المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كي نعتاد غض البصر عن موارد الخطر



أهــل الحـديث
18-02-2014, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم







قال تعالى : " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا

فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ

لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ "

فبغض البصر عن محارم الله سبيل النجاة ، وطريق الوقاية من

معرة الإثم والغواية

وبه تصان العفة وتحفظ المروءة ، وينال رضى الرحمن .


أما إذا أُطلق البصر بلا عنان ولا زمام ، فإنه ينحدر بصاحبه

إلى هاوية سحقية ، هاوية الفواحش والرذائل

حيث يحل به العار ، ويسخط عليه الجبار .


وإليكم هذا الحل العملي النافع بإذن الله . الذي يحتاج منا أن نعيه ونتعود عليه

حتى يكون سجية في أخلاقنا ، مستمدين العون من الله وحده .


بداية ... لنتذكر بأن الجنة قد حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات

ونحن بين الصبر على المكاره والبعد عن الشهوات في امتحان

ونظل كذلك ما دمنا في دار الامتحان ، والعاقبة للمتقين .


ثم إن واقعنا في النظر المحرم بين حسرتين وألمين

وبعض الألم أهون من الآخر .

ففي حبس النظر ألم
وفي إطلاقه ألم !

ولكن شتان بين ألم وألم !

ألم يعقبه شفاء !

وألم يورث الشقاء !


إذا مررت بموقف ما فيه غض للنظر أو إطلاق له

أي كان هذا الموقف في سوق أو شارع أو شاشة أو قناة ....


فإن النفس تريد منك أن تطلق النظر وأن تشبع فضولها الشهواني !


هنا أحبس نظرك ولو شعرت بحسرة ، فإنه الألم الأهون !


امنع نظرك مستعينا بالله ، بين خوفك من الله ورجائك به .


غض بصرك ... فإنها حسرة مؤقتة بإذن الله

وسرعان ما تنجلي بمرورك من الموقف .


وأما لو أطلقت بصرك ... فإن هذا بحد ذاته حرام .... ثم يزداد الأمر سواء

بأن تتعلق نفسك بالصورة ،

وتبقى رهين تلك الصورة التي

رسمتها بنظرتك ، ونقشتها في مخيلتك

تبقى تجرحك بالألم والحسرة والتفكير والتذكر

وهذا والله العناء بذاته والمشقة بعينها .


وهكذا حتى تدفعك النفس المشحونة بالألم لتكرار النظرات تلو النظرات

وهنا الهاوية والطامة ، فقد تألف على إدمان النظر حتى يكون الأمر

عادة يصعب التخلص منها ، بسبب التمادي وترك الحبل على الغارب لطرفك في أن يتجول بين المشاهد والصور !

وشيئا فشيئا يسير الشيطان بالإنسان حتى يستحوذ عليه ويظفر به

فيصيره مدمنا معاقرا على النظر المحرم ، حتى يرمي به في أوحال الفاحشة .


كل الحوادث مبـــداها مـن النـظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبهـا فتك السهام بلا قـوس ولا وتــــــر
والمـرء ما دام ذا عيـن يقلبها في أعين الغيد موقوف على الخطـــر
يسر مقـلــتــه ما ضــر مهجتـــه لا مرحبا بسرور عاد بالضـــــرر

و قد كان الإنسان في سلامة من هذا كله بمجرد غض البصر


فإن كنا لا محالة بين ضررين ، فالعقل والحكمة أن نختر الأخف منهما


فهاهو المريض يتحمل الكي وفيه من الألم ما فيه لرجاء العلاج

فألم التداوي مصبور عليه ولا يلبث إلا قليلا ويزول

لكن ألم المرض المستمر لا يمكن أن يطاق .


والأمر نفسه في غض البصر ؛ إذ هو علاج الداء ، بل مرضاة لرب السماء


ولابد للمسلم أن يوطن نفسه على ألا يرتاد محال الخطر قدر الاستطاعة

والأجواء المثيرة لتحريك النظر وإطلاقه . وأن يختار لنفسه جلساء

أصحاب عفة ، ومن القنوات المحافظة منها ، والمواقع النافعة النزيهة ...

والبيئة الطيبة عموما ؛ لتكون له نعم العون على طاعة الله عز وجل .