المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنوان البحث " فاعلية أنشطة الترويح الدرامي في تنمية السلوك التوافقي للأطفال القابلين



طيبه عجام
19-06-2007, 09:26 AM
عنوان البحث " فاعلية أنشطة الترويح الدرامي في تنمية السلوك التوافقي للأطفال القابلين للتعليم بمدارس التربية الفكرية بمدينة طنطا "
اقتضت حكمة الله العلي القدير ألا يكون البشر سواء وان كانوا سواسية لا يتفاضلون إلا بالتقوى ، فمن الناس من
فضلهم في الرزق ، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ومنهم من أتاه الله بسطة في العلم والجسم ، ومنهم من حرم
من بعض حواسه مولود بها أو فقدها في مرض أو حادث خلف عنه عجز من نوع ما .
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية والمراجع العلمية إلى أن " عدد المعوقين ارتفع من 10% حتى وصل إلى 13% من سكان العالم وتجمع هذه النسبة بين الإعاقة الجسمية والعقلية والحسية وتحظى الدول النامية بثلثي هذه النسبة والملاحظ أن الإعاقة الذهنية تمثل نسبة 3.2 من عدد سكان العالم ".

والمعوقين ذهنيا أكثر فئات المعوقين عدد في مصر وتشير المراجع العلمية أن نسبة 1% فقط من عدد المعوقين في الدول العربية بما فيها مصر يختصون بالرعاية بينما نسبة 99% لا يحصلون على أي نوع من الرعاية
ويتفق كل من ريمر Rimmer ( 1994 ) ومواهب إبراهيم وآخرون ( 1995 ) وكمال إبراهيم ( 1996 )
وحلمي محمد وليلى السيد ( 1998 ) ومحمد إبراهيم ( 1999 ) واشرف محمد ( 2000 )أن " الإعاقة
الذهنية هي عبارة عن ذكاء عام دون المتوسط مع نقص عام في السلوك التوافقي وتحدث قبل سن الثامنة عشر " .

ويرى كمال إبراهيم ( 1996 ) أن مهارات السلوك التوافقى كالعناية الشخصية وتناول الطعام والشراب
واللبس وتوجيهالذات والتنقل وتحمل المسئولية والتواصل مع الآخرين يكتسبها الطفل العادي بالمشاهدة و
لا يحتاج إلى التعلم الكثير منها في المدرسة وهو يطور نفسه ويبدع مهارات جديدة ، أما الطفل المعوق
ذهنيا فلا يكتسب هذه المهارات بنفسه وهو في حاجة إلى من يدربه عليها ويعلمه الحياة الاجتماعية وفنونها
ويساعده علي مواجهة المواقف الجديدة فهو لايتعلم إلا بوجود من يعلمه أو يرشده ويحتاج إلى إعادة التعلم
والتدريب مرات كثيرة ونقص هذه المهارات لدى الأطفال المعوقين ذهنيا تؤدى إلى سوء توافقهم الاجتماعي
وبالتالي الاضطرابات في التفاعل الاجتماعية الذي تؤدى إلى مشكلات سلوكية واضطرابات انفعالية
مثل : السلبية والقلق والانسحابية .

ويتفق كل من حلمي محمد وليلى فرحات ( 1998 ) وسهير كامل ( 1990 ) أن النشاط الترويحي للطفل
المعوق يساعد فى إزالة التوتر النفسي وتنشيطه وتدريبه على كثير من العادات الاجتماعية الحسنة
والصفات الخلقية وحثه على التفكير وحل المشكلات وتنمية روح الجماعة عنطريق الاشتراك في
المسابقات والفرق المسرحية وتدريب الطفل المعوق على ضرورة المحافظة على النظام وإطاعة الأوامر
وشعور الطفل بأنه مفيد للمجموعة التي ينتمي إليها وإتاحة الفرصة له لكي يتفوق فى نواح قد يمكنه أن
يبرز فيها لإشباع حاجاته والشعور بالنجاح ويكتسب الطفل الثقة بالنفس وهى نقطة هامة بالنسبة لهؤلاء
الأطفال الذين يعانون كثير من الفشل في حياتهم كذلك تفيد الأنشطة الترويحية في حث الطفل على التفكير
وتنفيذ المعلومات والعمل على حل المشكلات ونمو اللغة ومساعدته على إصلاح عيوب النطق .

وتضيف تهاني عبد السلام أنه من الصعب عمل قائمة بأنواع الأنشطة الترويحية التي يمكن أن يمارسها
المعوقين حسب قدراتهم وإمكاناتهم فمثلا المعوقين ذهنيا وكثير منهم نجدهم يميلون إلى الأنشطة الموسيقية
وأنشطة الخلاء والأنشطة الدرامية .

وتشير شبكات المعلومات أن الأنشطة الترويحية و خاصة النشاط الدرامي للطفل المعوق له دورا هاما فى
تنمية الذكاء والسلوك التوافقى لدى الأطفال وهذا الدور ينبع من استماع الطفل المعوق إلى حكايات
وروايتها
وممارسة الألعاب القائمة على المشاهدة الخالية من شأنها جميعا أن تنمى قدراته على
التفكير .
و أن أنشطة الترويح الدرامي قادرة على تنمية اللغة وبالتالي تنمية الذكاء والتوافق الاجتماعي لدى الطفل
المعوق فهي تساعد الأطفال على التخيلي ويتمتع الأطفال الذين يشتركون في المسرح بحسن التوافق النفسي
الاجتماعي ونضج الشخصي
فالأنشطة الدرامية تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال المؤثرة فى تكوين اتجاهات الطفل وميوله وإشباع
حاجاته ورغباته .

كما يشير كمال الدين حسين ( 2002 ) أن أنشطة الترويح الدرامي تعمل على المساعدة على إدماج الطفل في
المجتمع وإكسابه العديد من الخبرات حيث أنها تتميز بالأداء الدرامي التي يكتسب خلالها الطفل العديد من
القدرات والمفاهيم والسمات التي تميز نموه وتساعده على النمو سواء للمفاهيم والقدرات المناسبة لأغلب الجوانب
الحياتية المختلفة .
ويشمل الترويح الدرامي العديد من الأنشطة مثل :
1- نشاط الدراما الإبداعية . 2- النشاط التمثيلي .
3- نشاط التربية المسرحية . 4- نشاط مسرحة المناهج .

ومن خلال اطلاع الباحثة علىالمراجع و الدراسات السابقة لاحظت أن أنسب الأنشطة الترويح الدرامي التي
تتناسب مع المعوق ذهنيا هي نشاط الدراما الإبداعية.

حيث أن الدراما الإبداعية تتضمنكثير من الجوانب الترويحية للأطفال وخاصة إنها امتداد اللعب الإيهامي
( التخيلي ) ، لكن تمتاز عن اللعب الإيهامي بخضوعها للتقنين والملاحظة كما تهدف إلى مساعدة الطفل على ا
لنمو السوي وإشباع احتياجاته النفسية والاجتماعية بداية من رعاية القدرات الإبداعية لديه وإثراء خياله ونهاية
بالتعمق فى فنون الدراما في إطار يحقق المتعة و السعادةمن خلال ما تتضمنه من جوانب ترويحية .

مشكلة البحث وأهميتها :
أن الطفل المعوق يحتاج إلى رعاية من معين تتناسب مع ما لديه من قدرات وان يأخذ حقه الطبيعي فى الرعاية
والتأهيل لكي يستطيع أن يعيش حياة فى استقرار إلى حد ما .
ومما سبق لاحظت الباحثة من خلال قراءتها والاطلاع أن أنشطة الترويح الدرامي تساعد بقدر كبير فى تنمية ا
لعديد من المهارات الاجتماعية التي تحقق التكيف الاجتماعي للأطفال المعوقين بدرجة ملحوظة بما فيها من
جوانب متعددة سواء تعليمية ومهارية وترويحية .

كما قد تسهم أنشطة الترويح الدرامي فى التوافق بين المعوق والبيئة التي يعيش فيها وتحرر الطفل المعوق من
مشاعره السلبية التي تعوق أداءه الاجتماعي وتنمية وتدعيم المظاهر السلوكية الإيجابية لديه وهذا ما دفع الباحثة
للتفكير فى إمكانية توظيف الأنشطة الدرامية بما فيها من جوانب ترويحية يشير إليها بـ " أنشطة الترويح الدرامي
" مع الأطفال المعوقين ذهنيا فى محاولة تنمية السلوك التوافقى .
هدف البحث :
تهدف الدراسة إلى التعرف على مدى فاعلية أنشطة الترويح الدرامي في تنمية السلوك التوافقي ( للمعوقين ذهنيا ) القابلين للتعليم .
تساؤلات البحث :-
1- كيف يمكن توظيف الترويح الدرامي مع الأطفال المعوقين ذهنيا ؟
2- هل يمكن تنمية السلوك التوافقى من خلال الأنشطة الترويح الدرامي ؟
3- هل أنشطة الترويح الدرامي تحقق المتعة والسعادة للأطفال المعوقين ذهنيا ( القابلين للتعليم ) ؟

إجراءات البحث :
1- المنهج المستخدم : استخدم الباحثة المنهج التجريبي لمناسبته لطبيعة البحث .
2- مجالات البحث :
أ- المجال الزمني
استغرق تطبيق البحث مدة 3 شهور في الفترة من ( أكتوبر 2004 إلى يناير 2005 )
ب- المجال الجغرافي
محافظة الغربية – مدينة طنطا - مدرسة التربية الفكرية بطنطا

ج- المجال البشري
مجتمع التلاميذ القابلين للتعليم بمدرسة التربية الفكرية بطنطا


3- عينة البحث :
يمثل مجتمع هذا البحث بعض التلاميذ المعوقين ذهنيا القابلين للتعليم بمدرسة التربية الفكرية بطنطا للعام
الدراسي 2004 / 2005 وتتراوح نسبة ذكائهم من 50 – 70 وعمرهم الزمني من 8 : 12 سنة
وعمرهم العقلي من 4 : 6 سنوات

وقد تم اختيار عينة البحث بالطريقة العمدية وبلغ عدد أفراد العينة ( 27 ) موزعة ما بين عينة التجربة الاستطلاعية

و الأساسية.
4- أدوات البحث :
اولا : مقياس السلوك التوافقي لجمعية التخلف العقلي الأمريكية
(ترجمة و إعداد صفوت فرج وناهد رمزي )

ثانيا : الاستبيان
والهدف منه استطلاع رأي المحكمين ( المساعدين ) في كيفية المشاركة و الحضور في البرنامج المقترح و كذلك مستوى الأداء و الحالة الوجدانية للأطفال المشتركين في البرنامج


ثالثا : البرنامج الدراما الإبداعية المقترح : إعداد الباحثة
الذي تم تطبيقه على الأطفال بواقع (36 ) وحدة ثلاث مرات أسبوعيا و زمن كل وحدة 60 دقيقة
5- الدراسة الاستطلاعية :
قامت الباحثة بإجراء دراسة استطلاعية تمهيدية للدراسة الأساسية الهدف منها هو :
- التعرف على مدارس المعوقين ذهنيا بمحافظة الغربية لاختيار انسب المدارس لإجراء البحث الحالي
من حيث عدد التلاميذ ،درجة الإعاقة ، نسبة الذكاء ، العمر الزمني
- التعرف على البرامج و الأنشطة التي تقدم للمعوقين بهذه المدارس
- التعرف على مدى الاهتمام بأنشطة الدرامية داخل هذه المدارس
- التعرف على مدى ملائمة أنشطة الترويح الدرامي لقدرات و احتياجات و ميول وطبيعة أطفال العينة
من ( المعوقين ذهنيا القابلين للتعليم ) وذلك من خلال تطبيق ثلاث وحدات تجريبية
- تطبيق مقياس السلوك التوافقي قبل وبعد تنفيذ الوحدات
6- الدراسة الأساسية :
بعد التأكد من صلاحيةوملاءمة برنامج الدراما الإبداعية المقترح , قامت الباحثة بتطبيقها علي أفراد العينة الأساسية .

الاستخلاصات :
على ضوء نتائج هذا البحث وفي حدود عينته و المنهج المستخدم و إجراءاته استخلصت الباحثة ما يلي :-

1- برنامج الدراما الإبداعية المقترح ساهم بقوة في رفع مستوى السلوك النمائي
( الجزء الأول من مقياس السلوك التوافقي ) للأطفال المعوقين ذهنيا ( القابلين للتعليم) وهذا التأثير الإيجابي
للبرنامج يعتبر ذو حجم كبير ويمكن الاعتماد عليه في تطوير أداء و سلوك الأطفال المعوقين ذهنيا القابلين للتعليم

2- برنامج الدراما الإبداعية المقترح ساهم بقوة في خفض مستوى الانحرافات السلوكية
( الجزء الثاني من مقياس السلوك التوافقي ) للأطفال المعوقين ذهنيا ( القابلين للتعليم) وهذا التأثير الإيجابي
للبرنامج يعتبر ذو حجم كبير ويمكن الاعتماد عليه في تطوير أداء و سلوك الأطفال المعوقين ذهنيا القابلين للتعليم

3- أنشطة الترويح الدرامي حققت المتعة و السعادة للأطفال المعوقين ذهنيا ( القابلين للتعليم )
وبذلك فقد أسفرت النتائج عن وجود علاقة قوية بين أنشطة الترويح الدرامي وتنمية السلوك التوافقي وان أنشطة
الترويح الدرامي ذات دور فعال في تنمية السلوك التوافقي

التوصيات :
انطلاقا مما أسفرت عنه نتائج هذا البحث توصي الباحثة بما يلي :
1- تنفيذ برنامج الدراما الإبداعية على عينات اكبر من الأطفال المعوقين ذهنيا
2- الاهتمام بأنشطة الترويح الدرامي وتعميمها داخل المدارس الخاصة بهؤلاء الأطفال
3- تخصيص وقت كافي لأنشطة الترويح الدرامي داخل مدارس التربية الفكرية و إتاحة الفرصة لهؤلاء الأطفال بالمشاركة الإيجابية فيها
4- العمل على إعداد كوادر للعمل مع المعوقين ذهنيا
5- الاهتمام بعمل دورات تدريبية لمعلمات الأطفال المعوقين ذهنيا وتوعيتهم بقيمة الدراما
6- ضرورة نشر الوعي الثقافي بين الآباء عن أهمية الدراما الإبداعية للمعوقين ذهنيا
7- تحسين صورة المعوق ذهنيا في البرامج الإعلانية والمواد الفيلمية و المسرحية أسوة بما يقدم العالم المتقدم لان ذلك يحسن من الثقافة الشائعة في المجتمع و يساعد على نجاح الاتجاه الحديث في أسلوب رعاية الأطفال المعوقين ذهنيا
8- استكمال المسيرة بإجراء بحوث تهتم بالأطفال المعوقين ذهنيا
9- إجراء بحوث تهتم بمدرسين مدارس التربية الفكرية ، و ترفع من قدراتهم العلمية و العملية