المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقييم طبعة دار التأصيل لسنن ابن ماجه



أهــل الحـديث
16-02-2014, 04:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

المتابع للطبعات التي سبقت طبعة دار التأصيل لكتاب سنن ابن ماجه يجد أنها لم تهتم بضبط النص كاهتماهم بالتخريج والحكم على الحديث، ورغم أن هذه الطبعات ذكر العاملون عليها أنهم حققوا وضبطوا، والتخريج فرع من الضبط والتحرير، ولما اطلعت على الطبعة الأخيرة للسنن لدار التأصيل وجدتها جيدة في ضبط النص، واستخدمت التخريج في بعض المواطن لهذه القضية، وهذا جيد، فضلا عن أنهم اعتمدوا في طبعتهم على نسختين جيدتين، معتمدين فيهما على منهج أحسبه رصين جيد، فلم يخرجوا عنهما في شيء، وأتوا ببعض النسخ الأخرى حاكمة بينهما عند الاختلاف، من أهم هذه النسخ نسخة المكتبة الوطنية بباريس، ولو أنهم اهتموا بدراسة هذه النسخة كما فعلوا من نسختيهما المعتمد عليهما لكان الأمر جيد جدا، فإن أحدا ممن اعتمد على هذه النسخة لم يقدم للقارئ دراسة جيدة عنها، فإنك ترى في أول النسخة إسناد للإمام الذهبي كتب بخط مغاير لخط النسخة، وكأنه كتب بعد نسخها، مما يشعر أنها ليست من أصل سماعه وروايته، وفي آخرها ما يفيد أنها قوبلت على أصل الإمام المنذري، وتجد في إسناد المنذري أنه يروي الكتاب من طريق ابن باقا، عن أبي زرعة المقدسي، وفي ترجمة ابن باقا تجد أنه لم يسمع الكتاب كله من أبي زرعة، فوقع في سماعه فوت، أخذ هذا الفوت بالإجازة، فهذه أمور تجعل النسخة قيد الدارسة، يمكن لهذا السبب لم يعتمدوا عليها في طبعة دار التأصيل، ومع ذلك نظروا فيها واستفادوا منها فيما يفيد في رواية أبي الحسن القطان.
وهذا يجعل طبعتهم جيدة لأنهم متنبيهين لمثل هذه القضايا التي تتعلق بالنسخ الخطية وضبط النص، مما لا تجده كثيرا في الطبعات التي سبقتهم.
ويكفي ميزة لهذه الطبعة أنها خرجت على نسخة خطية لم يعمل عليها أحد ممن سبقهم، وهي نسخة عالية الإسناد جدا حتى الآن، وموثقة من راويها وناسخها أحمد بن محمد الأسدباذي، وهي رواية نظر فيها وأخذ منها الإمام المزي في تحفة الأشراف.
هذا فيما يخص ضبط النص، أما ما يخص ما تميزوا فيه من خدمة النص – فيما ذكروا – أنه اهتموا بشرح الكلمات الغريبة، وربطوا الكتاب بتحفة الأشراف، كما عارضوا نصهم عليها عند تفرد ابن ماجه عن باقي الستة، وقاموا بتعيين كل رواة الكتاب لخدمة فهرس الرواة مع تمييز كل راو تزيد مرواياته في الكتاب عن خمسين حديثا بذكر تلاميذه عنه وعدد كل مرويات هذه التلميذ عن هذا الشيخ، وهذا لاشك جهد كبير، وخدمة جيدة.