المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللف والنشر المرتب والمتداخل



أهــل الحـديث
03-02-2014, 02:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



اللف والنشر المرتب والمتداخل
قال تعالى:"كذَّبت ثمود وعاد بالقارعة فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية"وقال تعالى"الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"وقال تعالى"فأما من أعطى واتقى وصدَّق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذَّب بالحسنى فسنيسره للعسرى"وقال تعالى:ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله".
وقال امرؤ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي.
وفي الأمثلة المتقدمة أعطي الأول من الأشياء المنشورة للأول من الأشياء الملفوفة،وأعطى الثاني للثاني ،بحسب منزلة المعنى.
ولكن الله تعالى يقول كذلك:" يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ*وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون"(آل عمران106-107)
وفي هاتين الآيتين عدة أمور:-
الأول:تقديم البياض على السواد تقديم بالأهمية المعنوية والفضل والشرف.
الثاني:تقديم السواد على البياض تقديم بالأهمية المعنوية عدولا عن الأصل ، حيث إن الآية السابقة تتحدَّث عن العذاب والذين اختلفوا وتفرقُّوا بعد الإيمان ،فالسياق متماثل ، كما قدم السواد تعجيلا بمساءتهم والأصل هو الحديث عن البياض .
الثالث:في قوله تعالى:فأما الذين اسودَّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم"هناك محذوف لا يتطلبه المعنى والكلام مفهوم بدونه والمتكلم يحذف من كلامه مالا يحتاج إليه ،وتقدير هذا المحذوف هو"فيقال لهم"أي:فيقال لهم :أكفرتم بعد إيمانكم"،فالكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم في الأصل وفي العدول عن الأصل