المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنتقى من كتاب: الوابل الصيِّب لابن القيِّم رحمه الله.



أهــل الحـديث
03-03-2014, 08:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


"بسم الله الرحمن الرحيم"
الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فهذه مقتطفاتٌ اقتطفتُها مما أودعه ابن القيِّم -رحمه الله تعالى- في كتابه النافع: (الوابل الصيِّب ورافع الكلم الطيِّب) أسميته بــ:
" المنتقى من كتاب الوابل الصيِّب "
معتمداً في الإحالة لرقم الصفحات على طبعة دار عالم الفوائد، الطبعة الأولى، 1425هـ، تحقيق: عبد الرحمن بن حسن بن قائد وفقه الله، وقد قمتُ بوضع عنوان عند أكثر الفوائد، على أنَّ ما بين القوسين هو منصوص كلام ابن القيِّم رحمه الله.
قال ابن القيِّم رحمه الله تعالى:
1. (عنوان السعادة للعبد)
" أن يجعلكم ممن إذا أنْعَم الله عليه شَكَرَ، وإذا ابْتُلي صَبَرَ، وإذا أذنب استغفر؛ فإنَّ هذه الأمور الثلاثة عُنوان سعادة العبد، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه، ولا ينفك عبدٌ عنها أبداً، فإنَّ العبد دائماً يتقلَّب بين هذه الأطباق الثلاث." ص5

2. (نِعَمُ الله وشكرها)
"فَقَيْدُها الشكر، وهو مبني على ثلاثة أركان : الاعتراف بها باطناً، والتحدُّث بها ظاهراً، وتصريفها في مرضاة وَليِّها ومُسْدِيها ومعطيها، فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها" ص5

3. ( الصبـــــــر )
"الصبر: حبس النفس عن التَّسخُّط بالمقدور، وحبس اللِّسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية، كاللَّطْم، وشقِّ الثياب، ونتف الشعر، ونحو ذلك" ص 6

4. ( عبودية الضرَّاء )
"إنَّ لله تعالى على العبد عبوديَّةً في الضرَّاء، كما له عليه عبوديَّةً في السرَّاء، وله عليه عبوديَّة فيما يكره، كما له عبوديَّة فيما يُحِبّ، وأكثر الخلق يُعْطُون العبوديَّة فيما يُحِبُّون، والشأنُ في إعطاء العبودية في المكاره، فَبِه تَفاوتَتْ مراتبُ العباد وبِحَسَبه كانت منازلهم عند الله تعالى". ص 6

5. ( مدار العبوديَّة )
"العبوديَّة مدارها على قاعدتين هما أصلها : حبٌّ كامل وذلٌّ تامٌّ" ص12

6. "محبة الله تعالى تتقدم على جميع المحابِّ، فإذا تعارض حبّ الله تعالى، وحبُّ غيره سَبَقَ حُبُّ الله تعالى حُبُّ ما سواه، فرتَّب على ذلك مقتضاه، وما أسهل هذا بالدعوى، وما أصعبه بالفعل !، فعند الامتحان يُكْرَمُ المرءُ أو يُهان" ص 14

7. (من أحبَّ شيئاً سوى الله عُذِّب به )
" قد قضى الله -عزَّ وجلَّ- قضاءً لا يُردُّ ولا يُدْفَع، أنَّ من أحبَّ شيئاً سواه عُذِّبَ به ولا بُدّ، وأنَّ من خاف غيره سُلِّطَ عليه، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شُؤْماً عليه، ومن آثر غيره عليه لم يُبارك له فيه، ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بُدّ " ص14

8. " صلاةٌ بلا خُشوعٍ ولا حُضورٍ كبدنٍ ميِّتٍ لا روح فيه " ص 17


9. (تفاضلُ الأعمال )
" تفاضلُ الأعمال بتفاضل ما في القلوب من حقائق الإيمان، وتكفيرُ العمل للسيئات بحسب كماله ونقصانه" ص 18

10. ( نزغتا الشيطان )
"وما أمر الله عزَّ و جلَّ بأمرٍ إلَّا وللشيطان فيه نزغتان: إما تقصيرٌ وتفريطٌ، وإما إفراطٌ وغُلوٌ، فلا يُبالي بما ظَفَرَ من العبد من الخطيئتين" ص29

11. ( الدنيا والآخرة )
"في بعض الآثار: ابنَ آدم، بعِ الدنيا بالآخرة تَرْبَحْهُما جميعاً، ولا تبعِ الآخرة بالدنيا تَخْسَرْهُما جميعاً" ص35

12. ( دواوين الظلم )
" والظلم عند الله عزَّ و جلَّ يوم القيامة له دواوين ثلاثة: ديوانٌ لا يغفر الله منه شيئاً، وهو: الشِّرك به؛ فإنِّ الله لا يغفر أن يُشْرك به، وديوانٌ لا يترك الله تعالى منه شيئاً، وهو ظلم العباد بعضهم بعضاً؛ فإنِّ الله تعالى يستوفيه كلَّه، وديوانٌ لا يعبأ الله به شيئاً، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربِّه عزِّ و جلِّ؛ فإنِّ هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محواً، فإنه يُمْحي بالتوبة والاستغفار، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، ونحو ذلك. بخلاف ديوان الشرك فإنه لا يُمْحى إلا بالتوحيد، وديوان المظالم لا يُمْحى إلَّا بالخروج منها إلى أربابها، واستحلالهم منها" ص40

13. ( طبقات الناس )

" الناسُ على ثلاث طبقات: طيِّبٌ لا يشوبه خبث، وخبيثٌ لا طِيْبَ فيه، وآخرون فيهم خُبْثٌ وطِيْبٌ كانت دُورهم ثلاثة: دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض، وهاتان الداران لا تفنيان، ودار لمن معه خبث وطيب، وهي الدار التي تفنى، وهي دار العصاة، فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد، فإنهم إذا عذبوا بقدر أعمالهم أُخْرِجوا من النار، فأُدْخِلوا الجنَّة، ولا يبقى إلا دار الطيب المحض، ودار الخبيث المحض" ص43

14. ( الشحُّ والبخل )
" الفرق بين الشحِّ والبخل أن الشحَّ هو: شدة الحرص على الشيء، والإحفاء في طلبه، والاستقصاء في تحصيله، وجَشَعُ النفس عليه. والبخلُ: منع إنفاقه بعد حصوله، وحُبُّه وإمساكُه، فهو شحيحٌ قبل حصوله، بخيلٌ بعد حصوله" ص75

15. ( التبرّع والتورّع )
" قد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئاً؛ لأنه سخا عما في أيديهم، وهذا معنى قول بعضهم : السخاء: أن تكون بمالك متبرعاً، وعن مال غيرك متورعاً" ص77

16. (صدأ القلب وجلاؤه)
" لا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء؛ فإذا تُرِكَ الذكر صَدِىء؛ فإذا ذُكِرَ جلاه، وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر" ص 92

17. (الذكر حياة القلوب)
" سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدَّس الله تعالى روحه- يقول : الذكر للقلب مثلُ الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟ " ص 96

18. (غدوة الصالحين )
" حضرت شيخ الإسلام ابن تيمية مرَّةً صلى الفجر، ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من انتصاف النهار، ثم التفت إليَّ وقال: هذه غدوتي ولو لم أتَغَدَّ هذا الغداء لسقطت قوَّتي، أو كلاماً قريباً من هذا" ص96

19. ( ماذا يصنع أعداء المؤمن بالمؤمن ؟! )
"سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول : إن في الدنيا جنَّة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، وقال لي مرَّة : ما يصنع أعدائي بي ؟! أنا جنَّتي وبستاني في صدري، أين رُحْتُ فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة" ص109

20. ( ابن القيِّم يحكي عن شيخه ابن تيمية)
"كُنَّا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منِّا الظنون، وضاقت بنا الأرض= أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً وقوةً ويقيناً وطمأنينةً" ص110

21. ( اللذَّة الحقيقيَّة )
"كان بعض العارفين يقول : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف، وقال آخر : مساكينُ أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ؟ قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبةُ الله تعالى ومعرفته وذكره، أو نحو هذا، وقال آخر : إنه لتمرُّ بالقلبِ أوقاتٌ يرقُص فيها طرباً، وقال آخر : إنه لتمرُّ بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عَيْشٍ طيِّب" ص111

22. ( المنافقون )
"قد ذكر الله سبحانه وتعالى في أول سورة البقرة أوصاف المؤمنين والكفار والمنافقين، فذكر في أوصاف المؤمنين ثلاث آيات، وفي أوصاف الكفار آيتين، وفي أوصاف هؤلاء بضع عشرة آية؛ لعموم الابتلاء بهم، وشدة المصيبة بمخالطتهم، فإنهم من الجَلَدة مظهرون الموافقة والمناصرة، بخلاف الكافر الذي قد نابذ بالعداوة، وأظهر السريرة، ودعاك بما أظهره إلى مزايلته ومفارقته " ص132


23. ( سبحانه يعلم السرَّ وأخفى)
"أحاط بصرُه بجميع المرئيات، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصَّمَّاء في الليلة الظلماء، فالغيب عنده شهادة، والسرّ عنده علانية، يعلم السرَّ وأخفى من السر، فالسرُّ ما انطوى عليه ضمير العبد، وخطر بقلبه، ولم تتحرك به شفتاه، وأخفى منه: ما لم يخطر بَعْدُ فَيَعْلَمُ أنه سيخطر بقلبه كذا وكذا في وقت كذا وكذا" ص151

24. " فإنَّ الآخرة متى قَرُبَتْ مِن قلبه بَعُدَتْ عنه الدنيا "ص 157

25. (قول بعض السلف بعد الخروج من الخلاء)
"كان بعض السلف يقول: الحمد لله الذي أذاقني لَذَّتَه، وأبقى فيَّ منفعته، وأذهب عنَّي مَضَرَّتَهُ" ص164

26. (قوّة الذاكر)
"أن الذكر يُعْطِي الذَّاكر قُوَّةً حتَّى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يُطِيق فعله بدونه، وقد شاهدتُ من قوة شيخ الإسلام ابن تيميَّة قدس الله روحه في مشيته، وكلامه، وإقدامه، وكتابته أمراً عجيباً؛ فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جُمعة أو أكثر، وقد شاهد العَسْكرُ من قُوَّتِه في الحرب أمراً عظيماً" ص185

27. (لسان ذاكر، ولسان لاغ)
"فإن اللسان لا يسكت البتة: فإما لسانٌ ذاكرٌ، وإما لسان لاغٍ، ولابد من أحدهما، فهي النفسُ إن لم تَشْغَلْها بالحق شَغَلَتْكَ بالباطل" ص198

28. (الأذكار تتفاضل)
"أفضل هذا النوع-أي الذكر- أجْمعُه للثناء، وأَعَمُّهُ نحو: سبحان الله عدد خلقه، فهذا أفضل من مجرد: سبحان الله، وقولُك: الحمد لله عدد ما خلق في السماء، وعدد ما خلق في الأرض، وعدد ما بينهما، وعدد ما هو خالق، أفضل من مجرد قولك: الحمد لله" ص217

29. ( الثناء قبل الدعاء)
" فالدعاء الذي يَتَقدَّمه الذكر والثناء، أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته، وافتقاره واعترافه كان أبلغ في الإجابة وأفضل" ص225

30. ( قراءة القرآن والأذكار)
"الأذكار المُقَيَّدةُ بِمَحَالَّ مخصوصةٍ أفضلُ من القراءة المطلقة، والقراءةُ المطلقة أفضل من الأذكار المطلقة، اللهم إلا أن يَعْرِضَ للعبد ما يجعل الذكر أو الدعاء أنفع له من قراءة القرآن" ص231

31. (أيهما أنفع الاستغفار أو التسبيح)
"قلتُ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوماً: سُئِلَ بعض أهل العلم: أيَّهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار ؟ فقال : إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع له، وإذا كان دنساً فالصابون والماء الحارُّ أنفع له. فقال لي رحمه الله تعالى: فكيف والثياب لا تزال دَنِسة؟!" ص233

32. (معنى كفتاه )
"في الصحيحين عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه) الصحيحُ: أن معناها: كفتاه من شر ما يؤذيه، وقيل :كفتاه من قيام الليل. وليس بشيء." ص248

33. "الأذكار التي يقولها العامة على الوضوء عند كل عضوٍ فلا أصل لها عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين، ولا الأئمة الأربعة، وفيها حديثٌ كذبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلَّم" ص384

34. (كفارة الغيبة )
" والصحيحُ أنه لا يحتاج إلى إعلامه، بل يكفيه الاستغفار له، وذِكْرُه بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وغيره ..." ص389

· فائدة:
ذيَّل المحقق -وفقه الله- فهرساً مفيداً ونافعاً للمسائل والفوائد العلميَّة على الفنون، تجد ذلك عند الصفحة 483 وما بعدها، فراجعه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .