المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ



أهــل الحـديث
25-02-2014, 03:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


أخرج مسلم في ((صحيحه 2569) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي)) قوله: لوجدتني عنده! لفظ ظرف وهو هنا يفيد ما تفيده المعية الخاصة من الإحاطة والرعاية.
قال ابن جماعة الكناني الحموي الشافعي في((إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل1/198))
لَا خلاف فِي تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث فَإِنَّهُ أطلق الْمَرَض وَالِاسْتِسْقَاء والاستطعام على نَفسه وَإِنَّمَا المُرَاد ولي من أوليائه وَهَذَا كَقَوْلِه تَعَالَى {إِن تنصرُوا الله ينصركم} {إِن الَّذين يُؤْذونَ الله وَرَسُوله} وَالْمرَاد أَوْلِيَاء الله وَدينه
وَقَوله لَوَجَدْتنِي عِنْده أَي لوجدت ثوابي ورحمتي وكرامتي ورضواني وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَوجد الله عِنْده} أَي لوجد جَزَاء الله عِنْده وَلذَلِك قَالَ {فوفاه حسابه}
قال أبوبكر الأصبهاني الشافعي في ((مشكل الحديث وبيانه 1/152))
وَأما قَوْله أما إِنَّك لوعدته لَوَجَدْتنِي عِنْده مَعْنَاهُ أَي وجدت رَحْمَتي وفضلي وثوابي وكرامتي فِي عيادتك لَهُ وَهَذَا أَيْضا كَالْأولِ فِي بَاب أَنه ذكر الشَّيْء بأسمه وأيد غَيره كَقَوْلِه تَعَالَى {واسأل الْقرْيَة} {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل}
وَهَذِه طَريقَة مُعْتَادَة غير مستنكرة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأولى أَن يحمل الْخَبَر عَلَيْهِ وعَلى مثله يتَأَوَّل قَوْله عز وَجل {وَوجد الله عِنْده}
على معنى أَنه وجد عِقَابه وحسابه فَذكر الله تَعَالَى وأضيف الْفِعْل إِلَيْهِ وَالْمرَاد فعله على النَّحْو الَّذِي بَيناهُ ونظائره فِي كَلَام الْعَرَبومثاله أَيْضا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاةوَالسَّلَام فِي أحدهَذَا جبل يحبنا ونحبه // أخرجه البُخَارِيّ //
وَمعنى ذَلِك أَهله أَي يحب الساكنون بفنائه والمقيمون فِي ساحته ونحبهم وَإِذا احْتمل الْخَبَر مَا ذَكرْنَاهُ وَلَا يجوز على الله تَعَالَى الْحُلُول فِي الْأَمَاكِن لإستحالة كَونه محدودا ومتناهيا وَذَلِكَ لإستحالة كَونه مُحدثا وَجب أَن يكون مَحْمُولا على مَا قُلْنَاهُ))
قال ابن العربي المالكي في«أحكام القرآن» (2/ 91) وَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ». وَذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى الْبَارِي سُبْحَانَهُ مُحَالٌ، وَلَكِنَّهُ كَنَّى بِذَلِكَ عَنْهُ تَشْرِيفًا لَهُ،
وفي «أحكام القرآن» (1/ 307) وَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتنِي عِنْدَهُ، وَيَقُولُ: جَاعَ عَبْدِي فُلَانٌ وَلَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتنِي عِنْدَهُ، وَيَقُولُ: عَطِشَ عَبْدِي فُلَانٌ وَلَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ». وَهَذَا كُلُّهُ خَرَجَ مَخْرَجَ التَّشْرِيفِ لِمَنْ كَنَّى عَنْهُ تَرْغِيبًا لِمَنْ خُوطِبَ بِهِ.
قال جلال الدين السيوطي في ((الديباج على صحيح مسلم 5/512))
لَوَجَدْتنِي عِنْده أَي وجدت ثوابي وكرامتي ))
قال الملا علي القاري الحنفي في((مرقاة المفاتيح 1528))
أما علمت أنك لو عدته لوجدتني» ) أي: لوجدت رضائي (عنده؟)
قال المناوي في ((التيسير بشرح الجامع الصغير1/277)) أما علمت أنك لوعدته لوجدتني عنده) أي وجدت ثوابي وكرامتي في عيادته ))

قال الشيخ فيصل بن عبد العزيزالحريملي النجدي في ((تطريز رياض الصالحين1/534))
قوله: (لوجدتني عنده) ، أي: بالعلم كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ... [المجادلة (7)
قال المباركفوري في ((مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح5/217))
(أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده) أي لوجدت رضائي وثوابي وكرامتي. ويدل على هذا المعنى قوله تعالى في تمام الحديث لو أطعمته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه. قال الطيبي: في العبارة إشارة إلى أن العيادة أكثر ثواباً من الإطعام والإسقاء ))
https://www.facebook.com/pages/%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%A4%D8%A7%D8%AF/549023508488263?fref=ts
https://www.facebook.com/eeaeid