المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الخير والشر



أهــل الحـديث
05-03-2014, 09:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الخير في اللغة هو مصطلح لغوي مصدره إختيار أو يختار والماضي إختار والأمر إختر ، والمقصود من مصطلح الخير هو إختيار الأفضل ، أي أفضل الإختيارات عند الذي يختار هو الخير ، ويأتي مصطلح الخير عادةً في وصف الأمور ذات النهاية السعيدة والمحببة أو المفضلة لدى الناس ، بمعنى إنني عندما أصف عمل ما بأنهُ عمل خير ، فأنني أقصد بأنني على يقين بأن نتيجة هذا العمل سوف تكون جيدة ومحببة ومطلوبة لدى الجميع دون إستثناء .
والمرادف العكسي للخير هو الشر ومصدره من الإشترار أو يشتر والمقصود من مصطلح الشر هو إشترار المرء ، أي تهوره وتوحشه وعدم تفكيره أو تغليب غرائزه وتغييب عقله في إختيار الشيء ، وبالتالي يسوء إختياره ويضر به ويُلحق به الأذى الشديد ، ويستخدم عادةً كلمة الإشترار في الحيوانات عندما نقول حيوانات مشترة ، أي متوحشة ومتهورة ويصعب السيطرة عليها ، ولهذا السبب يأتي عادةً مصطلح الشر لوصف الأشياء المكروهة والمُضرة والغير محببة لدى الناس كدلالة مؤكدة على كون نتيجة هذا العمل سوف تكون شر ، أي لا تصب لصالح المرء بل تضره وتسيء له وبالتالي تكون النتيجة عكس المطلوب تماماً سواء للمرء نفسه أم للجميع .
مما تقدم نفهم جيداً حرص العديد من الجهات سواء كانت دينية أو فلسفية أو عقائدية على وصف أفكارها بأنها خير وأفكار الأخرين بأنها شر ، وذلك للدلالة على أن ما تدعوا له إنما هو الإختيار الصحيح الذي يؤدي بالضرورة إلى النتيجة المطلوبة واللتي سوف تصب لصالح الناس ، وبأن أفكار الآخرين شريرة للدلالة على أن العمل المخالف لهذهِ الأفكار سوف يكون نتيجته سيئة ومضرة لمصلحة الناس .
وبالنتيجة يبقى إختيار الخير أو الشر منوط بالفرد نفسه ، وسعي الإنسان الدائم في الإستعانة بالآخرين في معرفة الخير والشر إنما يكون بسبب شعوره ويقينه بأهمية هذا الأمر بالنسبة له ، فمعرفة الخير والشر مطلب جميع المخلوقات لكي تستمر في البقاء أي إنهُ موجود في الفطرة وذلك لدى جميع المخلوقات دون إستثناء ، فالمخلوقات التي تستمر بالبقاء تكون قد عرفت ماهو الخير بالنسبة لها فأخذت به ، وماهو الشر بالنسبة لها فإبتعدت عنه .