المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسماء والصفات الخاصة بالله عزوجل



أهــل الحـديث
16-02-2014, 10:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


تعريف أسماء وصفات الله عزوجل:

أسماء الله: كلُّ ما دلَّ على ذات الله مع صِفات الكمال القائِمة به؛ مثل: القادر، العليم، الحكيم، السَّميع، البصير، فإنَّ هذه الأسماءَ دلَّتْ على ذات الله، وعلى ما قام بها مِن العلم والحِكمة والسَّمْع والبَصَر. أمَّا الصِّفات فهي نعوتُ الكمال القائمة بالذات؛ كالعِلم، والحِكمة، والسمع، والبَصَر، فالاسم دلَّ على أمرين، والصِّفة دلَّتْ على أمرٍ واحد.

قال الشيخ ابن عثيمين كل اسم من أسماء الله فهو متضمِّن لصفة ولا عكس؛ يعني: ليس كلُّ صفة يُؤخَذ منها اسم؛ لكن كل اسم يُؤخَذ منه صفة؛ لأنَّ أسماء الله - عزَّ وجلَّ – أعلام (لأنها تدل على ذات الله) وأوصاف (لأنها نعوت الكمال القائمة بذات الله)؛ فكلُّ اسم مِن أسمائه متضمِّن للصِّفة التي دلَّ عليها اشتقاقه أو لوازمها.

كذلك قال الشيخ ابن عثيمين:
أعلامٌ باعتبار دَلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلَّتْ عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأوَّل مُترادِفة لدلالتها على مسمًّى واحد، وهو الله - عزَّ وجلَّ - وبالاعتبار الثاني متباينة لدَلالة كلِّ واحد منهما على معناه الخاص؛ فـ"الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم"، كلها أسماء لمسمًّى واحد، وهو الله - سبحانه وتعالى - لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.

وخلاصة تعريف الاسم والوصف والفعل:
الاسم: ما دلَّ على الذات والوَصْف معًا، فيشترط فيه الدَّلالة على الذات أو العَلمية على الذات، وجميع أسماء الله أعلام وأوصاف، والوصْف بها لا يُنافي العَلميةَ، بخلاف أوصاف العباد فإنَّها تُنافي عَلَميتهم، فقد يُسمَّى الإنسان سعيدًا وهو شقِي، ويُسمَّى جميلاً وهو مِن أقبح الخلْق، ويُسمَّى فائزًا وهو خاسر، بخلاف أسمائه تعالى فإنَّها أعلام وأوصاف. كما وردَ عن أسماء الله تعالى كإسم الرب والرحيم في قوله تعالى (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) (يس: 58)، وفي قوله تعالى (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ) (الزمر: 75 ).

الوصف: نعتُ كمال ثابِت في النقْل، قائم بذات الله لا يقوم بنفسِه ولا ينفصل عن الموصوف؛ كالعِلم والرحمة، والعِزَّة والحِكمة، والسمع والبصر.

فوصف الذات: كلُّ وصف كمال قائِم بذات الله ثابِت في النَّقْل لا يتعلَّق بمشيئته، ولا يتصوَّر وجود الذات الإلهية بغيره؛ كالحياة والعِلم، والقُدرة والعِزَّة، والحِكمة والقوَّة. كما وردَ عن صفة العِلم في قوله - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ (فاطر: 11). و كذلك عن صفة العِزَّة في قوله تعالى ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ (الصافات: 180)، وفي قوله تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ (فاطر: 10).

بينما وصف الفعل: كل وصْف كمال قائِم بذات الله ثابتٌ في النقل يتعلَّق بمشيئته وقُدرته؛ كالإحياء والتقدير، والتعليم والإعزاز. كما وردَ في وصف التقدير في قوله تعالى ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ (الفرقان: 2). وفي وصف التنزيل في قوله تعالى ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ (الإسراء: 106). وفي وصف التفضيل في قوله تعالى ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾(الإسراء: 70).

أما الفارق في التمييز بين أسماء الله تعالى التي يمكن أن يُسمى بها الإنسان وبين تلك التي لا يجوز تسمية الإنسان بها، هو أن أي إسم من أسماء الله تعالى يَصلُح أن يسمى به أيُ أحدٍ من البشر دون إستثناء، يجوز إطلاقه على البشر كإسم الرحيم السميع البصير الكريم القوي. بينما الإسم الذي يصلُح أن يُطلق على بعض البشر دون غيرهم هو الإسم الذي يختصُ الله عزوجل به وحده لا شريك له كإسم العظيم، وإسم الجلالة، وإسم الله. والعلة في ذلك أن الأسماء التي يُمكن تسمية جميع الناس بها هي أسماء متضمنة لصفات أصيلة فيهم فطرهم وخلقهم الله عزوجل عليها كصفة الرحمة والسمع والبصر والقوة والكرم ولو لم تكن كذلك لما كان جائزاً إطلاقها على جميع الناس فهي صفات كامنة في ذات الإنسان بإمكانه التحلي بها أو الإعراض عنها، قال تعالى (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس:7-10) وقوله عليه الصلاة والسلام (إذا ضربَ أحدُكُم فليتجنَّبِ الوجهَ ولا يقولنَّ أحدُكُم قبَّحَ اللَّهُ وجهَكَ فإنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ علَى صورتِهِ) ( الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: تخريج كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 520 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن صحيح)، أي أن الله خلق آدم سميعاً بصيراً متكلماً ، إذا شاء ، ذا وجه ويد وذا قدم والله تعالى هو سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ إذا شاء ، وله وجه ويد وقدم جلّ وعلا . ولكن ليس السمع كالسمع ، وليس البصر كالبصر ، وليس المتكلم كالمتكلم ، بل لله جلّ وعلا صفاته التي تليق بجلاله وعظمته ، وللعبد صفاته التي تليق به ، صفات يعتريها الفناء والنقص ، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء، وبما أن الله عزوجل جبل بني آدم على هذه الصفات فيُمكن تسمية جميع الناس بالأسماء المتضمنة لهذه الصفات كإسم الرحيم والسميع وغيره.

أما الأسماء التي تُطلق على بعض الناس دون غيرهم هي أسماء متضمنة لصفات مكتسبة بواسطة ما كواسطة القوة والمال أو النفوذ والجاه والسلطان وهي غيرُ أصيلة فيهم لأنها لو كانت أصيلة لسُمِي بها جميع الناس، وأصحاب هذه الصفات المكتسبة إكتسبوها كي يتميزوا عن غيرهم ويتكبروا عليهم فلا يكون كمثلهم شيءٌ موجودٌ فيصيروا أنداداً لله عزوجل بإدعائهم وزعمهم صفات الربوبية والألوهية لأنفسهم، فالله عزوجل وحده لا شريك له هو فقط ليس كمثله شيء لقوله تعالى (ليس كمثله شيء) (الشورى:11) وهو المتكبر، قال تعالى (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) (الحشر:23 )، ونَبْرَأُ إلى الله عزوجل من هكذا جريمة. ونجد ذلك في قوله تعالى عن فرعون اللعين (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى) (النازعات:24) الذي نسب إلى نفسه إسم الربوبية وإسم الألوهية لأن الربوبية التي تُشتق منها صفة الخَلقُ تتضمن الألوهية التي تُشتق منها صفة العبادة له عزوجل من غير عكس لأن من يَخلُق يُعبَد لكن من يُعبَد ليس بالضرورة أن يَخلُق كالأصنام، و في قوله تعالى عن نمرود اللعين ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ) (البقرة:258 ) الذي وصف نفسه بأفعال تتعلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقدرته كالإحياء والإماتة.

وإذا قيل أن إسمَ الربِ ذُكر في القرآن الكريم بمعنى سيد ليدُل على بشرٍ كما في قوله تعالى ( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) (يوسف: 42)، يُقال أن ذلك نُسخ في شريعة الإسلام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يَقُلْ أحدُكم : اسقِ ربَّك . أطعِمْ ربَّك . وضِّئْ ربَّك . ولا يقلْ أحدُكم : ربِّي . ولْيقُلْ سيِّدي . مولاي . ولا يقل أحدُكم : عبدي . أمَتي . ولْيَقُلْ : فتايَ .فتاتي . غلامي ) ( الراوي: أبو هريرة- المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2248 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). فإسم الرب دون أن يكون مُضافاً هو خاص بالله عزوجل وحده لا شريك له في شريعة الإسلام، أما إذا كان مُضافاً يجوز إطلاقه على الإنسان كقول (ربُ البيتِ) بمعنى سيد البيت. كذلك إذا قيل أن إسم عظيم ذُكر في القرآن الكريم لغير الله عزوجل، يُقال أن جميع الأشياء التي وصفت بوصف عظيم هي أشياء غير عاقلة كالخُلق والكيد والعرش كما في قوله تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4 )، وفي قوله تعالى ( فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) (يوسف:28 )، وفي قوله تعالى (إنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) (النمل: 23 ). أما الأشياء العاقلة كالإنسان لا يجوز أن نصفها بصفة العظمة لأنه لو كان هنالك أحدٌ جديراً بلقب عظيم لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بإسم عظيم من بين البشر، أما ما وردَ في قوله تعالى عن مشركين قريش (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ )(الزخرف:31) فتسمية رجل من القريتين بإسم عظيم هو قول الكافرين وليس قول أي نبي من الأنبياء أو قول أحد من المؤمنين وبالتالي هو ليس بحجة على جواز تسمية الإنسان بإسم عظيم. أيضاً إذا قيل أن إسمَ الملكِ ذُكر في القرآن الكريم لغير الله كما في قوله تعالى (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (الكهف: 79 )، وفي قوله تعالى (كَذَٰلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ ۖ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ) (يوسف: 76 ). يُقال أنه لو كان هنالك أحدٌ جدير بلقب الملكِ لكان الخلفاءُ الراشدين أولى بهذا اللقب من بين البشر ولكنهم إختاروا لقبَ أمير المؤمنين ورعاً وتقيةً وخشيةً من الله عزوجل، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد شرفه الله سبحانه وتعالى وإخوانَه الأنبياء بلقب الرسول أو النبي الذي يُعتبر أشرف وأعظم لقباً من لقب الملك والسلطان وغير ذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:
1) تعريف الأسماء الحسنى وما الفرق بين الاسم والوصف والفعل؟ بقلم محمد بن موسى بن عياد.
2) إسلام ويب.

المؤلف: خالد صالح أبودياك.