المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلـتـي الـي البقيـــع ...



أهــل الحـديث
11-02-2014, 02:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


#رحلــتي_الــي_البقــيع

مكان تشعر فيه بنفس القيامة - تشعر فيه بالمهابة والخشية - مشيت وسط المقابر أخاطب الصحابة - يأهل البقيع هل وجدتم ماوعد ربكم حقا - مائة وعشرون الف صحابيا دفنوا في هذا المكان - يالله - وكأني أسمعهم بلسان حالهم يقولون نعم ونِعم ما وجدنا - نثرت آهاتي وعبراتي هناك علي نفسي ثم علي أحوال أمتي - وأخرجت قلمي وأوراقي لأكتب مشاعري في البقيع - فاستدعاني أحد القائمين علي أمر البقيع من أفراد الهيئة جزاه الله خيرا - بكل أدب سألني - ايش تكتب باكيا - قلت أكتب مشاعري في البقيع - قال اذا نحن في انتظارك في الادارة بالاسفل وتسعد معنا ان شاء الله - نزلت اليهم فأحسنوا الاستقبال جزاهم الله خيرا - وقابلوني بالمشرف العام للبقيع بادارة الهيئة الشيخ سعد وتجول معي في معرض البقيع محدثا اياي عن البقيع ونبذة تاريخية عن البقيع منذ الدولة العثمانية وكيفية معرفة اسماء الموتي الذين دفنوا هنا قديما - ثم هدم الدولة السعودية للاضرحة التي كانت موجودة في البقيع قديما - ثم رأيت معرض مخالفات الروافض وبه من التبريكات - والخرز - والمسبحات باطوال لو لفت علي عنق جمل لقطعته - وطلاسم شركية ومصحف مكتوب فيه اسم علي - كل هذه تم ضبطها واحضارها من ايدي الخبثاء بمعرفة رجال الهيئة بارك الله فيهم - ثم أذن العصر فذهبنا للصلاة وبعد الصلاة ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

حضرت أربع جنازات فاخترت واحدة وتبعتها فألقيناها في القبر ثم نظرت فاذا بشباب مصريين يبكون - قلت ما بكم ؟؟ قالوا هذا أخانا مصري عمره 30 عام -قادم منذ ستة أشهر من مصر - كان يعمل معنا هنا في المدينة ومات فجأة ؟ قلت كيف مات ؟ قالوا !! واقف وحده وسط المنزل وصحته جيدة - سقط ميتا - قلت أنا لا اله الا الله - أبهذه السرعه يموت الانسان ويلقي مصيره حتي وهو في كامل صحته - انا لله وإنا اليه راجعون -
من أي بلاد مصر هو - قالوا من مدينة السنبلاوين !! من عائلة كذا - قلت لا اله الا الله هو بن بلدي وجاء ليموت هنا -

تذكرت حينها صاحبي الوسيم ( واسمه وسيم بهاء الدين ) كانت الابتسامة تعلوا وجهه وكان عليه بهاء وقبول عجيب - أحسبه كذلك- فكان له حظ ونصب من اسمه واسم أبيه - وكانت والله هذه الابتسامة دعوة وحدها الي الله تبارك وتعالي -
جاء وسيم الي المملكة متعاقدا كمترجم لغة انجليزية في احدي المدارس لاول مرة يجرب السفر ويترك أهله واخوانه مودعا اياهم - وبعد هبوط الطائرة الي مطار المدينة النبوية - يموت وسيم في المطار أثناء الوصول - يأمر الله القلب أن يسكت والاعضاء أن تتوقف عن الحركة - لينتقل وسيم مباشرة الي المسجد النبوي ليصلي عليه الجموع بمئات الالوف وكان ذلك في ليلة نحسبها ليلة القدر - ليلة الخامس والعشرين من رمضان لعام 1432 من الهجرة الموافق يوم الاثنين - ليدفن وسيم وسط الصحابة - تذكرته وانتابتني العبرات وتمنيت لو مت ميتته - وتذكرت يوم كنت أجالسه أحدثه ويحدثني عن الله ورسوله - ذهبت أخاطبه في البقيع - يا وسيم لقيت ربك محسنا به الظن - فزت يا وسيم - أحسبها حسن خاتمة في الوقت المبارك والمكان المبارك ان شاء الله - هل تذكر يا وسيم كراستك التي كنت تدون بها فوائدك - هل تذكر هذا المصطلح [ human self ] ومعناه النفس البشرية - يوم قلته لك فقيدته في اوراقك بقلمك الرصاص - وقلت !!! لقد استفدت منك في تخصصي استفادة عظيمة - لله درك ياصديقي ودر ما عملت له - أسأل الله أن يجعل كراستك في ميزان حسناتك وأن يجعلها حجة لك لا عليك - وأن يرحمك وأبي واخواني برحماته التي وسعت الدنيا والاخرة -