المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهداية إلى الإسلام والنجاة من الكفر



أهــل الحـديث
17-02-2014, 07:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


قال الرسول صلى الله عليه وسلم :( فوالله لأَن يهديَ اللهُ بك رجلاً واحداً ، خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمْرُ النَّعَمِ ). ( الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4210 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). فأن يهدي اللهُ بالمسلم رجلاً واحداً للإسلام الحنيف خيرٌ له من حُمْرُ النعمِ أي من حُمرِ الإبل وهي أنفس أموال العرب والمقصود بذلك أنه لا يوجد من أجرٍ أعظمُ من هذا الأجر. ولكن هنالك إلتباسٌ يلتبس على كثيرٍ من الناس بظنهم أن السبيل الوحيد إلى نيل هذا الأجر العظيم هو هدايةُ الناس وإخراجهم من الكفرِ إلى الإيمان وهذا غير صحيح.

فهنالك حالةٌ مماثلةٌ لهذه الحالة وهي تربيةُ الأباءُ المسلمين لأبنائهم المسلمين على نهج الإسلام القويم لقوله عليه الصلاة والسلام : ( كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ ، فأبواه يُهَوِّدانِه ، أو يُنَصِّرانِه ، أو يُمَجِّسانِه ، كمثلِ البَهِيمَةِ تُنْتِجُ البَهِيمَةَ ، هل ترى فيها جَدْعَاءَ). (الراوي: أبو هريرة - المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1385 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). فكلُ إنسانٍ يولد على فطرة توحيد الله عزوجل وهي دين الإسلام لقوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) (آل عمران:19)، ولذلك قيل (فأبواه يُهَوِّدانِه ، أو يُنَصِّرانِه ، أو يُمَجِّسانِه) وكلها نقيض دين الإسلام. مما يعني أنه عندما يُثَبتُ الوالدانُ أبناءَهُم على دينِ الإسلام فإنهم يحفظونهم من الضلال إلى الكفر أي ينقذوهم ويُنْجوهم من الكفر إلى الإسلام تماماً كهداية الكافر إلى دين الإسلام، فالكفر هو نقيض الإسلام فإما أن يكون المرءُ مسلماً أو كافراً ولا خيارٌ ثالث. وبالتالي تأخذ هذه الحالة نفس الحكم الشرعي للحالة الأولى في الفوز بالأجر العظيم بالقياس الشرعي، الذي يُعتبر أحد مصادر التشريع الإسلامي الأربع، بجامع علةَ الإنقاذِ من الكفر إلى الإيمان، التي تجمع بين حالة هداية الكافر إلى الإسلام (وهي الأصل أو المقيس عليه) وحالة تربية المولود على الإسلام (وهي الفرع أو المقيس).

والشاهد على أن التثبيت على دين الإسلام هو يُعتبر هدايةٌ، قوله تعالى (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ) (الفاتحة: 6) فالمراد من كلمة (اهدنا) هو التثبيت على دين الإسلام الحنيف الذي هو الصراط المستقيم لأن المسلم الذي يقرأُ هذه الآية هو في الأصل مُهتدٍ إلى الإسلام والتثبيت يكون بزيادة هداية اللهِ عزوجل للمسلم، قال تعالى (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا) (مريم:76 )، ويكون كذلك بزيادةِ إيمانَ المؤمنين بالله برحمةٍ وفضلٍ من الله، قال تعالى (وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ ) (المدثر:31).

والخلاصة، أن تربية الأباءُ لأبنائهم تربيةً إسلاميةً صحيحة وفقاً للكتاب والسنة لها أجرٌ عظيم خيرٌ من الدنيا وما فيها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المؤلف: خالد صالح أبودياك.