المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل لطم أبو بكر عائشة؟



أهــل الحـديث
15-02-2014, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هل لطم أبو بكر عائشة؟
روج الشيعة قصة لكم أبي بكر ابنته عائشة بعد أن قالت ما قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه القصة رويت مسندة من طريقين عن عائشة حسب علمي الضعيف:
الطريق الأولى : عن عباد بن عبد الله بن الزبير عنها:
رواه أبو يعلى في مسنده (4670)، قال:

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أَسْمَاءَ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: "وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خَفٌّ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ، وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ ثَقَالٍ بَطِيءٍ يَتَبَطَّأُ بِالرَّكْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ، وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جَمَلِ عَائِشَةَ حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ». قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: يَا لَعِبَادِ اللَّهِ غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خَفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثِقَلٌ، فَأَبْطَأَ بِالرَّكْبِ فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ، وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا». قَالَتْ: فَقُلْتُ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ. قَالَ: أَوَ فِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ " قَالَتْ: قُلْتُ: أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ أَفَلَا عَدَلْتَ؟ وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ - أَيْ حِدَّةٌ - فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَلَطَمَ وَجْهِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا أَبَا بَكْرٍ» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ مَا قَالَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْغَيْرَى لَا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ»

وأخرجه أبو الشيخ في (( الأمثال )) (56) بطريقه عن سلمة بن الفضل وفيه : ((عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ)) فجعله عن عبد الله بن الزبير.

هذا الإسناد ضعيف، فيه علتان:

أولا: لأن فيه سلمة بن الفضل وإن وثقه ابن معين فكان البخاري قال فيه في تاريخه (4/84): (( عنده مناكير))، وقال أبو حاتم: "محله الصدق، في حديثه انكار، ليس بالقوى، لا يمكن ان اطلق لساني باكثر من هذا، يكتب حديثه ولا يحتج به" (الجرح 4/169).

وقال علي ابن المديني: "ما خرجنا من الرى حتى رمينا بحديث سلمة".

وضعفه النسائي كما في الضعفاء والمتروكين له رقم 241.

وضعفه ابن رهوية كما ذكر ذلك الذهبي في الميزان.

وثانيا: تدليس محمد بن إسحاق وهذا معروف وقد عنعن. وضعف البوصيري هذه الرواية في الإتحاف (3/155) لأجله.

الطريق الثانية : عن القاسم بن محمد عن عائشة، أخرجها الخطيب في تاريخه (11/239، ط العلمية):
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن رزق، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن دينار- إملاء- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ الرياحي، حدّثنا أبي أبو العوّام، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلامٌ، فَقَالَ: «بِمَنْ تَرْضِينَ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ؟ أَتَرْضِينَ بِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ؟» قُلْتُ: لا ذَاكَ رجل لين يقضي لك علىّ، قال: «أترضين بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟» قُلْتُ لا إِنِّي لأَفْرَقُ مِنْ عُمَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «والشيطان يفرق منه» فَقَالَ «أَتَرْضِينَ بِأَبِي بَكْرٍ؟» قُلْتُ نَعَمْ! فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَجَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذِهِ» قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ! فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ اقْصِدْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَتْ فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَلَطَمَ وَجْهِي لَطْمَةً بَدَرَ مِنْهَا أَنْفِي وَمِنْخَرَايَ دَمًا. وَقَالَ: لا أُمَّ لَكِ فَمَنْ يَقْصِدُ إِذَا لَمْ يَقْصِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَرَدْنَا هَذَا»
وَقَامَ فغسل الدم عن وجهي وثوبي بيده.
قلت: فيه مبارك بن فضالة، وثقه عفان بن مسلم ووكيع، وضعفه ابن معين في رواية عبد الله بن أحمد عنه كما دكر ذلك ابن أبي حاتم في (( الجرح 8/339)).
وضعفه النسائي في ((الضعفاء)) رقم 574.
وقال فيه الدارقطني كما في سؤالات البرقاني ص 64 رقم 477: "لين كثير الخطأ بصري يعتبر به".

وقال أحمد أيضا: يقول في غير حديث عن الحسن، حدثنا عمران بن حصين، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك.
وقال أبو زرعة: يدلس كثيرا، فإذا قال حدثنا فهو ثقة. (الميزان للذهبي 3/431) وذكر الدهبي الرواية كأنه من تفرده وهذا إشارة على ضعفه، وأدخله في المغني.
أما الحافظ فقد قال في التقريب: "صدوق يدلس ويسوي".
وهو مدلس تدليس التسوية كما ذكره الحافظ في التقريب وأدخله في طبقات المدلسين رقم 93.
وإذا كان كذلك يشترط في قبول روايته أن صرح بالتحديث في جميع الطبقات، وهنا إنما يأتي بالتحديث عن شيخه ثم عنعن عن شيخ شيخه.
ففي هذه الرواية من النكارة لأنه ثبت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب الوجه.
وكذلك في تسوية النبي صلى الله عليه وسلم عا ئشة حين رفض عمر قاضيا بينهما
وفي الرواية الأولى قول عائشة لرسول الله : " أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ أَفَلَا عَدَلْتَ؟"
فبهذه النكارة والعلل في الإسناد ضعفنا الحديث، والله أعلم.

أنصاري تسليم
بكاسي، 15 ربيع الأخير 1435 هـ.