المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيدنا سليمان عليه السلام والهدهد



أهــل الحـديث
29-01-2014, 09:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



سيدنا سليمان عليه السلام والهدهد
قال تعالى:اذهب بكتابي هذا فألقه عليهم ثم تولَّ عنهم فانظر ماذا يرجعون*قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم*(النمل28-29)
يختلف النحاة والمفسرون حول قوله تعالى" ثم تولَّ عنهم فانظر ماذا يرجعون" أهو من قبيل التقديم والتأخير أم لا ؟ والذي يبدو لي أن في الآية تقديما وتأخيرا ،والمعنى: فانظر ماذا يرجعون ثم تولَّ عنهم ، للأسباب التالية :
1- أن حرف العطف "ثم" يفيد الترتيب مع التراخي ، وعملية التولية والرجوع ستكون بعد انقضاء زمن النظر فيما يرجعون ، أي أنه ستكون هناك مهلة بين النظر والتولية ، وهذا يناسب حرف العطف "ثم"، ويناسب القول بالتقديم والتأخير ،فهناك إلقاء للكتاب فنظر"فترة معينة" ثم تولية .
2- من خصائص أسلوب القرآن الكريم أنه يجمع بين المعاني المتقاربة ،لأنه يقوم على الاحتياج المعنوي ، ولو كان المعنى المقصود هو: ألقه إليهم فتولَّ عنهم غير بعيد فانظر ماذا يرجعون" لقال تعالى: فتول عنهم" بالفاء ،وليس "ثم تولّ عنهم" لأن من عادة القرآن الكريم أن ينقل لنا الأحداث لحظة بلحظة ، متصلة غير منقطعة ، ومجيء "ثم" هنا يقطع تسلسل الأحداث ، فما الذي حدث بين الإلقاء والمكوث بعيدا ، هناك فاصل لا تحتاجه القصة ، والقرآن الكريم بعيد عن هذا الأسلوب .
3- ونحن نقول عادة: لمع البرق فقصف الرعد ثم نزل المطر ،ولا نقول :لمع البرق ثم نزل المطر فقصف الرعد ،إلا عند التقديم والتأخير ،ولهدف معين .
4- جرى تقديم "ثم تول عنهم" وتأخير"فانظر ماذا يرجعون"من أجل اتصال "ماذا يرجعون "مع الحديث الذي دار بينهم ، وهناك احتياج معنوي بينهما، كما كان في تأخير "ماذا يرجعون " رعاية للفاصلة القرآنية التي تنتهي بحرف النون ،فالإنسان يتحدث تحت رعاية الضابطين :المعنوي واللفظي مع علامات أمن اللبس.