المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخريج حديث" إذَا وَطِئَ أَحَدكُمْ بِنَعْلِهِ الْأَذَى فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ"



أهــل الحـديث
12-02-2014, 05:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمان الرحيم
فذا تخريج ميسر لحديث أصيل في فقه الطهارة وأبواب النجاسات في كتب الفقه والحديث " إذَا وَطِئَ أَحَدكُمْ بِنَعْلِهِ الْأَذَى فَإِنَّ التُّرَابَ لَهُ طَهُورٌ " .

فالحديث جاء من طرق متعددة هاك بيانها :

1- رواه الأوزاعي قال أُنبئت أن سعيد بن أبي سعيد المقبري حدث عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا

أخرجه أبو داود (385) من ثلاثة طرق :
قال حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا أبو المغيرة عنه
وحدثنا عباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي عنه
وحدثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد(السلمي)

وأخرجه الحاكم (1/593) والبيهقي في السنن (2/430) من طريق العباس بن الوليد عن أبيه عنه

والحديث رواته ثقات إلا أن فيه مجهولا لقول الأوزاعي " أُنبئت".

2- رواه الأوزاعي عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا

تفرد به عن الأوزاعي محمد بن كثير بن أبي عطاء الصنعاني المصيصي ضعفه أحمد و قال البخاري : يروي المناكير ، وقال مرة : لين جدا ،وعن أبي داود : لم يكن يفهم الحديث كما اسنكر بعض أحاديثه أبوحاتم وابن المديني.

رواه أبو داود (386) وابن حبان (1404) وصحح حديثه وابن خزيمة (292) والحاكم (1/166) والبيهقي في سننه (2/430) من طرق عن محمد بن كثير بذا الاسناد.

قلت هذه الرواية أشبه بالخطأ لضعف محمد بن كثير فإن الأئمة على ضعفه وقد تفرد بالزيادة دون باقي من روى عن الأوزاعي، وهم ثقات، علاوة على ذلك فإن الزيادة المذكورة في الإسناد، والتي قد يدعي البعض أنها تفسير لما أبهم في الرواية السابقة، فيها مقال من جهة رواية ابن عجلان لحديث سعيد بن كيسان المقبري :

قال أحمد : ابن عجلان لم يقف على حديث سعيد المقبري ما كان عن أبيه عن ما روى عن أبي هريرة
وفال الدارقطني : اختلط على روايته عن سعيد المقبري
وفال ابن معين : انها اختلطت على ابن عجلان يعني في حديث سعيد المقبري
وفال عن نفسه : كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة فاختلط علي فجعلنها كلها عن أبي هريرة.
ولقائل أن يعقب بما قاله ابن حبان : وقد سمع سعيد المقبري من أبي هريرة وسمع عن أبيه عن أبي هريرة فلما اختلط على ابن عجلان صحيفته ولم يميز بينهما اختلط فيها وجعلها كلها عن أبي هريرة. وليس هذا مما يوهى الانسان به لآن الصحيفة كلها في نفسها صحيحة فما قال ابن عجلان عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة فذاك مما حمل عنه قديما قبل اختلاط صحيفته عليه وما قال عن سعيد عن أبي هريرة فبعضها متصل صحيح وبعضها منقطع فلا يجب الاحتجاج إلا بما يرويه الثقات المتقنون عنه.
فالحال هنا أنه روى عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة فلا يخشى من العلة, الا أن هذا يفرح به إذا كان الرواة عنه ثقات ، فكيف إذا روى عنه من له مناكير.فلا حجة لمن جعل المبهم آنفا هم ابن عجلان لضعف هذه الطريق.

3- رواه الأوزاعي عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا

رواه ابن حبان (3/1403) من طريق دحيم عن الوليد عن الأوزاعي به.
فوقع لي تردد في التفصيل في الوليد هل هو الوليد بن مسلم كما جزم به الدارقطني أم الوليد بن مزيد الذي روى عنه ابنه العباس في الرواية الأولى وجزم به شعيب الارناؤوط في تحقيقه على صحيح ابن حبان وهو الأقرب للنفس. فكلاهما روى عن الاوزاعي وعنهما دحيم.
فإن كان هو الوليد بن مسلم كان في الحديث احتمال تسوية بإسقاط راو بين الأوزاعي و المقبري, وهو المجهول في الرواية الأولى في قول الأوزاعي "أنئبت" لما علم منه من تدليس التسوية... أو يكون قد اختصر السند وبالتالي تعود رواية الوليد بن مسلم إلى رواية الوليد بن مزيد. ( فلعل هذا الاستنتاج قرينة للجزم بأن الراوي هنا هو الوليد بن مزيد إذا أضفنا قرينة روايته الأولى عن الأوزاعي.)

أو هو الوليد بن مزيد البيروتي من أوثق الناس في الاوزاعي لايخطأ ولا يدلس عنه كما قال النقاد وتابعه ثقتان فروايته مقدمة.
وبالتالي فإن الرواية هنا تعود لما أبهم آنفا أي أن الانقطاع أقرب.

وعلى خلافه للقائل أن يعقب بما قاله ابن حبان مبوبا للحديث : ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم أن الأوزاعي لم يسمع هذا الخبر من سعيد المقبري. ثم ذكر بعده هذا الحديث.
و نقل عنه الحافظ قوله: يجوز أن يكون الاوزاعي سمعه من ابن عجلان عن سعيد ثم سمعه من سعيد.
قلت فيحتمل على قوله أن يكون الاوزاعي أبهم ابن عجلان لما علم اضطراب حديثه عن سعيد عن أبي هريرة.

4- رواه الأوزاعي عن محمد بن الوليد عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن عائشة مرفوعا

رواه ابو داود (387) من طريق الثقات عن يحيى بن حمزة الحضرمي عن الاوزاعي، ويحيى ثقة وحديثه عنه على شرط الشيخين. وقد خالف فجاء به من هذه الطريق عن عائشة لكن مخالفته أدعى للقبول لكونه ثقة قد حفظ ، وصنيع أبي داود بذكره لها دون تعقيب بذلك.

ولا أعلم للقعقاع بن حكيم عن عائشة رضي الله عنها غير هذا الحديث، ولم يرو عنها غيره. وإلا فإن الاسناد نظيف.

5- رواه عبد الله بن زياد بن سمعان عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن أبيه عن عائشة

ذكره الدارقطني في علله (س1479) وابن سمعان متروك. فلا يلتفت اليه.

6- للحديث شاهد قوي من حديث أبي سعيد الخدري
رواه ابو داود (650) واحمد (2013) والدارمي (1/260) وابن خزيمة (1/384) و (2/107) وابن حبان (3/305-306) من طرق عن :

حماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة العبدي عن أبي سعيد قال " بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال ما حملكم على إلقاء نعالكم قالوا رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا أو قال أذى وقال إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصل فيهما "

إسناده صحيح وقد روي مرسلا ايضا لكن الوصل أثبت.


فالحديث صحيح إن شاء الله وعليه العمل دون خلاف ...والله تعالى أعلم.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.