المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مواقف العزة



أهــل الحـديث
01-02-2014, 02:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في المستدرك على الصحيحين للحاكم 6050 (3/ 551)
- عن عراك بن مالك أن حكيم بن حزام قال : كان محمد النبي أحب الناس إلي في الجاهلية فلما تنبأ و خرج إلى المدينة خرج حكيم بن حزام الموسم فوجد حلة لذي يزن تباع بخمسين درهما فاشتراها ليهديها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدم بها عليه و أراده على قبضها هدية فأبى عليه قال : عبيد الله : حسبت أنه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئا و لكن أخذناها بالثمن فأعطيتها إياه حتى أتى المدينة فلبسها فرأيتها عليه على المنبر فلم أر شيئا قط أحسن منه فيها يومئذ ثم أعطاها أسامة بن زيد فرآها حكيم على أسامة فقال : يا أسامة أنت تلبس حلة ذي يزن ؟ قال : نعم لأنا خير من ذي يزن و لأبي خير من أبيه و لأمي خير من أمه قال حكيم : فانطلقت إلى مكة أعجبهم بقول أسامة .
ورواه أحمد في المسند 15323 (24/ 39)، والطبراني في معجمه الكبير ج 3/ ص 202 حديث رقم: 3125،وصححه الحاكم والذهبي
هذا الفتى المسلم، كان يشعر بأنه أفضل من ذي يزن ملك اليمن، لماذا؟ لأنه مسلم وذاك كان كافرًا،
فأصغر رجل من المسلمين هو أفضل من ملوك ورؤساء الدول الكافرة كلها، لا لشيء سوى أن هذا مسلم وذاك كافر.
إن مجرد كون الرجل مسلمًا دون النظر إلى ما يملك أو إلى ما عنده أو إلى نسبه أو إلى أي دولة ينتمي، كونه مسلمًا فقط لا يعدله شيء، فهو عزيز عند الله عز وجل.

يقول الله تعالى :  قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير  [آل عمران : 26]
فالله سبحانه هو المعز الحقيقي لمن يشاء إعزازه من البشر ، بما يقيض له من الأسباب الموجبة للعز ،

ويقول سبحانه : {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10]

ويقول سبحانه : { يقولون : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين . ولكن المنافقين لا يعلمون } [ المنافقون :8]

العزة الشرعية :
هي التي ترتبط بالله تعالى ورسوله ، فيعتز المرء بدينه
ويرتفع بنفسه عن مواضع المهانة ،
متحررا من رق الأهواء ،
لا يسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه ،
والحق الذي يحمله ويدعو إليه

الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى

عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ جَاءَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالُوا : هَذَا أَبُو سُفْيَانَ ، وَعَائِذُ بْنُ عَمْرٍو ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : " هَذَا عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو سُفْيَانَ ، الْإِسْلَامُ أَعَزُّ مِنْ ذَلِكَ ، الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى " .
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى ج6/ص206/ح11935 , والدارقطني في سننه ج3/ص252/ح30 , وحسنه الألباني في الإرواء : 1268 ، وصَحِيح الْجَامِع : 2778

فمجرد أن قدموا ذكر أبي سفيان وهو لم يكن قد أسلم بعد، على ذكر صحابي مسلم جليل أنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قالوا: هذا أبو سفيان وعائذ بن عمرو، قال النبي صلى الله عليه وسلم منكراً عليهم ذلك: (هذا عائذ بن عمرو وأبو سفيان، الإسلام أعز من ذلك، الإسلام يعلو ولا يعلى).

قال أبو بكر الشبلي : ( من اعتز بذي العز فذو العز له عز )(حلية الأولياء (10/374)) .



أحكام شرعية تظهر العزة الإسلامية

• يقول صلى الله عليه وسلم : " لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه " . رواه الترمذي قال الشيخ الألباني : صحيح
فالمعنى أنكم لا تبدؤوهم بالسلام ولا تفسحوا لهم ، فإذا لقوكم فلا تتفرقوا حتى يعبروا بل استمروا على ما أنتم عليه ، واجعلوا الضيق عليهم إن كان في الطريق ضيق . وليس في الحديث تنفير عن الإسلام ، بل فيه إظهار لعزة المسلم وأنه لا يذل لأحد إلا لربه عز وجل .

• وإن صبر الشخص على ما أكره عليه وقتل صار شهيداً والأفضل عند الحنفية والحنابلة عدم التلفظ بالكفر إظهاراً لعزة الإسلام وإعلاءً لكلمة الحق عملاً بقصة خبيب بن عدي

• وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّة تَكُونُ تَحْتَ النَّصْرَانِيِّ أَوْ الْيَهُودِيِّ فَتُسْلِمُ هِيَ , قَالَ : يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا ، الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى عَلَيْهِ .
أخرجه الطحاوى في شرح معاني الآثار 3\257 , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث : 1268 (5/ 109) وقال: وإسناده موقوف صحيح , وعلقه البخارى فى " الجنائز ". وجملة القول أن الحديث حسن مرفوعا بمجموع طريقى عائذ ومعاذ , وصحيح موقوفا والله أعلم.

( من موقف العزة عدم تقريب من أبعده الله )

موقف عمر الفاروق مع النصارى

عيون الأخبار (ص: 18) ابن قتيبة الدينوري
- عن عياض بن أبي موسى أن عمر بن الخطّاب قال لأبي موسى: ادع لي كاتبك ليقرأ لنا صحفاً جاءت من الشأم.
فقال أبو موسى: إنه لا يدخل المسجد. قال عمر: أبه جنابة؟ قال: لا، ولكنّه نصراني. قال: فرفع يده فضرب فخذه حتى كاد يكسرهم ثم قال: ما لك ! قاتلّك اللّه ! أما سمعت قول اللّه عز وجل " يا أيّها الّذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنّصارى أولياء " ! ألا اتخذت رجلاً حنيفياً ! فقال أبو موسى: له دينه وليَ كتابته. فقال عمر: " لا أكرمهم إذ أهانهم اللّه ولا أعزّهم إذ أذلّهم اللّه ولا أدنيهم إذ أقصاهم اللّه " .

وكتب إليه خالد بن الوليد يقول: إن بالشام كاتبًا نصرانيًا لا يقوّم خراج الشام إلا به، فكتب إليه عمر: لا تستعمله، فكتب خالد إلى عمر: إنه لا غنى بنا عنه، فرد عليه: لا تستعمله، فكتب خالد: إذا لم نستعمله ضاع المال، فكتب إليه عمر: مات النصراني والسلام .
يعني : هب أنه مات فما تصنع بعد ، فما تعمله بعد موته فاعمله الآن واستغن عنه بغيره .

( من مواقف العزة تحريك الجيوش نصرة للإسلام والمسلمين )

موقف عمر بن العزيز مع ملك الروم

المحن (ص: 396)و التكملة لكتاب الصلة (1/ 189)
وحدثني سعيد بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أرسل عمر بن عبد العزيز إلى صاحب الروم في القسطنطينية رسولا فأتاه وخرج من عنده يدور فمر بموضع فسمع فيه رجلا يقرأ القرآن ويطحن فأتاه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام مرتين أو ثلاثا ثم سلم فقال له وأنى للمرء بهذا البلد بالسلام في هذا البلد فأعلمه أنه رسول عمر بن عبد العزيز إلى صاحب الروم وقال له ما شأنك فقال إني أسرت من موضع كذا وكذا فأتي بي إلى صاحب الروم فعرض علي النصرانية فأبيت فقال لي إن لم تفعل سملت عينيك فاخترت ديني على بصري فسمل عيني وصيرني في هذا الموضع يرسل إلي كل يوم بحنطة فأطحنها وخبزة فآكلها فلما سار الرسول إلى عمر بن عبد العزيز فأخبره خبر الرجل قال فما فرغت من الخبر حتى رأيت دموع عمر بن عبد العزيز تسيل قد بلت ما بين يديه ثم كتب إلى صاحب الروم أما بعد فقد بلغني خبر فلان ووصف صفته وإني أقسم بالله لئن لم ترسل به إلي لأبعثن إليك من الجنود ما يكون أولهم عندك وآخرهم عندي فلما رجع إليه الرسول قال ما أسرع ما رجعت فدفع إليه كتاب عمر بن عبد العزيز فلما قرأه قال ما كنا لنحمل الرجل الصالح على هذا بل نبعث به إليه
موقف هارون الرشيد ـ رحمه الله ـ مع نقفور

البداية والنهاية (10/ 194)
لما نقض الروم الصلح مع المسلمين وعزلوا ملكتهم وملكوا عليهم نقفور الذي كتب إلى هارون يطلبه برد ما دفعته إليه الملكة السابقة من أموال ،
فقال : من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فان الملكة التي كانت قبلى أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها وذلك من ضعف النساء وحمقهن فإذا قرأت كتابي هذا فاردد إلى ما حملته إليك من الأموال وافتد نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك .
فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ولا يستطيع مخاطبته وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ثم استدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام .
ثم شخص من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنة ملكها وغنم من الأموال شيئا كثيرا وخرب وأحرق فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤدية إليه في كل سنة فأجابه الرشيد إلى ذلك فلما رجع من غزوته وصار بالرقة نقض الكافر العهد وخان الميثاق


( من مواقف العزة الاعتزاز بالإسلام في مواجهة الكفار )

موقف ربعي بن عامر مع رستم الفارسي قبل القادسية

البداية والنهاية (7/ 39)
وهذا ربعي بن عامر يرسله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قبل القادسية رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية وأميرهم،
فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير واظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة وعليه تاجه وغير ذلك من الامتعة الثمينة وقد جلس على سرير من ذهب ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد واقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه فقالوا له ضع سلاحك فقال انى لم آتكم وانما جئتكم حين دعوتموني فان تركتموني هكذا والا رجعت فقال رستم ائذنوا له فاقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فحرق عامتها فقالوا له ما جاء بكم فقال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد الى عبادة الله ومن ضيق الدنيا الى سعتها ومن جور الاديان الى عدل الاسلام فأرسلنا بدينه الى خلقه لتدعوهم اليه فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه ومن ابى قاتلناه ابدا حتى نفضى الى موعود الله قالوا وما موعود الله قال الجنة لمن مات على قتال من ابى والظفر لمن بقي .

ورحم الله محمد إقبال حين قال: إن بريق المدنية الغربية لم يُغْشِ بصري؛ لأني اكتحلت بإثمد المدينة النبوية.