المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الوجود والعدم



أهــل الحـديث
05-03-2014, 08:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الوجود هو عبارة عن نقيضين إثنين ، هما الخير والشر ، فالخير المجرد من الشر هو أزلي ( خير + خير = وجود) ، والشر المجرد من الخير هو النهاية ( شر + شر = عدم ) ، إذا الأصل في الوجود هو الخير ، فالخير لا يمكن فناءه ، ونقيض الوجود هو العدم ، والعدم لا يمكن إيجاده إلا بوجود نقيضه ، ألا وهو الخير ، وعليه ، فالخير موجود سؤاء كان هُناك شر (عدم ) أو لم يكن هُناك ، ولكن الشر لا يمكن أن يكون موجود إلا بوجود الخير ، فوجود الشر مع الشر إنما يعملان لتدمير بعضهما البعض ليصلا بالنهاية إلى مرحلة العدم ، ووجود الخير مع الخير إنما يعملان على بناء بعضهما البعض ليصلى إلى مرحلة الوجود الأزلي ، ونحن كمخلوقات إنما نكون موجودون طالما هناك الخير فينا ، وفي مرحلة تغلب الشر على أنفسنا ونهاية الخير فينا ، فنحن نموت ، فالموت هو شر ، وإذا كان الإنسان يطلب الخير الأزلي ، فإنما يجده بعد الموت ، وذلك عندما يتخلص من الشر الموجود في نفسه وبشكل نهائي وكلي ، أما الإنسان الذي يطلب الشر ، فإنه سوف يجده بعد الموت كذلك ، حيث العذاب والموت المتكرر وإلى الأبد .
هذا ملخص حقيقة الوجود والعدم
ولكل صراع له نهاية ، ولا يمكن أن يكون هُناك صراع أبدي ، فعندما يتواجهان النقيضين ( الخير والشر ) لا بد من وجود نتيجة ، إذا كانت النتيجة فوز الخير على الشر ، كان الخلود ، وإذا كانت النتيجة فوز الشر على الخير ، كان الفناء والعدم ، فالخير هو حقيقي لأنهُ أزلي ، والشر هو خيالي لأنه من العدم ، أي لا أصل له ، وحقيقة الخير والشر تنطبق على جميع المخلوقات ( عضوي أو غير عضوي ) وذلك لكون هذهِ المخلوقات مستحدثة أي غير مستقرة ، فهي تُخلق عندما يُصيبها خير ، وتندثر وتموت عندما يصيبها شر ، والأصل في الوجود هو الإستمرارية ، أي الخير ، والشر إنما وِجد ليموت ويندثر لا ليستمر ، فهو غير قادر على الإستمرار ، وعليه فإن الخير هو من يحدد مصير الشر لأن الخير أقوى ، ولهذا السبب الوجود مستمر وأزلي لأنه خير ، وكلما نجح الشر في إنهاء وجود مخلوق ما ، يعود الخير فيجدد الحياة ، وهكذا
وكما قلنا سابقاً ، الخير هو حقيقي ، والشر هو الفرضية والخيال وبالتالي العدم
فلا يمكن للشر أن يكون له وجود إذا لم يشاء الخير لهُ ذلك ، لذلك نحن هُنا على الأرض ، فأساس وجودنا معرفة الخير وصفاته والتمسك به ، وتشخيص الشر ونبذه ورفضه من الوجود ، وذلك لكي نستمر قدر المُستطاع ، الفكرة بسيطة وسهلة ولا أدري أين التعقيد فيها ، نحن موجودون بالخير ، وميتون بالشر ، الخير هو الوجود والإستمرارية ، والشر هو العدم والنهاية .