المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الشرك والكفر



أهــل الحـديث
03-03-2014, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


كفر لغةً: أنكر؛ جحَد ولم يشكر، قال تعالى) قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) (عبس: 17) و( وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت: 67)
كفَر بكذا : تبرّأ منه ( إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ) (إبراهيم: 22)
كفَر بكذا : كذّب به ( يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ ) ( آل عمران: 98)

أشرك بالله لغةً: جعل له شريكًا في ألوهيَّته ، جعل له شريكًا في مُلْكه ، قال تعالى (يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ باللهِ ) (لقمان: 13)

الفرق بين الكفر والشرك هو أن المشركَ كافرٌ من غير عكس أي أن ليس بالضرورة أن يكون الكافرُ مشركاً ما يعني أن الكُفرَ أعم وأشمل من الشركِ ولذلك يجوز أن نُطلق إسمَ الكُفرِ على الشركِ بينما لا نستطيع إطلاقُ إسمِ الشركِ على الكُفرِ. لأن من يُشرك بعبادة اللهِ أحداً غيره فهو يجحد بوحدانية الله ويُنكرها. والجحود والنكران هو يُعتبر كُفراً كما هو معلوم فالله عزوجل أمر عبادَهُ بتوحيده وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، قال تعالى ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) (آل عمران:64 )، وقال تعالى (هَٰذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (إبراهيم:52 ). فإطلاقُ إسمُ الكُفرِ على الشركِ باللهِ هو ظاهرٌ في قوله تعالى ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة: 73)، وفي قوله تعالى ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة: 17)، ففي هذه الآيات برهانٌ وبيانٌ واضحٌ على أن الشركَ هو كفرٌ فإشراكُ النصارى عيسى عليه السلام بعبادة الله عزوجل وُصِفَ بالكفرِ.

أما من يكفر بالله عزوجل فهو ليس بالضرورة مشركٌ بالله عزوجل، لأنه قد تجد من يُنكر وجود رب العالمين (ونبرأ إلى الله من هكذا قول) وهم الدهرية فهؤلاء كافرون وليسوا مشركين، قال تعالى (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )( الجاثية: 24) ، ومن يُنكر بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو يُعتبر كافرٌ حتى لو كان يُقر بوحدانية الله عزوجل أي ليس مُشركاً لأنه يُكذب اللَه بتكذيب رُسله، قال تعالى في من يُكذب الرسول صلى الله عليه وسلم (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (آل عمران: 187)، وقال تعالى في من يُكذب رُسلَه (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة: 87 )، كذلك اليهود المغضوب عليهم (لعنة الله عليهم) يكفرون بالله عزوجل بعدم تنزيهه سبحانه و تعالى عن صفات المخلوقين لقولهم أن (عزير ابن الله) وغير ذلك من أقوالهم الباطلة في ذات الله عزوجل فَيَكذبونَ على الله بوصفهم اللهِ عزوجل بأوصاف لا تليق بكمال أوصاف ذاته المنزهة والمطهرة عن أوصاف المخلوقين التي يصفون اللهَ بها كوصفه بالمشي والجهل والحزن والندم والقراءة والتعلم والهزل واللعب وغير ذلك (ونبرأ إلى الله ونستغفره من هكذا قول) وهذا كفرٌ لأن فيه إنكار وجحود لتَرفُع وتَكبُر وتَنزُه الله العظيم عن صفات المخلوقين وفيه كذبٌ على الله والكذبُ على الله هو كفرٌ أيضاً بل هو أشدُ من تكذيب الله لأنه إفتراءٌ على الله، قال تعالى (وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا * مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ) (الكهف: 4-5 ) وقال تعالى (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ) (الأنبياء: 26) ففي هذه الآيات يصف اللهُ سبحانه وتعالى زعمَ النصارى أن اللهَ اتخذ ولداً بالكذب وينزه سبحانه وتعالى ذاته عن صفات المخلوقين، ولكن اليهود مع ذلك لا يشركون بالله عبادةَ العُزيرِ عليه السلام كما يفعل النصارى الضالون (هداهم الله) في عبادتهم لعيسى بن مريم عليه السلام مع الله عزوجل. وإنما اليهودُ والنصارى هم مُشركون بإشراكِ أحبارِهم ورُهبانِهم بعبادة الله عزوجل بإستحلالهم ما حرم اللهُ وأحله أحبارُهم ورهبانُهم وبتحريمهم ما أحل اللهُ وحرمه أحبارُهم ورهبانُهم، قال تعالى (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة: 31). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:
1) موقع إسلام ويب الإلكتروني (www.islamweb.net/mainpage/index.php (http://www.islamweb.net/mainpage/index.php) ).
2) موقع نداء الإيمان الإلكتروني .
المؤلف: خالد صالح أبودياك.