المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتياج المعنوي في قضية اللزوم والتعدي



أهــل الحـديث
30-01-2014, 09:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الاحتياج المعنوي في قضية اللزوم والتعدي

يقسم العلماء الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين :اللازم والمتعدي ،والفعل اللازم هو الفعل الذي لا يحتاج إلى مفعول به ،والمتعدي :هو الفعل الذي يحتاج إلى مفعول به ،وقد يكون المفعول واحدا أو اثنين أو ثلاثة ،(وذلك بحسب الفعل معنى الفعل ودلالته) ،وهذا من البديهيات في النحو.
ولمناقشة موضوع الاحتياج المعنوي في قضية اللزوم والتعدي سأضرب لذلك بعض الأمثلة ،فأقول مثلا: نام الطفل في السرير،وهذه الجملة مبنية على الفعل نام ، وبمجرد ذكر أو سماع هذا الفعل لا يتبادر إلى أذهاننا مفعول به ،لأن فعل النوم لا يدل على مفعول به ولهذا لا نعطي له مفعولا به ، كما هو الحال في الفعل ضرب ، وقد يتبادر إلى أذهاننا الفاعل و وقت النوم ومكان النوم .....إلخ ، لأن هذا الفعل يدل عليها كلها ما عدا المفعول به ،وهذا على عكس الفعل "نوَّم" ،وذكر هذا الفعل أو سماعه يستدعى في ذهن المتكلم أو السامع فاعلا ومفعولا ومكانا وزمانا ......إلخ، ومثله الفعل "أكل"الذي يستدعي شيئا يؤكل،وآكلا ،ووقت أكل ومكان أكل.....إلخ،وعندما يسمع المتكلم الفعل" نام" فإنه لا يستفسر عن مفعول ،وقد يستفسر عن فاعل أو وقت أو مكان أو أي مفعول آخر ،بعكس الفعل نوَّم ،الذي يستدعي إنسانا بحاجة إلى النوم يكون موجودا قبل الفعل "نوَّم" ،وهذا المفعول بحاجة للنوم فيقع عليه فعل النوم ،وهذا شبيه بعملية البحث في جوجل مثلا ،فما أن تضع كلمة ما ،حتى تتجمع من حولك الكثير من المعلومات حول هذه الكلمة أو تلك.
مثال آخر:الفعل استيقظ ،وهذا الفعل لا يستدعي مفعولا ،لأنه لا يدل عليه ، ولا يفكر المستمع في شخص نوقظه "إلا إذا استمع إلى الفعل "أيقظ"،والذي يتطلب ويستدعي شخصا موجودا قبل الفعل يقع عليه فعل الإيقاظ، كماهو الحال في الفعل "ضرب "فذكره يستدعي فاعلا ومفعولا به وغير ذلك من المفاعيل في ذهن المتكلم والسامع ،ومدار الأمر على الفعل الذي تبنى عليه الجملة، فإذا بنينا الجملة على الفعل ضرب،فلا بد أن نذكر له فاعلا ،لأنه لا فعل بلا فاعل ، وإن أعطينا له الفاعل فقط تبق الجملة ناقصة ومفتوحة على احتمالات متعددة ،فيقوم المتكلم ويختار مفعولا لسد احتياجات هذا الفعل الذي بني عليه الكلام ،وعندها لا يسأل المستمع عن مفعول لأن الكلام أصبح تام المعنى.
فالفعل اللازم لا يستدعي في ذهن المتكلم أو السامع مفعولا به ، أما الفعل المتعدي فيستدعي المفاعيل .
وقد فسّر علماؤنا قوله تعالى"وعلم آدم الأسماء كلها" بقولهم :أقدره الله على نطق الكلام ،أو منحه القدرة على الكلام ، ويقول ديكارت:"حتى الأغبياء يتكلمون،فاللغة منحة إلهية ".
فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس، ومع أنني لا أعرف الكثير عن قواعد اللغة الإنجليزية إلا أنني أتحدث الإنجليزية بشكل جيد جدا على الأقل ،
لأن كل إنسان يتحدث اللغة بحسب ثقافته اللغوية، وعندما أردت تحسين قدراتي في اللغة الإنجليزية قرأت معجما ولم اقرأ كتابا في قواعد اللغة الإنجليزية،لأن اللغة تقوم على الدلالة والمعنى ، ولا تقوم على القواعد ، فاللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس .