تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الإنسان



أهــل الحـديث
05-03-2014, 08:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الإنسان هو مخلوق من مخلوقات الله ، وما يُميزه عن الخلق أجمعين هو كونه مخلوق من جزئين ، جزء من طين الجنَّة ، وجزء من روح الله ، وهذهِ التركيبة تجعلهُ من أفضل مخلوقات الله على الإطلاق ، وأي خلل في هذهِ التركيبة فيه تُغيير من كينونيته ، فإذا تم إهمال الجزء المادي ( الطين ) ، أصبح روح خالصة وإنفصل عن محيطه المادي ، فلا يعود بشراً ، وإذا أهمل الجزء الروحي ، أصبح أقل شأناً من المخلوقات جميعاً بسبب غرائزه الجسدية الغير قابلة للسيطرة ، ولكي يبقى الإنسان كإنسان عليه أن يُحافظ على كلا الجزئين في كيان واحد ، فإذا تم لهُ ذلك يكون قائداً لجميع المخلوقات دون إستثناء .
دليلنا الملموس نجدهُ في مراقبتنا للبشر من حولنا ، فمن ناحية الإنسان الكامل إنما نجدهُ سيد االمخلوقات على الأرض دون منازع ، وعندما يتخلى هذا الإنسان عن جزئه الروحي ليحيى كجسد ( كالإنسان المادي الملحد أو الهندوسي والبوذي ...) يكون أقل شأناً من المخلوقات جميعاً ، فنجد المُلحد فاشل إجتماعياً مقارنتاً بالحيوانات ، ونجد الهندوسي والبوذي يعبدون الحيوانات لإعترافهم بأفضليت الحيوانات عليهم ، ونجد من دون ذلك الذين يعبدون الأصنام لقناعتهم بأفضليت الحجر والمادة عليهم ، أما عندما يتخلى الإنسان عن جزئهِ المادي ليحيى كروح مهملاً متطلبات جسدهِ ( كالقساوسة والرهبان ) يبتعد عن عالمه ويكون منعزلاً وغير فعال في مجتمعهِ وبيئتهِ فينسى وجوده .
والسبيل الوحيد ليمارس الإنسان حقيقته كإنسان يكون في إتباعهِ لدين الإسلام فقط ، فمن خلال ممارسة الإنسان لدين الإسلام الصحيح يكون قد وازى بين جسده وروحهِ وأعطى لكل منهما حقهُ ، فلا يهمل روحهِ ليكون أقل شاناً من المخلوقات من حوله كالحيوانات والحجارة ، ولا يهمل جسدهِ ليكون معزولاً عن حياتهِ ومجتمعهِ الإنساني .