المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (كانﷺ إذا رأى شيئا يعجبه قال: لبيك إن العيش عيش الآخرة). هذا حديث لا بعرف له سند.



أهــل الحـديث
08-02-2014, 11:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم







يذكر بعض الفقهاء قديما وحديثا سنية قول: عند رؤية ما يعجب، ويحتجون بما يلي:((كانﷺ إذا رأى شيئا يعجبه قال: لبيك إن العيش عيش الآخرة)).


- وهذا اللفظ لم يوقف له على سند.


- وقد عده تاج الدين السبكي في أحاديث"الإحياء" التي لم يجد لها سندا.





- لكن روى الشافعي في كتابه"الأم"3/391 ،بسند جيد إلى مجاهد-مرسلا- أن النبيﷺ كان يلبي مرة في الحج، فأعجبه أمر،(فزاد فيها:لبيك إن العيش عيش الآخرة).





-ونحوه بإسناد صحيح إلى الحكم بن عتيبة مرسلا، رواه المعافى بن عمران في"الزهد"95.





- ونحوه مختصرا بإسناد صحيح إلى عبدالله بن الحارث مرسلا، رواه ابن أبي شيبة في"مصنفه"16034.





- وعن عكرمة عن ابن عباس أن رسول اللهﷺ وقف بعرفات، فلما قال:(لبيك اللهم لبيك)، قال:(إنما الخير خير الآخرة).

رواه ابن الجارود في"المنتقى" وابن خزيمة في"صحيحه" والحاكم في"مستدركه" وصححه.(1)




* لكن في هذه الألفاظ كلها= أن ذلك كان في تلبية الحج؛ أي هو نوع من أنواع تلبية النبيﷺ في الحج.





- وأصله في الصحيحين-دون التلبية- من حديث سهل وأنس أن النبيﷺ قال يوم الخندق:(اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فأكرم(2) الأنصار والمهاجرة).


- وفي الصحيحين أيضا-دون التلبية- من حديث أنس يوم الخندق بلفظ:(اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة).




- وأما ما جاء في أحد ألفاظ حديث أنس في"مسند أحمد"13461 من ذكر لفظة التلبية فيه= فهو لفظ معلول؛ تفرد به عبدالله بن الوليد عن سفيان، وقد خالف عامة من روى الحديث، ومثله لايحتمل مثل هذا. والله أعلم





* والخلاصة أنه لايصح القول بأن هذه الصيغة من صيغ التلبية= من الأذكار المسنونة عند رؤية ما يعجب مطلقا.(3)


* وإنما الصحيح(4)= أن هذه التلبية بهذه الصيغة من الأذكار المسنونة في النسك(5) في حال وقوع ما يعجب.



* وأما في غير هذا= فلم يرد دليل بإطلاق سنية هذه التلبية؛ فلا تعامل إذاً في غير ماسبق معاملة الأذكار المسنونة التي تلتزم كلما رأيت ما يعجبك.


على أن تقييده بما يعجب= فيه ما فيه، وقد ذكر الشافعي في"الأم"(6) أن النبيﷺ قال:(لا عيش إلا عيش الآخرة)= في أسر حالة(7)، وفي أشد حالة(8).





الله أعلم والحمدلله

--------------------------
(1) ورواه سعيد بن منصور عن عكرمة مرسلا، وقد أعله الحافظ ابن حجر بالإرسال في"نتائج الأفكار"5/234


(2)-وفي لفظ في الصحيحين: فاغفر.
-في لفظ في البخاري: فأصلح.


(3)وراجع:شرح النووي لمسلم6/21، والفتح لابن حجر2/42،3/398.


(4) على القول بإثباته بمجموع تلك المراسيل الأربعة.


(5) أي: في وقت مشروعية التلبية في الحج والعمرة.


(6) انظر:"البدر المنير"6/163، و"نهاية المطلب"4/237.


(7) كما سبق في الحج.


(8) كما سبق حين حفر الخندق.