المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور العقل تلقي النقل والاستنباط منه لا أن يعارضه



أهــل الحـديث
31-01-2014, 03:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


دفاع عن السنة النبوية
هل يجوز إنكار حديث نبوي لمخالفته للعقل؟!
بقلم: محمد نور سويد
[email protected]
WWW.SOWYED.COM (http://WWW.SOWYED.COM)

لا يوجد دين أو مبدأ أعطى العقل دوره مثل الإسلام، ولا يوجد كتاب خاطب العقل مثل القرآن، ولا يوجد رجل أو نبي أو رسول حض على استخدام العقل مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلمالرجل الأمي، والأدلة كثيرة جداً وجداً.
إذ يكفي أن تعلم الإحصائية التالية التي قمت بها على الحاسب الآلي لترى الحقيقة الناصعة التي نطق به القرآن:
وردت كلمة العلم ومشتقاتها في القرآن 854 مرة.
وردت كلمة الألباب ومشتقاتها في القرآن 16 مرة.
وردت كلمة التفكر ومشتقاتها في القرآن 18 مرة.
وردت كلمة قرأ ومشتقاتها في القرآن 88 مرة.
وردت كلمة يتدبر ومشتقاتها في القرآن 44 مرة.
وردت كلمة يتذكر ومشتقاتها في القرآن 292 مرة.
وردت كلمة يعقل ومشتقاتها في القرآن 49 مرة.
وردت كلمة ينظر ومشتقاتها في القرآن 129 مرة.
وردت كلمة يبصر ومشتقاتها في القرآن 148 مرة.
وأنت تعلم أن مناط التكليف هو العقل، فمن فقد عقله سقط عنه التكليف.
ودور العقل هو البحث في الموجود، والتأكد من صحة الماضي والاعتبار به، والاستعداد للحاضر والمستقبل.
ودور العقل في الفقه الإسلامي مفتوح من أوسع أبوابه، وهذا يعرفه القاصي والداني، فمكانة العقل في الإسلام لا يستطيع أحد أن يزاود عليها أو أن ينال منها بشيء.
أما أن تستخدم فكرة صلى الله عليه وآله وسلمالتفكير والعقل) في التضليل والتشكيك والإلحاد فهذا تحريف لمكانة التفكير والعقل، واستخدام في غير مكانه، فضلاً عن الجنون الذي يرفضه جميع العقلاء.
واستخدام فكرة التفكير والعقل من أجل التضليل، مثل استخدام فكرة صلى الله عليه وآله وسلمتحرير المرأة) بواسطة إبعادها عن منهج الله تعالى لتعرية جسدها أو تحريضها على الإنفلات الجنسي باسم التحرير والتطوير والتقدم والمعاصرة وأنها نصف المجتمع!!.
وأصبحت المعاني معكوسة، والأفكار متضادة وكل ذلك سنتناوله إن شاء الله بالبيان: بحجة النقل للمؤمنين وحجة العقل للمعاندين.
بقي أن نعرف ما هو موقف العقل عندما نجد حديثاً نبوياً مخالفاً له؟ وكيف نتعامل معه؟
لا بد في بادئ ذي بدء أن نتعرف إلى المقصود من كلمة العقل؟ فهل هو عقلي وعقلك وعقل فلان وفلان؟ أم هو شيء آخر؟ ثم نتعرف على نوعية المخالفة له.
أقول إن العقل المقصود به هو مجموع عقول العقلاء من أهل الاختصاص في المسألة التي يتحدث عنها الحديث النبوي، فإن كان الحديث يبحث في الطب، فإجماع الأطباء يكون هو المقصود بالعقل، وإن كان الحديث النبوي يبحث في أمر اجتماعي فإجماع علماء الاجتماع هو المقصود بالعقل، وإن كان الحديث النبوي يبحث في التشريع فإجماع علماء التشريع هو المقصود بالعقل، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية : صلى الله عليه وآله وسلمصحيح المعقول لا يتعارض مع صحيح المنقول).
وبذلك يخرج العقل غير المتخصص ليفتي في مسألة تخصصية، وكذلك يخرج اختلاف أهل الاختصاص عند وجود اختلافهم، لأن منهم مؤيد ومنهم معارض، فيبقى الحديث النبوي مؤيداً من عقول بعض المتخصصين، ومعارضاً للبعض، وهذا لا يلغي العمل بالحديث النبوي.
وأما في حالة إجماع أهل الاختصاص في مسألة ما على استحالة معنى الحديث النبوي، فهنا ننظر في معنى الحديث:
- هل هو مما يحصل في التجارب البشرية؟:
- فإن كان نعم، توقف العمل بالحديث النبوي إلى أن تستجد وسائل جديدة تلغي الإجماع السابق، أو يكون لمعنى الحديث النبوي معنى مخالف لإجماع أهل التخصص فيبحث عنه.
- وإن كان مجرد عقل فلان لم يرق له المعنى في الحديث النبوي فهذا لا يُسقط العمل بالحديث النبوي، لأن العقل الفردي لا اعتبار له أمام عقول المجموع في مسألة تخصصية تجريبية تأبى التفرد بالرأي.
- وإن كان الحديث النبوي مما هو خبر عن غيب:
فلو أجمعت الدنيا على استحالته، فإننا نقول ونعتقد بحصوله ووقوعه ولو بعد حين إن كان الحديث صحيحاً، وموقفنا هو موقف أبي بكر الصديق  من حادثة الإسراء والمعراج وهو التصديق الكامل لإخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو نفس موقف علي  عندما قال: لو كان الدين بالرأي والعقل لكان مسح الخف من أسفله أولى من أعلاه.
ويبرز بين الفينة والأخرى على مدار التاريخ من يدعي أن العقل يرفض خبراً نبوياً، أو تشريعاً نبوياً بحجة مخالفته لعقله، وقد بينا أن المقصود من مفهوم العقل في الإسلام هو إجماع العقول المتخصصة، لأن غير المتخصصة تكون عابثة في المعاني، وتحتاج إلى مقدمات وعلوم الآلة، أو العلوم الأساسية المادية للفهم.