المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كبيرة النظر إلى المرأة بشهوة



أهــل الحـديث
25-02-2014, 02:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


قال تعالى (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) (الإسراء:32). فالمقصود بالزنا في الآية الكريمة هو الزنا الذي يُقام على فاعلِه الحدُ بالرجم للمُحصن وبالجلد لغير المُحصن ووُصف بأنه فاحشة ونُهي عن القُربِ منه، ما يؤكد أن المراد بلفظ الزنا في هذه الآية هو ِزنَى الفرجِ لأن زِنَى الفرجِ له مُقدمات يُقتربُ منه بها وهي زِنى العينِ والأذنِ واللسانِ واليدِ والرجلِ والقلبِ لقوله عليه الصلاة والسلام ( كتب على ابن آدم حظُّه من الزنا أدرك ذلك لا محالةَ : فالعينان تزنيان وزناهُما النظرُ والأذنُ تزني وزناها السمعُ واللسانُ يزني وزناه المنطقُ واليدُ تزني وزناها البطشُ والرجلُ تزني وزناها المشيُ ، والقلبُ يتمنى ويشتهي والفرجُ يصدّقُ ذلك أو يكذبُه ) ( الراوي: - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 17/30 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). فنهى اللهُ سبحانه و تعالى عن الإتيان بهؤلاء المقدمات لتجنب القُربِ من فاحشة زِنى الفرجِ بقوله (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا). ما يفيد أنه إذا وُصف زِنى الفرجِ بالفاحشة فإن زِنى غيره من الجوارحِ كزِنى العينِ وغيرها هو من الكبائر، لأن الفاحشةَ هي ما عَظُمَ وقَبُحَ من الكبائر وما دونها في الجُرمِ والذنبِ هو كبيرة ولذلك فاحشةُ زِنى الفرجِ يُقام على فاعلها الحدُ بينما زِنى غيره من الجوارح لا يُقام على فاعلها الحدُ وإنما يُعزر مُرتكِبُها.

ونجد أن العلماء قرروا أن النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة عند خوف الفتنة هو كبيرة. فقال الهيتمي: الكبيرة الثانية والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة. والنظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة، أي المرأة المُحرمةُ حُرمةً مؤقتةً فتَحلُ فقط بالزواج أو بمُلك اليمين، هو زِنى العينِ ما يعني أنه كبيرة وبالقياس الشرعي، الذي هو أحد مصادر التشريع الإسلامي الأربعة، على زنى العين، وهو المقيس عليه أو الأصل، يَأخذُ زِنى الأذنِ واللسان واليد والرجلِ والقلبِ (وهي المقيس أو الفرع) نفس الحكم الشرعي لحُكمِ زنى العينِ وهو حُكم الكبيرة بجامع علة أو سبب (أنها جميعها تُعتبر وسائل أو ذرائع تُوصل إلى فاحشة زِنى الفرجِ).

فإذا كان نظر الأجنبية بشهوة وخوف فتنة من كبائر الذنوب.. فنظر الأفلام الخليعة أولى بذلك، ما يعني أن مشاهدة الأفلام الخليعةِ والأفلامِ الإباحية في وسائل الإعلام هي من الكبائر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:
1) موقع إسلام ويب الإلكتروني (.(www.islamweb.net/mainpage/index.php (http://www.islamweb.net/mainpage/index.php)
2) تفسير ابن كثير.

المؤلف: خالد صالح أبودياك