المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفكيك العلاقة بين الصفة والموصوف



أهــل الحـديث
01-02-2014, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



تفكيك العلاقة بين الصفة والموصوف
يقول النحاة :إن الأصل في الصفة أن تتلو الموصوف ، وسبب ذلك أنَّ الصفة تتمَّة للموصـوف وزيادة في إيضاحه ، والزيادة تكون دون المزيد عليه ، فإذن وجه الكلام أن تبدأ بالموصوف "بالأهم "، فإن كفى وإلاَّ أتبعته ما يزيده بيانا ، "لأن الإنسان يتكلم بحسب الحاجة المعنوية "،وأنَّ الصفة خبر في الحقيقة ، فيجوز لمن قال : جاءني زيدٌ الفاضل أن يقال له : كذبت فيما وصفته أو صدقت ، كما جاز ذلك في الخبر ووجه الشبه بين الخبر والصـفة أنَّ كلاًّ منهما محلٌّ للفائدة ، والأصـل فيه أن يتأخَّر عن مُعتمد الفائدة ، المبتدأ ، والموصوف،ولهذا فالصفة تابعة للموصوف،يتحدث النحاة عن علاقة التلازم بين الصفة والموصوف والترتيب بينهما ،وفي هذا إشارة إلى قوة العلاقة والاحتياج المعنوي بينهما،إلا أن هذه العلاقة قد تجتاحها الحاجة المعنوية عند المتكلم مرة أخرى وتفكك أواصرها ، صانعة نمطا جديدا ،إما بالفصل بين الصفة والموصوف أو بتقديم الصفة على الموصوف أو بتقديم متعلق الصفة على الصفة والموصوف ،وذلك كما يلي:
أ- الفصل بين الصفة والموصوف بالضابط المعنوي:
يقول تعالى"يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانُها لم تكن آمنت من قبل ......" ،فقد فصل بين الموصوف "نفسا" وبين الصفة "لم تكن آمنت من قبل " بالفاعل ،وذلك بسبب حاجة الفعل إلى الفاعل ،ومعنى الآية واضح رغم هذا الفصل.
ب-تقديم الصفة على الموصوف بالضابط المعنوي أو بالضابط اللفظي،وذلك كما يلي:
1- قال تعالى:إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا في الأرض"والآية تترتب من العام إلى الخاص من أجل اتصال لفظ الجلالة"الله" بما بعده بسبب الاحتياج المعنوي.
2- وتقول العرب: قام زيدٌ العاقلان وعمرو .
3- ومنه قول الشاعر
ولستُ مقرًّا للرجال ظلامةً// أبى ذاك عمِّي الأكرمان وخاليا
4- ويقول النابغة الذبيانيّ
والمؤمن العائذاتِ الطيرَ يمسحها// ركبانُ مكَّة بين الغيل والسندِ
5- وقال حسَّان بن ثابت-رضي الله عنه-:
ومـن لـئـيـمٍ عـبـدٍ يـخالفـكم //ليست له دعوةٌ ولا شرفُ
ومما أجاز تقدم الصفة على الموصوف هو بقاء الصفة في حيِّز الموصوف غير بعيدة عنه ،والمعاني واضحة ،والاحتياج المعنوي واضح بين أجزاء التراكيب أو بين الصفة والموصوف.
ج- تقديم متعلق الصفة على الصفة والموصوف:
وقد قدم الشاعر العربي متعلق الصفة على الصفة والموصوف فقال:
فقد والشكُ بيّن لي عناءً // بوشك فراقهم صُرَدٌ يصيح
والمعاني واضحة والعلاقات المعنوية واضحة بين أجزاء التركيب،وإن كان التركيب أقل جمالا،وهذا يعني أن الإنسان يقول كلاما مفهوما وبمستويات بعيدا عن اللبس والتناقض تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي أحيانا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض.