المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال تعالى" رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدقَ وأكنْ من الصالحين "



أهــل الحـديث
17-02-2014, 07:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال تعالى" رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدقَ وأكنْ من الصالحين "
يقول النحاة :إن الفعل "أكن" مجزوم لأنه معطوف على محل الفعل الذي قبله والأصل في الفعل الأول أن يكون مجزوما ، بفعل منزلة المعنى مع ما قبله ، لأنه واقع في جواب الطلب ، والذي يبدو لي أنه عدل عن ذلك وجاء بالفعل منصوبا بفاء السببية ،التي تدل على المستقبل ،لأن التصدق مسبب عن التأخير ، ويبدو لي كذلك أن هذا الإنسان كان واثقا من تصدقه ، لأن التصدق مما يقدر عليه الإنسان ، ولهذا جاء بالفعل المضارع منصوبا وليس مجزوما ، أما أن يكون من الصالحين أو المؤمنين فهو بمشيئة الله وفي علم الغيب ، فقد يحصل أو لا يحصل ،ولهذا جزم الثاني ، وليس شرطا أن يطابق المعطوف المعطوف عليه ،وشبيه بهذا قول من قال "فأوهيت عليه فأضربه بالسيف " عطف المضارع على الماضي لنقل أو حكاية الحدث كما هي ، ولإفادة الاستمرارية ،وتتحكم الحاجة المعنوية عند المتكلم في اختلاف المتعاطفات حيث يتم العطف بين الكلمات والجمل المختلفة في المعنى والزمن ،وإليك هذه الأمثلة:-
قال تعالى"وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة(البقرة 83)
جاء بالفعل المضارع "لا تعبدون"بدلا من فعل الأمر"اعبدوا" ، وهو خبر بمعنى الطلب وهو آكد كما يقول الزمخشري، وكأنهم أمِروا وامتثلوا للأمر ، وللدلالة على الاستمرارية ، ثم عطف عليه المصدر ، بدلا من "وبالوالدين أحسنوا" للدلالة على تكثير الإحسان إلى الوالدين ،لأن المصدر يدل على الحدث غير المرتبط بزمن ،وقدّم شبه الجملة على المصدر للتخصيص ، ثم جاء بأفعال أمر "قولوا" و"أقيموا"و"آتوا" من أجل الحث والحض على فعلها،كما قال تعالى" ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون"(البقرة189) عطف فعل الأمر "وأتوا" و"اتقوا" على الماضي "اتقى" للحث والحض على الأمر ،بدلا من " أتى"و"اتقى""،وقال تعالى عن الطير" صافات ويقبضن " عطف الفعل المضارع على المفرد ،لأن الفعل يدل على الحركة والمفرد يدل على السكون والثبات ،فجاء لكل وضع بما يناسبه من معنى.
وقال تعالى عن الخيل:فالمغيرات صبحا*فأثرن به نقعا * عطف جملة الفعل الماضي على اسم الفاعل المفرد ، للدلالة على حركة الغبار. وشبيه بهذا قول من قال "فأوهيت عليه فأضربه بالسيف " عطف المضارع على الماضي لنقل أو حكاية الحدث كما هي ، ولإفادة الاستمرارية.
فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث تحت رعاية الحاجة المعنوية على المحورين :الرأسي والأفقي ، واللغة لا ضابط لها غير الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس،ومن هنا فالكلام يكون بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم، وهو يتكلم بحسب المعنى الذي يريده ، في الأصل وفي العدول عن الأصل .