المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحرب على اللحية



أهــل الحـديث
20-02-2014, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحرب على اللحية

خلق الله عز وجل بحكمته البالغة الرجال باللحى والنساء بدون ذلك، وهكذا سائر الخلق كالأسود والطيور. فلو أننا رأينا أسدا بلا لحية لحسبناه لبؤة، ولو رأينا ديكا بلا عرف ولا لحية لحسبناه دجاجة. ذلك يعني أن اللحية فطرة الله التي فطر الناس عليها. وهكذا عدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بإعفائها بأحاديث كثيرة وصلت حد الاستفاضة إن لم يكن التواتر. وتعددت صيغ الأمر وفروا، أرخوا، أوفوا، أعفوا اللحى وكل ذلك مروي في الصحاح والسنن والمسانيد.

وتوفير اللحى من سنن العرب قبل الاسلام، وأحسب أنها من بقايا الحنيفية الإبراهيمية لأن بعض الأحاديث الصحيحة ورد فيها النهي عن التشبه بالاعاجم الذين يحلقون لحاهم، وربما بالغوا في ترك شواربهم كما يفعل الهنود والإيرانيون والأتراك. رغم أن الأحاديث عكس ذلك تماماً تأمر بترك اللحى وتخفيف الشارب.

الحرب على اللحية يشترك فيها غير المسلمين وكذلك كثير من المنتسبين إلى الاسلام. حدث في العراق في زمن البعثيين أن يزيديا فقيرا متسولا زار أحد شيوخ عشائرنا فحسبوه مسلما وأصدروا أمرا باعتقال الشيخ، ولم يشفع له حتى أثبت لهم أن الضيف يزيديا ولم يك من المسلمين. ولو كان مسلما لساموه سوء العذاب.

وهكذا نرى أول الضحايا في البلدان حين حصول الفتن وتعسف السلطان نرى أصحاب اللحى أول الضحايا فقد تحرق لحاهم أو تنتف أو يعذب أصحابها وقد يقتلون. في أمريكا مثلا حين حصلت أحداث سبتمبر قتل بعض السيخ بسبب لحاهم وعمائمهم التي حسبها القاتل من خصائص المسلمين.

لا أدري ما سبب هذه الحساسية من اللحى رغم أنها من سنن الأنبياء، ومن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ومن عادات العرب حتى قبل الاسلام.

المفترض أن الذي يحلق لحيته هو الذي يحارب لأنه خالف السنة والفطرة وتشبه بالنساء والمجوس واشباههم.

لا أنكر أن بعض أهل اللحى كرهوا الناس لها بسبب تجهمهم وصعوبة أخلاقهم واعتداء بعضهم. لكن ذلك لايغير من الحقيقة شيء، ولا ينبغي أن يتخذ ذريعة لإيذاء الأبرياء ومحاربة السنن.

أتوق إلى رؤية رجال أهل السنة جميعا يتبعون السنة ويوفرون لحاهم. وأن يجملوا باطنهم بالتوحيد الخالص وأخلاقهم بالسنن النبوية وحينها ينعكس جمال الباطن على الظاهر فيكون نورا على نور.

"صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ".