المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمايز المعنى في إطار أداة التعليل*



أهــل الحـديث
31-01-2014, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



تمايز المعنى في إطار أداة التعليل*
يستخدم القرآن الكريم حروفا عدة للتعليل ، كالتعليل بــ"اللام "، وكي، ولكي، والباء، ومِن، وفي، وعن،وعلى، وأن ، واختيار هذا الحرف أو ذاك نابع من الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، ولا يجوز وقوع حرف مكان آخر ،لأن الكلام اختيار وتأليف تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلاماتها، وتغيير حرف التعليل يؤدي إلى تغيير المعنى ، وفيما يلي طائفة من الآيات القرآنية ، يختلف معناها باختلاف حرف التعليل :-
أولا :التعليل بــ"اللام":
يستخدم القرآن الكريم "اللام" للهدف الآني المحدد السريع والمباشر ،قصير الأمد ، وقد يكون في قلة عدد حروف حرف التعليل واتصاله بالفعل دلالة على هذا ، كما في الآيات الكريمة التالية:قال تعالى" فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق"فقد وعدها الله بردّه ،وأراد أن يعلمها أن وعده حق لا يخلفه ، وبهذا تم العلم وانتهى ،وقال تعالى"ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم "فقد خلقهم لهذا الأمر وانتهى كل شيء ،وقال تعالى"إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا "دعاه ليجزيه أجره وهذا الجزاء لن يتكرر،وقال تعالى"وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها"تم العثور عليهم لهدف محدد وهو أن يعلموا أن وعد الله حق ،وأن الساعة لا شك فيها ،وقد تم العلم وانتهى.
ثانيا : التعليل بــ"كي":
يستخدم القرآن الكريم" كي " مع الهدف المتكرر شبه الدائم ،وهي أطول من اللام ،ويطول الهدف بعدها ،أو هو متوسط الأمد ، كما في الآيات الكريمة التالية:قال تعالى:فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق"وقال تعالى"فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن"رده إليها لكي تفرح به وفرحها دائم بدليل قوله ولا تحزن،وقال تعالى"ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم"هذا الهدف دائم وهوأن لا يكون المال دولة بين الأغنياء ،وقال تعالى"وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا "تكرار الهدف واضح من قوله تعالى"كثيرا".
ثالثا :التعليل بـــ"اللام وكي" :
يستخدم القرآن الكريم "لكي"للهدف الدائم ،وهي تتألف من "اللام "و"كي" والهدف بعدها مستمر،طويل الأمد ، كما في الآيات الكريمة التالية :قال تعالى"ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا"وقال تعالى"ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا"وعدم العلم هدف دائم لا يتغير،وقال تعالى" فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج "وقال تعالى"قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت ايمانهم لكي لا يكون عليك حرج "وعدم الحرج هدف دائم لا يتغير.
رابعا:التعليل بالباء
يستخدم القرآن الباء بمعنى المقابلة ،أي:هذا مقابل هذا ،قال تعالى"ولهم عذاب أليم بما كانوا يَكذِبون "فالعذاب مقابل الكذب .
خامسا: التعليل بـــ"من"
يستخدم القرآن التعليل بــ"من" للسبب الواقع الحالّ ،كما في الآيات الكريمة التالية:قال تعالى"يتوارى من القوم من سوء ما بشر به " وقال تعالى" ولا تقتلوا أولادكم من إملاق".
سادسا:التعليل بـــ"في"
قال تعالى"لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم"وقال تعالى"فذلك الذي لمتنني فيه"هناك تناسب معنوي بين "مس" و"لام" من جهة ،و"في"من جهة أخرى ، وفي الحديث الشريف "أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها " لمّا كان حديث الإفك ظرفا ملابسا للمس و سببا له ، صارحديث الإفك وعاء يصب المس فيه ، أي أن المس يحدث في هذه الظروف وبسببها ، ولما كان حبس الهرة ظرفا ملابسا للدخول وسببا له ، صار الحبس وعاء يحدث الدخول فيه ، أي أن الدخول يحدث في هذه الظروف وبسببها ،ولما كان سيدنا يوسف ظرفا ملابسا للوم وسببا له ، صار وعاء يصب فيه اللوم ، أي أن اللوم يحدث في هذه الظروف وبسببها ، ولهذا جاء بـــ"في"الي تفيد الظرفية لتعبر عن معنى السببية .
سابعا:التعليل بــــ"عن"
قال تعالى"وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه"وقال تعالى" وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك".
يستخدم القرآن الكريم التعليل بــ "عن "حينما تكون معلقة بخبر أو حال تقديره "صادرا" أو "صادرين ".
ثامنا:التعليل بـــ"على"
قال تعالى" ولتكبروا الله على ما هداكم ".
يستخدم القرآن الكريم التعليل بــ"على" ،بمعنى " الشكر والعرفان وردّ الجميل، نقول:شكرته على فعله وحسن خلقه ،فهناك تناسب معنوي بين الفعل "كبر" و"على" و"هداكم" .
تاسعا: التعليل بــــ"أن"
قال تعالى"أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله " أي:أتقتلونه لأنه يقول : ربي الله .
والله أعلم
==================================
*اعتمدت قليلا على كتاب معاني النحو للدكتور فاضل السامرائي