المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم ترك الأول للآخر



أهــل الحـديث
02-02-2014, 02:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ورد في فوائد المجاميع وهوالجزء24 من آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحي المعلمي ص:344
ما نصه:
«*قوله:
والله لا يذهب شيخي باطلا=حتى أبير مالكا وكاهلا
القاتلين الملك الحُلاحِلا=خيرُ معدٍّ حسبا ونائلا
كان يجري على ألسنتنا ضبط مَعدٍّ بفتحتين فتشديد على أنه معد بن عدنان،و"حسباً ونائلًا" تمييز،ثم تنبهت لأن الشعر لامرئ القيس بن حجر الكندي،والمراد بالملك الحُلاحل أبوه،وكندة يمانية لا من معد بن عدنان،ولا أعرف معَدًّا من آباء اليمن،فعلمت أنه مُعِد بضمةٍفكسرة فتشديد،اسم فاعل من الإعداد وأصله:(مُعدِد) فأدغم الدال في الدّال فالتقى ساكنان فكُسِر أولها ،وهو العين فصار مُعد بوزن مُحِب وهو اسم فاعل وفاعله فيه،و"حسبًا ونائلًا" مفعوله،والمراد:خير ملك مُعِدِّ حسبًا ونائلا،أو نحو ذلك.
ثم ذكرت هذا لبعض الفضلاء بأن سألته عن الأبيات فأملاها"خيرُ مَعدٍّ" بفتحتين فشَدٍّ،فذكرت له الاعتراض وما ظهر لي فوافقني على ذلك،ثم قال:ويمكن أن يكون(خيرَ) بالنصب نعتا لـ:(مالكا وكاهلا) وهما من معد بن عدنان.
فقلت له هذا بعيد،أولا لأنَّ الرواية أن هذا اللشطرَ:( خيرُ معدٍّ حسبا ونائلا) بعد قوله:( القاتلين الملك الحُلاحِلا)،وهذا يدل أنه من تمام وصف الملك الحُلاحل،ويبعدُ الرجوع به إلى ما قبله.
وثانيا:أن مدح الموتور لواتره بالشرف خلاف الظاهر.
وثالثا:أن مالكا وكاهلا لم يكونوا بهذه المنزلة،أي بحيث يمدحون بكونهم خير معد بن عدنان حسبًا ونائلًا.
ورابعا:أن امرأ القيس قد ذكرهم في شعره بخلاف المدح.» انتهى منه بلفظه.
قلت:(أحمد مزيد)
لا يخفى ما في تقرير المُعلمي من وجاهة ولو جاز ضبط الألفاظ بخلاف مقتضى الرواية لجاز لنا أن نضبط هذا الحرف كما ضبطه لإحكام بنيانه ورسوخ أركانه، إلا أن الرواية بخلاف ما ذهب إليه وبوفق ما أملى عليه ذلك الفاضل،ولولا اعتصامي بالرواية لما تجرأت على تعقب ذلك الجهبذ المسدد وشفيعي في تعقبه أنه أجاز لنفسه تعقب كل من سبقوه ممن ضبطوا هذا الحرف بخلاف ضبطه له مستندا في ذلك إلى عزوب أذهانهم
عن عدم انتساب كندة إلى معد بن عدنان وقد بنى المعلمي تعقبه على أن كندة يمانية وأن لا يعرف معدًّا من آباء اليمن،لكن من حفظ حجة على من لم يحفظ وفوق كل ذي علم عليم وقد أورد أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين، الوزير المغربي (المتوفى: 418هـ) في كتابه أدب الخواص ص:142 ما نصه:
« قال هشام الكلبي: ذكر بعض النساب أن كندة بن ثور بن عفير بن معاوية بن حيدة بن معد بن عدنان، ويحتجون بقول امرئ القيس:
تالله لا يذهب شيخي باطلاً ... خير معدُّ حسباً ونائلاً
ومن غير هذه الرواية: يا خير شيخٍ حسباً ونائلاً
وقال آخرون إن كندة من ولد عامر بن ربيعة بن نزار بن معد، قالوا: ولذلك كانت محلة كندة وربيعة ودارهما في الجاهلية الجهلاء واحدة، ومناخهم في المواسم معاً، وكانوا متحالفين، متعاقدين، ومما يحقق هذا عندهم قول أبى طالب بن عبد المطلب:
وكندة إذ ترمي الجمار عشية... يجوزها حجاج بكر بن وائلِ
حليفان شدا عقد ما اختلفا له ... وردا عليه عاطفات الوسائلِ
قالوا: يعني بعاطفات الوسائل هاهنا الأرحام، والله اعلم بالصحيح » انتهى من بلفظه.
وبتعقب المعلمي على من سبقه من الأئمة على وجاهته وتعقبي على المعلمي على ما فيه تعلم صدق المقولة السائرة:«كم ترك الأول للآخر».