المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة بين القراءات القرآنية وإنشاد الشعر



أهــل الحـديث
27-02-2014, 11:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



العلاقة بين القراءات القرآنية وإنشاد الشعر
(1)
القراءات القرآنية
هناك علاقة بين القراءات القرآنية وإنشاد الشعر من حيث إن القراءات القرآنية وإنشاد الشعر يكونان بحسب الاحتياج المعنوي عند المتكلم ، فمثلا كان الجمهور يقرأ "ألا إنهم يثنون صدورَهم "وكان أبو الأسود الدؤلي يقرأ :ألا إنهم تثنوْني صدورُهم" فكان يأتي بالفعل على صيغة تفعَوْعل للدلالة على المبالغة ،ويقول تعالى"إنّ هذان لساحران "وهذه الآية الكريمة تقرأ بعدة قراءات ، فقد قرأ أبو عمرو بن العلاء"إنَّ هذينِ لساحران" وقرأ ابن كثير "إنْ هذانِّ لساحران" وقرأ حفص "إنْ هذان لساحران "وقرأ الجمهور كنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر "إنَّ هذانِ لساحران" وكل قارئ يقرأ بحسب الحاجة المعنوية وعلامات أمن اللبس، وكل قراءة لها معنى يختلف عن معنى القراءة الأخرى ، وذلك بحسب علامات أمن اللبس التي يستخدمها ،أو علامات المنزلة والمكانة ،التي تدل على المعنى ، وهذا يعني أن القرآن الكريم له من المعاني بعدد القراءات القرآنية المعتبرة والمعتمدة ، فهذه القراءات وإن اتفقت في المعنى العام إلا أنَّ لكل قراءة خصوصية معنوية تختلف فيها عن الأخرى، لأن العربي لا يعبث باللغة ، وهذا يدل أيضا على أنَّ الإنسان يستطيع أن يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وعلامات أمن اللبس لنقل المعنى الذي يقصده ، وهذا ما سنراه في إنشاد الشعر.

(2)

إنشاد الشعر
كأنَّ ظبية ً تعطو إلى وارق السَّلَمِ
يقول المبرد في الكامل :سمعت العرب تنشد هذا البيت فتنصب الظبية وترفعها وتخفضها أما رفعها فعلى الضمير ، يريد:كأنها ظبيةٌ ، وأما النصب فعلى غير ضمير والظبية اسم كأنَّ ،لأنها تعمل عمل الفعل (وتحتاج إلى ما يحتاج إليه الفعل) ومن جرَّ فعلى زيادة أنَّ وأعمل الكاف .
ومن هذا النص يتبين لنا ما يلي
1- أنّ العرب يتحدثون تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .
2-وأنهم يتصرفون بالكلام ذكرا وحذفا رفعا ونصبا وجرا كما يريدون وبحسب الحاجة المعنوية ،وكل إنشاد يحمل معنى يختلف عن معنى الآخر،كما هو الحال في القراءات القرآنية التي تحمل معان مختلفة ،وكل قارئ يقرأ بحسب الحاجة المعنوية .
3- أن العلاقة بين أجزاء التركيب تقوم على الاحتياج المعنوي .
4- أن العرب لا يصدرون في كلامهم عن القاعدة وإلا لما وجدنا تمايزالإنشاد عند العرب ، بل يصدرون في كلامهم عن الاحتياج المعنوي ، وكل واحد يعبر بحسب الحاجة المعنوية .
==================
(1)المبرد -الكامل ص 50