفعهُ لعمل المُستحيل لحصولهِ على الماء وذلك لكونهِ بالأساس مطلب روحي ، أمَّا بالنسبة للمخلوقات الأُخرى والتي تُشارِك الإنسان صِفَة العطش فإنَّها إذا لم يتوَّفر الماء في مُحيطها وضِمن إمكانياتها فإنَّها تموت دون أن تعمل أي جُهد إضافي غير عادي بالنسبة لها .
مِن هُنا تتضِح لنا حقيقة الأمانة التي يحملها الإنسان ، وهي الروح وكما جاء في مثالنا السابِق الخاص بالعطش .
فإذا كان توفير الماء قد جاء بطرق شرعية وبِما يُرضي الله ، كانت الروح راضية والأمانة محفوظة ومُصانة .
أمَّا إذا تمَّت عملية توفير الماء بإسلوب إجرامي وبإستغلال الناس والتعدي على حقوقهم ، كانت الروح مُعذَّبة والأمانة مهدورة .
وبِناءاً على هذا المِثال نستطيع أن نُقيس باقي أفعال الإنسان .