المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتياج المعنوي هو الأساس في التعليق



أهــل الحـديث
01-02-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ا
الاحتياج المعنوي هو الأساس في التعليق
من عادة القرآن الكريم أن يعلق بالقريب بسبب الاحتياج المعنوي ، قال تعالى "فجاءت إحداهما تمشي على استحياء " وشبه الجملة "على استحياء " متعلق بالفعل "تمشي" القريب ،وقد يعلق بالبعيد لأن المعنى لا يسمح بالتعليق مع القريب ،ولا يوجد احتياج معنوي بينه وبين القريب،فالاحتياج المعنوي هو الأساس في التعليق،قال تعالى:ومن يغلل يأت بما غلّ يومَ القيامة ..."(اّل عمران161)
"يوم َ القيامة " ظرف زمان متعلق بيأت وليس بغلّ ،لأن تعليقه بغل ّ يؤدي إلى فساد المعنى حيث لا غلول يوم القيامة ،والعقل لا يسمح بوجود علاقة بين يوم القيامة والغلول، فلا احتياج معنويا بينهما،ولكن ،بما أن الظرف متعلق بيأت فلِم لَم يأت بعده مباشرة كما هو المعتاد؟
هناك سببان لهذا ،أولهما:أن الاّية الكريمة تتحدث عن الغلول ،حيث قال تعالى" وما كان لنبي أن يغلّ " ، وقال بعد ذلك" ومن يغلل يأت " فجاءت الاّية مقدمة قوله تعالى "بما غل " بسبب الاحتياج المعنوي بين أجزاء الآية الكريمة.
ثانيهما:أن "بما غل " شبه جملة بمنزلة المفعول به من ناحية المعنى ،والمفعول به أهم من الظرف في أصل تركيب الجملة العربية، ومثل ذلك قوله تعالى"ولا يحسبن الذين يبخلون بما اّتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة ....." "(اّل عمران180) ويوم القيامة متعلق بيطوقون وليس ببخلوا حيث لا بخل ولا جود يوم القيامة ،وبهذا يترتب الكلام بحسب الأهمية المعنوية.