المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما الذي غير التوحيد من قلوب العباد



أهــل الحـديث
04-03-2014, 02:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِى خُطْبَتِهِ: « أَلاَ إِنَّ رَبِّى أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا ، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلاَلٌ.
وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا.
وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَقَالَ:
إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِىَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ.
وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا ، فَقُلْتُ: رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً ، قَالَ:
اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ.
قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ:
ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ.
قَالَ: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ:
الضَّعِيفُ الَّذِي لاَ زَبْرَ لَهُ ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا ، لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً ، وَالْخَائِنُ الَّذِي لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ خَانَهُ ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِى إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ ،
وَذَكَرَ الْبُخْلَ ، أَوِ الْكَذِبَ ، وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ ».


تخريج الحديث:
رواه مسلم: 7386.


غريب الحديث:
نحلته: أعطيته ، وفي الكلام حذف ، أي: قال الله تعالى: كل مال أعطيته عبدا من عبادي فهو له حلال.
حنفاء: مسلمين.
اجتاله : ذهب به(والمقصود هنا: للباطل).
المقت: أشد البغض.
أبتليك: امتحنك بما يظهر منك من قيامك بما أمرتك.
وأبتلي بك: من أرسلتك إليهم ، فمن يظهر الطاعة ومن يظهر الكفر.
لا يغسله الماء: محفوظ في الصدور.
تقرأه نائما ويقظان: يكون محفوظا لك في حالتي النوم واليقظة.
يثلغ : يكسر ، ويشق كما يشق الخبز.
نغزك : نعينك.
مقسط: عادل.
موفق: مهتد لما فيه التوفيق والصلاح.
متعفف: عن السؤال.
الضعيف الذي لا زبر له : الذي لا عقل له يمنعه مما لا ينبغي ، وقيل: هو الذي لا مال له.
يبتغون: يطلبون.
الخائن الذي لا يخفى: لا يظهر خيانته.
الشنظير : سيء الخلق.
شرح النووي على مسلم: 17/200 ، شرح رياض الصالحين: 2/437.


فوائد الحديث:

1-حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
2-دين الله هو دين الفطرة ، وقد خلق الله عباده جميعا على التوحيد ، ولكنهم انحرفوا عنه.
3-الشيطان سبب عظيم في إغواء بني آدم ، وله أساليبه في استدراجه للمعاصي والمنكرات.
4-بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم بعدما أظلمت الأرض بالشرك ، ليثبت التوحيد في قلوبهم.
5-حفظ الله لكتابه يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "كتابا لا يغسله الماء" ، ولا شك أن هذا الحفظ يتناسب مع خلود الشريعة الإسلامية ، فمهما كاد الناس للقرآن ، فإنه باق ، ﭧ ﭨ ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ(الحجر: 9).
وخلود الشريعة والقرآن له أمد محدود إلى ما قبل يوم القيامة كما بين النبي صلى الله عليه وسلم.
فعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْىُ الثَّوْبِ حَتَّى لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَلاَةٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ.
وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِى لَيْلَةٍ ، فَلاَ يَبْقَى فِى الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا ».
فَقَالَ لَهُ صِلَةُ: مَا تُغْنِى عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا صَلاَةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ وَلاَ صَدَقَةٌ؟
فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلاَثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِى الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ: يَا صِلَةُ! تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ. ثَلاَثًا».
رواه ابن ماجه: 4049 ، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة: 87.
6-بيان صفات أهل الجنة وأنه يمكن معرفتهم في الدنيا من خلالها ، وكذلك أهل النار.
7-في الحديث فضل العدل بين الرعية ، والرحمة بالقربى والمسلمين.
8-وفيه فضل العفة وتلميح بذم السؤال.
9-وفيه النهي عن سوء الأخلاق : كالخيانة والبخل والكذب والفحش في الكلام.
10- وفيه ذم اتباع الهوى ، لأنه يقود المسلم أن يكون عبدا لهواه.