المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع للرد على منكري السنة والأحاديث



أهــل الحـديث
30-01-2014, 12:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام بارك الله فيكم جميعا

اسمحوا لي بهذا التأويل المتواضع من أخوكم البسيط المتواضع
للرد على منكري السنة والأحادي
ث
فأقول في ذلك أن كتاب الله آياته يقينية قطعية الثبوت ولا شيء يساويها في قطعيتها ولا حديث يجاريها في يقينيتها , وهو كلام الله الذي أراد أن يبلغه لمن استخلفه في الأرض , لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي سبق أن قبل حمل هذا الكتاب كأمانة , فما معنى أن يكون كتاب الله أمانه عند خليفته ؟؟ , أيغلفه ويحتفظ به على الأرفف وفي المكتبات وغير ذلك ؟؟ , أم أن الأمانة أن يسلم الإنسان نفسه تسليما كاملا لما جاء فيه , حتى يكون عبادا حقيقيا لله أي لا يملك من أمره شيئا فتتحول كل أقواله وأفعاله إلى قرآن يمشي , ليس معنى ذلك أن الكائن البشري هذا الذي أطاع الله وتخلق بأخلاقه التي أراد الله أن نتخلق بها جميعا في حدود القدرة البشرية أنه أصبح إله في الأرض!!! والعياذ بالله , بل هذا الخلق العظيم النسبي الذي تخلق به الإنسان هو من خلق الله العظيم المطلق , ولا يصح أن نفهم أن الإنسان الذي استخلفه الله عندما يصل إلى الغاية التي خلق لها ويكون عبدا حقيقيا لله بأنه إله!! ونقدسه على هذا الأساس

وهذا ما وقعت فيه المسيحية لأن الخُلق أو الصبغة الربانية التي اصطبغ بها المسيح عليه السلام هي روح الله القدس التي يؤيد بها جميع الأنبياء , فظنوا أن روح الله ( اللاهوت ) حلت كاملة في جسد المسيح ( الناسوت ) فأصبح المسيح بذلك في زعمهم روح الله الكاملة المطلقة في جسد إنسان , فمهما أيده الله بروح من روحه القدس فهو مجرد إنسان نسبي , فكيف يحل المطلق في النسبي ؟!!
لكن المسلمين بخلاف ذلك نهائيا , فلم يعتبروا رسول الإسلام محمد (ص) إله والعياذ بالله لمجرد أيده الله كالأنبياء السابقين بالروح القدس , بل تناء المسلمين لرسول الإسلام محمد (ص) وصلاتهم عليه أمر من الله لأنه على خلق عظيم , ولأنه أب روحي لكل المؤمنين , ولأنه أرسله رحمة للعالمين , ولأنه أرسله بالشريعة الكاملة , ولأنه أمرنا بالإقتداء به , والتأسي بسنته , ...................... الخ
وإذا صادفنا أي حديث منسوب إلى الرسول (ص) المربي الفاضل والذي أدبه الله فأحسن تأديبه , ولكن هذا الحديث يبدو أنه يتعارض أو يختلف مع آيات القرآن فيجب أن نفسر الحديث بما يتفق مع القرآن وليس العكس لأن القرآن هو الأصل - يعني يجب أن نوفق تفسير الحديث مع تفسير القرآن كمنظومة متكاملة دون أي تعارض وليس العكس

وكلام ( حديث ) الرسول (ص) أيضا وحي من الله يقول تعالى :
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)

وبالتالي الوحي ثلاثة أنواع
أولا : وحي متلو :
1- وحي التبليغ : ( قرآن كريم )
ثانيا : وحي غير متلو :
2- وحى من وراء حجاب : ( حديث قدسي )
3- وحي ( إلهام / كشف / رؤى ) : ( حديث نبوي )
ونستنتج من كل هذا أن جميع أنواع الوحي لا ينطق بها الرسول عن الهوى (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4))
والله سبحانه وتعالى لم يصطفي أناس يختارهم لتبليغ رسالته لباقي خلقة اصطفاء عشوائي أو بمحض الصدفة .. وحاشاه .. ولكنه يصطفي الإنسان الصادق الأمين المثالي والذي اكتملت بنيته النفسية والجسدية والعقلية وأصبح مهيأ لاستقبال الوحي وأيضا بناءا على سيرته الذاتية قبل الاصطفاء .. الاصطفاء ليس عبثا والعياذ بالله

فالرسول بلغ ما أوحي إليه من ربه ( القرآن ) والله وعد بحفظه بأنه عصمه من فتنة الناس وألهمه بتدوينه , والقرآن هو المرجع الأصلي المحفوظ وإذا أردنا أن نفهم كلام الرسول الذي هو وحي إلهام وكشف ورؤى من الله فيجب أن نفهمه في ضوء القرآن الذي هو وحي تبليغ من الله - فكلام الرسول يؤول بما يتفق مع كلام الله , وإذا كان من المستحيل التوفيق بين تفسير الحديث بما يتفق مع تفسير القرآن كمنظومة متكاملة ليس فيها أي تعارض لأن مصدر الوحي واحد أيا كان نوعه والموحى إليه واحد - فيجب أن ندع الرواية جانبا ونأخذ بما يقوله القرآن لأنه المحفوظ لذا مقدم على أي شيء آخر وله الأولوية والأسبقية على أي حديث , وهذا ما أدى إلى تضعيف بعض الأحاديث

الله سبحانه وتعالى ألزم ذاته بحفظ الذكر ( القرآن ) لأنه كلامه على يد خاتم النبيين وهو محمد (ص) الذي تولى تدوينه بواسطة كتبة الوحي وظل هو هو كما أُنزل على الرسول إلى يومنا هذا دون أن يصيبه أي تحريف هذا وعد الله
حيث قال : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ 000000 @
- وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ @ البلاغ فقط أما الحفظ على الله لأنه ألزم ذاته بذلك حيث قال - إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ @ هذا بخصوص كلام الله

أما بخصوص كلام الرسول ليس من المعقول أن الرسول يدون كل كلامه الذي ينطق به أو أفعاله التي يفعلها , ولكن الذي يروي كلامه وأفعاله من عاصروه ثم نفله رواة كثر يتحدثون بما قاله وفعله الرسول نقلا بعضهم عن بعض , وسند الأحاديث عشرات الرواة وهم بشر ليس معصومون من الخطأ , والله سبحانه وتعالى لم يعد بحفظ كلام وأفعال الرسول إنما نقلت إلينا بواسطة بشر على مر العصور والأزمنة , وهذا هو سبب تضعيف بعض الأحاديث لضعف السند , والرسول (ص) نفسه قال ( فما وافق القرآن فخذوه وما كان غير ذلك فدعوه )

وبما أن كلام الرسول ( الذي بلّغ كلام الله للبشرية ) هو تفسير وتوضيح لكلام الله مثل العبادات والحدود وغيرها مما لا يستطيع العقل استيعابه , فلا يمكن أن يكون مخالف أو معارض لكلام الله لأن كلام الرسول وحي إلهام ورؤى وكشف لعلوم القرآن وحقائقه من الله أيضا - إذن المصدر واحد - فإن كان هناك خطأ أو تعارض مع القرآن فالعيب ليس في الوحي أيا كان نوعه سواء إلهام أو رؤى أو كشف والذي أوحى به إلى الرسول المعصوم , أو أن ننكر هذا الوحي بالمرة , ولكن العيب في نقل الوحي بين الرواة عبر العصور والأزمنة من عهد الرسول (ص) إلى يومنا هذا , هذا ما دعى العلماء لتضعيف ما لا يتفق مع القرآن

معلومة مهمة :
الإنسان عبارة عن ( نفس + جسد ) وكل منهما له تربية خاصة وله مربيه كالتالي :
أولا : النفس من عالم الغيب ولكنها موجودة في عالم الشهادة لأنها هي حقيقة الإنسان أي ذاته تقود الجسد , وسوف تعود إلى عالمها يوم ما , وجميع الأنبياء اصطفاهم الله لتربية أنفس المؤمنين بالله وبرسوله تربية روحانية أي بالوحي , ولذلك كل نبي منهم هو بمثابة أب روحي للمؤمنين به فهو يربي أنفسهم مما رباه الله وأيده بهذه الروح , وهو أولى بهذه الأبوة الروحية من غيره , وعلى ذلك فالمؤمنين بهذا النبي هم أبناء روحانيين بالنسبة له , وما ينطبق على النبي ينطبق على أزواجه فهم أمهات المؤمنين روحيا , ويتضح ذلك في سورة الأحزاب
وثانيا : الجسد من عالم الشهادة وهو ليس حقيقة الإنسان بل هو مجرد الهيكل الذي تسعى به النفس في الدنيا , وكل والد ووالدة كلفهم الله بتربية أجساد أولادهم تربية مادية أي من عناصر الطبيعة التي يعيش فيها , ولذلك كل والد بمثابة أب مادي ( جسدي ) لأولاده , فهو يربي أجسادهم مما رزقه الله , وهو أولى بهذه الأبوة الجسدية من غيره , وعلى ذلك فأولاد هذا الوالد هم هم أبناء ماديين بالنسبة له , وما ينطبق على الوالد ينطبق على الوالدة فهي أم لأولادها من الناحية الجسدية فقط

وأخيرا أقول لمنكري السنة , عليكم أن تختاروا لتربية أنفسكم :
• التربية الروحانية ممن هم أهلها أي الأنبياء الذين اصطفاهم الله لهذه المهمة والاقتداء بهم والتأسي بأسوتهم
• أو التربية الشيطانية من شياطين الإنس والجن
أما الجسد فنتفق جميعا ولا نختلف بأن كل مولود يربيه والده , والوالد أب لأولاده بسبب التربية وهم أبناءه , ولكن كافل اليتيم ليس أولى بالأبوة من والد اليتيم

وهؤلاء الأنبياء الذين اصطفاهم الله لتربية أنفس المؤمنين التربية الروحية أي بالوحي فيرتقوا الرقي الروحي وهي عين العبادة التي خلقنا لها , ودرجة العبد عند الله تتوقف على الرقي الروحي

وندعوا الله أن يهدينا جميعا لصراطه المستقيم