المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة بعنوان الاقناع أن آل النبي هم الأتباع



أهــل الحـديث
28-02-2014, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


رسالة بعنوان
الإقناع أن آل النبي هم الأتباع
وفيها رد على شبهة الرافضة
إعدا / خالد محمد شويل

إضاءة

قال الذهبي رحمه الله

آل النبيِّ هموا أتباع ملَّتِه
على الشّريعة من عَجَمٍ ومن عَرَبِ لو لم يكن آله إلاّ قرابتُه
صلّى المصلِّي على الطاغي أبوا لهب



الإهداء
 إلى كل من يحب الله تعالى ويحب نبيه عليه الصلاة والسلام, ويحب أهل بيت النبي علية الصلاة والسلام وصحابته, وتابعيهم إلى يوم الدين.
 إلى كل عاقل, مدرك, منصف يبحث عن الحقيقة, ولا يتعصب لهواه, فيقدم كلام الله وسنة رسوله على كل قول ورأي, يرمي بعرض الحائط كل ما خلاف كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
 إلى كل من شرفه الله بأن جعله من أتباع خير الرسل محمد عليه الصلاة والسلام.
 إلى كل من يرجع نسبه بالقرابة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام, وهو يسير على هديه, ويقتفي أثره.
 إلى كل من يتشرف بالانتماء إلى أمه الإسلام خير الأمم.

اهدي هذا البحث المتواضع



المقدمة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, وعلى آله التابعين له بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد الأخوة المسلمين:- أمر الله المسلمين بالصلاة والسلام على نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام, ولما سأل الصحابة النبي عن طريقة الصلاة علية قال:- ((قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم...الخ)).
وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في تحديد آل النبي عليه الصلاة والسلام , إلى عدة أقوال متباينة , ومن الأقوال التي قيلت حول آل محمد أنهم أمته, وبالذات الصالحين , وهذا الرأي روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه , و كذلك رواه النووي من الشافعية , والذهبي وسفيان الثوري , و ابن حامد وبعض العلماء والباحثين المعاصرين ومنهم العلامة المحدث بن عثيمين رحمة الله , وقد قمت في هذه الرسالة بذكر الأدلة التي ترجح هذا القول , وذلك لأنه القول الذي انشرح له صدري , ولأنه القول الذي يمكن أن ندحر به دعوات الروافض الإثنى عشرية , الذين يخرجون أزواج النبي من آله وأهل بيته , وقد قمت بترتيب هذا البحث إلى ثلاثة فصول , ففي الفصل الأول ذكرت الأقوال الواردة في تحديد آل النبي وفي الفصل الثاني قمت بذكر الأدلة التي تبين الفرق بين الأهل و الآل , على اعتبار أن من حددوا الآل بالقرابة لم يفرقوا بين المصطلحين, وفي الفصل الثالث قمت بذكر الأدلة التي ترجح أن آل النبي هم أتباعه الصالحين إلى قيام الساعة .
سالا من الله التوفيق والسداد إلى الصواب


المؤلف بتاريخ 1/1/2012م





الفصل الأول
ما ورد من الأقوال في تحديد هل بيت النبي والآل





تمهيد
اختلف العلماء قديما وحديثا حول تحديد آل محمد أو أهل البيت وذلك إلى عدة أقوال يمكن أن نصنفها ضمن اتجاهين هما:- ..( )
أولا /الاتجاه الأول :
وفيه اعتبر من يذهبون إليه أن مصطلح الآل والأهل شيء واحد , واتفق أصحاب هذا الاتجاه على أن آل محمد وأهل البيت هم قرابة النبي من بني هاشم , ولكن أصحاب هذا الاتجاه اختلفوا في تحديد من يكونوا من بني هاشم ’ حيث يوجد عدة أقوال ممثلة بالاتي :-
 القول الأول
في هذا القول قيل ان آل النبي وأهل بيته هم جميع بني هاشم وبالذات من حرمت عليهم الصدقة من بعده , ودليل أصحاب هذا القول ما جاء في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيبا وقال :- (أيها الناس إنماء أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول الله فأجيب واني تارك فيكم الثقلين , أولهما كتاب الله فيه هدى ونور , فخذو بما فيه , وتمسكوا به ’وأهل بيتي أوصيكم الله في أهل بتي وكررها ثلاثا )........( ) فسأل حسين بن سبره ٌقائلا ومن هم أهل بيت النبي ؟ أولسن نساءه من أهل بيته ؟ فقال زيد :-(نعم نساءه من أهل بيته , ولكن أهل بيته من حرموا الصدقة من بعده ) فقيل, ومن هم؟ فقال :-(بني جعفر , وبني على وبني العباس , وبني عقيل )
ومن خلال هذا القول نلاحظ الاتي :-
1-إن تحديد آل محمد من كلام زيد بن أرقم وليس من أصل الحديث.
2-أن نساء النبي يخرجن من أهل بيته الذي أوصي النبي بهم ,وهذا يتضح من قولة ولكن أهل بيته هم من ......الخ وهذا غير مقبول كما سنرى.
 القول الثاني
وقال أصحابه أن آل النبي وأهل بيته هم أزواجه , وذريته والدليل: ما ورد في طريقه الصلاة على النبي , حيث جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال : (قولوا اللهم صلي على محمد , وعلى أزواجه, وذريته) حيث يرى أصحاب هذا القول أن هذا الحديث يفسر الحديث الذي جاء بلفظ (اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ) فقد فصل الحديث الأول ما أجمل في الحديث الثاني .
ونلاحظ أن: أصحاب هذا القول قد اخرجوا بني هاشم من أهل بيت النبي , واقتصروا الآل والأهل في الذرية فقط , أي أن الأهل هم الأزواج والذرية دون بقية الأقارب بالنسب , وهذا أيضا غير مقبول , لان الذرية من الأهل , والإباء والأجداد أيضا من الأهل , ففي اللغة يطلق على ذرية الرجل بنيه وجمع قرابته بالنسب أهله كما سنوضحه لاحقا .
 القول الثالث
ويرى اصحاب هذا القول : أن آل النبي وأهل بيته هم قرابة النبي من بطني بني هاشم , وهذا أساس فكر الروافض ومذهب الزيود , مع وجود فرق كبير بين فكر الروافض ومذهب الزيود سوآ في المعتقد , أو في تخصيص الإمامة , وهذا التشابه جاء فقط لطبيعة الفهم , ولا مجال للمساواة بين الزيود والروافض إطلاقا , وهذا ما سنوضحه في رسالة خاصة إنشاء الله .
وخلاصة هذا القول: أن آل محمد وأهل بيته هم قرابته من ذريته من بني هاشم , أي من البطنين , والبطنين يقصد به أن يرجع نسب الأبوين إلى بني هاشم ’ وهذا ما يتحقق في علي وفاطمة , حيث يرجع نسب كلا منهما إلى هاشم جد النبي عليه الصلاة والسلام , ويقول أصحاب هذا القول أن آل النبي وأهل بيته هم (علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم ) وهذا يتفق فيه الزيود والروافض , وقد اخرجوا ذريه علي من غير فاطمة لأنهم ليسوا من البطنين , ويعتقد هولا أن أشرف الخلق وأكرمهم , وأطهرهم , هم من جاءوا من البطنين , فوصل الحد إلى التقرب إلى الله بهم ’ والطواف بقبورهم , وتقديم النذور لهم , وهذا ما يفعله الروافض والغلاة من الهادوية والجعفرية والاثنى عشرية والعلوية ولا علاقة للمعتدلين من الزيدية بهذه البدع والمحدثات الشركيه ’ كما يعتقد هؤلاء أن الولاية على المسلمين حق من حقوق ذريه الحسنين لا ينازعهم فيها إلى ظالم, أما الرافض فقد حددوا الولاية وجعلوها خاصة باثني عشر إمام من أبناء الحسن عليه السلام , بل وصل الحد بهم إلى تكفير من ينازعهم ويعتقد بالولاية لغيرهم , ودليل أصحاب هذا القول ماجا في الحديث الصحيح الذي ورد بعدة روايات والذي يسمى بحديث الكساء ومن هذه الروايات رواية ام سلمه رضي الله عنها حيث قالت (( لما نزل قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كان الرسول عليه الصلاة والسلام في بيتي وكان فيه علي وفاطمة والحسنين رضي الله عنهم فضمهم الرسول تحت كساء كان عليه وقال (اللهم إن هولا أهل بيتي فاذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا)) ........( ) , وقد استند أصحاب هذا القول إلى هذا الحديث , وقالوا أن النبي حين ضم إليه الأربعة وجعلهم تحت الكساء , وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي انه قد نفى أن تكون أزواجه وبقية أقاربه من بني هاشم من أهل بيته أومن أهله , وحصر أهل بيته بالا ربعه فقط , وهذا الفهم للحديث خطى وسنبين الفهم الصحيح للحديث في ما سيأتي إنشاء الله
ثانيا / الاتجاه الثاني:
وأصحاب هذا الاتجاه خالفوا أصحاب الاتجاه لأول جميعا ولم يخرجوا احد من قرابة النبي من أهل البيت , وكذلك لم يخرجوا احد من المسلمين من آل محمد بما فيهم قرابته وذريته وأزواجه, ويندرج تحت هذا الاتجاه قولان هما :-
 القول الأول..( )
ورواه ابن عبد البر من مذهب وقول نشوان الحميري, وخلاصة هذا المذهب : القول آن آل محمد الذي نصلي عليهم في الصلاة الإبراهيمية هم جميع أتباعه الذين امنوا به واقتفوا أثره وساروا على سنته وتمسكوا بها .
 القول الثاني : .......( )
وهو يشبه القول الأول, ولكنه حدد آل النبي بالأتقياء من أتباعه فقط , ودليل اصاحب هذا القول ما رواه الطبراني في الأوسط مما جاء في الحديث (آل محمد كل تقي ) .
هذا ما ورد في آل محمد وأهل بيته, ولو تأملنا في الاتجاهين السابقين لوجدنا أن أصحاب الاتجاه الثاني وبالذات القول الثاني منه لم يحصروا احد ويخرجوا احد من آل محمد فهم (أي الآل ) جميع الأتباع .
وبهذا يكون هذا القول شامل لجميع البشر ممن صدقوا برسالة النبي عليه الصلاة والسلام , وهذا ما يتوافق مع طبيعة الرسالة المحمدية الذي تتميز بها عن غيرها كالعالمية والشمول بعكس أصحاب الاتجاه الأول الذين حصرا الآل بالذرية والقرابة وجعلوا الشرف والكرامة مرتبطة بالنسب , وجعلوا الولاية في الإسلام من حق أسره , بل ذرية وسلالة بعينها وكأنهم يرون أن النبي أرسل ليقول للعلمين إن أكرمكم وأطهركم إطلاقا هم من يكونون من نسبي , فالكرامة مرتبطة بالانتساب إلى سلالتي , ناسين أو متناسين إن الله قد كرم البشر أولا على جميع من خلقهم بالبشرية, ثم جعل الكرامة في ما بينهم بالتقوى و الاستقامة .
وكذلك لو قارنا بين الاتجاهين السابقين لوجدنا القائلين أن الآل هم الأتباع هم الأقرب إلى ما ورد في القران بحيث عبر دائما بمصطلح الآل ليعبر به عن الأتباع في أكثر من آية وسورة وكذلك نجد أن من قالوا أن آل النبي وأهل بيته هم قرابته لم يلاحظوا أن الله ذكر آل فرعون في أكثر من موضع مع أن فرعون لم يكن له ذريه ولكن كان له أتباع وكذلك نسوا أن الله عبر عن زوجه موسى بأهله وعن أتباع يعقوب باله

وعليه
يمكن القول أن أصحاب الاتجاه الثاني هم الأقرب إلى الصواب بالتفريق بين آل محمد وأهل البيت , أما أصحاب الاتجاه الأول قد جعلوا الآل والأهل شيء واحد ويدلان على معنى واحد وهو القرابة والذرية والنسب, وهذا ما سنوضحه في المبحث القادم إنشاء الله تعالى .
تحليل وترجيح :
مما ذكرناه في الفقرة السابقة من الأقوال الواردة في آل النبي وهل البيت بينا أن القول بأن آل النبي هم جميع أتباعه هو القول الأقرب إلى الصواب وذكرنا أن مصطلح الآل أعم من مصطلح الأهل ويوجد فرق بينهما بحيث أن الآل تدل على الأتباع وتدل الأهل على قرابة النسب , ومن قالوا بأن آل محمد هم قرابته لم يفرقوا بين المصطلحين واعتبروهما شيء واحد ويدلان على نفس المعنى .
ونشير : إلى أن ممن قالوا أن آل النبي هم قرابته إضافة إلى الزيدية بعض علماء أهل السنة قديما وحاضرا وعليه يمكن القول أن من لم يفرقوا بين مصطلحي الآل والأهل هم صنفين هما :-
 الصنف الأول .....( )
دفعتهم العاطفة والحب لقرابة النبي عليه الصلاة والسلام , إلي القول أن آل النبي هم قرابته, ودفع البعض من القائلين بهذا القول وخاصة من ينتمون إلي بني هاشم الاعتزاز بان دم النبي عليه الصلاة والسلام يجري في عروقه, وهذا شرف لهم وأي شرف , كيف لا والصحابة كان الفرد منهم يتمني أن يلامس بشرة النبي الطاهرة, أو أن يقع علية بعض اثر النبي عليه الصلاة والسلام , وهذا كله من حبهم للنبي , وبذلك فان من ينتمي نسبه إلى نسب النبي يعتز ويفتخر ومن لا ينتمي إلى نسب النبي يحترم ويقدر ذريته لان فيهم اثر من أثره عليه الصلاة والسلام , ولذلك دفعتهم هذه العاطفة إلى عدم التفريق بين الآل والأهل , واجتهد علماء إجلاء وأفاضل وقالوا بان الآل هم القرابة , ولهم بهذا الاجتهاد اجر العالم المجتهد الذي ذكره النبي في الحديث , وأأكد على أن هذا الصنف ممن أحبو الانتماء إلى نسب النبي لم يتشرفوا بذلك النسب لمجرد انه يرجع إلى بني هاشم , بل لأنه يرجع إلى من حمل الرسالة الخاتمة , وهو خير من على وجه الأرض , بل وسيد ولد ادم وإمام الأنبياء والرسل أجمعين . وهنا أوجه بعض الإسالة : هل تشرف النبي على جميع الخلق لأنه من بني هاشم؟ أم لأنه حمل هذه الرسالة ؟ وهل تشرفت الرسالة ببني هاشم ؟ أم تشرف بني هاشم بالرسالة ؟ وهل فضل النبي الخاتم على جميع الرسل لأنه هاشمي ؟ أم لأنه خاتم من أوحى الله إليهم؟
والجواب على هذه الأسئلة كلها واحد , وهو إن النبي فضل وتشرف بالرسالة الخاتمة , ولم تتشرف الرسالة به عليه الصلاة والسلام.
وعليه : فإن من ينتمي إلى نسبه من السابقين إلى الأخيرين يتشرف بهذا النسب لأنه يرجع إلى من حمل الرسالة , أي أن التشرف هوا بالدين ليس بالنسب , وإلى لكان بني إسرائيل أبناء يعقوب هم من أكرم الناس , ولكان أبا لهب يفتخر بالانتماء إليه لأنه أيضا هاشمي .
والخلاصة: إن الشرف الذي اكتسبه النبي اكتسبه لأنه حمل الرسالة ويجب أن يتشرف كل من انتمى إلى النبي عليه الصلاة والسلام بحمل دينه وليس بحمل نسبه.
 الصنف الثاني ....( )
وهم بعكس الصنف الأول , فلم تدفعهم العاطفة , ولكن دفعهم الحقد على أمه الإسلام , وعلى هذا الدين , واستغلوا دخول الناس في الإسلام بإعداد كبيره , وقلة العلماء, وضياع اللغة العربية من على السنة بعض العرب , ودخول الأعاجم في دين الله , فقام هولا الحاقدين بتقمص الإسلام بغرض الكيد له عن طريق تعليم العقائد الفاسدة , والبدع المحدثة , التي تخرب الأساس الأول الذي قامت عليه الدولة المسلمة ممثل بعقيدة التوحيد , التي يقوم عليها الأساس الأول ممثلا بوحدة الصف لمن دخلوا في الإسلام وأحبوه فتصدر للإفتاء في البلدان البعيدة والتي يقل أو ينعدم فيها العلماء , وقاموا بدس السم في العسل مستغلين حب الناس للإسلام , وإقبالهم على كل من يعلم الناس ويحدثهم عن النبي .
وبذلك : تمكنوا من تفريق المسلمين إلى فرق عقائدية, وحرضوا كل فرقة على الأخرى, بل تمكنوا من غرس الحقد بين الفرق من خلال تعليم كل فرقة أن لأخرى عدوه للإسلام وللنبي عليه الصلاة والسلام .
ومن أبرزهذه المؤامرات التي تصدرت ’ عقيدة الروافض ممثلة بفكر اليهودي ابن سبا الذي استغل الخلاف بين الإمام علي والصحابي الجليل معاوية ابن أبي سفيان في بذر أول بذرة لهذه العقيدة الفاسدة التي ما لبثت وأن تطورت على أيدي الحاقدين على الدين إلى القول بتكفير الصحابة وأمهات المؤمنين والقول بألوهية علي وتفضل نسله وسيادتهم على المسلمين واوهم المسلمين الذين هم حديثي الإسلام والمندفعين إليه بوجود خلاف بين قرابة النبي وصحابته , وقسموا الناس إلى أنصار آل البيت , والذين يقصدون بهم أهل البيت النبوي ونواصب ينصبون العداء لأهل البيت النبوي, وقالوا بأحقية علي للخلافة , وان الصحابة قد غدروا به واخذوها منه بدافع حب الرئاسة , فكفروا الشيخان , وقالوا عن عثمان انه يهودي , وان أم المؤمنين خائنة ومنافقة , وبهذا وجهوا أول طعنة للإسلام والمسلمين .
ومما ساعد امثل هؤلاء في تنفيذ هذه المؤامرة أضافه إلى ما ذكرناه الاتي :-
1- الخلاف الذي جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما, ووقوف بعض المسلمين في صف علي حباله .
2- حب المسلم لقرابة النبي عليه الصلاة والسلام .
3- بعض الآيات , والأحاديث الورد فيها أهل البيت النبوي وآل محمد , وجهل الكثير ممن دخلوا في الإسلام بأصول الدين واللغة العربية , وحتى يضمن هؤلاء إخراج الصحابة من آل النبي , و كذلك حتى يضمنوا اخرج نساء النبي من أهل بيته , والصحابة من اله , لم يفرقوا بين مصطلح الآل والأهل , وقالوا إنهما شيء واحد .
وقبل أن نقوم بتوضيح وجود الفرق بين مصطلح الأهل والآل سوف نبين أن القول بأن آل النبي هم إتباعه ليس قول جديد و مستحدث ولكنه قول قديم قال به بعض العلماء , وقد شاع في زمن معظم الأمه من ذريه علي ولم ينكروا ذألك , وحتى يتضح الأمر نسرد لكم المثال الاتي :-
* سؤل الإمام جعفر الصادق ذات يوم فقيل له : هل صحيح أن آل محمد هم أتباعه؟ فقال جعفر الصادق : صدق من قال بذلك وكذب , فقيل له : وكيف صدق وكذب ؟ فقال: كذب في أنهم جميعا اله, وصدق في أن آله هم من أقام شرائعه من بعده,).....( ) وهذا القول لهذا الإمام الجليل الذي ينتمي إلى أهل البيت النبوي يرجح ما رجحناه سابقا من أن الآل هم الأتباع .
ومن خلال هذه الفتوى من الإمام جعفر الصادق نلاحظ أن:-
1- الترويج لوجود الخلاف بين الصحابة وهل البيت النبوي كان قائم أثناء وجود ألائمه من أهل البيت النبوي وكانوا لا ينكرون على من يقول ذلك .
2- إن الإمام جعفر وغيره من ألائمه كانوا يدركون أن آل النبي هم أتباعه ويصلون عليهم في الصلاة الإبراهيمية في التشهد لعلمهم أن الآل هم الأتباع لأنهم يصلون أيضا على آل إبراهيم أي أتباع ملته ومنهم ذريته الصالحين لأن من ذريه إبراهيم من حاد عن الطريق السوي ولا يشملهم الصلاة على آل إبراهيم .
3- عدم إنكار الإمام جعفر على السائل يدل على علمه بأن آل غير أهل.

نتائج الفصل الأول :
1/اختلف أهل العلم قديما وحديثا حول تحديد أهل النبي صلى الله علية وسلم.
2/من قالوا ان أهل النبي هم صحاب الكساء وذريتهما احد صنفين هما :-
الأول /علم مجتهد ظهر له من الدليل صحة قوله.
الثاني /حاقد متربص ظهر له أن يستخدم هذا الفهم ليفرق المسلمين ويغير عقيدتهم.
3/القول ان آل النبي هم أتباعه هو الأقرب إلى عالميه الإسلام.
4/ أصحاب الاتجاه الأول والقائلين ان آل الني وأهل بيته هم أصحاب الكساء لم يفرقوا بين مصطلح الأهل و الآل واعتبروها شيء واحد .
5/من القائلين بأن آل محمد هم الصالحين من أتباعه بعض أئمة أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ممن يعتقدون أن أهل بيت النبي في أية التطهير هم ذرية علي وفاطمة, وهذا يدل على تفريقهم بين مصطلح الأهل و الآل .

الفصل الثاني
الاستدلال أن مصطلح الأهل يختلف عن الآل




المبحث الأول : اللغة العربية :
إن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وخوطب بها الصحابة الكرام والراجع إلى لغة العرب قبل وبعد الإسلام سيجد الأدلة الكثيرة التي توضح أن العرب كانوا يستخدمون مصطلح الأهل ليعبروا به عن شيء ومصطلح الآل ليعبروا به عن شيء أخر .
*فبالنسبة لمصطلح الأهل:-.....( )
فكان العرب يعبرون به عن عدة معاني وفق لما أضيف إليه. أي أن الأهل عند العرب كانت تستخدم كما يلي :- 1- إذا أضيف إليها مكان , أو قرية مثل أهل مكة وأهل اليمن فكانت تدل علي سكان هذه المنطقة , فأهل اليمن هم سكانها ’ وهل مكة هم سكانها , فحين يسال الرجل من إي الأماكن هو يقول من أهل الشام إذا كان من الشام وهكذا. 2- إذا أضيف إليها حادثة, أو معركة, فكانت تدل على من شهدوا هذه الحادثة, فمثلا يقال أهل بدر لمن شهد معركة بدر. 3- إذا أضيف إليها خلق, أو صفة, كان يقصد بها اتصاف الشخص بهذه الصفة, يقال أهل للكرم لمن كان كريم, وهل للتقوى لمن كان تقي, وأهل للعلم لمن كان عالما, وأهل للأمانة لمن كان أمين.
4- إذا أضيفت إلى كتاب سماوي, فيقصد بها من انزل إليهم, فأهل التوراة هم اليهود, وأهل الإنجيل هم النصارى, وأهل الكتاب هم أصحاب الديانات السماوية.
5- إذا أضيفت إلى البيت فلها معنيان : فإذا كان البيت هو الكعبة , فالمراد بأهل البيت هنا العرب الذين يحجون إليه , وإذ كان البيت يقصد به المنزل , فأهله هم سكانه.
هذه بعض استخدامات مصطلح الأهل عند العرب للدالة على عدة معاني أما بالنسبة للقربة فهي كما يلي:- .... ( )
1- أهل تعني الزوجة , إذا قيل أهل بيت الرجل , ويقول الرجل عند سؤاله من هذه المرآه ؟ فيقول : أهلي , أي زوجتي , ويقال للرجل إذا تروج انه تأهل , أي صار له أهل .
2- أهل تعني القرابة بالنسب, إذا قيل أهل الرجل بدون بيت فأهل الرجل هم أسرته من إباء وأبناء وأحفاد وأجداد, وأهل بيت الرجل هن نساءه كما ذكرنا.
*أما عن مصطلح الآل : ....( )
أما بالنسبة لمصطلح الآل فلم يكن العرب يستخدمونه للدلالة على القرابة , والنسب , أو الذرية ولكن كان يدل على الأتباع دائما , فيقال آل فلان أي أتباعه , وأهله منهم إذا كانوا معه على ملته , فآل فرعون هم أتباعه , وآل يعقوب هم أتباعه , اي أن العرب لم يستخدموا الآل للدلالة على النسب , أو الذرية ولكن كانوا يعبرون عن الذرية بمصطلح أخر غير الآل والأهل فلم نسمع في اللغة أن ذريه الرجل هم آله ولكن يقال بنيه , فمثلا يقال: بني إسرائيل للدلالة على أبناء يعقوب , وآل يعقوب للدلالة على أتباعه , وكذلك يقال بني هاشم للدلالة على ذريته , ولا يقال آل هاشم , وكذلك بني مرة , وبني قينقاع وبني النضير وبني الحارث .
وحتى يتضح الأمر اليكم بعض ما جاء في لغة العرب عن مصطلح الآل كما ورد في كتب التفسير:-
*الآل لا تستعمل إلا في من له خطر مطلقاً ولا يضاف لما لا يعقل ولو كان ذا خطر بخلاف أهل فلا يقال : آل الحجام ولا آل الحرم , ولكن أهل الحجام وأهل الحرم ، نعم قد يضاف لما نزل منزلة العاقل كما في قول عبد المطلب(وانصر على آل الصليب وعابديه) وآل الصليب الذين قصدهم هم أتباع الصليب إذ انه لا يمكن أن يكون للصليب أهل ا و قرابة ....( )
وذهب الجواليقي والحريري وابن الجوزي إلى أنه لا يقال حواميم وفي «الصحاح» عن الفراء أن قول العامة الحواميم ليس من كلام العرب ، وحكى صاحب زاد المسير عن شيخه أبي منصور اللغوي أن من الخطأ أن تقول : قرأت الحواميم والصواب أن تقول قرأت آل حم ....( )
وفي حديث ابن مسعود إذا وقعت في آل حم فقد وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن ، وعلى هذا قول الكميت بن زيد في الهاشميات :
وجدنا لكم في آل حم آية ... تأولها منا تقي ومعرب
والطواسين والطواسيم بالميم بدل النون كذلك عندهم ، وما سمعت يكفي في ردهم .
وفي كلام العرب زادوا قبله لفظة آل أو ذوا فيقال : جاءني آل تابط شراً أو ذواتاً بط شراً أي الرجلان أو الرجال المسمون بهذا الاسم ، فآل حم بمعنى الحواميم وآل بمعنى ذو ، والمراد به ما يطلق عليه ويستعمل فيه هذا اللفظ وهو مجاز عن الصحبة المعنوية ، وفي كلام الرضى وغيره إشارة إلى هذا إلا أنهم لم يصرحوا بتفسيره فعليك بحفظه ، وحكي في الكشف أن الأولى أن يجمع بذوات حم أي دون حواميم أو حاميمات ومعناه السور المصحوبات بهذا اللفظ اعني حم .
ومما سبق يمكن القول بوجود فرق بين مصطلح الأهل ومصطلح الآل , وسوف نوضح هذا الفرق في الفصل الأخير من هذه الرسالة إنشاء الله تعالى .
وعليه يمكن أن نلخص ما ورد في اللغة العربية في الاتي:
1- يستخدم مصطلح الأهل للدلالة على معاني مختلفة وفقا لما أضيف إليه .
2- يدل مصطلح الأهل على جميع قرابة الرجل إذا قيل أهل الرجل سواء كانوا باء أو أبناء أو زوجات أو بني عم.
3- يدل مصطلح الأهل على زوجات الرجل إذا ركب إلى بيته يقال أهل بيت الرجل أي أزواجه أو أزواجه مع أبنائه .
4- إذا أريد أن يعبر عن ذريه الرجل دون بقية أهله من أزواج وابناء وبني عم كان المستخدم هو مصطلح بني بدلا من أهل لان أهل اعم .
5- لم يستخدم العرب مصطلح الآل لدلالة على القرابة ولكن للدلالة على الأتباع.
المبحث الثاني : القرآن الكريم :- اولا : الآيات الوارد فيها الأهل
ورد مصطلح أهل في القران مقترن بالبيت في ثلاثة مواضع هي:
 قال تعالى في سورة الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ....( )
 قال تعالى في سوره هود (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ).......( )
 قال تعالى في سورة القصص(هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه) .....( )
وقد ورد مصطلح أهل في القران في 59موضع بحيث اقترن إما بمكان أو قرية أو كتاب سماوي أو حادثة نذكر منها الأتي
 قال تعالى في سوره البقرة(ود كثير من أهل الكتاب ) ...( )
 قال تعالى في سورة الأعراف (ولوا ا ن أهل القرى امنوا واتقوا ).....( )
 قال تعالى في سوره التوبة(ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ) ....( )
 قال تعالى في سورة النحل(( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))......( )
 قال تعالى في سورة الكهف(حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) ........( )
إضافة إلى آيات كثيرة ورد فيها أهل مع مكان مثل أهل يثرب وأهل مدين.
وقد ورد مصطلح الأهل بلفظ أهلي وأهله نذكر ما يلي منها :-
 قال تعالى في سورة هود (ونادى نوح ربة قال ربي إن ابني من أهلي ) .....( )
 قال تعالى عن موسى (إذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى........( ))
 قال تعالى في سوره مريم (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ)
 قال تعالى في سورة طه (إذ رأى نار فقال لأهله امكثوا إني أنست نارا )
ثانيا: الآيات الوارد فيها الآل
ورد مصطلح الآل في القران في العديد من المواضع والمتأمل لهذه الآيات سيجد أن مصطلح الآل لم يضاف إلى الأنبياء أو الجبابرة ولم يضاف إلى غيرهم وذلك كما يلي:-
1- فبالنسبة لوروده مع الأنبياء, فقد ورد مع إبراهيم مرتين ومع لوط أربع مرات ومع يعقوب مرتين نذكر منها قوله تعالى عن لوط (إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين )
2- أما عن وروده مع الجبابرة فمع آل فرعون ورد في القران 21 مرة نذكر منها: قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب) وقوله تعالى في أكثر من أية مخاطبا بني إسرائيل (إذ ناجيناكم من آل فرعون ) .
ثالثا : شرح الآيات التي وردفيها المصطلحان
لو رجعنا إلى الآيات التي ذكرناها سابقا لننظر في معانيها لتضح لنا حقيقة ما ذكرناه من أن الآل تختلف عن الأهل في دلالتها.
فبالنسبة إلى الآيات التي ورد فيها مصطلح الأهل سنلاحظ الاتي:-
نلاحظ أن الله ذكر مصطلح الأهل مع البيت في ثلاثة مواضع الأول في سورة الأحزاب والثاني في هود والثالث في القصص
ففي سورة الأحزاب نلاحظ أن الخطاب موجها إلى نساء النبي وهذا يتضح من خلال سياق الآيات التي قبل وبعد هذه الآية حيث نرى أن الله وجه عدة أوامر في سياق الآيات إلى نساء النبي في قولة (يا نساء النبي )ثم بين في هذه الآية أن الحكمة من هذه الأوامر هو إذهاب الرجس والتطهير عن أهل البيت النبوي في قوله(إنما يريد الله).
وعليه : فإن أهل البيت هناء يقصد به الزوجات وهذا ما يؤكده ما ذكرناه سابقا في لغة العرب من أن الأهل إذا أضيفت إلى بيت الرجل فان المعنى هن الزوجات أو الزوجة مع الأبناء وهذا ما أنكره الروافض حقدا منهم على أمهات المؤمنين.
أما في سورة هود نلاحظ أيضا أن الخطاب موجه آل زوجة نبي الله إبراهيم علية السلام في قوله(أهل البيت )وهذا ما يؤكد أن أهل بيت الرجل تأتي بمعنى الزوجة, هذا وقد تحتمل الآية في سورة هود معنى أخر وهو أن البيت المذكور في الآية هو البيت الحرام خصوصا وأن الله قد ذكره في أكثر من اية بلفظ البيت معرفا بالإلف واللام فقال تعالى في سورة البقرة (و إذ جعلنا البيت مثابة للناس) والبيت هنا يقصد به بيت الله الحرام وهذا أيضا يؤيده ما ذكرناه سابقا في لغة العرب من ان اهل إذ اقترنت بالبيت فان المعني يكون من يحجون إليه أما في سورة القصص في قوله (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه)نلاحظ أن هذا الخطاب على لسان أخت موسى وهي تخاطب أهل فرعون الذين كانوا يبحثون عن مرضعة لموسى فقول أخت موسى هل أدلكم على أهل بيت يعني على أمراه متأهلة ترضعه , وهذا ما يؤيد ما ذكرناه في لغة العرب من إن الأهل يدل على الزوجة, فيقال تأهل الرجل أي تزوج وتأهلت المرأة أي تزوجت .
وعليه: نجد أن أهل البيت المذكورين في الآية في سورة الأحزاب هن نساء وزوجات النبي وأن الأهل تأتي بمعنى الزوجة.
وإذا رجعنا إلى الآيات التي ورد فيها الأهل بلفظ أهلي وأهله سنجد أن الله ذكر على لسان نوح قوله: (إن إبني من أهلي ) وهذا يؤكد أن الأهل تأتي بمعنى الأبناء.
وكذلك قول الله عن موسى في سورة طه(إذ رأى نار فقال لأهله امكثوا إني أنست نارا )
نلاحظ أن: المقصود بأهل موسى هي زوجته وأبنائه الذين كانوا معه وهذا يؤكد أن الأهل تأتي بمعنى الزوجات والذرية .
اما عن قول الله على لسان سيدنا موسى (وأجعل لي وزير من أهلي هارون أخي ) تدل أيضا على أن الأهل تأتي لجميع القرابة من النسب .
وحتى يتضح الأمر بصور ادق نسرد بعض الأدلة والمتمثلة في الاتي :-
اولا:- ما ورد في كتب التفسير
1) الآيات الوارد فيها الأهل:
أ****- ذكر السعدي في تفسير لقوله تعالى{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ } أي: كان مقيما لأمر الله على أهله، فيأمرهم بالصلاة المتضمنة للإخلاص للمعبود، وبالزكاة المتضمنة للإحسان إلى العبيد، فكمل نفسه، وكمل غيره، وخصوصا أخص الناس عنده وهم أهله، لأنهم أحق بدعوته من غيرهم..( ) .
ب****- ذكر في تفسير قولة تعالى ( إذ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) { فَقَالَ لأهله امكثوا } أي أقيموا مكانكم أمرهم عليه السلام بذلك لئلا يتبعوه فيما عزم عليه من الذهاب إلى النار كما هو المعتاد لا لئلا ينتقلوا إلى موضع آخر فإنه مما لا يخطر بالبال ، والخطاب قيل : للمرأة والولد والخادم ، وقيل : للمرأة ....( )
ت****- أخرج ابن مردويه . وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : « سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { وءاتيناه أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ } قال : رد الله تعالى امرأته إليه وزاد في شبابها حتى ولدت له ستاً وعشرين ذكراً » فالمعنى على هذا آتيناه في الدنيا مثل أهله عدداً مع زيادة مثل آخر ، وقال ابن مسعود . والحسن . وقتادة في الآية : إن الله تعالى أحيى له أولاده ...( )
وعليه ومما سبق نجد أن : الله ذكر مصطلح الأهل في القران للدلالة على القرابة من النسب بحيث يأتي بمعنى الزوجات وبمعنى الأبناء وبمعنى الإخوة وبذلك يمكن القول ببطلان ما يدعيه الروافض من أن نساء النبي لسن المعنيات بقوله:( أهل البيت)) في سورة الأحزاب.
أما عن بقية الآيات التي ذكرناها وذكرت مع أحداث أو أماكن أو قرى فإنها تؤكد على ما ذكرناه من أن أهل تأتي بمعنى أصحاب وسكان , وهذا سبق وان ذكرناه في بند لغة العرب.
2) الايات الوارد فيها الال :
إما عن الآيات التي وردفيها مصطلح الآل ستجد أن : الآل لا تدل على ما يدل عليه الأهل وأن هناك فرق بين المصطلحين وهذا نلاحظه من خلال ما يلي :-
أ****- قال الالوسي في تفسير قوله تعالى في سورة النمل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُواْ ءالَ لُوطٍ } أي من اتبع دينه وإخراجه عليه السلام يعلم من باب أولى . وقال بعض المحققين : المراد بآل لوط هو عليه السلام ومن تبع دينه , كما يراد من بني آدم وبنوه ، وأياً ما كان فلا تدخل امرأته عليه السلام فيهم .....( ) .
ب****- جاء في تفسير الالوسي لقوله تعالى في سوره مريم{ يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءالِ يَعْقُوبَ } صفة لوليا كما هو المتبادر من الجمل الواقعة بعد النكرات ، ويقال : ورثه وورث منه لغتان كما قيل ، وقيل من للتبعيض لا للتعدية وآل الرجل خاصته الذين يؤل إليه أمرهم للقرابة أو الصحبة أو الموافقة في الدين ،....( ).
ت****- وجاء ايضا في تفسير قوله تعالى : ((وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ )) قيل : ليس بمعنى الأهل لأن الأهل القرابة والآل من يؤول إليك في قرابة أو رأي أو مذهب ، فألفه بدل من واو ، ولذلك قال يونس في تصغيره : أويل ، ونقله الكسائي نصاً عن العرب ، وروي عن أبي عمر غلام ثغلب إن الأهل القرابة كان لها تابع أولاً ، والآل القرابة بتابعها فهو أخص من الأهل ، وقد خصوه أيضاً بالإضافة إلى أولي الخطر فلا يضاف إلى غير العقلاء ولا إلى من لا خطر له منهم ، فلا يقال آل الكوفة ، ولا آل الحجام وزاد بعضهم اشتراط التذكير فلا يقال آل فاطمة ولعل كل ذلك أكثري وإلا فقد ورد على خلاف ذلك كآل أعوج اسم فرس ، وآل المدينة ، وآل نعم ، وآل الصليب ، وآلك ويستعمل غير مضاف كهُم خير آل ويجمع كأهل فيقال آلون ...(
ث****- وجاء في تفسير الطبريفي تفسير قوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آل فِرْعَوْنَ بالسنين } ، والمراد بآل فرعون أتباعه من القبط ، وإضافة الآل إليه وهو لا يضاف إلا إلى الإشراف لما فيه من الشرف الدنيوي الظاهر وإن كان في نفس الأمر خسيساً .( )
ج****- قال الالوسي في تفسير قوله تعالى{لا آل لُوطٍ } خاصته المؤمنين به, وقال الطبري: قوله ( إِلا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ ) يقول: غير آل لوط الذين صدّقوه واتبعوه على دينه فإنا نجيناهم من العذاب الذي عذّبنا به قومه الذين كذبوه،...( )
ح****- ويقول الطبري في تفسير قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ }يقول تعالى ذكره: ولقد جاء أتباع فرعون وقومه إنذارنا بالعقوبة بكفرهم بنا وبرسولنا موسى ....( )
ثانيا/شرح الآيات التي يحتج بها الروافض :
وفي هذه الفقرة سنقوم بتفنيد استدلال الروافض ببعض الآيات التي يستدلون بها على معتقداتهم وذلك كما يلي :-
أ- (آية التطهير)
وهذه الآية يستدل بها الروافض على عصمة أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ,وقد يقول قائل :إذا كان لفظ الأهل يدل على القرابة ولفظ الآل يدل على الأتباع فهذا لا ينفي الولاية والطهارة لأهل بيت النبي خصوصا وان الله قد بين طهارة قرابة النبي من بني هاشم من ذرية علي وفاطمة بأية التطهير وهي قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
والجواب يتضح مما ذكر في تفسير الآية كما يلي ...( )
يلاحظ أنها ليست آية وإنما هي تتمة الآية التي أولها خطاب لأمهات المؤمنين - رضي الله عنهن- بقوله:{و َقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ...},
ولذلك فتسميتها ب((آية التطهير)) تدليس لأنها ليست بآية وإنما هي جزء منها.
وعلى كل حال فقد قالوا: إن التطهير وإذهاب الرجس معناه العصمة من الخطأ والسهو والذنب((فأهل البيت)) معصومون من ذلك كله, ومقصودهم ((بأهل البيت)) أشخاصاً معينين أولهم سيدنا علي ثم فاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم- وليس جميع أهل البيت.
إن الاحتجاج بهذه الآية على (عصمة) مردودون حيث الدليل ومن حيث الدلالة:
أ****- عدم صلاحية الدليل للاستدلال على (العصمة):
إن قضايا الاعتقاد الكبرى ومهمات الدين وأساسياته العظمى لابد لإثباتها من الأدلة القرآنية الصريحة القطعية الدلالة على المعنى المطلوب كدلالة قوله تعالى:{اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} على التوحيد , ودلالة{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}
ب****- عدم دلالة النص ((الآية)) على((العصمة)):
وذلك يتبين من وجوه كثيرة نذكر منها: افتقاره إلى السند اللغوي:فهذا التفسير لا ينهض من الأساس لأنه ساقط لغوياً والقرآن نزل بلغة العرب فإذا كانت هذه الألفاظ ((التطهير)) و((إذهاب الرجس)) تعني ((العصمة)) في هذه اللغة فيمكن حمل النص على ما يقولون.
ولكن...إذا كانت هذه الألفاظ تعني ذلك في اللغة التي نزل بها القرآن فماذا يكون الجواب ؟
أقول ما يلي: ...( ):
1) لا علاقة للرجس بالخطأ في لغة القرآن فلا يعرف من لغة القرآن- التي هي لباب لغة العرب- إطلاق لفظ ((الرجس)) على الخطأ في الاجتهاد, فإن((الرجس)) القذر والنتن وأمثالهما وإليكم ما يدل على ذلك :-
 يقول الراغب الأصفهاني في ((مفردات ألفاظ القرآن)) حين تكلم عن مادة الرجس قال : الرجس: الشي القذر يقال: رجل رجس ورجال أرجاس قال تعالى:{رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}...
 والرجس من جهة الشرع الخمر والميسر...وجعل الكافرين رجساً من حيث أن الشرك بالعقل أقبح الأشياء قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} وقوله تعالى:{وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ},قيل الرجس النتن , وقيل العذاب وذلك كقوله:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} وقوله تعالى:{أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ} ....( ) قلت: ولذلك لم يختلف الفقهاء في نجاسة الخمر وإنما اختلفوا في كون النجاسة هل هي معنوية أم حسية ؟ لأنها وصفت في الآية بالرجس وما ذاك إلا لأنهم فهموا من وصف الله تعالى لها وللأنصاب والأزلام والميسر بلفظ ((الرجس)) إنه القذر والنتن والنجاسة .
 ومن قال بنجاستها المعنوية قال هي كقوله تعالى:{إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} التوبة :28.
 والخطأ في الاجتهاد لا يمكن أن يوصف بأنه قذر أو نجاسة أو نتن لذلك فهو ليس برجس.
فمن قال: إن الآية نص في التنزيه من الخطأ فقد جاء بما لا يعرف من لغة العرب.
إذن :- فالآية لا تنهض لتكون حجة على العصمة من الخطأ ,بل سقط الاحتجاج بها كلياً لأن العصمة لا تتجزأ فإذا لم يكن من وصف بالعصمة معصوماً من الخطأ فهو ليس معصوماً من الذنب لأنهما متلازمان.
2) ((التطهير)) و((إذهاب الرجس)) لا يعني العصمة من الذنب والدليل الواضح على هذا وروده في غير ((أهل البيت))
ومن الامثلة على ذلك الاتي :-
 قوله تعالى:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.102. خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} وهؤلاء قوم ارتكبوا المعاصي , فلو كان ((التطهير)) يعني العصمة من الذنب لما أطلق على هؤلاء المذنبين الذين ((اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً)) .
 وقد وصف هؤلاء بالتزكية إضافة إلى التطهير ((تطهرهم وتزكيهم)) والتزكية أعلى وقد وصف بها هؤلاء المذنبون ومع ذلك لم يكونوا معصومين ولم يوصف بها أولئك الذين يُقال عنهم ((أئمة معصومون)) ,وإنما اكتفى بلفظ ((التطهير )) فقط ,وهو أقل منزلة من حيث المعنى فكيف صاروا به - وهو أقل - معصومون ؟ !.
 وقال تعالى {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} النمل:56.,ولم تكون ابنتا لوط معصومتين مع أنهما من الآل الذين وصفوا ((بالتطهير)) وأرادوا إخراجهم , فتطهير آل النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو أهله هو كتطهير آل لوط عليه السلام.
 وقال جل وعلا عن رواد مسجد قباء من الصحابة الأطهار:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} التوبة ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب بالاتفاق.
 وقال بعد أن نهى عن إتيان النساء في المحيض:{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
 وقال عن أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً:
{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}(4)الأنفال:11.
والرجز والرجس متقاربان و((يطهركم))في الآيتين واحد ولم يكن هؤلاء معصومين من الذنوب.
 وقال مخاطباً المسلمين جميعاً:{مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (1) المائدة:6
3) معنى الأهل والأهل تأتي بعدة معاني وفقا لما اضيفت إليه كما يلي :-
 (فأهل الكتاب وأهل الذكر )) أصحابه وحملته ((وأهل المدينة وأهل القرى)) أصحابها وساكنوها المقيمون فيها الملازمون لها كما قال تعالى {وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} وقال {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ}
 وكذلك((أهل البلد)) كما قال تعالى:{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ البقرة:126.
 وكذلك كل لفظ أضيف إلى كلمة ((أهل )) كما في قوله تعالى:{فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ} . وقال{يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا} وقال ايضا {وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ}البقرة:217. وقال تعالى {حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا} الكهف: 71. فأهل السفينة ركابها الذين تجمعهم.
 وأهل أي بيت سكانه الذين يجمعهم ذلك البيت كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} النور :27 وقالت أخت موسى - عليه السلام - لفرعون:{أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُون} .
 يقول الراغب الأصفهاني في معنى أهل الرجل: (( أهل الرجل في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد ,ثم تُجُوز به فقيل أهل بيت الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب.أ.هـ. فأهل الرجل أو أهل بيته في الأصل من يجمعه وإياهم مسكن واحد وبهذا جاء ت النصوص القرآنية كما في قوله تعالى:{قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} هود: وقال إخوة يوسف- عليه السلام:{وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} يوسف وقولهم{مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ}يوسف:88. وقال يوسف- عليه السلام:{وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}
يوسف:93. وكانوا أباه وزوجة أبيه وإخوته كما أخبر عنهم الرب جل وعلا بقوله:{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ 99 وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} يوسف 99- 100.
فأنت ترى كل هذه الشواهد القرآنية لم يدخل في لفظ ((الأهل )) فيها غير سكان بيت الرجل الذي يجمعهم وإياه ذلك البيت , ولم يدخل الأقارب فيه قط.
4) الزوجة من (أهل بيت) الرجل بل هي أول عضو في
فأهل الرجل زوجته بدليل اللغة و الشرع والعرف والعقل واليكم توضيح ذلك كما يلي :......( )
أ****- دليل اللغة:
يقول الراغب الاصفهاني: وعبر (بأهل الرجل ) عن امرأته فيقال(تأهل الرجل ) إذا تزوج ومنه قيل: أهلك الله في الجنة: أي زوجك فيها وجعل لك فيها أهلا يجمعك وإياهم.أ. هـ.
وفي (مختار الصحاح) يقول الرازي: (أهل الرجل ازواجه ومن يجمعهم بيت واحد )
ب****- دليل الشرع: تأمل هذه الآيات:
 قال تعالى :{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ} لقصص: 29. ولم يكن معه ساعتها غير زوجه -{قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا} وهذا قول سارة زوجة إبراهيم عليه السلام فبما ذا أجابتها الملائكة ؟ وتحت أى وصف أدخلتها ؟ {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} هود :72 -73 فلولا كونها من أهل بيت إبراهيم عليه السلام لما رحمها الله بهذا المعجزة ولا بارك عليها فحملت بإسحق عليه السلام , وإذن فلا عجب.
 وقال تعالى على لسان أخت موسى عليه السلام لفرعون: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} القصص: 12. فمن قصدت بأهل البيت ؟ أليست أمها أول المقصودين بهذا اللفظ لأن كفالة الرضيع تتوجه أول ما تتوجه إلى المراضع وهي هنا أم موسى لذلك قال تعالى:{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ} القصص:13
 حتى امرأة العزيز خطبت زوجها فقالت{مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا} أي بزوجتك.
إضافة إلى عدة آيات عن لوط عليه السلام وامرأته يدخلها الله تحت مسمى (الأهل) في كل المواضيع التي ورد فيها وهي:-
 قال تعالى : {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}( الأعراف:83.
 {قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ}هود:81.
 {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}
شبهة :
وقد يقول قائل : لو كان المقصود بالآية أزواجه لقال الرب: (عنكن) و(يطهركن) بالتأنيث ولم يقل (عنكم ) بالتذكير؟؟
والجواب : ......( )
أقول سبحان الله ! حتى عوام الناس يدركون بفطرتهم أن الخطاب في لغتهم إذا جاء بصيغة التذكير شمل الذكور والإناث أما إذا جاء بصيغة التأنيث فالمقصود به الأنثى أو الإناث فقط ولذلك يقول الرجل لأولاده: كلوا أو اقرأوا إذا كانوا ذكوراً وإناثاً ولا يقول اقرأن إلا إذا كن إناثاً فقط وأحياناً حتى إذا كان المخاطبون إناثاً ليس فيهم ذكر فيبقى الخطاب بصيغة التذكير فيقول: اقرءوا ,قوموا ,اخرجوا.
وبهذا نزل القرآن. فقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} يعم الرجال والنساء كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ}ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ} واستمر الخطاب بالتذكير إلى أن قال:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم} ولازال الخطاب بالتذكير ثم أصبح بالمقصود فقال بعد قوله (منكم){مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} وإذن فالمقصود الجميع الذكر والأنثى ثم عاد الخطاب بالتذكير {فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي} آل عمران:190-195.
ولما كان بيت النبي صلى الله عليه وسلم فيه النبي وأ زواجه جاء اللفظ بصيغة التذكير ليعمهم جميعاً فلا يمكن إذاً أن تأتي الصيغة بالتأنيث وإلا لأخرج النبي من حكم الآية.
ومن العجيب أنهم يخرجون نساء النبي صلى الله عليه وسلم من حكم الآية محتجين بكونهن إناثاً وفي الوقت نفسه يدخلون فاطمة رضي الله عنها تحت حكمها مع أنها أنثى. ب- آية (انه ليس من اهلك)
وهذه الآية من الآيات التي يحتج بها الروافض وقد يقول قائلهم ((ذكرت في مصطلح الأهل انه يعني جميع الأقارب سوى كانوا من أتباعه أو من غير أتباعه والله ذكر في الآية السابقة قوله ((انه ليس من أهلك)) ونفى أن يكون ابنه من أهله فكيف يمكن التوفيق بين ما قيل من أن الأهل هم الأقارب والأبناء منهم وبين هذه الآية ؟ والجواب على النحو الأتي:- .....( )
هذه الآية مما يحتج به الروافض من اجل الطعن في أزواج الأنبياء فيقولون إنهن قد يرتكبن الفاحشة وهذا حتى يتسنى لهم الطعن في ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهذا إن دل على شي فإنما يدل على مدى الجهل الذي يتصف به هولا حين قالوا أن الله نفى أن هذا الولد ابن نوح .
ولوا سال سائل وقال إذا كان النفي ليس للبنوة إذا لماذا يكون؟ والجواب : إن النفي في الآية يتضح من خلال الآيات السابقة لهذه الآية في ذكر سياق قصه صناعة الفلك, حيث آمر الله نوح أن يصنع الفلك ووعده أن ينجو فيه مع أهلة من الغرق وأمره إن يحمل في السفينة من كل زوجين ,ويحمل أهله , وهذا يتضح في الايةرقم40 , ثم وبعد أن استوت السفينة تذكر نوح وعد الله له أن ينجي في السفينة أهله ومن امن معه وان ولده من أهله فسال الله قائلا إن ابني من أهلي الذين وعدتني أن ينجوا ووعدك الحق وأنت احكم الحاكمين فكان جواب الله عليه يا نوح إن ابنك ليس من اهلك الذين وعدك ان انجيهم معك ولكنه ممن سبق عليه القول بالهلاك .
وحتى يتضح الأمر إليك ما جا في تفسير الآية حيث ورد في تفسير الالوسي التالي :- .......( )
المعنى للآية الكريمة : لقد امتثل نوح أمر ربه له بصنع السفينة ، حتى إذا ما تم صنعها ، وحان وقت نزول العذاب بالكافرين من قومه ، وتحققت العلامات الدالة على ذلك ، قال الله - تعالى - لنوح : احمل فيها من كل نوع من أنواع المخلوقات التي أنت في حاجة إليها ذكر أو أنثى ، واحمل فيها أيضا من آمن بك من أهل بيتك دون من لم يؤمن ، واحمل فيها كذلك جميع المؤمنين الذين اتبعوا دعوتك من غير أهل بيتك . قال ابن كثير: وقد نص غير واحد من الأئمة على تخطئة من ذهب في تفسير هذا إلا أنه ليس بابنه، وإنما كان ابن زنيه .
وقال ابن عباس وغير واحد من السلف : ما زنت امرأة نبى قط ، ثم قال : وقوله{ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ } أى : الذين وعدتك بنجاتهم فالنفي في الآية ليس للنسب ولكن لان يكون ولد نوح ممن شملهم وعد الله بنجاتهم .....( )
ج- قوله تعالى (وقال رجلا مؤمن من آل فرعون)
في هذه الآية قد يقول قائل((إذا كانت الآل تعني الأتباع على الملة فكيف تفسر قول الله تعالى عن الرجل المؤمن انه من آل فرعون ؟
والجواب :صحيح إن الله قد وصف الرجل المؤمن انه من آل فرعون مع انه مؤمن وقد ورد في التفاسير حول تحديد هذا الرجل قولان هما :-
 انه ابن عم فرعون .....( )
 انه رجل من بني إسرائيل ...( )
وفي كلا الحالين فإن قوله تعالى من آل فرعون لا يدل على القرابة بالنسب فمن قال إنه كان من بني إسرائيل فإنه نفى قرابته منه ولم ينفي التبعية له ومن قال انه ابن عم فرعون فلم ينفي التبعية لفرعون ولوا رجعنا إلى الآية لوجدنا الاتي :-
 إن الله قد ذكر الرجل نكرة ولم يذكره معرفة والراجع إلى أصول التفسير يجد أن من مقامات التنكير في القران إدارة الوحدة أي أن الرجل المؤمن من آل فرعون هو رجل واحد فقط .
 نلاحظ إن الله قال رجل مؤمن فذكر الرجل باسم الفعل ولم يذكره بالفعل نفسه والفرق أن الخطاب باسم الفعل لا يدل على الخطاب بالفعل نفسه فالخطاب باسم الفعل يدل على ثبوت الصفة الثابتة له أصلا أما الخطاب بالفعل فيختلف بحسب نوع الفعل المستخدم .....( )
 ذكر الله تعالى أن الرجل يكتم ولم يقل كتم أو كاتم ولوا قال احد ما الفرق اقو لان كاتم يدل على ثبوت الكتم للإيمان فلو قال كتم لدل على انه اظهر إيمانه عند كلامه ...( ) وعليه فان الرجل هو رجل واحد ولهذا ذكر نكره في الآية وانه مؤمن يكتم إيمانه أي انه لم يظهر الإيمان عند كلامه مع فرعون وقومه ولكنه خاطبهم وكأنه يحاورهم فقط ولذلك قال إن يكن صادق وان يكن كاذب.
أما عن قوله تعالى انه من آل فرعون فلانه كان في ما يظهر للقوم انه من أتباع فرعون لأنه كان يكتم إيمانه عنهم ولذلك سمعوا إليه وحاوروه .
ولو تأملنا في سياق الآيات التي تلت هذه الآية لوجدنا أن الله قد ذكر الرجل في الآيات التالية لحواره معهم فقال تعالى (وقال الذي آمن ) ولم يذكر ما ذكره في الآية الأولى انه من آل فرعون لان أمره اتضح وظهر انه لم يعد من أتباع فرعون ولكن أصبح من أتباع موسى.
إضافة إلى : أن أهل مصر كانوا قسمين: القسم الأول أقباط من أهل مصر الأصليين الذي يتبعوا فرعون والقسم الثاني هم بنو إسرائيل الذين هاجروا إلى مصر في زمن يوسف عليه السلام وعليه فان أهل مصر من الأقباط هم من أتباع فرعون الذين ينتمون إلى ملته فهؤلاء هم آله أما بنو إسرائيل فهم كانوا على ملة إبراهيم ويعقوب ويوسف التي حرفت ولم يكونوا على ملة فرعون فهم ليسوا من آل فرعون .
د- آية ذوي القربى :
وآية ذوي القربى هي قول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم آمرا له أن يقول للناس { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} 14, ويقولون القربى هنا علي وفاطمة والحسن والحسين .
{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} نجد أن بعضهم يفسر هذه الآية إن الله قد أمر النبي فيها أن يقول للمسلمين لا أسألكم على دعوتي إياكم إلا أن تودوا قرابتي وأهل بيتي وهذا سيكون اجر دعوتي لكم .
والجواب: هذا أمر غير صحيح من عدة وجوه نذكر منها الاتي :-
1- من غير المقبول أن يطلب النبي اجر وجزاء من احد علي دعوته له إلى الإسلام فهو صلى الله عليه وسلم ينفذ ما أمره الله به وينتظر الأجر والثواب من الله ( إن اجري إلا على الله )
2- هذه الآية أية مكية نزلت في مكة قبل الهجرة وفي بداية الدعوة في الوقت الذي لم يؤمن به إلي القليل من قريش و أهل بيته من بني هاشم لم يؤمن منهم إلى إعداد قليه وكذلك لم يكن الحسنان قد ولدا بعد فمن غير المعقول إن يطلب النبي من من امن به أن يكون أجره على دعوتهم أن يودا من امن به من السلمون قرابته من بني هاشم وهم لم يؤمنوا به بعد
هذا إضافة إلى : أن من فسروا الآية بالصورة السابقة قالوا إن الخطاب موجة من النبي إلى جميع المسلمين وهذا أمر غير صحيح والناظر إلى كتب التفسير سيجد أن الخطاب كان موجه إلى كفار قريش ومعني الآية أن النبي لما راء شدة إنكار قريش لدعوته ومقابله قريش لهاء بالإيذاء وعرض كفار قريش على النبي المال والمنصب من اجل ترك دعوته خاطبهم قائلا أنا لا أريد منكم اجر على دعوتي لكم وانتم تقابلون دعوتي لكم بالإيذاء فان لم يمنعكم أني لا أريد منكم اجر على الدعوة فراعوا قرابتي بكم فانا منكم ومن قبيلتكم .....( )
ولكن : على كل حال لما نأتي إلى هذه الآية والى ما نقل فيها من أحاديث سنجد حديثاً من صحيح البخاري وفيه أن بن عباس رضي الله عنه يسأله رجل عن معنى هذه الآية { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فيقول سعيد بن جبير : ( إلا أن تودوا قرابتي ) فيرد عليه بن عباس رضي الله تبارك وتعالى عنه فيقول: (عجِلتَ فو الله ما من بطن من بطون قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيه قرابة ولكن إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة ) .....( )
المبحث الثالث : السنة النبوية :-
وردا لعديد من الأحاديث التي ذكر فيها الأهل و الآل نذكر منها الاتي :-
 قام رسول الله يومًا في الصحابة خطيبًا بماء يدعى خمًا، بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال: أما بعد : ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله؛ فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي...)
 حديث الكساء: روى مسلم في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن ابن علي فأدخله معه في المرط ثم جاء الحسن فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وفيه أن رسول الله لم يدخل زوجته أم سلمه معهم بل قال لها: أنت من أهل بيتي أنت على خير
 حديث(أهل بيتي كسفينة نوح)
 حديث (سلمان منا أهل البيت )
 حديث(الهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن امة محمد)
 حديث ( قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد )
 حديث (صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة)
هذا بالإضافة إلى العديد من الأحاديث التي سنشير إليها في الفقرة القادمة .
والناظر إلى الأحاديث السابقة سيجد أن النبي عليه الصلاة والسلام , قد استخدم مصطلح الأهل في بعض الأحاديث واستخدم مصطلح الآل في أحاديث أخرى, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ما ذكرناه من أن الأهل مصطلح يستخدم لدلالة على شيء ومصطلح الآل يستخدم لدلالة على شيء آخر.
وقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام , مصطلح الأهل في الأحاديث السابقة عندما كان المقصود بهم قرابته من بني هاشم ممن امنوا به ونساءه أمهات المؤمنين , اما عندما أراد النبيعليه الصلاة والسلام أن يعبر عن إتباعه جميعا وأهل بيته منهم فقد استخدم النبي عليه الصلاة والسلام مصطلح الآل .
بعبارة أخرى : يمكن القول : أن النبي قد استخدم الأهل للتخصيص وليس للعموم, ففي حديث الثقلين كان المقصود بالوصية في قوله وأهل بيتي هم قرابة النبي ممن آمن به من بني هاشم , وكذلك أزواجه , أما في حديث صفة الصلاة الإبراهيمية فكان مصطلح الآل هو المستخدم ليدل على العموم لجميع الأتباع والقرابة منهم .
أي أن : مصطلح الأهل خاص بالقرابة , أما الآل عام يشمل الأتباع والقرابة ودخول القرابة في الآل يكون خاص بمن آمن به بحيث لا يشمل من لم يؤمن .
والخلاصة : إن مصطلح الأهل خاص بالقرابة والآل عام بحيث يعبر عن الأتباع فأهل محمد هم قرابته وال محمد هم أتباعه .
ومما يجدر الإشارة إليه: أن من لا يفرق بين الأهل و الآل قد يحتج بالأحاديث السابقة في أمرين هما:-
 الأول : ليثبت ما يعتقده من تعظيم لأهل البيت النبوي وعصمتهم واخرج أمهات المؤمنين من أهل البيت النبوي وهولا هم الروافض .
 الثاني : ليفند وجود فرق بين الأهل والآل من خلال الأحاديث التي ورد فيها الآل .
وسوف نقوم بتوضيح هذا الأمر عند شرح الأحاديث السابقة كما يلي/

اولا/ الأحاديث الوارد فيها الأهل :
ومن التساؤلات التي قد يطرحها الروافض حول الأحاديث الوارد فيها مصطلح أهل البيت السؤال التالي : لوا سلمنا أن الأهل غير الآل فان هذا لا ينفي أفضليه أهل البيت النبوي وعصمتهم , وان الولاية فيهم خصوصا وان الأحاديث فيها ما يدل على ذلك ؟
والجواب على هذا الادعاء يتمثل في القول بان احد لم ينكر فضل أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام , ولكن الإنكار فيما يدعيه الروافض من العصمة لأهل البيت النبوي, ورفع الرجس عنهم .
وحتى يتضح الأمر سوف نقوم بشرح الأحاديث وتوضح خطاء ما يدعيه الروافض ونبين بطلان الاستدلال بهاء على عقيدته وذلك على النحو الاتي :-
1- حديث (إني تارك فيكم الثقلين)......( )
فيزعمون أن الرسول أمر في هذا الحديث بالتمسك بأهل البيت. بينما السياق يفرق بين التمسك بالثقل الأول وهو القرآن وبين اتقاء الله في أهل البيت وعدم اتخاذهم غرضا. وقد اتخذهم الشيعة وسيلة لأكل أموال الناس بالباطل فيأمرون العوام بأداء خمس أموالهم باسم أهل البيت. وهددوهم وتوعدوهم بعدم قبول أعمالهم إن لم يؤذوا لهم الخمس. ولضمان استدامة ضخ هذا المصدر ولئلا تكون اجتماعاتهم علمية قد يواجهون فيها أسئلة المتسائلين جعلوا مواضيع مجالسهم تارة في البكاء على الظلم الذي تعرض له أهل البيت بزعمهم وتارة بإطرائهم والغلو فيهم حتى التأليه والتقديس.
والتزموا استعداء أصحاب النبي ( وأزواجه: عائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وبهذا لا يعود لهم أي مستمسك في الحديث, لأن الحديث يفيد التحذير من اتخاذ أهل البيت غرضا لتحقيق المكاسب والمآرب الدنيوية.
وأما الطعن في البعض الآخر من أهل البيت فالمراد منه إثارة العامة وتثبيت الحقد عندهم بما يحقق تعصبهم للباطل ورد الحق......( )
والخلاصة : بأن هذا الحديث فيه وصيتان الأولى مستقلة عن الثانية تماما.
فالوصية الأولى : هي التمسك بكتاب الله و الأخذ بما فيه وهذا يتضح من قوله عليه الصلاة والسلام فيه هدى ونور فخذو به
والثانية : هي وصيه النبي عليه الصلاة والسلام , بأهل بيته وهي وصيه مستقلة تمما عن الأولى , فقوله: وأهل بيتي لا يدل على مساواتهم بالقران ,أو التمسك بهم, ولكنة يدل على وصيه النبي بأهل بيته كما يوصي أي شخص بأهله , وفيها دلاله على أمر من النبي للمسلمين بأن يهتموا بأهل بيته خصوصا وانه يعلم ما سيفعل بهم من الإيذاء من قبل بعض المسلمين الزائقين , وما سيفعله البعض الأخر من التعظيم والتقديس .
2- حديث الكساء ......( )
ومما يستدل به الروافض حديث الكساء حيث يستدلون به على عصمه أهل بيت النبي وكذلك على إخراج نساء النبي من أهل بيته حيث يقولون إن النبي قد حصر أهل بيته بالأربعة فقط
ونحن لا ندري ما علاقة هذا الحديث بإخراج أمهات المؤمنين من الآية ولوا تأملنا في الحديث لوجدنا أن غاية ما فيه إدخال مجموعة من أقرباء النبي صلى الله عليه وسلم الذين لم يكونوا يسكنون في بيته في حكم الآية , وليس فيه قصر المعنى عليهم وحدهم أو إخراج غيرهم منه , إذ ليس من شرط دخول هؤلاء خروج أولئك , ورحمة الله وسعت كل شيء ,فلن تضيق بأحد من أجل أحد , إن قول القائل مشيراً إلى أربعة من أصدقائه ((إن هؤلاء هم أصدقائي)) لا يعني قصر الصداقة عليهم , ولو كان لأحدهم عشرة إخوة فأشار إلى ثلاثة منهم كانوا معه فقال معرفاً بهم: ((إن هؤلاء إخوتي )) لم يدل قوله بلفظه هذا على عدم وجود إخوة آخرين له إلا إذا لم يكن له في الواقع غيرهم , فالقرينة التي تحدد معنى اللفظ سعة وضيقاً هي واقع الأمر ذاته , أما اللفظ لغة فلا ينفي ولا يثبت ,و ((أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم))في الواقع كثيرون فبأي حجة نقتصر باللفظ على بعضهم دون بعض ؟ !.
وهذا يرد في القرآن كثيراً كقوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}(1)التوبة:36 , أي ذلك من الدين القيم وليس الدين القيم مقصوراً على عدة الشهور وكون أربعة منها حرماً فقط.
كذلك : قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((هؤلاء أهل بيتي )) أي من أهل بيتي.
وإذا كان هذا اللفظ يمنع دخول أحد من بيت النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء الأربعة فكيف أدخلوا تسعة آخرين معهم لم يكونوا موجودين أصلاً عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم قوله ودعا دعاءه ؟ !.
فإن قالوا :لوجود أدلة على ذلك قلنا: الأدلة كلها تدل على أن أزواجه هن خصوص أهل بيته مع أن الأدلة التي احتجوا بها لإدخال أولئك التسعة ليس فيها دليل واحد من القرآن وإنما هي روايات صاغوها وأحاديث وضعوها ليس إلا.
ونحن زيادة على ذلك نقول: لو تمعنت في الأمر قليلاً لو جدت الحديث حجة لنا لا علينا , إذ هو قرينة واضحة على أن المقصود بالآية أزواجه فلو كانت نازلة بخصوص أصحاب الكساء لما كان لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم معنى فما الداعي له والأمر محسوم من الأساس بدون دعائه ؟ ! وإذن دعاء النبي طلب من الله أن يشمل بكرامته من دعالهم شفقة منه أن لا يكون حكم الآية عاماً لأنه نزل في معرض الخطاب لأزواجه ,ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع بدخولهم في حكمها أو كان مطمئناً إلى ذلك لما دعا لهم........( )
هذا بالإضافة إلى أن النبي قد قال لام سلمه في الحديث عندما طلبت من أن تكون معهم تحت الكساء أنت من أهل بيتي أنت على خير وهذا خير دليل على أن نساء النبي يدخلن في أهل بيته . أماء حول ما يدعيه الروافض من عصمه أهل البيت النبوي فقد وضحنا عند شرح إيه التطير في القران الكريم ولوا سلمنا بوجود هذه العصمة فمن العدل أن تشمل جميع أهل البيت النبوي ولا تقتصر على أربعة فقط. ومن خلال ما سبق نجد أن حديث الكساء لا يدل إطلاقا على حصر اهل البيت في الأربعة فقط .
وهنا قد يثير احد الروافض ومن يقولون أن أهل البيت النبوي محصورين بالأربعة أًصحاب الكساء السؤال التالي :-
o إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لم يقصد بضم الأربعة تحت الكساء حصر أهل البيت النبوي بهم فلماذا لم يضم زوجته ام سلمة معهم ؟
والجواب على النحو التالي :- لقد أقتصر النبي في ضم الحسن والحسين وفاطمة وعلي رضي الله عنهم تحت كساءه ولم يضم اليهم زوجته أم سلمة لواحد من الأسباب الآتية :-
أ****- لأن الآية نزلت أصلا في نساءه امهات المؤمنين هذا ثم أن النبي قد قال لأم سلمه عندما طلبت منه أن يضمها اليه تحت الكساء انت من أهلي أنت على خير .
ب****- لأن الكساء لا يتسع لأكثر من الأربعة ولوا أضاف النبي أم سلمه إليه لحدث ازدحام وبالذات أن علي رضي الله عنه ليس بمحرم لأم سلمه زوجه النبي فلا يعقل أن يضمها النبي مع علي تحت كساء واحد وهو ليس محرم لها .
3- حديث أهل بيتي كسفينة نوح ......( )
وهذا الحديث يحتج به الروافض في القول إن التمسك بأهل البيت النبوي سبب في النجاة فهم مثل سفينة نوح .
والحقيقة إن الاستدلال بهذا الحديث بهذه الصورة يعكس مدى العناد عند هولا حيث وأن دلالة الحديث تصب في مصب يخالف ما يدعيه هؤلاء , وبالذات أن النبي قال فيه: ((أهل بيتي كسفينة نوح )) ولم يقل ((أهل بيتي سفينة نوح)) ولو قيل :ما الفرق؟ لكان الجواب : إن النبي قد شبه أهل بيته بسفيه نوح , فالمشبه هم أهل البيت والمشبه به هي سفينة نوح ولوا رجعنا إلي المشبه به لوجدنا أن سفينة نوح كانت وسيله للنجاة من الغرق والعذاب ولكن من الذي نجا فيها الكل يعلم أن من نجوا فيها هم أتباع نوح وكان ابنه من الهالكين ولم ينجوا في السفينة .
وبذلك : يصبح معنى الحديث واضح وضوح الشمس لان النبي قد شبه أهل بيته بسفينة نوح الذي لا يركب فيها إلا المؤمن وكذلك :أهل البيت النبوي لا يدخل فيه إلى المؤمن ولا ينسب إليه من كان من قرابة النبي وليس بمؤمن هذا من جهة ومن جهة أخرى فان النبي يقصد بتشبيه أهل بيته بسفينة نوح تحذير قرابته من أن يركنوا إلى هذا النسب في انجلائهم من العذاب لأنه كسفينة نوح لم ينجوا فيها ولد نوح لأنه من أهله وكان النبي يخاطب قرابته قائلا لا تركنوا على انتمائكم لبيتي في نجاتكم من العذاب لأنه كسفينة نوح لم ينجوا فيها إلى المؤمن وهذا ما يدل عليه الحديث الذي قال فيه النبي لقرابته (يا بنوا هاشم اعملوا فلن اغني عنكم من الله شيء يأبني عبد المطلب اعملوا فلن اغني عنكم من الله شيء .....) .
هذا بالإضافة إلى أمر أخر وفيه رد على كل طاعن في أمهات المؤمنين وهذا الرد يتبين من خلال أن البيت النبوي كسفينة نوح لا يركب فيها إلا المؤمن , وبيت النبي كذلك لا ينبغي أن ينسب إليه إلى المؤمن .
وعليه : فان المعنى للحديث بهذه الصورة فيه رد على الطاعنين في نساء النبي وكان النبي يقول إن نسائي قد أصبحن من أهل بيتي وأهل بيتي لا يقبل إلى التقي مثل سفينة نوح لم تقبل إلا المؤمن (فهن) أي نسائي عفيفات طاهرات فلوا كن غير ذالك لما قدر الله أن يكن نساء لي وهذا يتوافق مع قول الله( الطيبات للطيبين ) .
وعليه : يمكن القول إن هذا الحديث يحتمل معنيان هما :-
أ****- خطاب من النبي إلى كل قرابته بالنسب يبين لهم أن قرابتهم منه وانتسابهم إليه لن تنجيهم من دون عمل وإيمان كسفينة نوح لم تحي إلا من كان مؤمن وان ما سينجيكم هو الإيمان فقط وليس النسب فلا تركنوا إليه
ب****- خطاب من النبي إلى الطاعنين في أهله وزوجاته قائلا لهم إن أزواجي عفيفات لان بيتي لا يقبل إلا التقي مثله كمثل سفينة نوح ركب عليها المؤمن وكذلك من تزوجتها لان تكون إلى طاهر وعفيفة .
وبذلك : يتضح بطلان ما يدعيه الروافض من أن أهل البيت النبوي وسيله للنجاة ومن الطعن في أمهات المؤمنين .
ت****- حديث سلمان منا أهل البيت ......( )
وهذا الحديث قد يوثير التساؤل التالي :
o ذكرت سابقا ان اهل تعني القرابة للنسب فكيف تفسر هذا الحديث وقول النبي انه من أهل البيت مع انه فارسي ؟
والجواب / هذا الحديث ورد بعدة روايات فقيل انه كان يوم المؤاخاة بين الهاجرين والأنصار وقيل انه كان يوم حفر الخندق ...وقد ضعف علماء الحديث هذا الحديث ولوا سلمنا بصحته فان معناه واضح وجلي وقبل أن نبين المعنى نشير إلى أن بعض العلماء قد فسروا الحديث بأنه كان يوم الخندق حين أراد كلا من المهاجرين والأنصار أن يكون سلمان معهم في الحفر فقال النبي سلمان منا أهل البيت أي معنا في الحفر وهذا التفسير قد يكون غير صحيح وهذا يتجلى من خلال أمرين هما :-
أ****- قول النبي منا يدل على الانتماء ولوا كان يدل على المشاركة لكان الفظ المستخدم هو معنا .

ب****- الخطاب كان موجها إلى جميع المسلمين ولم يكن موجه إلى بني هاشم .
والآن: قد يثار السؤال التالي :
o قلت أن منا يدل على الانتماء , فكيف ينتمي سلمان إلى البيت النبوي وليس له أي علاقة نسب ؟
والجواب : ومن قال إن البيت الذي قصده النبي هو البيت النبوي ولوا قيل ما هو البيت إذا ؟ أقول ( حيث أن الخطاب كان موجة إلى جميع المسلمين فان البيت الذي قصده النبي هو بيت الله الحرام الذي ينسب إليه المسلمين لتوجههم إليه وقد سبق وان ذكرنا إن أهل إذا أضيفت إلى البيت الحرام قبل الإسلام فيقصد بهم العرب الذين يحجون إليه ) أي أن العرب كانوا هم أهل البيت الحرام , ولم يكن بنسب إليه غيرهم من العجم , أما بعد الإسلام فان المسلمين هم من نسبوا إليه لتوجهم إليه في الصلاة .
وبذلك : فان صح رفع الحديث الى النبي علية الصلاة والسلام فان النبي قد قصد أن سلمان أصبح بإسلامه من أهل البيت الحرام لان البيت الحرام بعد الإسلام لم يعد مقتصرا غلى العرب ولكن أصبح ينسب إليه كل مسلم وان لم يكن عربيا فسلمان من أهل البيت الحرام وإن لم يكن عربيا فبيت الله الحرام أصبح حقا لكل مسلم وان لم يكن عربيا . إذن : فالبنوة بالنسبة للأنبياء هي بنوة أتباع ، لا بنوة نَسَب .


ثانيا / الأحاديث الوارد فيها الآل :
وردت عدة أحاديث ذكر فيها مصطلح الآل نذكر منها الاتي :
1) حديث اللهم تقبل من محمد ومن آل محمد ومن امة محمد...( )
في هذا الحديث قد يقول البعض ذكرت ا ن آل محمد هم أتباعه وأمته وفي هذا الحديث نرى أن النبي قد ذكر آل محمد وأمه محمد وهذا يدل على التفريق بين الآل وآلامه ولوا كان الآل هم الأتباع لماء كرر النبي وقال ومن أمه محمد ؟
والجواب : نبينه من خلال ما وجدته من قول للعلامة الشوكاني حين ذكر الحديث فقال فيه ما معناه(( إن العطف في قول النبي وعلى أمه محمد لا يدل على المغايرة فعطف امة محمد على اله لا يدل على التفريق بينهما والى فان النبي قد عطف بعض قرابته على أهل البيت ولوا دل العطف على المغايرة لدل عطف نساء النبي على أهل بيته في الحديث () على إخراجهن من أهله وهذا غير صحيح لان نساء النبي من أهل بيته ))...... ( )
وفي اللغة لوا دعا احد وقال اللهم اغفر لذريتي وأبنائهم هل يدل هذا على أن أبناء ذريته ليسوا من ذريته؟ طبعا لا فأبناء الذرية ذريه .
وبذلك : فان عطف الأمة على الآل لا يدل على أن ألامه ليسوا من الآل . هذا والله اعلم
2) حديث صبرا آل ياسر .....( )
وفي هذا الحديث قد يحتج به البعض على قولنا ان آل تدل على أتباع وقد يقول قائل :
o إذا كان مصطلح الآل تدل على الأتباع فلماذا استخدمها النبي في قوله صبرا آل ياسر ولماذا لم يقل أهل ياسر ؟
والجواب : إن في استخدام النبي لمصطلح الآل في هذا الحديث دلالة قوية على أن الآل تدل على الأتباع وإن كان ظاهر الحديث يدل على أنها تدل على القرابة حيث أنها موجهه إلى ياسر ابن عمار وولده عمار وزوجته سمية ولكن لو تأمل احدنا إلى الحديث لوجد أن استخدام النبي لمصطلح الآل بدلا من الأهل فيه حصر وعموم ويدل على أن الآل تدل على الأتباع وهذا يتضح لنا كما يلي :-
أ****- استخدام النبي لمصطلح الآل فيه حصر
إي أن النبي استخدم مصطلح الآل لأنه أمر وحث آل ياسر بالصبر وبشرهم بالجنة , إي إن النبي قد وعد في هذا لحديث آل ياسر بالجنة ولذلك استخدم مصطلح الآل بدلا من الأهل فقال آل ياسر ولم يقل أهل ياسر , ولوا قال قائل وما الفرق ؟ فان الفرق واضح فلو قال النبي ((صبرا أهل ياسر فإن موعدكم الجنة ))لكان في هذا بشارة ووعد من النبي عليه الصلاة والسلام , لأهل ياسر بالجنة , وكما هو معلوم إن أهل الرجل هم قرابته من الذرية والنسب والأزواج والأجداد ,وهذا يعني أن النبي قد بشر أهل ياسر بالجنة وبشارة النبي وعد ووعده حقيقة , وبذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام , لوا استخدم مصطلح الأهل لكان وعدا منة لجميع قرابة ياسر بالجنة سواء كان من أجداده أو ذريته إلى قيام الساعة وهذا غير معقول لان من أجداد ياسر من كان على غير الملة السليمة .
وكذلك : قد يوجد في ذريته من يحيد عن الطريق السوي فقد حاد أبناء الأنبياء من بعدهم ولا يستطيع احد الجزم إن يكون جميع ذريه ياسر من الصالحين لان هذا من علم الغيب .
وعليه : فان استخدام النبي لمصطلح الآل فيه حصرا للبشارة بالجنة لمن كان على نهج ياسر من ذريته أي من اتبع ياسر من ذريته على نهجه وإيمانه وصبره دون من لم يثبت وحاد عن الطريق التي سار عليها ياسر فالبشارة بالجنة محصورة علي أتباع ياسر ممن ساروا على نفس طريقة ولوا استخدم النبي مصطلح الأهل لكانت البشارة عامه لجميع ذريته إلي قيام الساعة .
وعلية: مما سبق يمكن القول : إن استخدام النبي لمصطلح الآل في هذا الحديث يدل دلالة قوية على أن الآل تدل على الأتباع وإن قصد بها الذرية فإنها تدل على الأتباع منهم فقط دون غيرهم بينما الأهل تدل على جميع القرابة سواء كانوا من الأتباع أو لم يكونوا .
ب****- إستخدام النبي لمصطلح الآل فيه تعميم
وقد يقول قائل أنت قلت سابقا إن فيه حصر وأن التعميم في الأهل فكيف تفسر هذا التناقض ؟
والجواب / حين قلت إن في الأهل تعميم و الآل حصر قصدت في البشارة بالجنة وليس بمدلول المعنى فاحصر في الآل سابق كان في دلالتها على حصر البشارة بالجنة أم التعميم هنا هو للمبشرين بالجنة فمن المعلوم أن ياسر وعمار وسميه كانوا ممن عذبوا على يد المشركين ولم يكونوا هم فقط بل كان إلى جانبهم العديد من العبيد والموالي المستضعفين ممن عذبوا وقتلوا في رمضاء مكة ولذلك استخدم النبي علية الصلاة والسلام , مصطلح الآل لتكون الشارة بالجنة من النبي عامة لكل من عذب مع ياسر وأهلة في ذلك اليوم , فمن غير المقول أن يبشر النبي عمار وأهلة فقط دون بقية من عذبوا معهم في تلك الأيام , وقد استخدم النبي علية الصلاة والسلام , مصطلح الآل لان المخصص بالخطاب هم أهل ياسر ليدل على أن البشارة بالجنة هي لجميع أتباع ياسر من الموالي والعبد الذين عذبوا معه , وقد خص النبي الخطاب لياسر وأهلة لما راء من شدة العذاب الذي أنزله بهم المشركين, وعليه فان استخدام النبي لمصطلح الآل فيه عموم البشارة بالجنة لجميع أتباع ياسر من العبيد والموالي والمسلمين المستضعفين الذين عذبوا على يد المشركين واستخدام النبي لهذا المصطلح يدل على أن الآل تدل علي القرابة بالإتباع وليس بالنسب.
ومن جهة آخري : لو سلمنا أن النبي علية الصلاة والسلام قصد بآل ياسر أهلة وقرابته بالنسب فان في هذا حجة قوية على الروافض وغيرهم من فرق الشيعة الغلاة ممن حصروا آل النبي بمن جاء من البطنين والذين يخرجون أزواج النبي من اله وأهل بيته ولهم أقول: (( إذا كانت الآل عندكم هي نفسها الأهل ولا فرق بينهما فالنبي قد قال في هذا الحديث صبرا آل ياسر وهو يخاطب عمار ابن ياسر وياسر ابن عمار وزوجة ياسر أم عمار فنضروا كيف أن النبي عد زوجة ياسر من آل ياسر, وانتم تخرجون عائشة ام المؤمنين وبقية أزواج النبي من اله بل من أهل بيته)) فهل تقصدون بإخراج أزواج النبي من اله إخراج زوجة ياسر من اله أيضا؟ فستكونون بذلك قد خالفتم هدي النبي عليه الصلاة والسلام , وتكونون بذلك مخطئين, إلا إذا أردتم أن تقولوا للناس أنكم اعلم من النبي بأصول اللغة .
وإضافة إلى ماسبق نشير إلى أن الحديث السابق قد ورد بعدة روايات وله عدة الفاظ نذكر منها الأتي :-
 لما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر فإذا مر بهم قال: صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ....( )
 عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، قَالَ: " أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَمَّارٍ، وَأَبِيهِ، وَأُمِّهِ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي الشَّمْسِ، فَقَالَ: "اصْبِرُوا آلَ عَمَّارٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ " وَرَوَاهُ هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ....( )
ومن خلال الحديثين السابقين نرى أن الحديث قد ورد بلفظ آل ياسر وال عمار فإذا كانت الآل تدل على قرابة النسب فهل ينسب الأب إلى ابنة أم الابن إلى أبيه طبعا ينسب الابن إلى أبية ولا ينسب الأب إلى ابنه وبذلك كون في استخدام النبي لمصطلح الآل في قولة آل ياسر وال عمار دلاله قويه على أن الآل تدل على الأتباع حيث أن النسب بالتبعية يصح فيه نسبة الأب إلى ابنه فلا فرق أن نقول آل عمار ا و آل ياسر وهذا ما ورد في سنة النبي عليه الصلاة والسلام .
ثالثا / الأحاديث الوارد فيها العترة :
ومما يستدل به الروافض في أثبات معتقداتهم أحاديث ورد فيه مصطلح العترة ومن أهم هذه الأحاديث الاتي :
1) حديث إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعثرتي ( )
وهذا الحديث قد يحتج به الروافض في ترويج معتقداتهم وفي إخراج نساء النبي من أهلة و أمته من اتباعة بحيث وقد يقول قائل منهم : أنت قد قلت أن الآل هم الأتباع وان العطف في حديث زيد بن أرقم لا يدل على المغايرة وهذا يتناقض مع حديث الثقلين الذي جاء بلفظ (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي )فكيف توفق بين ذالك ؟
والجواب / على اعتبر أن الحديث السابق صحيح فما علاقته بإخراج ألامه من الآل ؟وهل يصح الاحتجاج به لإخراج الأتباع من الآل ؟ وحتى يتضح الأمر نشير إلى ما ورد في لغة العرب عن معنى العثرة وشرح أحاديث ورد فيها العثرة وذلك كما يلي :- أولا /معنى العتره في اللغة
 جاء في معجم الفروق اللغوية الفرق بين العترة والآل: أن العترة على ما قال المبرد: " النصاب ومنه عترة فلان أي منصبه "، وقال بعضهم: " العترة أصل الشجرة الباقي بعد قطعها قالوا فعترة الرجل اصله "، وقال غيره: " عترة الرجل أهله وبنو أعمامه الادنون " واحتجوا بقول أبي بكر رضي الله عنه عن عترة رسول الله صلى الله عليه [وآله]وسلم يعني قريشا فهي مفارقة للآل على كل قول لان الآل هم الأهل والأتباع والعترة هم الأصل في قول والأهل وبنو الأعمام في قول آخر.........( )
 جاء في معجم مقاييس اللغة (عتر) العين والتاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين، أحدهما الأصل والنِّصاب، والآخر التفرُّق....( ) فالأوُّل ما ذكره الخليل أن عِتْرَ كلِّ شيء: نصابه. قال: وعِتْرَةُ المِسْحاةِ: خشبتها التي تسمَّى يَدَ المسحاة. قال: ومن ثَمَّ قيل: عترة فلان، أي مَنْصِبه. وقال أيضاً: هم أقرباؤه، مِن ولدِه وولدِ ولده وبني عمِّه. هذا قولُ الخليل في اشتقاق العِتْرَة
 ومن معاني العترة ما ورد في المصباح النير نسل الإنسان قال الأزهري: وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أن ( العِتْرَةَ ) ولد الرجل و ذريته وعقبه من صلبه ولا تعرف العرب من العترة غير ذلك ويقال : رهطه الأدنون ويقال أقرباؤه ومنه قول أبي بكر ( نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللهِ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا وَبَيْضَتُهُ الَّتِي تَفَقَّأَتْ عَنْهُ ) وعليه قول ابن السكيت ( العِتْرَةُ ) والرهط بمعنى و رهط الرجل قومه وقبيلته الأقربون .......( )
 وجاء في تاج العروس ورُوِيَ عن أَبي سَعِيدٍ قال : العِتْرَةُ : ساقُ الشَّجَرَةِ ، قال : وعِتْرَةُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم عبدُ المُطَّلِبِ ووَلَدُه ، وقيل : عِتْرَتُه : أَهْلُ بَيْتِه الأَقْرَبُونَ ، وهم أَولادُه ، وعليٌّ وأَولادُه ، وقيل : عِتْرَتُه : الأَقْرَبُونَ والأَبْعَدُونَ منهم . .....( ) وقيل : عِتْرَةُ الرّجُلِ : أَقْرِباؤُه من ولَدِ عَمِّهِ دِنْيَا ، ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر رَضي اللَّهُ عنه : ( قال للنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حينَ شاوَرَ أَصحابَه في أُسَارَى بَدْر : عِتْرَتُك وقَوْمُك )...( ) وقد اَرادَ أبابكر بعِتْرَتِه العَبَّاسَ ومَن كانَ فيهِم من بني هَاشِم ، وبقَوْمِه قُرَيْشاً
ثانيا /شرح الحديث والأحاديث المشابهة
ورد في كتب شروح الحديث العديد من الأحاديث المشابهة للحديث المذكور واليك بعض هذه الأحاديث مع شرحها :
 هذا الحديث مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ))تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً , كتاب الله وسنتي )( ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسُنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ "فأمر بالعضِّ عليها بالنواجذ .وقال : " اقتدوا بالَذّين من بعدي , أبي بكر وعمر " .وقال : " اهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود " , ولم يدل هذا على الإمامة أبداً , وإنما دلَّ على أن أولئك على هدى الرسول صلى الله عليه وسلم , ونحن نقول إن عترة النبي صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة أبداً
 وقد ورد الحديث بلفظ أخر وهو (تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به : كتاب الله وعترتي أهل بيتي) ورواه الترمذي والنسائي عنه بلفظ (يا أيها لناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتى أهل بيتي) والحديث مروي بلفظ العترة بدل السنة عن كثير من الصحابة منهم زيد بن ثابت , وزيد بن أرقم , وأبو سعيد الخدري , وروي عن أبي هريرة بلفظ السنة بدل العترة ، وفي كلا السياقين لفظ (لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) والجمع بينهما في المعنى أن عترته أهل بيته يحافظون على سنته ، أي : لا يخلو الزمان عن قدوة منهم يقيمون سنته لا يثنيهم عنها التقليد ، ولا الابتداع ، ولا الفتن .
 روى ابن أبي عاصم في السنة (رقم 754). وفي رواية » إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض [أو ما بين السماء إلى الأرض] وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض«..( ).والعترة عندنا أزواج النبي ( وبنوه كما قرره القرآن والسنة. وليس المراد بالخليفة هو الوصي بعد النبي بدليل أنه ذكر القرآن. والقرآن لا يمكن أن يكون خليفة على هذا النحو. فإن القرآن كان إماما للناس حتى في حياة الرسول الكريم فإذا كان علي قد خلف النبي فمن خلف القرآن؟ وهل يمكن أن تكون فاطمة خليفة. ومعنى الخليفة هما الأمران اللذان يبقيان بعد النبي ( يحذر من عدم اتقاء الله فيهما.( إني تارك فيكم ) بعد موتي ( خليفتين ) زاد في رواية أحدهما أكبر من الآخر ( كتاب الله ) القرآن ( حبل ) أي هو حبل ممدود ما ) زائدة ( بين السماء والأرض ) قيل أراد به عهده وقيل أراد به السبب الموصل لرضاه ( وعترتي ) بمثناة فوقية ( أهل بيتي ) تفصيل بعد إجمال بدلاً أو بياناً اي أن النبي فصل في قوله أهل بيتي ما جمله في عترتي وهذا يقوي ما ينكره الشيعة من أن نساء النبي من أهل بيته ومن اله حيث لا يقرون أن قول النبي اللهم صلي على محمد وعلي أزواجه وذريته قد فصل ما أجمل في قوله اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وهذا تناقض عجيب.
أما عن معنى الحديث فهو أن علمتم بالقرآن واهتديتم بهدى عترتي العلماء لم تضلوا ( وإنهما لن يفترقا ) أي الكتاب والعترة ( حتى يردا على الحوض ) الكوثر يوم القيامة وقيل أراد به بعترته العلماء العاملين لأنهم الذين لا يفارقون القرآن أما نحو جاهل وعالم مخلط فلا وإنما ينظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل فكما أن كتاب الله فيه الناسخ والمنسوخ المرتفع الحكم فكذا ترتفع القدوة بالمخذولين منهم.
وختاما نقول : لقد أوقعنا الشيعة في حيرة. فإذا قال عمر «حسبنا كتاب الله» قال الشيعة: وأين سنة رسول الله؟ وإذا قلنا لهم قال رسول الله ( «كتاب الله وسنتي» قالوا: كلا بل وعترتي وليس وسنتي. ونسألهم: ماذا تعنون بالعترة اوليس السنة؟ أليس المقصود من التمسك بالعترة التمسك بما تلقوه من سنة رسول الله؟ أم أن المطلوب التمسك بذوات العترة دون السنة التي تلقوها عن رسول الله؟
إذا كان المقصود سنة العترة فقولوا سنة العترة ولا تقولوا العترة من دون السنة.
وإذا كنتم تريدون سنتهم فلا خلاف حينئذ في كون سنة النبي مقدمة على سنة العترة بالاتفاق.
فعلى ماذا تشغبون إذن، وتصرفون الناس عن سنة النبي إلى ذوات العترة؟ ىوهل حقا تتمسكون بالعترة؟ وإذا كانتم’ كذلك فإن أول العترة هو علي بن أبي طالب , الذي بايع أبا بكر وعمر وعثمان فهل تقبلوا بذلك فتتمسكوا بهم وتقتدوا بهم؟
وأبناء العترة - الحسن والحسين - قد بايعا معاوية فهل تتمسكون بها فعلا؟ وقد سموا أبناءهم بأسماء الخلفاء الثلاثة فهل ترتضون ذلك؟ ونحن لو تركنا السنة إكراما للعترة فكيف نقبل مذهبا يروي عن العترة أن القرآن الذي نزل به جبريل سبعة عشر ألف آية كما في الكافي وصححه المجلسي؟ وهل سوف تقولون لنا إنكم تضربون بهذه الرواية عرض الحائط إذا خالفت القرآن؟ ولماذا تفعلون ذلك ؟ هل لأن السند لم يصح ؟ أم لأن العترة وقعوا في خطأ فاحش؟ وأنتم صححتم سند هذا الخطأ الفاحش؟ فيلزم بهذا التصحيح الجزم بأنهم نطقوا بكلمة الكفر. وهذا عين الطعن بأهل البيت.
ثم كيف نتمسك بالعترة وقد رويتم عنهم إحاطة الكذابين بهم، ولم نجد من بين رواياتهم رواية واحدة صحيحة مرفوعة إلى النبي ( ؟؟؟
فهذا ليس طعنا بهم. كما أنه ليس طعنا بالتوراة والانجيل أن لا نأخذ بهما اليوم لدخول الكذب في كثير منها والتباس الحق بالباطل والصدق والكذب بهما.
وعليه ومما سبق نستنتج أن
أ****- أن العترة و الآل مصطلحان مختلفان وبذلك لا يصح الاحتجاج بحديث العتره لإخراج ألامه من آل محمد.
ب****- الفرق بين العتره والأهل أن الأهل تطلق على جميع قرابة النسب أما العترة تخص العلماء والصالحين من أقارب والعشيرة .
ت****- أن الوصية في هذا الحديث لا تدل على مساواة العتره بالقران ولكنها تشبه الوصية بالأهل في حديث زيد بن أرقم الذي اشرنا إليه سابقا وبذالك يفيد الحديث لتحذير من اتخاذ العترة غرضا لتحقيق المكاسب والمآرب الدنيوية كما ء أفاد حديث زيد بن أرقم التحذير من اتخاذ الأهل والتوفيق بين الحديثين أن حديث زيد بن أرقم فصل ما أجمل في حديث العترة .
2) حديث والمستحل من عتررتي ....( )
وهذا الحديث أيضا مما يحتج به الروافض في ترويج أفكارهم والطعن في الصحابة الكرام وهذا الحديث ورد بعدة روايات نذكر منها : ما أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " وابن حبان والحاكم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ستة لعنتهم : الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذله الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي محارم الله والتارك لسنتي وقد استغل الروافض وغيرهم هذا الحديث بحيث قالوا أن النبي لعن من أذى عترته بعدم اعتقاد ولايتهم
والجواب: نقول إن هذا الحديث حجه لنا وحجة عليكم وليس لكم وانتم من لعنتم في هذا الحديث ولوا قيل :كيف ؟ أقول: من خلال تفسير الحديث ومعناه , وقبل توضيح ذالك نشير إلى أن الحديث يحتمل معنيان هما :-
1- المعنى الأول : ما ورد من تفسير هذا الحديث حيث فهم منه أن المقصود منه لعن من استحل من المسلمين ما حرمه الله في قرابة النبي من ايذا ونحوه حيث فهم من فسر الحديث بهذه الصورة قول النبي( والمستحل من عترتي ما حرم الله ) يعني من فعل بعترتي ما لا يجوز فعله من إيذائهم أو ترك تعظيمهم وخصهما باللعن لتأكد حق الحرم والعترة وعظم قدرهما بإضافتهما إلى الله وإلى رسوله " والجدير بالذكر أن الروافض أيضا فهموا الحديث بهذه الصوره.
2- المعنى الثاني :وهوا ما يظهر من ظاهر الحديث حيث نلاحظ أن النبي قال والمستحل من عترتي والمعنى والمستحل من قرابتي أي أن النبي بين أن المقصود بالمستحل إن يكون من عترتة ولذلك قال من عترتي ولم يقل في عترتي كما فهم من قالوا بالمعنى الأول.
وبذلك : يكون معنى قول النبي والمستحل من عترتي ما حرم الله أي من فعل من عترتي ما لا يجوز فعله مما حرمه الله
وأشير إلى : أن المقصود بفعل ما لا يحل فعله لا يعني الوقوع في الخطاء إذ أن كل ابن ادم خطاء ولا يعصم من الوقوع في الخطاء احد.
ولكن: المقصود من فعل ملا يحل فعلة مستحلا لذلك الفعل ولذلك قال النبي والمستحل ولم يقل والواقع.
وعليه: فان معنى الحديث يصبح(( ومن استحل ما حرم الله وكان استحلاله لذلك انه من عترتي )) ,وفي كلا الحالين فان الحديث يكون حجة لنا وليس علينا سواء كان الفهم الأول هو الصحيح أو الفهم الثاني وهذه الحجية تتضح كما يلي :-
1- إن كان الفهم الأول هو الصحيح : فان من وقعت علية لعنة النبي هو من استحل فعل ملا يصح فعلة في عترة النبي سواء كانت عترة النبي قرابته كما فسرها أكثر أهل العلم أو كانت عترة النبي هم العلماء كماء فسرها بعض أهل العلم.
وبذلك تكون حجية الحديث على الروافض ويكونون هم من وقعت عليهم اللعنة كماء يلي :-
 حرم الله إيذاء المؤمنين والعترة منهم : فمن استحل إيذاء العتره فقد وقع في اللعنة وانتم أو لستم أيه الروافض تؤذون عتره النبي عليه الصلاة والسلام , بل وتؤذون سيد العتره بالطعن في أزواجه وهل بيته, وتؤذون صحابته مستحلين ذلك.
 حرم الله الشرك وحرم أن يدعى غيرة وان يستغاث بغيرة فمن استحل دعاء غير الله والنذر لغير الله فقد وقع في اللعنة وانتم آية الروافض أولستم تستحلون في العتره ما حرمه الله فتدعون الحسين وتستغيثون بزينب وتنذرون لام البنين وتطلبون العون من زين العابدين وهذا كله لأنهم من العتره أولم تستحلون في العترة ما حرمه الله.
2- إن كان الفهم الثاني هو الصحيح
فان من وقع في اللعنة هو من استحل ما حرمة الله وكان استحلاله لهذا انه من العترة .
وبذالك تكون حجية الحديث على الروافض ويكونون هم من وقعت عليهم اللعنة كماء يلي :-
 حرم الله أكل أموال الناس : فمن استحل أموال الناس فقد وقع في اللعنة أو لستم آيه الروافض تستحلون الخمس لفئة من الناس بحجه أنهم من العترة.
 حرم الله الزنا : فمن وقع فيه فقد وقعت علية اللعنة أو لستم آية الروافض تستحلون زواج المتعه بحجة انه مذهب العترة .
 آمر الله بالصلاة وحرم تركها :فمن استحل ترك الصلاة فقد وقع في ما حرم الله ووقعت عليه اللعنة أولستم آية الروافض العلويين تستحلون ترك الصلاة بحجة أنها أسقطت عنكم لأنكم من العترة؟
وعليه : ومما سبق يتضح بطلان احتجاج الروافض بأحاديث العترة ولا يصح الاحتجاج بهاء في إخراج الأمة من الآل كما وضحنا ذالك في حديث الثقلين السابق .
رابعا / الأحاديث التي ذكرت الولاية :
وردت العديد من الأحاديث الصحيحة عن النبي علية الصلاة والسلام وقد استغلت من قبل الروافض فقاموا بتفسيره بطريقه تخدم ما يقولون من أحقيه أهل البيت النبوي بالإمامة والولاية على المسلمين وسوف نقوم بتوضيح بطلان احتجاج الروافض بهذه الأحاديث وذلك كما يلي :-
1- حديث ( من كنت مولاة فعلي مولاة ): وقد استغل الروافض هذا الحديث وقالوا أن النبي عليه الصلاة والسلام , قد قصد بقولة : ((فعلي مولاة)) الولاية والإمامة وهذا أمر غير سليم وفهم خاطئ , ولوا سأل سائل فقال :
o وما هو الفهم الصحيح لمعنى الحديث ؟
يكون الجواب كالأتي :-
 في اللغة العربية يقول أرباب اللغة أن معني ولي لا يعبر بها عن الأمير أو السلطان ومعناها في اللغة هو المحب أو النصير أو الحليف أو المعتق والمصطلح الذي يعبر به عن الأمير والسلطان هو (الوالي ) وليس (الولي ) ولوا كان النبي يريد الولاية أو الإمامة في هذا الحديث لقال (من كنت واليه فعلي واليه ) ولم يقل مولاة إذ أن النبي أفصح من نطق بالعربية .
 في القرآن الكريم ورد مصطلح الولي في قولة تعالى ( والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) ولوا كان قول النبي (فعلي مولاة ) يعني ولاية علي لكان معنى قولة تعالى (أولياء بعض )يعني أن المؤمنين أمراء وولاة على بعضهم البعض وهذا غير سليم إذ أن الآية معناها أن المؤمنين نصرا لبعضهم البعض ومحبين لبعضهم البعض .
وعليه : فإن معنى قول النبي (فعلي مولاة ) أي من كنت محبة فعلي محبة أو من كنت نصيرة فعلي نصيرة أو من كنت حليفة فعلي حليفة. هذا والله أعلم
2- حديث ( لا يزال الإسلام عزيز إلى إُثنى عشر خليفة كلهم من قريش ) .........( )
وهذا الحديث مما يستدل به الروافض علي دعواهم أن الولاية حق لقرابة النبي علية الصلاة والسلام وعلى قولهم بالإثنى عشر الإمام المزعومين عند الإثى عشرية .
وهذا الفهم أيضا غير صحيح ولا يدل على الأحقية بالإمامة والحكم ولو قيل ما هو إذا الفهم الصحيح ؟
والجواب يتضح كما يلي :-
 الحديث لا يدل على المشروعية الإلزامية ولكنة يدل على الإخبار لما سيكون من بعد النبي من انتكاس لعزة الإسلام فقد أخبر النبي أن الإسلام سيضل عزيز من بعدة إلى إثنى عشر خليفة وأخبر النبي أنهم سيكونون من قريش وهذا ما حدث فعلا فقد تولى الخلافة من بعد النبي أكثر من إثنى عشر خليفة وكلهم كانوا من قريش وهم:«أبو بكر، وعمر، عثمان، عليّ، معاوية، يزيد، عبد الملك بن مروان، وأولاده الأربعة، وبينهم عمر بن عبد العزيز» وغيرهم ممن حكموا المسلمين من قريش
 الحديث لا يدل على أحقية أبناء علي وذريته للخلافة إذ أن النبي علية الصلاة والسلام لم ينص أنهم من ذرية علي أو غيره .
 الحديث لا يدل على الإمامة إذ أن النبي قال (إثنى عشر خليفة ) ولم يقل إمام .
 لا يعقل أن يكون من منطق النبي ورسالته العالمية أن يلغي كل الأهليات والكفاءات في الأمة لولاية الحكم ويجعلها في سلالة واحدة من المسلمين إلى يوم القيامة .
 إذا كان النبي علية الصلاة والسلام قصد أن الولاية حق لبني هاشم فكيف ولى خالد بن الوليد وجعله قائد لأكثر من معركة في وجود علي بن ابي طالب رضي الله عنه بل وكيف جعل العبد العتيق زيد بن حارثة قائد أول للجيش في معركة مؤتة وجعل ابن عمة جعفر بن أبي طالب قائد ثاني أي تبعا لزيد ,,,,,, فمالكم كيف تحكمون ؟ وبأي عقل تفكرون ؟ وبأي شرع تقولون ؟
وعلية ومما سبق نجد أن الحديث لا يدل على الإمامة إذ أنه حديث إخباري لما سيكون ولا يدل على المشروعية الإلزامية .
3- حديث (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلى أنه لا نبي بعدي ) ..( ) وهذا الحديث استغله الروافض أيضا في إثبات أحقيه علي وذريته للولاية , وهذا أيضا غير سليم ويتضح ذلك من خلال الأتي :-
1- مناسبة هذا الحديث إذ أن النبي علية الصلاة والسلام قاله لعلي بعد أن استخلفه على المدينة عند خروجه إلى معركة تبوك فقال بعض الناس في ذالك ما استخلف النبي علي على أهله إلى تقليل لشأنه فحزن علي ولحق بالنبي إلى خارج المدينة وأخبره بما قال الناس فقال له النبي علية الصلاة والسلام هذا الحديث تطييبا لخاطره
2- تشبه النبي علية الصلاة والسلام لمنزلة علي منه بمنزلة هارون من موسى لايدل إطلاقا على الإمامة حيث أن هارون لم يكن خليفة من بعد موسى فقد توفي في حياة موسى وقبل موت موسى بأربعين سنة والحديث يدل على تشبيه استخلاف النبي علية الصلاة و السلام لعلي رضي الله عنة باستخلاف موسى لهارون عليهما السلام عندما ذهب لمناجاة ربه .
3- هذا الحديث يقابله عدة أحاديث للعديد من الصحابة رضوان الله عليهم نذكر منه الاتي :-
أ****- ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام العديد من الأحاديث التي تشبه هذا الحديث في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونذكر منها ما يلي :-قولة علية الصلاة والسلام (( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ) ولم يستدل به عمر على أحقيته للخلافة .و قولة عليه الصلاة والسلام ((إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)) و قولة عليه الصلاة والسلام ((إن الشيطان ليفر منك يا عمر )) ولم يستدل به عمر على عصمته.
ب****- قال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر رضي الله عنه ((لو كنت متخذا خليل غير ربي لتخذت أبي بكر خليلا ))
وبذلك يتضح بطلان احتجاج الروافض بهذا الحديث لإثبات أحقية علي وذريته للخلافة .
هذا والله أعلم



الفصل الثالث
ادله الترجيح للقول الصحيح









سبق لناوأن رجحنا القول بأن آل النبي هم اتباع ملته إالى يم القيامة وبالذات الصالحين منهم وفي هذا الفصل سوف اقوم بذكر الأدلة التي ترجح هذا القول والمتمثلة في ما يلي :-
اولا / الفرق بين مصطلح الأهل والآل :-
ذكرنا في الفصل الأول من هذا البحث أن القائلين أن آل النبي هم قرابته لم يفرقوا بين مصطلح الأهل والآل واعتبروا كلا المصطلحين شي واحد ويدلان على نفس المعنى وهو القرابة وقالوا أن أصل مصطلح اللآل أهل ثم قلبت الهاء همزة فقيل أأل ثم سهلت على قياس أمثالها فقيل آل قالوا ولهذا إذا صغر رجع إلى أصله فقيل أهيل قالوا ولما كان فرعا عن فرع خصوه ببعض الأسماء المضاف إليها فلم يضيفوه إلى أسماء الزمان ولا المكان ولا غير الأعلام فلا يقولون آل رجل وآل امرأة ولا يضيفونه إلى مضمر فلا يقال آله وآلي بل لا يضاف إلا إلى معظم كما أن التاء لما كانت في القسم بدلا عن الواو وفرعا عليها والواو فرعا عن فعل القسم خصوا التاء بأشرف الأسماء وأعظمها وهو اسم الله تعالى قال ابن القيم في جلاء الإفهام :- وهذا القول ضعيف ((يقصد أن أصل الآل هي أهل وليس تضعيف القول بأن الآل هم القرابة فهو ممن يرى ذالك )) وذكر رحمة الله عدة أمور تضعف هذا القول نذكر منها ألأتي:-
1) أنه لا دليلا عليه
2) أنه يلزم منه القلب الشاذ من غير موجب مع مخالفة الأصل
3) أن الأهل تضاف إلى العاقل وغيره والآل لا تضاف إلا للعاقل
4) أن الأهل تضاف إلى العلم والنكرة والآل لا يضاف إلا إلى معظم من شأنه أن غيره بؤ ول إليه
5) أن الأهل تضاف إلى الظاهر والمضمر والآل من النحاة من منع أضافته إلى المضمر ومن جوزها فهي شاذة قليلة
6) أن الرجل حيث أضيف إلى آله دخل فيه هو كقوله تعالى (( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) غافر 46 وقوله تعالى ((إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين )) آل عمران 33 وقوله تعالى ((إلا آل لوط نجيناهم بسحر ))القمر 34 وقول النبي ((اللهم صل على آل أبي أوفى)) وهذا إذا لم يذكر معه من أضيف إليه الآل وأما إذا ذكر معه فقد يقال ذكر مفردا وداخلا في الآل وقد يقال ذكره مفردا أغنى عن ذكره مضافا والأهل بخلاف ذلك فإذا قلت جاء أهل زيد لم يدخل فيهم. انتهى كلامه رحمه الله ...( )
ثانيا / أصل الآل ومعناها واشتقاقها :-
ومما يدل على أن الآل هم ألأتباع معنى مصطلح الآل في لغة العرب والذي نذكره كما جاء في كتب اللغة ومنها ما ذكره صاحب الصحاح في باب الهمزة والواو واللام قال وآل الرجل أهله وعياله وآله أيضا أتباعه وهو عند هؤلاء مشتق من آل يؤول إذا رجع فآل الرجل هم الذين يرجعون إليه ويضافون إليه ويؤولهم أي يسوسهم فيكون مآلهم إليه ومنه الإياله وهي السياسة فآل الرجل هم الذين يسوسهم ويؤولهم ونفسه أحق بذلك من غيره فهو أحق بالدخول في آله ولكن لا يقال إنه مختص بآله بل هو داخل فيهم وهذه المادة موضوعة لأصل الشيء وحقيقته ولهذا سمي حقيقة الشيء تأويله لأنها حقيقته التي يرجع إليها .......( )
ومنه قوله تعالى هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق الأعراف 53
فتأويل ما أخبرت به الرسل هو مجيء حقيقته ورؤيتها عيانا ومنه تأويل الرؤيا وهو حقيقتها عيانا ومنه تأويل الرؤيا الخارجية التي ضربت للرائي في عالم المثال ومنه التأويل بمعنى العاقبة كما قيل في قوله تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا النساء 59
قيل أحسن عاقبة فإن عواقب الأمور هي حقائقها التي تؤول إليها ومنه التأويل بمعنى التفسير لأن تفسير الكلام هو بيان معناه وحقيقته التي يراد منه قالوا ومنه الأول لأنه أصل العدد ومبناه الذي يتفرع منه ومنه الآل بمعنى الشخص نفسه قال أصحاب هذا القول والتزمت العرب إضافته فلا يستعمل مفردا إلا في نادر الكلام كقول الشاعر
نحن آل الله في بلدتنا ... لم نزل آلا على عهد أرم
والتزموا أيضا إضافته إلى الظاهر فلا يضاف إلى مضمر إلا قليلا وعد بعض النحاة إضافته إلى المضمر لحنا كما قال أبو عبد الله بن مالك والصحيح انه ليس بلحن بل هو من كلام العرب لكنه قليل ومنه قول الشاعر
أنا الفارس الحامي والدي ... وآلي فما يحمي حقيقة آلكا
وقال عبد المطلب في الفيل وأصحابه
وانصر على آل الصلي ... ب وعابديه اليوم آلك
فأضافه إلى الياء والكاف وزعم بعض النحاة أنه لا يضاف إلا إلى علم من يعقل وهذا الذي قاله هو الأكثر وقد جاءت إضافته إلى غير من يعقل قال الشاعر:
نجوت ولم يمنن علي طلاقه
سوى ربد التقريب من آل أعوجا
وأعوج علم فرس قالوا: ومن أحكامه أيضا أنه لا يضاف إلا إلى متبوع معظم فلا يقال آل الحائك ولا آل الحجام ولا آل رجل فقد احتج له بأن آل المعظم المتبوع هم أتباعه على دينه وأمره قريبهم وبعيدهم قالوا واشتقاق هذه اللفظة تدل عليه فإنه من آل يؤول إذا رجع ومرجع الأتباع إلى متبوعهم لأنه إمامهم وموئلهم قالوا ولهذا كان قوله تعالى إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر 34 المراد به أتباعه وشيعته المؤمنون به من أقاربه وغيرهم وقوله تعالى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب غافر 46 المراد به أتباعه
ثالثا / استخدام الآل للدلالة على النسب مما استحدث في اللغة العربية :-
ذكرنا في المبحث الأول من الفصل الثاني أن العرب لم يستخدموا مصطلح الآل للدلالة علي النسب فمثلا لم نسمع في لغة العرب محمد بن عبدا لله آل قريش اوابوبكر الصديق إل تيم اوعمر بن الخطاب آل عدي اوعثمان بن عفان آل اميةاوعلي بن ابي طالب آل هاشم فلم تعرف العرب هذه النسبة
وكيف يمكن توجيه هذه النسبة فإنَّ من آيات البيان التي امتازت بها اللغة العربية ، ومفاتِح الإعجاز التي خُصَّت بها بابَ النِّسبة .
وهذا الباب ، مستعمل في النَّسَب ، وفي سائرِ النِّسَب ؛ فهو مستعمل في الوصف ، وفي المصدر الصِّناعيِّ (وهو عائد إلى الوصف). وللنَّسَب -كغيره من أبواب العربيَّة- جادَّة سالكة ، يعرفها العرب بسلائفهم ، والنحاة بما استقرؤوه من طرائقهم.
وقد حدث في هذا الباب ، كغيره من أبواب العرب جرّاء فساد الألسُن ، واستحكام العُجمة.
ومما جدَّ في النسب وخصوصًا في جزيرة العرب الانتساب بلفظة "آل" ، ومن أشهر من ينتسب هذه النِّسبة في هذا العصر"آل الشيخ" ، و"آل سعود".
وهذه الطَّريقة، لا يعلم أنها حُفِظت عن العرب، ولا أراها -والله أعلم- صحيحة،
فالآل في اللغة وصف لجماعة من الناس ، ولا يصحُّ تنزيلها على المفرد واستعمالها فيه.
وقد يصحُّ في النّحو بتقدير كحذف الخافض ونحوه ، إلاَّ أنَّ العرب لم تستعمله في هذا الموضع على هذا الوجه ، وفيه مخرج من التلحين بعد وقوعه ، أمَّا أن يُتَّخذ طريقة في النسب فلا.
وانتساب الفرد إلى لفظ يختصُّ بالجماعة هنا ، شبيه بما يكثر عند إخواننا من أهل فلسطين والأردنّ ، من انتساب الرجل إلى القبيلة بلفظ الجمع ، فيقول زيدٌ المرزوقيُّ -مثلاً- زيد المرازيق ، ويقول من ينتسب إلى بني حسن(من قبائل الشام) واسمه محمّد "محمّدٌ بني حسن".
ومعلوم أنَّ الخطأ هنا من جهة انتسابه إلى لفظ يختصُّ بالجمع ، ومن جهة جمعه للمنسوب جمع تكسير ، والمنسوب بياء النسب لا يجمع إلاّ جمع تصحيح (ومنهم من سهَّل في الأخير).
* ومن النسب التي أظنُّها حادثة ، الاكتفاء في النسبة إلى الجدِّ بك"آل" ، كما شاع في نسبة الشيخ العلاّمة محمد العثيمين ، ويزيد الخطأ قول القائل "محمد الصَّالح العثيمين".والبديل الصحيح للنسبتَين هاتين أن يقال (الفلانيّ ، أو ابن فلان)..
ومعلوم أنَّ الأوَّل قد يستثقله بعض النَّاس جدًّا ؛ فلو قال قائل "العثيمينيّ" لاستهجنه العامَّة ، وأغرب منه "الشَّيخيّ" بدل "آل الشيخ".هذا غير ما يرِدُ من الإشكال عند جمع غير قليل من الأسر والعوائل التي تفرِّق بينها وبين من يشاركها الاسم بياء النَّسب ؛ فيقولون مثلاً "الأحمديُّ من بني فلان ، والأحمد من بني فلان".فلا يبقى إلاَّ الاستعاضة عن ذلك بلفظ "ابن" ؛ فيقال : ابن عثيمين ، وابن الشَّيخ. وكذالك نلاحظ ان الله في القران الكريم حين عبر عن ذرية آدم عبر عنها ببني آدم ولم يقل آل آدم وعبر عن ذريه يعقوب ببني إسرائيل ولم يقل آل إسرائيل وحين أراد أن يعبر عن أتباع يعقوب ذكرهم بقولة آل يعقوب
وعلية : فإن العرب قديما لم يعبروا عن قرابة النسب بالآل ولكن استخدموا الأهل والبني فسمعنا عن بني هاشم ولم نسمع عن آل هاشم وبني قريظة ولم بسمع عن آل فريضة وبني مرة ولم نسمع عن آل مرة
والخلاصة : أن مصطلح الآل في اللغة العربية لا يضاف إلى القبيلة ولا إلى العشيرة ولكن يضاف إلى الشخص ولكن ليس لغرض الدلالة على النسب ولكن على الأتباع أما ما يضاف إلى القبيلة هو بني ويعبر بها عن النسب
والجدير بالذكر: أن بداية النسبة بال فلان للدلالة على النسب بدأت هكذا في أوائل الدولة العثمانية إذ قبلها لا تمر على مثل هذه الأنساب
( والله اعلم(



رابعا / صفه الصلاة الإبراهيمية :
ومما يدل على أن آل النبي هم أتباعه صفة الصلاة الإبراهيمية في التشهد في قولنا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم والدليل فيها يمكن توضيحه من خلال معرفة معنى قولنا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد فما هي صلاة الله على النبي وعلى اله ؟
والجواب يمكن إيضاحه مما قاله المفسرون في قولة تعالى{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} حيث قالوا إن صلاة الله رحمة وصلاه الملائكة استغفار وصلاة المسلمين دعاء وحين أمر الله ألصحابه بالصلاة على النبي سال المسلمين النبي عن طريقة الصلاة عليه فقال قولوا اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ) وبذالك فان صلاة المسلم على النبي وعلى اله هي دعاء الله لهم بالرحمة ولوا كانت الآل تدل على القرابة لكنا تدعوا الله بالرحمة للبر والفاجر من آل إبراهيم حيث وان من ذرية إبراهيم من حاد عن الطريق السليم وهذا غير سليم بل إن الله قد منع النبي من الدعاء لامه ومنع إبراهيم من الاستغفار لأبيه ونهى نوح من الدعاء لولده فكيف يأمر النبي المسلمين أن يصلوا على قرابته وفيهم أبوا لهب الذي لعن في القران بسورة كأمله
وعلية: فان معنى قولنا ((وعلى آل محمد )) اى دعائنا للصالحين من أتباع النبي وقرابته منهم وكذلك قولنا وعلى آل إبراهيم أي الصالحين من أتباعه واستثناء الفاسقين وان كانوا من القرابة
ومن جهة أخرى : لوا سلمنا بان آل النبي الذين نصلى عليهم هم قرابته من النسب ومن البطنين بالذات فإن في هذا حجة قويه ودليل واضح على بطلان عقيدة الروافض وغلاة الشيعة وذالك من حيث أن معنى صلاة المؤمنين هي الدعاء فقد آمر النبي بالصلاة عليه وعلى اله اى آمر بالدعاء لهم والروافض يدعون هم وآمر بطلب الرحمة لهم من الله لان صلاة الله رحمة والروافض يصلبون الرحمة منهم
والخلاصة:- أن معنى قولنا وعلى آل محمد اى دعائنا للصالحين من أتباع النبي وقرابته منهم وكذالك قولنا وعلى آل إبراهيم أي الصالحين من أتباعه واستثناء الفاسقين وان كانوا من القرابة
وحتى يتضح الأمر نسوق إليك أخي القارئ بعض الأدلة التي تدل على أن الآل هم الأتباع وأن الصلاة عليهم هي طلب الرحمة لهم من الله واليك هذه الأدلة المتمثلة بالأتي:-
1- أن الله تعالى قد صلى على أتباع النبي علية الصلاة والسلام من المؤمنين وكذالك اللائكة قال تعالى((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43))) وفي هذه الآية يبين الله للمؤمنين انه يصلى عليهم وكذلك الملائكة , أما عن معنى الصلاة من الله ومن الملائكة سنذكرها من خلال ما ورد في كتب ألتفاسير كما يلي :-
أ****- جاء في تفسير مقاتل لقولة تعالى ((إن الله وملائكته يصلون على النبي ) ، أما صلاة الرب عز وجل فالمغفرة للنبي وأما صلاة الملائكة فالاستغفار للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم قال تعالى : ( يأيها الذين امنوا صلوا عليه ( يعني استغفروا للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) وسلموا تسليما ) فلما نزلت هذه الآية قال المسلمون هذه لك ، يا رسول الله ، فما لنا ؟ فنزلت ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما)....( ) ومن خلال هذا التفسير نجد أن الله لما أمر المسلمين بالصلاة على النبي سأل الصحابة النبي عليه آلة والسلام هل جعل الله لهم شي مثل نبيهم فنزلت الآية ((هو الذي يصلي عليكم )) اى على امة وأتباع النبي .
ب****- جاءفي روح البيان في قولة تعالى { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ليُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } {يُصَلِّى عَلَيْكُمْ} يعتني بكم بالرحمة والمغفرة والتزكية (والاعتناء : {وَمَلَائكَتُهُ} عطف على المستكن في يصلي لمكان الفصل المغني عن التأكيد بالمنفصل أي ملائكته بالدعاء والاستغفار فالمراد بالصلاة المعني المجازي الشامل للرحمة والاستغفار وهو الاعتناء بما فيه خيرهم وصلاح أمرهم.....( )وعن السدي قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : أيصلي ربنا فكبر هذا الكلام عليه فأوحى الله إليه فصلاتي وإن صلاتي رحمتي التي تطفئ غضبي وقيل له عليه السلام ليلة المعراج : "قف يا محمد فإن ربك يصلي" فقال عليه السلام : إن ربي لغني عن أن يصلي فقال تعالى : "أنا الغني عن أن أصلي لأحد وإنما أقول سبحاني سبقت رحمتي غضبي اقرأ يا محمد هو الذي يصلي عليكم وملائكته الآية فصلاتي رحمة لك ولأمتك" ومن خلال هذا التفسير نجد أن معنى الصلاة من الله هي الرحمة , والمغفرة , وصلاة المؤمنين هي طلب الرحمة والمغفرة فصلاة الله على النبي هي الرحمة والمغفرة وصلاته على المؤمنين هي الرحمة والمغفرة
2- أمر الله النبي عليه الصلاة والسلام أن يصلي على أتباعه من المؤمنين كما أمر المؤمنين بالصلاة على نبيهم فقال تعالى((خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) )) ورد في البحر المديد في تفسير هذه الآية {وَصَلِّ عليهم} أي : ترحم عليهم ، وادع لهم بالرحمة ، فكان عليه الصلاة والسلام يقول لمن أتاه بصدقته اللهُم صَل عَلى آلِ فُلان ". فأتى أبو أوفى بصدقته فقال : " اللهم صلِّ على آل أَبي أَوفَى ". {إِن صلاتك سَكَنٌ لهم} ؛ تسكن إليها نفوسهم ، وتطمئن بها قلوبهم ، لتحققهم بقبول دعائه عليه الصلاة والسلام....( )
*وورد في الجامع الكبير لأحكام القران ومعنى {صَلَوَاتِ الرَّسُولِ} استغفاره ودعاؤه. والصلاة تقع على ضروب ؛ فالصلاة من الله جل وعز الرحمة والخير والبركة ؛ قال الله تعالى : {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} [الأحزاب : 43] والصلاة من الملائكة الدعاء ، وكذلك هي من النبي صلى الله عليه وسلم ؛ كما قال{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} أي دعاؤك تثبيت لهم وطمأنينة. {أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} أي تقربهم من رحمة الله ، يعني نفقاتهم........( )
3- أن النبي صلى الله علية وسلم صلى على بعض أتباعه من المسلمين نذكر إليك منها الأتي :-
أ****- عن عمرو بن مرة ، سمع ابن أبي أوفى ، يقول : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أهل بيت بصدقة صلى عليهم فتصدق أبي بصدقة فقال : » اللهم صل على آل أبي أوفى «
ب****- عن جابر بن عبد الله، أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: صل علي وعلى زوجي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « صلى الله عليك وعلى زوجك »
4/صلى بعض الصحابة من أهل البيت النبوي علي أصحاب النبي ونذكر من ذالك الأتي:-
أ****- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال علي لعمر بن الخطاب وهو مسجى : « صلى الله عليك ودعا له ، وقال : ما أجد أحدا من الناس أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا »
ب****- أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه أنا محمد بن العباس الخزاز ، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن شيبة البزاز نا زياد بن أيوب ، نا يعلى بن عبيد الطنافسي ، نا أبو خالد الأحمر ، قال : سألت عبد الله بن حسن عن أبي بكر وعمر ، فقال : « صلى الله عليهما ولا صلى على من لم يصل عليهما »
ومن خلال ما سبق نستخلص الأتي :-
 معنى الصلاة على النبي وعلى آله هي من الله رحمه ومغفرة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء
 ذكر الله انه يصلي على النبي وكذالك الملائكة وأمر المؤمنين بالصلاة على النبي
 ذكر الله انه يصلي على أتباع النبي الذين امنوا به وكذالك الملائكة وأمر النبي بالصلاة على أتباعه المؤمنين
 صلى النبي علية الصلاة والسلام على بعض اتباعية من الصحابة رضوان الله عليهم
 كان قرابة النبي يصلون على الصحابة الكرام

وقبل أن ننتقل إلى الدليل الخامس الذي يرجح أن الآل هم الأتباع نود أن نجيب على بعض ألشبهه التي قد تثار حول ما ذكرناه في الدليل الثالث والمتمثلة في ما يأتي :-
قد يحتج البعض عن قولنا أن الصلاة من الله على النبي وعلى المؤمنين هي الرحمة ويستدل على ذالك بقوله تعالى (({ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ } فيقول :
o لو أن معنى صلاة الله هي رحمته فالماد إذا عطف الرحمة على الصلاة في هذه الآية أولا يدل هذا العطف على المغايرة فلوا كانت الرحمة هي صلاة الله لم يعطف الرحمة على الصلاة ؟
والجواب على هذه ألشبهه يكون أن العطف هن لايدل على المغايرة وهذا يتضح بآمرين هما:-
أ****- ذكر الله سبحانه وتعالى في قوله (((هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)) حيث نلاحظ أن الله بعد أن بين انه يصلى على المؤمن في أول الآية ذكر في أخر التيه قوله (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) ومن المعروف أن من أفضل مايفسر به القران هو أن يفسر بالقران وفي هذه الآية نلاحظ أن الله بين سبب صلاته على المؤمنين بأنه كان بهم رحيما فصلاته عليهم وهذا يدل على أن الله قد بين أن الصلاة من هي الرحمة ووضح أن هذه الرحمة تخص المؤمنين لان من صفات الله انه رحيم بعبادة وقد ورد في تفسير روح المعاني في تفسير قوله تعالى(( وكان بالمؤمنين رحيما )) إعراض مقرر لمضمون ما قبله أي كان سبحانه بكافة المؤمنين الذين أنتم من زمرتهم كامل الرحمة ولذا يفعل بكم ما يفعل بالذات وبالواسطة أو كان بكم رحيما على أن المؤمنين مظهر وضع موضع المضمر مدحا لهم وإشعارا بعلة الرحمة ...( )
ب****- العطف والتكرار لا يدلان دائما على المغاير فقد كرر الله التوبة مرتين في قوله {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيق مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} فتوبة الله واحدة ولا فرق بين التوبة الواردة في أول الآية وفي آخر الآية *ذكر الله في قوله ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ))فرباط الخيل بمعنى خيل مربوطة كما قيل جرد قطيفة جرد أضيف العام إلى الخاص للبيان أو للتخصيص كخاتم فضة وعطفها على القوة مع كونها من جملتها للإيذان بفضلها على بقية إفرادها كعطف جبريل وميكائيل على الملائكة و عطف النبي علية الصلاة والسلام ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى على النبيين وهذا في قوله تعالى ((وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ))الأحزاب 7 وقوله تعالى ((من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ))البقرة 98 وجاء - سبحانه - بلفظ { قُوَّةٍ } منكراً ، ليشمل كل ما يتقوى به في الحرب كائنا ما كان . قال الجمل: وقوله { مِّن قُوَّةٍ } في محل نصب على الحال، وفى صاحبها وجهان: أحدهما أنه الموصول. والثاني: أنه العائد عليه، إذ التقدير ما استطعتموه حال كونه بعض القوة ، ويجوز أن تكون { مِن } لبيان الجنس .( ) وقوله: { وَمِن رِّبَاطِ الخيل } مطوف على ما قبله من عطف الخاص على العام أي أعدوا لقتال أعدائكم ، ما أمكنكم من كل ما يتقوى به عليهم في الحرب ، من نحو : حصون وقلاع وسلاح . ومن رباط الخيل للغزو والجهاد في سبيل الله . وقد عطف الله جبريل على الملائكة في قوله ((تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ومعنى ( تعرج الملائكة } المأمورون بالنزول والعروج دون غيرهم من المهيمين ونحوهم لان من الملائكة من لا ينزل من السماء أصلا ومنهم من لا يعرج من الأرض قطعا { والروح } أي جبريل
خامسا / ماورد في القرأن والسنة وأقوال العلماء :-
1- في القران الكريم
ذكرنا سابقا في الفصل الثاني العديد من الايات وتفسيرها ولا باس ان نذكر في هذا الفصل نماذج اخرى نذكر الاتي منها :-
 قال الله -عز وجل-: {...وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ...} (البقرة: من الآية248). ولم يختلف أحدٌ من الناس أن موسى كان عقيماً ليس له ذرية. فالمقصود بالآل هم الأتباع وليس الأولاد......( )
 قال تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} (البقرة:50). والمقصود هو أتباع فرعون وليس أولاده. فإنه لم يكن له ولدٌ أصلاً باتفاق المفسّرين ولذلك قَبِلَ أن تتبنى امرأته آسية -عليها السلام- موسى -عليه السلام كولد، كما
 قال الله تعالى: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لاتَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (القصص:9) ولا خلاف أن الذين كانوا يذبحون أبناء بني إسرائيل والذين أغرقهم الله، هم جند فرعون وأتباعه، وليس أولاده.
2- في السنة : وردت العديد من الأحاديث التي تدل على أن آل النبي هم أتباعه نذكر منها الاتي :
 ما رواه الطبراني في معجمه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سئل رسول الله من آل محمد فقال كل تقي وتلا رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أولياؤه إلا المتقون الأنفال 38 ....( )
 وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم غير سرِّ يقول: ألا إن آل أبي -يعني فلان (طالب)- ليسوا لي بأولياء، إنما وليّ الله وصالح المؤمنين».( )
 و أخرج البخاري في "التاريخ الكبير": وقال محمد بن يزيد نا الوليد بن مسلم قال نا أبو عمروهوالأوزاعي قال حدثني أبوعمار سمع واثلة بن الأسقع يقول نزلت{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قلت (واثلة): «وأنا من أهلك ؟ » قال(رسول الله صلى الله عليه وسلم « وأنت من أهلي »....( )
 وروى البيهقي في سننه الكبرى) عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه - قال: «آل محمد - صلى الله عليه وسلم أمته»......( )
3- في أقوال العلماء
 ورد في شرح العقيدة السفرانية لابن عثيمين قوله : ((وأصح ما نقول فيها أنها إن قرنت بالأتباع فالمراد بها المؤمنون من قرابته وإن لم تقرن بالأتباع فالمراد بآله: أتباعه على دينه، ويشمل المؤمنين من قرابته.هذا هو أصح ما قيل في الآل ،إذن فنقول : المراد بـ ( آله ) أتباعه على دينه وفي التشهد نقول : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد المراد : أتباعه على دينه لأنه لم يذكر الأتباع ،لكن إذا قلنا : ( اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ) ،صار المراد بالآل المؤمنين من قرابته ،.....( )
 أخرج عبد الرزاق في مصنفه قال: (( سمعت رجلاً سأل الثوري عن قوله "اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد"، فقال للثوري: «من آل محمد؟». فقال: «اختُلِفَ فيهم: فمنهم من قال آل محمد أهل بيته، ومنهم من يقول من أطاعه». أقول: بل الثاني هو الصواب يقيناً. فقد أخرج البخاري في صحيحة في الصلاة الإبراهيمية في الصلاة مرفوعاً: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم». وآل إبراهيم لا تشمل اليهود ولا أبو لهب، رغم أنهم من ذريته. ولو أن معناها الذرية فلم ذكر ذرية محمد وهم أصلاً متضمّنين من ذرية إبراهيم؟ وإنما المقصود الأتباع والأشياع ..( )
 ذكر الشيح الفاضل محمد الأمين _ حفظه الله ومن الاستعمالات العربية الثابتة استعمال ( الآل ) بمعنى الأصحاب والأتباع ، ومما يستشهد به أصحاب المعاجم اللغوية على هذا الاستعمال قول عبد المطلب يوم الفيل يخاطب رب العالمين سبحانه فيقول :
وانصر على آل الصل ،يـــــــــــب وعابديه اليوم آلك فآل الصليب هم أتباعه ، وآل الله هم أتباع دينه ، وقد كان عبد المطلب يظن نفسه وقومه منهم
سادسا / مباء المساواة في الإسلام :-....( )
إن المطلع على تاريخ الأمم عند ظهور الإسلام وكيف كان التمييز و التفاوت بين الناس يأخذ أشكالا حادة تهون معها كرامة الإنسان ففي بلاد الفرس مثلا كانت الأكاسرة ملوك فارس, يّدعون أنه تجري في عروقهم دم الهي وكان الفرس ينظرون إليهم كآلهة ويعتقدون أن في طبيعتهم شيئا علويا مقدسا فكانوا يرونهم فوق القانون وفوق الانتقاد وفوق البشر ويعتقدون أن لهم حقا على كل إنسان وليس لإنسان حق عليهم.أما الحضارة الغربية فقد أعلنت المساواة مبدءا وفكرة ولكنها عجزت عن تحقيقه في مجتمعاتها ولا زالت مشكلة(( التمييز العنصري )) حية قائمة نقرا عنها ونسمع, فقد حدث أن اخطأ رجل اسود فدخل كنيسة من كنائس البيض في يوم , وكان القسيس يعظ ويتحدث فلمح هذا الوجه الغريب بين الحضور فلم يملك إلا أن أخرج ورقة مطوية أرسلها إليه, فلما فتحها الرجل الأسود وجد فيها: عنوان كنيسة السود في شارع كذا....!!!فروح الحضارة الغربية روح تمييز واستعلاء وليست روح إخاء ولا مساواة.والمهم أن نعلم أن الإسلام نادي بالمساواة نظرياً وطبقها عملياً وأقام علينا مجتمع حطم كل الفوارق التي تقيم الحواجز بين الناس من عنصرية ولونية وطبقية كما نرى ذلك واضحاً في صفحات الحضارة الإسلامية وكما نرى إلى اليوم في مجتمعات المسلمين على ما فيها من انحراف عن حقيقة الإسلام .وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على مبدأ المساواة في الإسلام , ودعا إلى نبذ نعرة الحمية الجاهلية , انطلاقا من قول الله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } وقد حرص النبي عليه الصلاة والسلام على التأكيد على مبدأ المساواة في الإسلام , والبعد عن النعرات الجاهلية والحمية العصبية , قال صلى الله عليه وسلم « يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية , وتعظيمها بالآباء , الناس من آدم , وآدم من تراب » وهذه المساواة هي التي تزيل الشحناء والبغضاء , وتورث المحبة وتدفع إلى التعاون والتآزر على الخير , لبناء المجتمع الفاضل وقال صلى الله عليه وسلم : « الناس سواسية كأسنان المشط » وقد حرص كل الحرص على تقرير المساواة بين الناس في القيمة البشرية ، وعدها من الأمور الأساسية التي يجب أن يدين بها كل إنسان ربه ، فقد قرر أن الناس سواسية كأسنان المشط ، في أصل نشأتهم وتكوينهم ، وأنه لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى ، ولا بين العربي والأعجمي ، ولا بين الأبيض والأسود ، ولا بين السيد والعبد ، ولا بين الغني والفقير ، لأن هؤلاء جميعا ينحدرون من أصل واحد هو آدم ، وآدم من تراب . و عن هذا النوع من المساواة ، نوه القرآن الكريم فقال تعالى : { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } والتكرم هنا شامل للجنس كله فجنس الإنسان مكرم عند الله بلا تفرقة بين مجموعة وأخرى ، بل كل مجموعة ينظر إليها بمنظار واحد هو الإنسانية فالإسلام لا يسمح بقيام نظام طبقي تسيطر فيه طبقة على أخرى ، كما لا يسمح بتحكم فئة تدعي لنفسها الاستعلاء بالبيئة أو العنصر أو اللون أو الجاه على الفئات الأخرى ، بل إنه ألغى كل سبب يدفع الإنسان إلى الاستعلاء والتحكم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في خطبته الشهيرة أثناء حجة الوداع : (( أيها الناس ! كلكم لآدم ، و آدم من تراب ، لا فضل لعربي على أعجمي ، و لا فضل لأبيض على أسود ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) فلا قيمة في الإسلام لكلمة هذا من قبيلة كذا وهذا من عائلة كذا، وهذا من أسرة كذا، وهذا قبليي وهذا غير قبليي، كل هذه الأشياء ما أنزل الله بها من سلطان

سابعا شمول رسالة الإسلام ...( )
إن رسالة الإسلام هي وحدها الرسالة الشاملة التي تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الطبقات.فهي ليست رسالة لشعب خاص, يزعم أنه وحده شعب الله المختار ! وأن الناس جميعاً يجب أن يخضعوا له.وليست رسالة لطبقة معينة مهمتها أن تسخر الطبقات الأخرى لخدمة مصالحها أو أتباع أهوائها. إنها رسالتهم جميعاً وهذا ما وضحه القرآن منذ العهد ا لمكي حيث يقول { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيميت
ثامنا / مقياس التفضيل في الإسلام مقياس التفضيل بين الناس ((فالتفاضل لا يجري فيما لا يملكه الإنسان كالخلق والتكوين ، وإنما يقع فيما يملكه ويندرج تحت قدرته وطاقته ، كفعل الخيرات وترك المنكرات ، فالإيمان بالله تعالى والصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوه من الأعمال الصالحة ، كلها أعمال يستطيع الإنسان القيام بها ، وأداءها على أحسن وجه ولذلك صح التفاضل فيها بحسب عمل كل واحد منهم وأدائه لها . قال الله تعالى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ولهذا فضل المسلم على الكافر لأنه أتى بالأعمال الصالحة التي يريدها الله تعالى ، قال تعالى : { أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }والتفاضل في العمل يجري أيضا بين المسلمين أنفسهم كما قال تعالى : { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا } كما امتد هذا التفاضل أيضا إلى الأنبياء والرسل ، فكان بعضهم أولى من بعض ، وأعلى درجة من بعض ، قال تعالى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } فتفاضلهم ليس واردا على أصل خلقتهم وانتمائهم الإنساني ، ولكنه وارد على الأعمال الجليلة التي قاموا بها والرسالات السماوية التي تحملونها ، فمن بعث إلى قومه خاصة ليس كمن بعث إلى الناس كافة
وعليه ومما سبق نلاحظ أن القول بأن آل النبي هم أتباعه هو القول الذي ينسجم مع مبدأ العدالة في الإسلام وكذلك مع مبدأ التفضيل ومع عموم وشموليه الدعوة الإسلامية











نتائج الرسالة :-
القارئ الكريم :- وبعد أن وفقني الله لإتمام هذه الرسالة المتواضعة اذكر بما تم التوصل إلية من نتائج خلال فصول هذه الرسالة والتي نجملها بالأتي :-
1- اختلف العلماء قديما وحديثا حول تحديد آل النبي الذي نصلي عليهم في الصلاة الإبراهيمية ويمكن أن نصنفه إلى اتجاهين هما:-
 الاتجاه الأول:- اتفقوا في حصر آل النبي بقرابته واختلفوا حول من يكونوا منهم
 الاتجاه الثاني: - اتفقوا في كون آل النبي هم جميع أتباعه واختلفوا في تخصيصهم بالصالحين منهم
2- أصحاب الاتجاه الأول لم يفرقوا بين مصطلحين الأهل والآل واعتبروهما شتى واحد ويدلان على نفس المعنى وهو القرابة بينما أصحاب الاتجاه الثاني اعتبروا مصطلح الأهل يدل على شيء وهو قرابة النسب , بينما يدل الآل على شيء آخر وهو الأتباع
3- يمكن تصنيف القائلون أن آل النبي هم قرابته إلى صنفين هما:-
 الأول محب لقرابة النبي دفعه حبه إلى عدم التفريق بين الأهل والآل وقال أن آل النبي هم قرابته
 الثاني حاقد على الإسلام دفعه حقده إلي استغلال حب المسلمين لقرابة النبي علية الصلاة والسلام إلى القول بأن آل النبي هم قرابته ليصنع فجوه بين أهل البيت وأتباع محمد ليفرق المسلمين ويهدم وحدتهم
4- لغة العرب وخطاب القرآن وسنة النبي علية الصلاة والسلام تدل على أن مصطلح الأهل يختلف عن مصطلح الآل بحيث يدل الأول على القرابة والثاني على الأتباع
5- بطلان احتجاج الروافض بالآيات و الأحاديث الوارد فيها مصطلحي الأهل والآل لإثبات إمامه أهل البيت وتطهيرهم بمعنى العصمة من الخطاء
6- القول بأن آل النبي هم أتباعه هو القول الأقرب إلى الصواب ومما يرجح هذا القول الأتي :-
أ****- الفرق بين مصطلحي الأهل والآل احدها أنه لا دليلا عليه الثاني أنه يلزم منه القلب الشاذ من غير موجب مع مخالفة الأصل الثالث أن الأهل تضاف إلى العاقل وغيره والآل لا تضاف إلا للعاقل الرابع أن الأهل تضاف إلى العلم والنكرة والآل لا يضاف إلا إلى معظم من شأنه أن غيره يؤول إليه الخامس أن الأهل تضاف إلى الظاهر والمضمر والآل من النحاة من منع أضافته إلى المضمر ومن جوزها فهي شاذة قليلة السادس أن الرجل حيث أضيف إلى آله دخل فيه هو كقوله تعالى (( أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) غافر 46
ب****- معنى الآل واشتقاقها حيث أثبتنا أنها لم تكن تستخدم إلى لدلاله على الأتباع وأن استخدامها لدلاله على القرابة مما استحدثه العرب في اللغة وكان ذلك في بداية العصر العباسي
ت****- صفة الصلاة الإبراهيمية ومعناها حيث أثبتنا انها تعني طلب الرحمة حيث بينا ذلك من خلال :-
 معنى الصلاة على النبي وعلى آله هي من الله رحمه ومغفرة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء
 ذكر الله انه يصلي على النبي وكذلك الملائكة وأمر المؤمنين بالصلاة على النبي
 ذكر الله انه يصلي على أتباع النبي الذين امنوا به وكذلك الملائكة وأمر النبي بالصلاة على أتباعه المؤمنين
 صلى النبي علية الصلاة والسلام على بعض اتباعة من الصحابة رضوان الله عليهم
 كان قرابة النبي يصلون على الصحابة الكرام
ث****- ما ورد في القرآن والسنة وأقوال السلف عن ألآل حيث وجدنا أنها تدل على أن منعاها الأتباع وليس القرابة
ج****- مبدأ المساواة في الإسلام يتنافى مع القول أن آل النبي هم قرابته وأن الإمامة والحكم والشرف فيهم وأنهم معصومين من الخطاء
ح****- شمول رسالة الإسلام حيث إنهاء شاملة وعالمية لجميع البشر وليست خاصة بقبيلة أو سلالة
خ****- مقياس التفضيل في الإسلام الذي يقاس بالتقوى والعمل وليس بالقرابة والنسب
الخاتمة :
أخي المسلم :- رأينا خلال فصول هذه الرسالة المتواضعة إن هناك خلاف بين العلماء حول تحديد آل النبي الكريم واعلم أن الخلاف سنة الله في خلقه حيث قال ((ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم )) وعليه أحب أن أوضح أني وإن قمت خلال هذه الرسالة بإثبات أن الآل هم الأتباع إلا أنني لا ادعي أ ن اعتقادي هذا صواب محض ولكنة يحتمل الخطاء خصوصا وأن من قالوا بعكسه علماء أجلاء من أهل السنة والجماعة منهم العلامة أبن الأمير رحمة الله وأنا حين قمت خلال هذا البحث بإثبات أن الآل هم الأتباع فإن هذا نتج عن الاتي :-
• قناعتي بأن الإسلام دين عام لجميع البشرية والأفضلية فيه ليست بالنسب أو الحسب ولكن بالتقوى والعمل
• لما رأيت من هذا القول ينتج عنة تجميع المسلمين على كلمة واحدة ويزيل أثار التفاخر بالأنساب التي حرمها الإسلام واعتبرها من الجاهلية
• لما رأيت من استغلال لهذا الفهم القائل أن آل رسول الله هم نفر من أهله من قبل الروافض والتضليل على أبناء المذهب الزيدي من أبناء اليمن من قبل الحوثه الذين يستغلون جهل أبناء المذهب الزيدي من قبل الحوثة الذين يدعون أنهم على المذهب الزيدي وهم في الحقيقة أصل اتجاههم هو الجارودي الذي انحرف عن المذهب الزيدي من بعد الإمام زيد رضي الله عنه ثم انتقلوا إلى الجعفري ومنة إلى الأنثى عشري
واأكد في الأخير على أن الله لن يسأل العبد في قبره من هم آل النبي ولكن يسأله عن عمله وبحثي هذا من باب التوضيح وليس من باب التخطئة للمخالف لأنه في جزاء من فروع الفقه وليس في أصل من أصول العقيدة
وأحث على احترام الرأي الأخر مادام أنه يأتي من باب الحرص على إظهار الحق وعلوا ورفعة المسلمين
وأناشد كل الباحثين من أبناء الأمة الإسلامية التعامل مع الخلافات الجزئية بالقاعدة القائلة نتعاون في المتفق ونتعاذر في المختلف فيه طالما أنه في أمور لا تتصل بالعقيدة ولا تمس سلامه العقيدة الصحيحة
والله من وراء القصد