المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الاحتياج المعنوي في تذكير وتأنيث الفعل مع الفاعل



أهــل الحـديث
19-02-2014, 09:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



دور الاحتياج المعنوي في تذكير وتأنيث الفعل مع الفاعل
للفعل مع الفاعل من حيث التذكيرُ والتأنيثُ ثلاثُ حالاتٍ وجوبُ التذكيرِ، ووجوبُ التأنيث، وجوازُ الأمرين،وذلك نابع من منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين الفعل والفاعل ، وذلك كما يلي:
أولا:وجوب تذكير الفعل مع الفاعل:
يجبُ تذكيرُ الفعل مع الفاعل في موضعين:
(1) أن يكون الفاعلُ مذكرًا، مفردًا أو مثنّى أو جمعَ مذكرٍ سالمًا. سواءٌ أكان تذكيرُه معنًى ولفظًا، نحو "ينجحُ التلميذُ، أو المجتهدان، أو المجتهدون"، أو معنى لا لفظًا، نحو "جاء حمزةُ". وسواءٌ أكان ظاهرًا كما مُثِّلَ، أم ضميرًا نحو "المجتهدُ ينجحُ، والمجتهدان ينجحان، والمجتهدون ينجحون، وإنما نجح هو، أو أنتَ، أو هما، أو أنتم"،وهذا نابع من الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية بين الفعل والفاعل.
ثانيا:تأنيث الفعل مع الفاعل:
يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في ثلاثة مواضع:
(1) أن يكون الفاعلُ مؤنثًا حقيقيا ظاهرًا متصلًا بفعله، مفردًا أو مثنى أو جَمعَ مؤنثٍ سالما نحو "جاءت فاطمةُ، أو الفاطمتان، أو الفاطماتُ".
(2) أن يكونَ الفاعلُ ضميرًا مستترًا يعودُ إلى مؤنثٍ حقيقي أو مجازىٍّ، نحو "خديجةُ ذهبت، والشمسُ تطلعُ".
(3) أن يكون الفاعلُ ضميرًا يعودُ إلى جمع مؤنثٍ سالمٍ، أو جمعٍ تكسير لمؤنثٍ أو لمذكرٍ غير عاقل، غير أنه يؤنث بالتاء أو بنون جمع المؤنث، نحو "الزِّينَباتُ جاءتْ، أو جئنَ، وتجيءُ أو يجئنَ" و (الفواطِمُ أقبلتْ أو أقبلنَ) و (الجمالُ تسيرُ أو يسرْنَ) وقال تعالى:وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق" لأن ضامر بمعنى ضوامر أو لأنها بمعنى الإبل وهي اسم جمع ، أو لأنها بمعنى الراحلة أو الرواحل ، أو القافلة والقوافل ، أو النوق أو النياق ، فلا بد أن العربي قد لمح ملمحا معنويا أدى به إلى تأنيث الفعل مع الجمال .
ثالثا:جواز التذكير والتأنيث:
يجوز الأمران تذكير الفعل وتأنيثه في تسعة أُمور:
(1) أن يكون الفاعلُ مؤنثًا مجازيا ظاهرًا (أي ليس بضميرٍ)، نحو (طلعتِ الشمسُ، وطلعَ الشمسُ). والتأنيثُ أفصحُ.
(2) أن يكون الفاعل مؤنثًا حقيقيا مفصولًا بينه وبين فعله بفاصلٍ غير "إلا" نحو "حضَرتْ، أَو حضَرَ المجلسَ امرأةٌ"، وقول الشاعر:
إن امرءًا غَرَّهُ مِنْكُنَّ واحدةٌ * بعدي وبَعْدكِ في الدُّنيا لمغْرُورُ
والتأنيثُ أفصحُ.
(3) أن يكون ضميرًا منفصلًا لمؤنثٍ، نحو "إنما قامَ، أو إنما قامت هي"، ونحو "ما قامَ، أو ما قامت إلا هي". والأحسنُ تركُ التأنيثِ.
(4) أن يكون الفاعل مؤنثًا ظاهرًا، والفعلُ "نِعم" أو "بِئسَ" أو "ساءَ" التي للذَّمِّ، نحو "نِعمَتْ، أو نِعمَ، وبئسَتْ، أو بِئسَ، وساءت، أو ساء المرأةُ دَعدٌ". والتأنيثُ أجود.
(5) أن يكونَ الفاعل مذكرًا مجموعًا بالألف والتاء، نحو "جاء، أو جاءت الطلحاتُ". والتذكير أحسنُ.
(6) أن يكون الفاعلُ جمعَ تكسير لمؤنث أو لمذكر، نحو "جاء، أو جاءت الفواطمُ، او الرجالُ". والأفضلُ التذكيرُ مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث.
(7) أن يكون الفاعل ضميرًا يعودُ إلى جمع تكسيرٍ لمذكر عاقل، نحو (الرجال جاءوا، أو جاءت). والتذكير بضمير الجمع العاقل أفصحُ.
(8) أن يكون الفاعلُ ملحقًا بجمع المذكر السالم، وبجمع المؤنث السالم؛ فالأول نحو (جاء أو جاءت البنونَ)، ومن التأنيث قوله تعالى: {آمنتُ بالذي آمنتْ به بنو إسرائيل}. والثاني نحو (قامت، أو قام البناتُ).
ومن تذكيره قول الشاعر (وهو عبدةُ بنُ الطبيب):
فبكى بناتي شجْوَهُنَّ وزَوجَتي * والظّاعنُون إليَّ ثم تَصَدَّعوا
ويُرجَّحُ التذكيرُ مع المذكر والتأنيث مع المؤنث ،وهذا راجع إلى منزلة المعنى بين الفعل والفاعل.
(9) أن يكون الفاعلُ اسم جَمعٍ، أو اسمَ جنسٍ جمعيا؛ فالأول نحو (جاء، أو جاءت النساء، أو القومُ، أو الرهط، أو الإبل. والثاني نحو "قال، أو قالت العربُ، أو الروم، أو الفرس، أو التركُ"، ونحو (أورق أو أروقتِ الشجر)،لأنه بمعنى الجماعة.
(10)وهناك حالة يجوز فيها تذكير الفعل وتأنيثه، وذلك إذا كان الفاعل المذكر مضافًا إلى مؤنث على شرط أن يغني الثاني عن الأول لو حذف، تقول: "مرَّ، أو مرَّت علينا كرورُ الأيام" ، و"جاء، أو جاءت كلُّ الكاتبات" بتذكير الفعل وتأنيثه؛ لأنه يصح إسقاط المضاف المذكر وإقامة المضاف إليه المؤنث مقامه، فيقال: "مرَّت الأيام" و "جاءت الكاتبات". وعليه قول الشاعر:"كما شرقت صدرُ القناة من الدَّم"
غيرَ أن تذكيرَ الفعل هو الفصيح والكثير، وإن تأنيثه في ذلك ضعيف. وكثير من الكتّاب اليوم يقعون في مثل هذا الاستعمال الضعيف،أما إذا كان لا يصحُّ إسقاط المضاف المذكور وإقامة المضاف إليه المؤنث مقامه، بحيث يختلُّ أصل المعنى- فيجب التذكير، نحو (جاء غلامُ سعادَ)، فلا يصحُّ أبدًا أن يقال: "جاءت غلامُ سعاد"؛ لأنه لا يصحُّ إسقاطُ المضاف هنا كما صحَّ هناك، فلا يقال: "جاءت سعاد"، وأنت تعني غلامها.
وهذا يعني أن موضوع تذكير وتأنيث الفعل واللغة بصفة عامة يقوم على الاحتياج المعنوي وأن الإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.