المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكايةُ ماضٍ



أهــل الحـديث
09-02-2014, 03:11 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من أيام وسنين... ومنغصاتٍ غريبة.. سكن الحرمان حتى أفرخ.. واستعمر اليأس حتى ملّ .. في مرحلة انتقلت بذاتي وجسدي وفكري.. أضعت فيها أفكارًا كنت قد شيدتها .. وندمت على سباريت كنت قد قطعتها .. كابدتُ بعدها ألمًا .. وشربت فيها سقمًا.. في قصة غصّتْ عليّ وأوهت..وأرعدَتْ وأزبدتْ .. ثم انتقلَتْ إلى ماضٍ دفينٍ .. وتاريخٍ أليم ... غفرت فيه خطأها .. وأغرقت جُرمَ أمرها .. حتى عدنا كما كنا ؛ بل وأكثر .. أقرب من الفرقدين .. وأحنى من غصنين وحيدَين اجتمعا في عناق ساحر .. في زمان ساخر .. والتقينا فؤادًا ومدادًا .. وذاتًا ومرادًا


نفخةٌ بعدَ موته لا تُنِيْمُهْ ... والأسى المُسْتَعاَضُ كيْفَ يلومُهْ؟
لم تعدْ فيهِ رُوْحُهُ بِهَواهُ ... فالهوى ماتَ، واعتَلاهُ هشِيْمُهْ
قادَهُ الكَلْبُ جَائِعَاً فَجَفَاهُ ... جِيْفَةٌ تِلْكَ ، هلْ يراهُ نعيِمُه؟!
ظِلُّهُ ضَلَّ ، إثْرُهُ غَيْرُ بادٍ ... وانطَفَتْ عَنْهُ شَمْسُهُ ونجُوْمُهْ
أصريعٌ قد أبردتْهُ المآسيْ؟ ... أم تعلّتْ على الضلوعِ هُمُوْمُهْ؟
يتباهى وينثَنِيْ: أمَّ دَفْرٍ ... ثملَ الروحِ ، والفؤاد رؤُوْمُهْ
غاضباً إذا تباهى ويبدو ... مطرَ السَّعْدِ حين تجلوْ غيومُهْ
في الغريْبَاتِ حُبُّهُ ومُناهُ ... والقريْباتُ نارُهُ وجَحِيْمُهْ
لم يكنْ فيه للتوافقِ أصْلٌ ... غيرَ أنَّ الكرِيْمَ فيهِ قديْمُهْ
يرْفُلُ الشهْدَ هازِئاً بِعُلاهُ ... ينطُف اليبسُ بعْدَهُ وصميمُه
يرفضُ الجزْرَ إذْ يطيبُ ذُكاءً ... يبتَغِيْ الزَّفْرَ إذ يجيءُ نسِيْمُهْ
ضِحْكَةٌ مِنْهُ فيْ مكانٍ بَعِيْدٍ ... فرحةٌ عنهُ ما تلتْها وُجومُهْ
باهلاً نادراً بِكُلِّ عيِيٍّ ... شاهدَ الدَّمْلَ - هلَّ : هذا وسيْمُهْ
رُمتُه في مكانِهِ ذا ابتِهاجٍ ... فتبسّمتُ ؛ قال : لا ما ترومُهْ
قلتُ : علَّ الحطامَ يبكيْ إليْكُمْ ... يسكُبُ الدَّمْعَ ثُمَّ يَعْلُوْ رنِيْمُهْ
قالَ : إني إذا ضَحِكْتُ كثِيْراً ... أعلُجُ الجوعَ ، والحجار رجومُهْ
يا أخيْ ضِقْتُ واستجدَّيْتُ لؤْماً ... إنَّ قَلْبِيْ على القريبِ كَلُوْمُهْ
عاشَ عِنْدِيْ كضحْكَتِيْ وعيائي ... فانتظاري سميْرُهُ وكلِيْمُهْ
كانَ عنديْ وسادةً لبكائي ... وحديثي انتباهُهُ وكرُوْمُهْ
لم يدُمْ ليْ ؛ لأنَّ فيهِ اعْوِجاجاً ... إن كسرْناهُ لا نسْتَطِيْعُ نُقِيمُهْ
وحريري ولوعتي ومُرَادِيْ ... وأنا فيه رِقُّهُ وأدِيْمُهْ
رائِعٌ بارِعٌ كريمٌ حليمٌ ... غاضِبٌ كاذِبٌ جفاهُ زعيْمُهْ
خائِنٌ ماذِقٌ ولكنْ عيوفٌ ... ساكن العيْنِ واللسان رخيْمُهْ
قاتَلَ اللهُ حبَّهُ في حياةٍ ... ولحاهُ مِنَ الرَّدَى ما يُغِيْمُهْ
هذه قصّتي التِيْ أرهقتنِي... فاقْبَلِ الْعذْرَ إن هذي عُلوْمُه


صـــالــح البـيـضـانـي