المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيرة الله ...



ميسلووون
05-07-2007, 01:36 AM
خيرة الله ..


العبد لضعفه ولعجزه لا يدري ما وراء حجب الغيب ، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمور ، أما الخوافي فعلمها عند ربي ، فكم من محنة صارت منحة ، وكم من بلية أصبحت عطية ، فالخير كامن في المكروه . أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه ، فأهبطه إلى الجنة ، فظاهر الأمر أن آدم ترك الأحسن والأصوب ، ووقع عليه المكروه ، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم ؛ فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه وجعله نبيا وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين

قوله تعالى : ( اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً ) ،

وقوله : ( ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) ؛

فإن حاله الأول سكن وأكل وشرب ، وهذا حال عامة الناس الذين لاهمّ لهم ولا طموحات ، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة والهداية فحال عظيمة ، ومنزلة كريمة ، وشرف باذخ .

وهذا داود عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى ، فكانت في حقه نعمة من أجلّ النعم ؛ فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع المنكسر ، وهذا مقصود العبودية ، فإن من أركان العبودية تمام الذل لله عز وجل

.وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم :

( عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له ) –

رواه أحمد في مسنده -

هل يشمل هذا قضاء المعصية على العبد ؟ قال : نعم ، بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار والانكسار . فظاهر الأمر في تقدير المعصية مكروه على العبد ، وباطنه محبوب إذا اقترن بشرطه . وخيرة الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة باهرة ؛ فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً ، فإن تكذيب قومه له ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد ومناصرة الله والتضحية في سبيله ، فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله ، وفتح عليه ، واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم ، ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم ، ولما طُرد صلى الله عليه وسلم من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً ، ولكن في باطنه الخير والفلاح والمنة ، فإنه بهذه الهجرة أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ووجد أنصاراً ، وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر ، وعُرف الصادق في إيمانه وهجرته وجهاده من الكاذب . ولما غلب المسلمون في أحد كان الأمر مكروهاً في ظاهره شديداً على النفوس ، لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما يفوق الوصف ، فقد ذهب من بعض النفوس العُجب بانتصار يوم بدر والثقة بالنفس والاعتماد عليها ،

واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء ، ومصعب سفير الإسلام ، وعبدالله بن عمرو والد جابر الذي كلمه الله ، وغيرهم ، وامتاز المنافقون بغزوة أحد وفُضح أمرهم وكشف الله أسرارهم ، وهتك أستارهم .

إن من عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب ، وسهلت عليه المصاعب ، وتوقع اللطف من الله واستبشر بما حصل ؛ ثقةً بلطف الله وكرمه وحسن اختياره ، حينها يذهب حزنه وضجره وضيق صدره ، ويسلم الأمر لربه جل في علاه ، فلا يتسخط ولا يعترض ولا يتذمر ، بل يشكر ويصبر حتى تلوح له العواقب وتنقشع عنه سحب المصائب.

*محب الإسلام*
06-07-2007, 02:06 AM
الحياة ابتلاء وامتحان للكافر والمؤمن
الكافر يصير إلى النار والعياذ بالله
والمؤمن يصير إلى الجنة نسأل الله الجنة

1000شكر لكـ لطرحك هذا الموضوع
أخت/ ميسلووون

http://sfsaleh.com/9war/uploads/1c2d57fb8b.gif (http://sfsaleh.com/9war/)

خيال مآتا
06-07-2007, 10:11 AM
جزاكـ الله خير

والله يعطيكـ العافية

قاهرتهم انا
06-07-2007, 10:49 AM
مشكوره حبيبتي ميسلوووون
جزاكـ الله خير

والله يعطيكـ العافية

مشاعر حالمه
06-07-2007, 11:34 AM
ميسلووون

مشكورة فديتج وجزاج الله خير الجزاء لاهنتي

تحيتي لج /مشاعر حالمه

ميسلووون
06-07-2007, 05:45 PM
محب الاسلام
^*خـــيــال مـــآتــــا*^
قاهرتم انا
مشاعر حالمة

اهلا بكم اعزائي
لقد سعدت بتشريفكم متصفحي
كل الود
وكل الامتنان لمروركم الكريم

ندى الحروف
07-07-2007, 09:22 AM
جزاك الله خير و يعطيك العافيه

خــــالـــــد
07-07-2007, 09:27 AM
ميلسوون
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
جزاك الله خير

وبارك الله فيك

طرح رائع

جعله في موازين حسناتك

شكراً لك
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أخوكـ/خالد

ميسلووون
09-07-2007, 02:01 AM
ندى الحروف
خالد

اهلابكما
تشرفت بمروركما
وتعليقكم الكريم
كل الود
لكما