المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأويل أحداث ظهور المهدي رضي الله عنه



أهــل الحـديث
06-02-2014, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


إن الأحداث التي يتوالى وقوعها قبيل و عند ظهور المهدي يمكن تلخيصها كالآتي:
أ****) مرور ثلاث سنوات شداد قبيل خروج المسيح الدجال :
ب****) إستعاذة المهدي رضي الله عنه بالبيت الحرام ومبايعته كخليفة للمسلمين:
ت****) فتح المهدي لجزيرة العرب ثم لبيت المقدس ثم غزوه لبلاد فارس ثم غزوه للروم :
ث****) خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام:

أما شرح هذه الأحداث العظام بالتفصيل هو كالآتي:
أ****) مرور ثلاث سنوات شداد قبيل خروج المسيح الدجال :
يسبق خروج الدجال ثلاث سنوات شداد تحبس فيها السماء مطرها كله وتحبس الأرض نباتها كلها في آخر سنة فيهن كما روى أبو أمامة الباهلي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ... وإنَّ قبلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ ، يُصِيبُ الناسَ فيها جُوعٌ شديدٌ ، يأمرُ اللهُ السماءَ السنةَ الأولى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها ، ويأمرُ الأرضُ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها ، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كلَّه ، فلا تَقْطُرُ قُطْرةً ، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ نباتَها كلَّه فلا تُنْبِتُ خضراءَ ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَت إلا ما شاء اللهُ ، قيل : فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ ؟ قال : التهليلُ ، والتكبيرُ ، والتحميدُ ، ويُجْزِئُ ذلك عليهم مَجْزَأَةَ الطعامِ ). ( الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7875 خلاصة حكم المحدث: صحيح ).

وكما هو معلوم بأن ظهور المهدي (رضي الله عنه) كذلك يسبق خروج المسيح الدجال، وبالتالي هل هذه السنوات الثلاث الشداد تسبق ظهور المهدي أم تأتي بعده ؟ الظاهر أنهن يأتين قبل ظهور المهدي (رضي الله عنه)، لأن المهدي يظهر قبل خروج الدجال ويمكث في الأرض سبع سنين ويسقيهِ الله الغيث، كما روى أبو سعيد الخدري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يخرجُ في أُمتي المهديُّ ، يسقيهِ اللهُ الغيثَ ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها ، ويُعطِي المالَ صِحاحًا ، وتَكثُرُ الماشيةُ ، وتعظمُ الأمَّةُ ، يعيشُ سبعًا أو ثمانيًا ، يعني حِجَجًا ) ( الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم :4/40خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ). ويتزامن وجوده رضي الله عنه مع نزول عيسى عليه السلام الذي يقتل الدجال مما يعني أن الدجال يخرج في خلال السنوات السبع التي يعيش فيها المهدي وبما أن السنوات الثلاث الشداد يأتين قبل خروج المسيح الدجال فإنه لا يمكن أن يأتين خلال السنوات السبع التي يعيش فيها المهدي لأن المهدي رضي الله عنه يُسقيه الله سبحانه وتعالى الغيث أي أن السنوات السبع كلهن سنوات ممطرة بينما آخر سنة في السنوات الثلاث الشداد هي سنة جدباء غير ممطرة وبالتالي لا يُمكن أن تأتي تلك السنوات الثلاث الشداد بعد ظهور المهدي أي في خلال تلك السنوات السبع. مما يعني أنه حتماً تأتي تلك السنوات الثلاث الشداد قبل ظهور المهدي رضي الله عنه فسنة الله عزوجل في الكون أن ينعم على عباده بالرحمة بعد أن يبتليهم ويمتحنهم بالشدائد فعندما يظهر المهدي رضي الله عنه يُسقيه الله عزوجل المطر ليرحم الله به المسلمين بعد أن إبتلاهم بتلك السنوات الثلاث الشداد، والشاهد لذلك قوله عليه الصلاة والسلام في رواية أبو سعيد الخدري (يسقيهِ اللهُ الغيثَ ، وتُخرِجُ الأرضُ نباتَها) أي أن السماء تُمطر بعد أن كانت غير مُمطرة وتُخرج نباتها بعد أن كانت قاحلة لأنه في الأصل أن تكون السماء ممطرة وأن تُخرج الأرضُ نباتها فإذا كان هذا هو الحال قبل ظهور المهدي فلماذا يُخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله سبحانه وتعالى يخُص المهدي (رضي الله عنه) بسقيا الغيث وبإخراج الأرض لنباتها ؟!!. (والله أعلم)

ب****) إستعاذة المهدي رضي الله عنه بالبيت الحرام ومبايعته كخليفة للمسلمين:
يقتتل ثلاثة كلهم ابن خليفة عند كنزكم أي عند الكعبة ويكون الإقتتال على المُلك أي الحكم وليس على المال لما ذُكر في رواية أم سلمى هند بنت أبي أمية عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ) ففي هذه الرواية نص صريح بأن الإختلاف يكون عند موت خليفة أي الحاكم ولذلك يُبايع المسلمون المهدي كإمام لهم لأنه لا يوجد خليفة والشاهد لذلك رواية ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه عليه الصلاة والسلام قال: (يقتتلُ عند كنزِكم ثلاثةٌ كلُّهُم ابنُ خليفةٍ ثمَّ لا يصيرُ إلى واحدٍ منهم) أي أن الكنز وهو الخلافة لا تصير إلى أي واحد منهم لأن المسلمون يبايعون المهدي كخليفة عليهم، ويبايعونه بين الركن والمقام أي أن المراد بعبارة ( يقتتل عند كنزكم) أي الإقتتال يكون عند الكعبة والشاهد لذلك رواية أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يُبايَعُ لرجُلٍ ما بينَ الرُّكنِ والمَقامِ ولن يَستَحِلَّ البيتَ إلَّا أهلُه فإذا استَحَلُّوه فلا يُسأَلُ عن هَلَكَةِ العرَبِ ثم تَأتي الحبَشَةُ فيُخَرِّبونَه خَرابًا لا يُعَمَّرُ بعدَه أبدًا وهُمُ الذينَ يَستَخرِجونَ كَنزَه ) ( الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 15/35 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح )، فالرواية تقول إن أهل البيت يستحلونه وذلك عندما يقتتل الثلاثة الذين كلهم ابن خليفة على الخلافة عند الكعبة. ثم تطلع ثلاث رايات سود من قبل المشرق لإيقاف إستباحة أهل البيت القتالَ عنده كما في رواية ثوبان عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يقتتلُ عند كنزِكم ثلاثةٌ كلُّهُم ابنُ خليفةٍ ثمَّ لا يصيرُ إلى واحدٍ منهم ، ثمَّ تطلُعُ الراياتُ السودُ من قِبَلِ المشرقِ فيقتلونَكم قتلًا لم يُقتَلهُ قومٌ ، فإذا رأيتموهُ فبايِعوهُ ولو حبوًا على الثلجِ ، فإنهُ خليفةُ اللهِ المهديُّ) ( الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: القرطبي المفسر - المصدر:التذكرة للقرطبي - الصفحة أو الرقم: 614 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ). وأصحاب الرايات السود يقصدون البيت الحرام لوقف إستباحة أهله له إما بالإصلاح بينهم والإتفاق على مبايعة خليفة يختاره المسلمون أو بالقتال لردهم عن ظلمهم بإستباحتهم القتال عند الكعبة، والشاهد لذلك أن المهدي رضي الله عنه يكون بصحبة أصحاب الرايات السود كما في تخريج نعيم بن حماد في "الفتن" والحاكم برقم 8701 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : " ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن ، فلا تسبوا أهل الشام ، وسبوا ظلمتهم ; فإن فيهم الأبدال ، وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم ، حتى لو قاتلهم الثعالب غلبتهم ، ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا إن قلوا ، وخمسة عشر ألفا إن كثروا أمارتهم- أي علامتهم- أمت أمت ، على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ، ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك ، فيقتلون ويهزمون ، ثم يظهر الهاشمي ، فيرد الله إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم ، فيكونون على ذلك حتى يخرج الدجال " .قال الحاكم :هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .) ولكن المهدي لن يأتي بصحبتهم من المشرق وإنما من المدينة المنورة والشاهد لذلك رواية أم سلمى هند بنت أبي أمية عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه جيش من الشام فيخسف به بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشا رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمةكلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون وفي رواية فيلبث تسع .) ( الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: ابن القيم - المصدر: المنار المنيف - الصفحة أو الرقم: 110 خلاصة حكم المحدث: حسن ). فالرواية تقول أن المهدي يخرج من المدينة إلى مكة هارباً عند حدوث إختلاف عند موت خليفة، فالمهدي يخرج من المدينة إلى مكة كي يئد هذه الفتنة ويُوقفها وليس كي يهرب منها لأنه خرج من المدينة متجهاً إلى مكة التي هي المكان الذي يحدث فيه الفتنة كي يُصلح بين المتقاتلين ويئد الفتنة ولو كان هارباً من الفتنة لاتجه بعيدا عن مكة أو حتى لما غادر المدينة أصلاً. ومن أجل ذلك عندما يمر أصحاب الرايات السود بالمدينة المنورة قادمين من المشرقين ومتجهين إلى مكة، يلتقى بهم المهدي فيعلم بقصدهم وقف القتال عند الكعبة فيقرر رضي الله عنه الإلتحاق بهم كي يعينوه على وقف هذا القتال ولكنه يخرج بصحبتهم هارباً لكي لا يمنعه أحد من أهل المدينة من ذلك كون أهل الرايات السود عازمين على التدخل بشأن داخلي يخص أهل البلاد كما يظن البعض ولكنهم مخطئون لأن أمر المسلمين في أي مكان يخصهم جميعا دون إستثناء. فعندما يحاول المهدي ومن معه من أصحاب الرايات السود إيقاف القتال يرفض ذلك أصحاب الرايات السبع ويحدث قتال شديد كما روُي عن علي رضي الله عنه (ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم في اثني عشر ألفا إن قلوا ، وخمسة عشر ألفا إن كثروا أمارتهم- أي علامتهم- أمت أمت ، على ثلاث رايات يقاتلهم أهل سبع رايات ، ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك ، فيقتلون ويهزمون ، ثم يظهر الهاشمي )، فعندما يقع القتال بينهم يعتزل المهدي هذا القتال ويعوذ بالبيت الحرام ملتجئاً إلى الله القوي العزيز فهو رضي الله عنه لو كان يريد القتال لما عاذ بالبيت ولقاتل مع من معه من أصحاب الرايات السود، والظاهر أن المهدي رضي الله عنه يعوذ معه عدد قليل من المسلمين لا سلاح معهم ولا منعة لهم ممن شهدوا وإعتزلوا القتال الدائر بين أصحاب الرايات السوداء الثلاثة وأصحاب الرايات السبع كما في رواية عائشة أم المؤمنين عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( سيعوذُ بهذا البيتِ - يعني الكعبةَ قومٌ ليسَتْ لهمْ مَنعةٌ ولا عددٌ ولا عٌدةٌ . يُبعثُ إليهمْ جيشٌ . حتى إذا كانوا ببيداءَ مِنَ الأرضِ خُسِفَ بِهِمْ) ( الراوي: عائشة أم المؤمنين- المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:2883 خلاصة حكم المحدث: صحيح). وعندما يُهزم أصحاب الرايات السبع ويتوقف القتال عند الكعبة ويرى الناس تقوى وورع المهدي رضي الله عنه لإعتزاله القتال عند الكعبة مع ما يشهد له بذلك من إسمه ونسبه وأوصافه، كما في رواية عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج في آخرِ الزمانِ رجلٌ من ولدي اسمُه كاسمي ، وكُنيتُه كنيتي ، يملأُ الأرضَ عدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا ، وذلك هو المهديُّ) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن تيمية - المصدر: منهاج السنة - الصفحة أو الرقم: 8/254 خلاصة حكم المحدث: صحيح )، وكما في رواية أبو سعيد الخدري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، يملك سبع سنين) (الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 9244 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). عندئذٍ يبايعونه خليفة عليهم وهو كاره لذلك وهذا برهان قاطع على أنه رضي الله عنه كان في نيته فقط وقف إستحلال أهل البيت القتال عنده ولم يكن طامعاً في الخلافة. فعندئذ يخرج إليه جيشٌ من الشام قاصداً قتله فيخسف الله بهم صحراء بين المدينة المنورة ومكة المكرمة عند وادي ذي الحليفة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيصبح عنده قوةً ومنعةً تمكنه من نصرة دين الله الإسلام، كما في رواية هند بنت أبي سلمة ( ويبعث إليه جيش من الشام فيخسف به بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشا رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون وفي رواية فيلبث تسع .)

قد يكون المقصود بالخسف بجزيرة العرب المذكور في رواية حذيفة بن أسيد الغفاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعةَ . قال " إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ " . فذكر الدخانَ ، والدجالَ ، والدابةَ ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها ، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويأجوجَ ومأجوجَ . وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ،وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ . وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم) (. الراوي: حذيفة بن أسيد الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم:2901 خلاصة حكم المحدث: صحيح)، هو الخسف بالجيش القادم من الشام لقتل المهدي رضي الله عنه والذي يكون في بيداء بين المدينة المنورة ومكة، ويجب التنبيه إلى أن الترتيب اللفظي للخسوف الثلاثة ليس بالضرورة أن يفيد ترتيبها زمانياً أي قد يحدث الخسف بجزيرة العرب قبل الخسف بالمغرب أو قبل الخسف بالمشرق أو قد يحدث خسف بالمغرب قبل خسف بالمشرق. (والله أعلم)

ت****) فتح المهدي لجزيرة العرب ثم لبيت المقدس ثم غزوه لبلاد فارس ثم غزوه للروم :
عندما يُبايع المهدي رضي الله عنه خليفةً على المسلمين يصبح عنده منعة وقوة بمن معه من أبدال الشام وعصائب أهل العراق ومن تبقى من أصحاب الرايات السود الثلاثة ومن ينضم إليه من المسلمين، فيغزو الجزيرة العربية لكي يُطهرها من المنافقين والظالمين كما في رواية نافع بن أبي وقاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ... تغزون جزيرةَ العربِ ، فيفتحُها اللهُ . ثم فارسٌ ، فيفتحُها اللهُ . ثم تغزون الرومَ ، فيفتحها اللهُ . ثم تغزون الدَّجالَ ، فيفتحه اللهُ " . قال فقال نافعٌ : يا جابرُ ! لا نرى الدَّجالَ يخرج حتى تُفتَحَ الروم). ( الراوي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2900 خلاصة حكم المحدث: صحيح). ثم يتجه المهدي بجيشه لفتح بيت المقدس وتطهيره من رجس ودنس اليهود الملعونين لما رواه معاذ بن جبل عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( عمرانُ بيتِ المقدس: خرابُ يثربَ، وخرابُ يثربَ : خروجُ الملحمةِ : وخروجُ الملحمة ِ: فتح قسطنطينيةَ، وفتحُ قسطنطينيةَ : خروجُ الدجالِ). ( الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم:5350 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن). فعمران بيت المقدس لا يكون إلا بعد فتحه ويكون قبل خروج الملحمة أي غزو الروم، وفي رواية نافع بن أبي وقاص يغزو المسلمون فارس قبل غزو الروم فأيهما يحدث قبل الآخر، فتح بيت المقدس أم غزو فارس؟ الظاهر أن فتح بيت المقدس يحدث قبل غزو فارس لقوله تعالى (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ) (الإسراء:7-8). فمذكور في الآية أن المسلمين سوف يدخلوا المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويسوءوا وجوه اليهود كناية عن كسر المسلمين لليهود وقهرهم وإذلالهم بذل الهزيمة والخزي وليس قتلهم أو إبادتهم لأنه في الآية التالية يُخاطب سبحانه وتعالى اليهود وهو القوي العزيز الغني عن العالمين بخطاب ترجي الأمر المحبوب وهو ترجي توبة اليهود عن كفرهم وإفسادهم في الأرض والدخول في دين الله الإسلام بقول (عسى ربكم أن يرحمكم) ثم يخبرهم بأنهم إذا عادوا إلى الكفر والإفساد ومحاربة الإسلام سوف يكون مصيرهم جهنم خالدين فيها بقول (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ) وكما هو معلوم فإن الخلود في جهنم لا يتحقق ويثبت للكافر إلا عند موته على الكفر. مما يعني أنه عندما يفتح المسلمون بيت المقدس وينهزم اليهود ويُطردوا خارج أرض فلسطين المقدسة عندئذ يلتجئون إلى بلاد فارس والشاهد لذلك أنه عندما يخرج الدجال فإنه يخرج من خراسان وهي بلد فارسي ويتبعه سبعون ألفاً من يهود أصبهان وهي كذلك بلد فارسي، أما أفغانستان فهي لا يوجد فيها بلد بإسم خرسان في الوقت الحالي بالرغم من أن جزء من خراسان التاريخية موجود في الأراضي الأفغانية ولكن يجب التنبيه إلى أنه لا وجود لليهود في أفغانستان مما يؤكد خروج الدجال من بلاد فارس مع أتباعه اليهود. ولكن ما الذي يجعل بلاد فارس تستضيف اليهود الملعونين بالرغم من وجود عداوة بينهما في الوقت الحالي؟!!! الجواب، أن الصراع بين اليهود وبلاد فارس هو ليس صراع عقدي إنما صراع نفوذ وصراع مصالح وهذه الحقيقة إنكشفت وظهرت على إثر الثورة السورية المباركة، فعندما يظهر المهدي رضي الله عنه ويشهد لأهل السنة بالهداية والصواب ويخطئ الشيعة ويبين لهم ضلالهم، عندئذ يجحدون بالمهدي ويكفرون به وينكرون أنه هو المهدي المنتظر الذي كانوا ينتظروه فيستضيفوا اليهود لأنهم أعداء المهدي وأعداء أهل السنة مما يجعل المهدي وأتباعه يتحالفون مع الروم لغزو بلاد فارس، كما روى أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( تُصالِحونَ الرُّومَ صُلحًا آمِنًا حتَّى تَغزوا أنتم وهم عدوًّا مِن ورائِهم فتُنصَرونَ وتغنَمونَ وتنصرِفونَ حتَّى تنزِلوا بمَرْجٍ ذي تلولٍ فيقولُ قائلٌ مِن الرُّومِ : غلَب الصَّليبُ ويقولُ قائلٌ مِن المُسلِمينَ : بلِ اللهُ غلَب فيثورُ المُسلِمُ إلى صليبِهم وهو منه غيرُ بعيدٍ فيدُقُّه وتثُورُ الرُّومُ إلى كاسرِ صليبِهم فيضرِبونَ عُنقَه ويثُورُ المُسلِمونَ إلى أسلحتِهم فيقتَتِلونَ فيُكرِمُ اللهُ تلك العِصابةَ مِن المُسلِمينَ بالشَّهادةِ فتقولُ الرُّومُ لصاحبِ الرُّومِ : كفَيْناك العرَبَ فيجتَمِعونَ لِلملحمةِ فيأتونَكم تحتَ ثمانينَ غايةً تحتَ كلِّ غايةٍ اثنا عشَرَ ألفًا ) ( الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 2991 خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه ). ولكن ما الذي يجعل الروم تحالف المهدي وأتباعه المسلمين؟ عندما يفتح المهدي بيت المقدس ويُخزي الله اليهودَ ويحل الدمار بالولايات المتحدة الأمريكية الحليف الحميم لليهود إما بالخسف الذي يحدث بالمغرب كما في رواية حذيفة بن أسيد الغفاري ( ... وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ،وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ ... . ( أو بالإنهيار الإقتصادي والله أعلم، فعندئذ يتخلى الروم أي الأوروبيون عن حلفهم مع اليهود والأمريكان ويحالفوا المسلمين ويغزو بلاد فارس وينتصرون عليهم كما في رواية أنس بن مالك (تُصالِحونَ الرُّومَ صُلحًا آمِنًا حتَّى تَغزوا أنتم وهم عدوًّا مِن ورائِهم فتُنصَرونَ وتغنَمونَ) والمقصود بعدوٍ من ورائهم هو بلاد فارس التي تقع خلف أوروبا. وعندما ينتصر المسلمون والروم على الفرس يعزو الروم النصر إلى الصليب فيغضب المسلمون فيقاتلوا الروم ويُكرم الله عزوجل جماعة المسلمين بالشهادة كما في رواية أنس بن مالك، وعندئذ ينشق الروم المسلمون عن جيش الروم الذي كانوا يقاتلون تحت رايته بسبب غدر الروم بالمسلمين ونُصرةً لإخوانهم المسلمين ما يجعل الروم يجمعون تسعمائة وستين ألف مقاتل للملحمة مع المسلمين. فعندما ينزل الروم في الأعماق أو في دابق يقصدون إخوانهم الروم المسلمين لقتالهم عقاباً لهم على إنشقاقهم عنهم فيرفض جيش المدينة من المسلمين ذلك ويحصل القتال العنيف وتحدث الملحمة فيفر ثلثُ جيش المسلمين لا يتوب الله عليهم أبداً ويستشهد ثلثٌ في أربعة أيام من القتال هم أفضل الشهداء عند الله وينتصر ثلثٌ لا يفتنون أبداً ويهلك جيش الروم هلاكاً عظيماً ثم يفتح المسلمون القسطنطينية كما في رواية أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لا تقومُ الساعةُ حتَّى ينزلَ الرومُ بالأعماقِ ، أوْ بدابقٍ . فيخرجُ إليهمْ جيشٌ مِنَ المدينةِ . مِنْ خيارِ أهلِ الأرضِ يومئذٍ . فإذا تصافُّوا قالتِ الرومُ : خلُّوا بينَنا وبينَ الذينَ سُبُوْا مِنَّا نقاتلُهُمْ . فيقولُ المسلمونَ : لا . واللهِ ! لا نُخلِّي بينَكمْ وبينَ إخوانِنا . فيقاتلونَهُمْ . فينهزمُ ثلثٌ لا يتوبُ اللهُ عليهمْ أبدًا . ويقتلُ ثلثُهمْ ، أفضلُ الشهداءِ عندَ اللهِ . ويفتتحُ الثلثُ . لا يُفتنونَ أبدًا . فيفتتحونَ قُسطنطينيةَ . فبينَما همْ يقتسمونَ الغنائمَ ، قدْ علَّقوا سيوفَهُمْ بالزيتونِ ، إذْ صاحَ فيهم الشيطانُ : إنَّ المسيحَ قدْ خلَفَكمْ في أهليكُمْ . فيخرجونَ . وذلكَ باطلٌ . فإذا جاءُوا الشامَ خرجَ . فبينَما همْ يعدونَ للقتالِ ، يسوونَ الصفوفَ ، إذْ أُقيمتِ الصلاةُ . فينزلُ عِيسى ابنُ مريمَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فأمَّهُمْ . فإذا رآهُ عدوُّ اللهِ ، ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ . فلوْ تركَهُ لانذابَ حتى يهلكَ . ولكنْ يقتلُهُ اللهُ بيدِهِ . فيريهِمْ دمَهُ في حربتِهِ ). ( الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2897 خلاصة حكم المحدث: صحيح ).

وكذلك كما في رواية يسير بن جابر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( هاجت ريحٌ حمراءُ بالكوفةِ . فجاء رجلٌ ليس له هجيري إلا : يا عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ ! جاءت الساعةُ . قال فقعد وكان مُتَّكئًا . فقال : إنَّ الساعةَ لا تقومُ ، حتى لا يُقسَم ميراثٌ ، ولا يُفرح بغنيمةٍ . ثم قال بيده هكذا ( ونحاها نحو الشامِ ) فقال : عدوٌّ يجمعون لأهل الإسلامِ ويجمع لهم أهلُ الإسلامِ . قلتُ : الرومَ تعني ؟ قال : نعم . وتكون عند ذاكم القتالِ رِدَّةٌ شديدةٌ . فيشترطُ المسلمون شُرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً . فيقتتِلون حتى يحجزَ بينهم الليلُ . فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ . كلٌّ غيرُ غالبٍ . وتَفنى الشرطةُ . ثم يشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ . لا ترجع إلا غالبةً . فيقتَتِلون . حتى يحجزَ بينهم الليلِ . فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ . كلُّ غيرُ غالبٍ . وتَفنى الشُّرطةُ . ثم يشترطُ المسلمون شُرطةً للموتِ . لا ترجعُ إلا غالبةً . فيقتَتِلون حتى يُمسوا . فيفيءُ هؤلاءِ وهؤلاءِ . كلٌّ غيرُ غالبٍ . وتَفنى الشُّرطةُ . فإذا كان يومُ الرابعِ ، نهَدَ إليهم بقِيَّةُ أهلِ الإسلامِ . فيجعل اللهُ الدَّبرةَ عليهم . فيقتلون مَقتلةً - إما قال لا يُرى مثلُها ، وإما قال لم يُرَ مثلُها - حتى إنَّ الطائرَ ليمرُّ بجنباتِهم ، فما يُخلِّفُهم حتى يخرَّ ميتًا . فيتعادَّ بنو الأبِ ، كانوا مائةً . فلا يجِدونه بقي منهم إلا الرجلُ الواحدُ . فبأي غنيمةٍ يفرح ؟ أو أيِّ ميراثٍ يقاسمُ ؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأسٍ ، هو أكبرُ من ذلك . فجاءهم الصريخُ ؛ إنَّ الدجالَ قد خلَّفهم في ذراريِهم . فيرفُضون ما في أيديهم . ويقبلون . فيبعثون عشرةَ فوارسٍ طليعةً . قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " إني لأعرف أسماءَهم ، وأسماءَ آبائِهم ، وألوانَ خيولِهم . هم خيرُ فوارسٍ على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ . أو من خيرِ فوارسٍ على ظهر الأرضِ يومئذٍ " . وفي رواية : كنتُ عند ابنِ مسعودٍ فهبَّت ريحٌ حمراءُ . وفي روايةٍ : كنتُ في بيتِ عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ . والبيتُ مَلآنُ . قال فهاجتْ ريحٌ حمراءُ بالكوفةِ) ( .الراوي: يسير بن جابر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2899 خلاصة حكم المحدث: صحيح ).

وقد ذُكر أن المسلمين الذين يفتحون القسطنطينية هم سبعون ألفاً من بني إسحاق كما في رواية أبو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم (سمعتُم بمدينةٍ جانبٌ منها في البرِّ وجانبٌ منها في البحرِ ؟ قالوا نعم يا رسولَ اللهِ ! قال لا تقومُ الساعةُ حتى يغزوَها سبعونَ ألفًا من بني إسحاقَ فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاحٍ ولم يرموا بسهمٍ قالوا لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ فيسقطُ أحدَ جانبيْها قال ثورٌ لا أعلمُه إلا قال الذي في البحرِ ثم يقولوا الثانيةَ لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ فيسقطُ جانبُها الآخرُ ثم يقولوا الثالثةَ لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ فيفرَّجُ لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمونَ المغانمَ إذ جاءهم الصريخُ فقال إنَّ الدجالَ قد خرج فيتركون كلَّ شيءٍ ويرجعونَ). ( الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 2920 خلاصة حكم المحدث: صحيح). وهنا ذُكرت الأغلبية وأُريد الجميع حيث أن هؤلاء السبعون ألفاً هم الأكثرية والعرب أقلية في جيش المسلمين لما ذُكر في رواية أم شريك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( لَيفرنَّ الناسُ من الدجالِ في الجبالِ قالتْ أُمُّ شريكٍ يا رسولَ اللهِ ! فأين العربُ يومئذٍ ؟ قال هم قليلٌ ) (الراوي: أم شريك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2945 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). فعند خروج الدجال يكون العرب أقلية والدجال يخرج بُعيد فتح القسطنطينية مما يفيد أن العرب كانوا أقلية في جيش المسلمين عندما فتحوا القسطنطينية.

ث****) خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام:
بعد أن يفتح المسلمون القسطنطينية وبينما هم يقتسمون الغنائم وإذ الشيطان يصيح فيهم إنَّ المسيحَ قدْ خلَفَكمْ في أهليكُمْ . فيخرجونَ وذلكَ باطلٌ، فإذا جاءُوا الشامَ خرجَ المسيح الدجال فيجول في أقطار الأرض كلها إلا مكة والمدينة فإن الملائكة تصليه بالسيوف كلما حاول إتيانهما فيحاصر الدجال المدينة المنورة كما روى عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يوشِكُ المسلمونَ أنْ يحاصَرُوا إلى المدينَةِ ، حتى يكونَ أبعدَ مسالِحِهمْ سَلَاحٌ). ( الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8181 خلاصة حكم المحدث: صحيح )، وكما أخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: ( ما يبكيكِ؟ قلت: يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كل نقب منها ملكان، فيخرج إليها شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة بفلسطين باب لدّ، فينزل عيسى ابن مريم فيقتله، ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماماً عادلاً وحكماً مقسطا) .

ثم يتجه إلى بيت المقدس ويحاصر هناك جماعة من المسلمين، فأخرج الحاكم وصححه عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة فقيل: قد خرج الدجال فأتينا حذيفة بن أسيد فقلت: هذا الدجال قد خرج؟ فقال اجلس فجلست، فنودي أنها كذبة صباغ فقال حذيفة: ( إن الدجال لو خرج زمانكم لرمته الصبيان بالخزف، ولكنه يخرج في نقص من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، وتُطْوَى له الأرض طيّ فروة الكبش، حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم جبل إيليا فيحاصر عصابة من المسلمين، فيقول لهم الذي عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال ويهزم أصحابه).
ثم يعدُ المسلمون أنفسهم للقتال وهم في الشام فبينما هم يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ويتراجع المهدي له عليه السلام ليؤم المصلين ولكنه يرفض فيؤم المهدي المصلين ثم يقتل عيسى عليه السلام الدجال عند باب اللد الشرقي في فلسطين فيُهزم اليهود ويقتلهم المسلمون ويطهروا الأرض من شرهم عندئذ، كما في رواية أبو أمامة الباهلي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ... قيل : فأين العربُ يَوْمَئِذٍ ؟ قال : هم يَوْمَئِذٍ قليلٌ ، . . . وإمامُهم رجلٌ صالحٌ ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّم يُصَلِّي بهِمُ الصُّبْحَ ، إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريمَ الصُّبْحَ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى ، فيضعُ عيسى يدَه بين كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فَصَلِّ ؛ فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّى بهم إمامُهم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا البابَ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه ...)) . الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7875 خلاصة حكم المحدث: صحيح ). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المراجع:
1) صواعق الأخبار عن المهدي المختار، تأليف حاتم بن مصطفى.
2) القيامة الصغرى وعلامات القيامة الكبرى، تأليف الدكتور عمر الأشقر.