المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستويات تأليف الضمائر المتصلة



أهــل الحـديث
28-01-2014, 11:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مستويات تأليف الضمائر المتصلة
يقول ابن السراج في الأصول :فإذا جئت بالمتصل بعد الفعل فحق هذا الباب أن تبدأ بالأقرب قبل الأبعد وأعني بالأقرب المتكلم قبل المخاطب والمخاطب قبل الغائب ويرتب الرضي الضمائر المتصلة بالفعل من المتكلم إلى المخاطب إلى الغائب فيقول:وضع المتكلم أولا ثم المخاطب ثم الغائب "وابن عقيل يقول:ضمير المتكلم أخص من ضمير المخاطب وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب " (فهذه الضمائر تترتب بحسب منزلة المعنى وقوة العلاقة المعنوية مع الفعل ،والأقرب يتقدم على الأبعد ،ففي المثال:أعطيتكها نجد أن التاء هي الفاعل ،وتتقدم على الكاف والهاء بحسب الأهمية المعنوية ولأن حاجة الفعل للفاعل أشد من حاجته للمفعول ،ولأن الفعل يدل على الفاعل أكثر من دلالته على المفعول ،كما تتقدم "الكاف" وهي المفعول الأول لأنها فاعل من جهة المعنى على "الهاء" وهي المفعول الثاني ،وهي المفعول من جهة المعنى كذلك ،فهي مفعول لفظا ومعنى ) قال تعالى"أنلزمكموها وأنتم لها كارهون" وقالت امرأة للرسول- صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله إني نسجت هذي بيدي لأكسوكها ) ويقول ابن السراج:
وتقول:أعطانيه وأعطانيك ،ويجوز:أعطاكني ، (عدولا عن الأصل ، إن كانت الأهمية المعنوية للمخاطب قبل المتكلم ، ومما يدل على ذلك أنّ هناك فرقا في المعنى بين أعطانيك وأعطاكني ، فالياء في أعطانيك هي المفعول الأول وهي الآخذ ،أي :هي الفاعل من جهة المعنى ،والكاف هي المفعول الثاني وهي المأخوذ من جهة المعنى كذلك ،ومن حق الآخذ أن يتقدم على المأخوذ ، والعكس صحيح في أعطاكني ، قال تعالى عدولا عن الأصل "يؤتي الحكمة من يشاء "فقدم المأخوذ على الآخذ ) فإن بدأ بالغائب قال:أعطاهوني ، أما سيبويه فيقول عن أعطاهوني:هو قبيح لا تكلم العرب به ،أما المبرد فيقول:هذا كلام جيد ليس بقبيح ،(وفي رأيي أن الخفة والثقل على اللسان تلعب دورامع المعنى في تقديم وتأخير الضمائر ، والفرق في المعنى بين أعطانيه وأعطاهوني كالفرق في المعنى بين أعطانيك وأعطاكني ) وقال الله عز وجل " أنلزمكموها وأنتم لها كارهون" فتقول على هذا أعطاه إياك وهو أحسن من أعطاهوك،فإن ذكرت مفعولين كلاهما غائب قلت:المعطاهوه ،وليس بالكثير في كلامهم والأكثرالمعطاه إياه (وقياسا على ما تقدم فإننا نستطيع أن نقول :أعطيتكها ونستطيع أن نقول :أعطيتهاك ،ولكل معنى) وذلك بحسب الأهمية المعنوية ،وكلاهما ليس ثقيلا على اللسان ،ولأن العربي يتكلم بحسب الاحتياج والأهمية المعنوية ، وكلامه مستويات ، وأهم شيء هو أن يكون بعيدا عن اللبس والتناقض .
وقد انشغلنا بهذه القواعد التي تقول هذا يجوز وهذا لا يجوز مع أنه موجود في كلام العرب وبمستويات وبحسب الأهمية المعنوية ،فلماذا ؟؟